الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

الجنس والسياسة.... زمن الثورات والحرب - بقلم هاني جبران
July 28, 2013 14:08

الجنس والسياسة.... زمن الثورات والحرب - بقلم هاني جبران

 
كل الأخبار - إذاعة صوت روسيا
هناك بعض الإعتقادات الأوروبية – الأمريكية لا يتم تداولها كثيرا في الإعلام، تقول إن أحد الأسباب الرئيسة لمطالب الوطن العربي بالحرية، هو الجنس.
تصريحات تثير الكثير من التساؤلات حول مدى حقيقتها في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة
  
هي تصورات مؤلمة من الممكن أن نسمعها اليوم، خاصة أن الجميع يريد أن يطبق تلك الحقوق الجديدة بعد عدد من الثورات التي اجتاحت عالمنا، وهي متغيرات كانت وما تزال تدمر شعبنا من الداخل والخارج معارضا كان الفرد أم مؤيدا، ومهما كانت النظريات فقد يبدو الجنس والسياسة رفيقين غريبين ولكنهما في الغالب أقرب مما نعتقد. ففي الستينات انصهرت معارضة حرب فيتنام ونبذ المعوقات من أمام الجنس في البلدان الغربية في شعار واحد هو: "فلنمارس الجنس وليس الحرب".

العادات والتقاليد ومطالب التغيير
الحرية والمساواة والعدالة والكرامة هو ذاك الجزء الصغير من تلك الشعارات التي وجهت في الثورات العربية التي تدفق إليها عدد كبير من الناس، غير مدركين أن عاداتنا وتقاليدنا ستمسح مثل حضارتنا التي أصبحت اليوم مدمرة بأيدنا إذا لم يكن هناك ضابط وإيقاع للمتغيرات. هذه الثورات بدأت وهي تطالب بإقامة نوع مختلف من العلاقة بين المواطن والحكومة ولكن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من إتساع الآفاق لمعرفة أن هذه الكلمات يمكن كذلك أن تطبق على طريقة تواصل الناس مع بعضهم البعض على المستويين الشخصي والجنسي، أما ما وصلنا إليه من استباحة جنسية تحت مسميات عدة فيثير الكثير من المخاوف حول حقيقة ما يجري.
الطابع العام السائد في مجتمعنا العربي والمفاهيم التقليدية التي تطبقها العائلة العربية مبنية على أساس الجنس في حالة الزواج وإقامة أسرة كاملة متكاملة، وهذه النقطة هي التي كانت دائما تجمع عليها الدولة والدين والعائلة معا، أي أن السياق المقبول للجنس على نطاق واسع والمعترف به اجتماعيا هو الزواج المسجل عند الدولة والمصادق عليه دينيا والموافق عليه من قبل العائلة.للأسف كل هذه التقاليد باتت في طريقها إلى الإنقراض؛ ففي أغلب أحاديثي عن هذا الموضوع أصبحت أفهم أكثر وأكثر أن الطابع الحيواني عند الفرد بات يسيطر ويتفوق على مفهوم الأسرة الصحيحة التي ترعرعنا عليها، بالطبع هذه المواضيع يجب علينا أن نناقشها بطرق أكثر وأوسع ولكن من الخطأ أن نتحول إلى حيوانات شرسة كما يحصل اليوم في العديد من ساحات القتال، فالانسانية كانت دائما تميزنا لا سيما في مجتمعاتنا المحافظة.
في الفترة الأخيرة أصبحت أسمع وألاحظ أن عدد الشباب والشابات الراغبين في الزواج بات يقل، وذلك لأسباب مختلفة منها عدم توفر المال ومشاهدة الأفلام الغربية التي تظهر طرفا من الحياة التي غالبا ما كان مجتمعنا لا يتحدث عنه.
كما هناك مفهوم يقول أن الجنس هو نقيض الرياضة، الجميع يتحدث عن كرة القدم، ولكن بالكاد تجد من يمارس هذه اللعبة، أما الجنس الجميع يمارسه ولكن لا أحد يريد التحدث عنه.
بالطبع الكثير من العرب الذين يريدون مناقشة موضوع الجنس كانوا دائما يتحدثون عنه لكن بطرق سلسة ما يعني خوف مجتمعاتنا من هذا الموضوع، والسؤال هنا يطرح نفسه هو هل لهذه الثورات دور في هذا؟ وهل عاداتنا وتقاليدنا متعلقة بالأنظمة؟ أم أن المواطن العربي الحالي ليس تلك الشخصية التي تستطيع التمسك بمفاهيم أبائنا وأجدادنا التي ورثناها عبر التاريخ.
التاريخ الذي يتغير
قد يصعب اليوم تخيل الأمر، ولكن المجتمع العربي كان متفوقا على الغرب في أغلب مجالاته، أما اليوم فقد إنعكست الآية وحصل تغير بشكل أساسي بسبب السياسة الدولية، حيث بات العرب يرون الغرب اليوم أكثر نجاحا وهذا الرأي للأسف سببه أن أغلب أشكال نمط الحياة التي نطبقها مأخوذة من الغرب.
والأمر لا يقتصر على الجنس ومناقشته فقط، فحتى لو تم تخطي المحرمات، هناك أشياء أكثر خطورة برأي مثل اللغة، فعلى مر القرون تقلصت المفردات، فمثلا كان هناك كتاب من القرن الحادي عشر عنوانه "لغة النكاح" الذي يذكر فيه أكثر من ألف فعل لممارسة الجنس.
نحن اليوم وعندما نقوم بالحديث ومناقشة الجنس للأسف نبتعد عن صحة الكلام ونأخذ الأمر بالطريقة السطحية، وهذا بالطبع يجعلنا أكثر رغبة في الحديث عن هذا الموضوع وأقل فهما له، ما يجعلنا نتراجع إلى الوراء ونتذكر أحد الأساطير التي تقول أننا من سلالة القردة، وهذا الأمر يتأكد في الواقع عندما نرى " الشهوة الحيوانية الجنسية" التي ترافق المتغيرات في الميدان العربي، وعلى رأسها حالات الاغتصاب والمتاجرة بالفتيات القاصرات وغيرها من الوقائع التي تشوه تاريخنا قبل مستقبلنا



  عدد المشاهدات: 1803

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: