الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

سوريا مهد الحضارة - حلب -بقلم : يونس أحمد الناصر
November 27, 2013 00:14

 
كل الأخبار - ثقافة و فن :
وصف حلب كثير من المؤرخين والمستشرقين والرحالة العرب وأقدم من وصفها الرحالة الفارسي / ناصر خسرو القيد ياني/ عام 427 هـ 1035/ م والرحالة محمد بن احمد المعروف بابن جبير /1145- 1217 / م والرحالة ابن بطوطة /1303- 1377 / م وصفها أنها بلد تليق بالخلافة

إن حلب من أهم وأجمل مدن الشرق عمارة و أوسعها تجارة فقد كانت محور التجارة العالمية إلى مختلف أصقاع العالم حتى تاريخ افتتاح قناة السويس مازالت حلب الشهباء رغم تطور الحضارة تحتفظ برونقها المعماري وطابعها القديم فنجد معالمها الأثرية شامخة كقاعتها وأسوارها وخاناتها

أبـواب حلب القديمة

أبواب مدينة حلب القديمة هي المنافذ للدخول والخروج من وإلى المدينة وكانت هذه الأبواب تساهم في ردع الغرباء أو الغزاة من الدخول إلى مدينة حلب, ومن هذه الأبواب:

الباب الأحمر أو باب خندق بالوج :

بُني أيام السلطان عزيز محمد في القرن الثاني عشر. ورُمم أيام قانصوه الغوري في 920/1514م. وقد اندثر الباب بكامله.

والذي هدمه إبراهيم باشا، وبنى من حجارته القشلة (القشلة حسب علمي كلمة ذات أصل تركي وتعني معسكر الجند) في القلعة، ويقع بالقرب منه حاليا حمام الباب الأحمر

والأحمر تحريف الحمر وهي قرية في صحراء حلب من شرقها , وهذا الباب لم يبق له أثر.

وهذه المحلة تعرف بمحلة أغلبك أو غلبك أي ابن البك و عند الناس بمحلة باب الأحمر وأغلبك هو عثمان بن أحمد ابن أحمد بن أغلبك وكان من علماء الأمراء و أمراء العلماء . ويقع بين باب الحديد وباب النيرب .

باب الأربعين :

يقع بين الباب الصغير وباب النصر, قيل سمي بباب الأربعين لأنه خرج منه مرة أربعون ألفا فلم يعودوا , أو لأن بقربه مسجداً فيه أربعون عابداً , وقد هدم

باب انطاكية :

كان يفضي إلى إنطاكية , وعندما فتح المسلمون حلب دخلوها من باب إنطاكية , وكان نقفور ملك الروم قد خرب هذا الباب لما استولى على حلب عام 351هـ , فلما عاد إليها سيف الدولة عام 353هـ بناه , ثم هدمه الناصر صلاح الدين بن يوسف وأعاد بنائه , وبنى عليه برجين .

وفي مدخل هذا الباب نجد كَـلّة معروف, وهي كَـلّة ( كرة حديدية ) معلقة في السقف بسلسلة ومربوطة بعصا وهذه الكَـلّة تخص الشيخ معروف وقد كان يحارب بها .

باب الجِنان :

يلفظه العامة باب الجنين وسمي بذلك لأنه يفضي إلى جنان حلب حيث كان يجري نهر قويق .

هدم سنة 1310هـ ووسعت به الطريق ولم يبق له أثر , وقد كان مركزاً لتحويل النقود وشحن البضائع والتجارة العامة , ويروى أن بباب الجنان طلسما للحيّـات في برج يسمى برج الثعابين حيث لا تضرّ معه حيّة ان لسعت .

وفي باب الجنان قسطل أبي خشبة ويعود إلى القرن السادس عشر الميلادي .

باب الحديد :

سمي بباب الحديد لأن الحوانيت التي تجاوره كان يصنع فيها الحديد ولا يزال حتى يومنا حدّادون قربه , وكان اسمه باب القناة لأنها تعبر منه , وعرف أيضاً بباب بانقوسا , بناه قانصوه الغوري عام 1059هـ .

باب دار العدل :

اندثر , وكان لا يركب منه إلا الملك الظاهر غياث الدين غازي وهو الذي بناه , وكان محل السراي حالياً .

باب السعادة :

يقع بين الكلاسة وباب إنطاكية في موقع خراق الجلّوم حالياً , أنشأه الملك الناصر سنة خمس وأربعين وستمائة, وقد اندثر .

باب السلامة :

يقع على الجسر الذي على نهر قويق خارج باب إنطاكية , اندثر بعد أن خربته الروم أيام سيف الدولة سنة 351 هـ .

باب الصغير :

شرقي دار العدل في موقع حمـّام الناصري حالياً , وقد اندثر .

باب العراق :

كان يخرج منه إلى جهة العراق , وكان موضعه شمالي جامع الطواشي عند حمام الذهب غربي سوق الأصيلة , زعموا أن به حجراً عليه كتابة بخط الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب , جدد الباب أبو علوان ثمال بن صالح المرداسي بعد سنة 420هـ , والآن هو مندثر .

باب الفراديس :

يقع بين باب الفرج وباب النصر , اندثر , أنشأه الملك الظاهر غازي وبنى عليه أبراجه , أغلق بعد وفاته , ثم فتحه الملك الناصر ابن ابنه .

باب الفرج :

هو الباب الصغير سمي بهذا الاسم تفاؤلاً لما وجد من التفريج بفتحه , فتحه الملك الظاهر الغازي و باب الفرج لم يبق له أثر .

باب قِـنّسرين :

يفضى منه إلى قنسرين وكلمة قنسرين بمعنى قن النسور , ومحله قديم قبل الإسلام ,يتألف من أربعة أبواب : باب يلي المدينة ,وباب يلي البرية , وبابان بينهما , وقنسرين تسمى في يومنا العيس , وذكر أن هذا الباب يمكن أن يكون من بناء سيف الدولة أو أنه جدده , ثم جدده الملك الناصر يوسف سنة 654هـ ,

باب المقام :

وسمي الباب القبلي, لأنه يخرج منه إلى المقام المنسوب للخليل , وعرف مدة بباب نفيس .

ولصق الباب من الغرب يقع مسجد ومقام الأربعين وهم الأربعون قطباً من الأولياء وخان الشاوي ولصقه من الشرق يقع القسطل وخلفه مسجد وتكية .

لا يعرف من أنشأ هذا المقام من ملوك الإسلام لكن من المحقق أن الملك العادل نور الدين زنكي جدده وزخرفه وكان يتعبد فيه , وكان هذا المقام كنيسة إلى أيام بني مرداس.

باب النصر :

كان يعرف قديماً بباب اليهود , لأن محال اليهود من داخله ومقابرهم من خارجه , فاستقبح الملك الظاهر غازي وقوع هذا الاسم عليه فسماه باب النصر بعد أن هدمه وبناه , وهو باب قديم مشتمل على ثلاثة أبواب هدم الأول منها مع فتح جادة الخندق.

باب النيرب :

يفضى منه إلى قرية النيرب ولهذا السبب سمي بباب النيرب , بناه الملك الاشرف برسباي , موقعه قرب جامع التوبة , وكانت قنطرة الباب موجودة حتى العقد الثالث من هذا القرن ثم هدمت وقد زالت آثاره .

مدارس حلب القديمة

1. مدرسة الجلبي : وتسمى أيضاً المدرسة الأحمدية , وتقع إلى الشرق من جامع البهرمية يفصله عنها شارع يؤدي إلى المْدينة وقد بنى المدرسة مع وقفها أحمد أفندي بن طه أفندي سنة (1763) , وقد بنى فيها تربة لوالده ثم لعائلة الجلبي تتميز بأعمدتها وأقواس مدببة جميلة من الرخام والحجر الأصفر , أما المدرسة فإلى الشرق من التربة تتألف من صحن صغير في وسطه ميضأة عالية نسبياً وبجوانبها أروقة بأعمدة رخامية وفوق الرواق الجنوبي ثلاث قباب , أما القبلية ففي جدارها محراب من الرخام الأصفر , ويدخل من المسجد إلى غرفة كبيرة معدة للكتب وهناك تسع غرف للطلاب ومطبخ , ومن المعروف أن هذه المدرسة كانت تضم مكتبة غنية بالمخطوطات الهامة حوالي (3000) كتاب معظمها مخطوط وقد ضمت هذه الكتب إلى مكتبة الأوقاف , وكان يتبع المدرسة الأحمدية عدد من المباني في المنطقة كأوقاف لها .

2. مدرسة الحلوية : وهي كاتدرائية حلب العظمى وكانت بيزنطية التراث ومخصصة للسيدة العذراء مريم , وقد أمرت ببنائها القديسة هيلانه أم قسطنطين في القرن الخامس للميلاد ( وسميت بالهيلانية نسبة لبانيتها ) , وقد هدمها كسرى عام (540) م , وجددت أيام حكم جوستنيان , وعند دخول الصليبيين إلى حلب وقيامهم بتخريب دورها والعبث بمساجدها ونبش قبور المسلمين فيها ,عمد القاضي أبو الحسن بن الخشاب إلى تحويلها إلى مسجد عام (1124) م ( وهي إحدى الكنائس الأربعة التي حولها إلى مساجد ) معاقباً بذلك المسيحيين في حلب الذين اعتبرهم من المتعاونين مع الصليبيين في ذلك الحين . ليأتي فيما بعد نور الدين الزنكي ليحولها إلى مدرسة لتدريس الفقه الإسلامي وقد خُصصت للمذهب الحنفي , وقد دَرَّسَ فيها المؤرخ والخطاط الكبير كمال الدين بن العديم ( ومن الجدير بالذكر المحراب الخشبي المخطوط بيده ,الذي يعتبر أحد أهم الآثار الإسلامية ) . ويقال أنها سميت بالحلوية عام (1149) م لأنه كان يوزع فيها الحلاوة و القطايف المحشوة أيام نور الدين الزنكي , ونجد داخل المدرسة ثمانية أعمدة ذات تيجان رائعة تشبه تيجان كنيسة القديس سمعان تعود إلى القرن الخامس للميلاد , ويشاهد عند مدخل المدرسة من الأسفل جرن بازلتي (جرن المعمودية) عليه كتابات سريانية يعود إلى القرن السادس للميلاد .

3. مدرسة الخسروية : وهي عبارة عن مدرسة وتكيّة ومطبخ باسم خسرو باشا الذي كان والي حلب العثماني , وقد بناها له مولاه فروخ بن عبد المنان عام (1546) م وهي أول جامع على طراز كنيسة - آيا صوفيا (في اسطنبول) – يصمم مخططاتها سنان العظيم معمار الإمبراطورية العثمانية , وتتألف القبلية من قاعة كبيرة مربعة بطول (16) متر ذات قبة ارتفاعها (21) متر كتب عليها أسماء الله الحسنى وزينت شبابيكها من الأعلى بقطع من القيشاني البديعة وقامت في الجانب الجنوب الغربي منارة رشيقة طويلة مستديرة الشكل زُينت في أعلاها بحزام من ألواح القيشاني , وتمتاز المدرسة بمحرابها الجميل ذا الرخام الملون وبزخرفة أحجار منبرها , ويوجد أيضاً رواق مقبب بست قبب, وعلى طرفي مدخل الباب تحت قنطرته العظيمة عامودان من الرخام بنقوش بديعة , وقد افتتحت المدرسة الخسروية عام (1340) هـ لتدريس العلوم الدينية والاجتماعية ووضع لها لجنة برئاسة مفتي حلب الشيخ عبد الحميد الكيالي ,وتعرف اليوم باسم الثانوية الشرعية , وقد أطلق عليها لقب – أزهر حلب – ومن المعروف أن جزءاً من هذه المدرسة بني على أنقاض المدرسة الأسدية التي سبق ببنائها أسد الدين شيركوه .

4. مدرسة السلطانية :تسمى كذلك منذ أيام ابن الشحنة وتعرف أيضاً بالمدرسة الظاهرية الجوانية بناها الظاهر غازي ليدفن فيها عام (1223) م كما تذكر الكتابة الموجودة فوق نجفة المدخل, وهي من أجمل مباني الفترة الأيوبية وأشهر المدارس بحلب لها باب كبير مزين بمقرنصات حجرية ورواق فيه أعمدة وتيجان جميلة ومطعم بأشكال هندسية رائعة وفيها غرف للطلبة , وقد أعادت مديرية الآثار ترميمها .

5. مدرسة الرشيدية العسكرية : وتقع بجوار جامع الحيات مقابل القلعة , والرشيدية كانت مدرسة للطلاب الذين بلغوا سن الرشد أي للدراسة فوق الابتدائية , بنيت على طريقة المدارس العثمانية عام (1882) م أيام والي حلب جميل نامق باشا والذي ينسب إليه حي الجميلية , وكانت المدرسة مخصصة للتعليم العسكري وتشغلها حالياً مديرية الخدمات الفنية .

6. المدرسة العصرونية : وكانت تقع إلى الشرق من خان الوزير والى الشمال من جامع الحيات وقد قامت بدلاً منها بناية الأوقاف العصرونية الحديثة , ويرجع أصل المدرسة التي هدمت إلى أيام نور الدين الزنكي الذي أخذها وكانت داراً لأحد وزراء بني مرداس وجعلها مدرسة وقد بنيت حوالي عام (1155) م .

7. المدرسة اليشبكية : وتقع في رأس سوق النشابين المعروف بسوق العبي قرب المدرسة الشاذبختية , بناها الأمير يشبك بن عبد الله اليوسفي المؤيد عام (1397)م ودفن فيها بعد مقتله عام (1401) م , وهي عبارة عن مسجد صغير .

8. المدرسة الشرفية : تقع جنوب سويقة حاتم والى الشرق من الجامع الأموي عند سوق النسوان , يذكر ابن شداد أنها مدرسة للشافعية أسسها الشيخ الإمام شرف الدين أبو طالب المسمى بابن العجمي , وقد صرف على بنائها أكثر من (400)ألف درهم وأوقف عليها أوقاف عظيمة , وقد درّس فيها ابنه محي الدين حتى مقتله شهيداً على يد التتر , وقد بنيت المدرسة بين سنتي ( 1199 ’ 1234 ) وهي تحمل اسم المعمار فقط دون أي كتابة أخرى مما يوحي بأنها لم تستكمل بالكامل . قامت مديرية الأوقاف بترميم المدرسة وحولتها إلى مكتبة وقد فُقد جزء من البناء عند توسيع الشارع المفتوح أمام الجامع الأموي باتجاه القلعة ولم يبق منها سوى بابها المزخرف أيوبي الطراز مع العقد ذي المتدليات والقبلة والمحراب .

9. المدرسة الكلتاوية : نسبت هذه المدرسة إلى بانيها الأمير طقتمر الكلتاوي المتوفي سنة (787) هـ والتي دفن بها , تقع على بعد ( 100 ) م على يسرة الداخل من باب الحديد , وقد تعرضت المدرسة للخراب والاندثار ويحل مكانها اليوم جامع الكلتاوية المحدث \" مدرسة النهضة الإسلامية \" لتكون معهد لتخريج حاملي الشهادات الشرعية .

10. المدرسة الأتابكية \" في السفاحية \" : سميت هذه المدرسة بالأتابكية نسبة الى منشأها الأتابك شهاب الدين طغريل عتيق الملك الظاهر غياث الدين غازي نائب السلطنة بالقلعة الحلبية حيث أنشئت سنة (618) هـ في محلة السفاحية أمام الباب الشرقي لجامع العادلية وكان أول من درس فيها الإمام العالم جمال الدين بن سليمان بن خليفة القرشي, ولم يزل فيها حتى خرج من حلب أسوة مع الذين خرجوا من أهلها فراراً من أيدي التتر الذين أحرقوها , وهي الآن مندثرة تماماً وقد حل مكانها البناء الطابقي .

11. المدرسة الأتابكية \" في الجبيلة \" : أنشأها شهاب الدين طغريل الظاهري سنة (620) هـ وتقع على يسرة الداخل من باب الحديد , وقد أمر بعمارتها على أن تكون مدرسة وخانقاه ومدفن يدفن فيه بعد وفاته , وكان آخر من عين للتدريس فيها بعد والده و هو تقي الدين أحمد بن نظام الدين , وقد حولت منذ زمن غير بعيد إلى مدرسة ابتدائية تسمى \"النجاة\" .

12. المدرسة الشاذبختية : وتعرف باسم مسجد الشيخ معروف ويقع في الطرف الجنوبي من سوق الزرب ( سوق النشابين ) , وهناك لوحة تحمل كتابة نسخيّه تدل على أن هذه المدرسة هي وقف قدمها شاذبخت عتيق الملك العادل محمود بن زنكي لأصحاب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه وقد تم بناؤها في أيام الملك الظاهر غازي عام (1193) م , و الشاذبختية هي مدرسة وتربة ينتهي بابها بنصف كرة و مقرنصات بديعة , وبالداخل غرفة مربعة كان يتقدمها أقواس تهدمت في الوجه الغربي للباحة الداخلية وتعلو القبلية قبة تضم محراباً رائعاً أيوبي الطراز من المرمر وفيه عمودان ينتهيان بتيجان جميلة .

13. المدرسة الشعبانية : واقفها شعبان آغا بن أحمد وكان محصلاً للأموال الأميرية ( تقع بالقرب من شارع السجن حالياً) , وهي مدرسة كبيرة ذات باحة واسعة يتوسطها حوض مربع أحاطت به حديقة جميلة , قام في غرب الباحة رواقان ضخمان اِزدانَ سقفهما بالقباب , يضم الرواق (27) حجرة وفي الجهة الشمالية قامت دار لتدريس العلوم الشرعية..

14. المدرسة الطرنطائية : وتقع شرقي خندق الروم في باب النيرب وقد أصبحت مطلة على الأوتوستراد بعد فتحه , وتنسب هذه المدرسة إلى الأمير سيف الدين طرنطاي بن عبد الله , وقد أنشأ المدرسة عفيف الدين بن محمد شمس الدين سنة (1383) م واتخذها الشيخ محي الدين البادنجكي وخلفاؤه من بعده زاوية لهم , ويذكر أن المدرسة الطرنطائية هي نفسها المدرسة الكمالية العديمية التي شرع ببنائها مؤرخ حلب ابن العديم سنة (1241) م وأنجزها سنة(1251) م , وقد تم تجديدها اثر تدمير هولاكو مدينة حلب عام (1260) م ,وكانت المدرسة عامرة وكأنها حصن يتألف من طابقين في شرقيها (40) حجرة عليا و سفلى وفي شمالها إيوان واسع تم إغلاقه بجدار وكان في وسط صحنها حوض تحت الأرض تصله المياه من القناة وقامت مئذنة صغيرة فوق زاوية البناء الشمالية الشرقية وفي الجهة الغربية رواق يتقدمه أعمدة رشيقة وعالية , أما شمال المدخل من الخارج فهناك حجرة تضم ضريحاً على رأسه خوذه حديد مغطاة بشاش أخضر يقال أن المدفون فيها الشيخ ويس أبو طاسة .

15. المدرسة الظاهرية البرانية : وتقع بين المدرسة الكاملية وجامع الفردوس وتبعد حوالي (500) متر إلى الجنوب من باب المقام , وهي المثال الأكثر غنى لفن عمارة أيام الظاهر غازي , وقد تم إنجازها عام (1219) أي بعد ثلاث سنوات من وفاة الظاهر غازي , تمتاز المدرسة الظاهرية المخصصة للشافعية بزخرفة مدخلها الذي ينتهي في أعلاه بمقرنصات عريضة وجزء قبة يحيط بها إطار من الزخرفة ذات الخطوط المتداخلة الجميلة , ويتألف جناح القبلية من رواق ذي ثلاث قباب في وسطه محراب جميل فقد أحد عموديه, وقام وسط الجناح الشرقي للمدرسة إيوان عالي وفي جنوب الجناح الشرقي قامت غرفة بقبة أكبر من قباب القبلية ومجهزة بفتحة تهوية ,أما الجناح الغربي فقسمه الجنوبي مؤلف من ثلاث غرف مقببة امتازت بمقرنصات زواياها , بينما قام في قسمه الشمالي طابقان توزعت في العلوي غرف طلاب العلم على طرفي الممر وسط الغرف , وقام في وسط باحة المدرسة حوض مربع بزوايا مفصصة بينما امتازت أعمدة الرواقين الشمالي والجنوبي بتيجان رومانية الطراز لا زالت بقايا قطع الخشب ظاهرة فيها , هذا وقد قامت مديرية الآثار بترميم المدرسة مؤخراً .

16. المدرسة الكاملية : وتقع إلى الشرق من المدرسة الظاهرية وتبعد حوالي (300) متر عن باب المقام , وهي مثال لفن العمارة الأيوبية الضخمة لكنها لا تضم أي كتابة رغم إعداد مكان لذلك في أعلى نجفة المدخل , ويذكر أنه ربما كانت المدرسة من بناء فاطمة خاتون ابنة الملك الكامل التي تزوجها الملك محمد العزيز وربما تم بناؤها بعد وفاة محمد العزيز أي أن المدرسة تعود إلى الفترة بين (625 – 634) هـ حسب طراز عمارتها وربما كانت وفاة محمد العزيز هي السبب في عدم وضع لوحة كتابية على مدخلها , تتألف المدرسة من شكل مستطيل حول باحة شبه مربعة في وسطها بركة مثمّنة والى كل من طرفي القبلية غرفة دفن , وهناك إيوان في القسم الشمالي من المدرسة , أما مدخل المدرسة فيتميز بزخرفة مقرنصاته الجميلة .

17. المدرسة العثمانية : وتدعى كذلك المدرسة الرضائية وهي مدرسة أنشأها عثمان باشا بن عبد الرحمن باشا الدوركي ذو الأصل الحلبي {المولد والمنشأ }, يمتاز الجامع فيها بطابعه التركي وفنه المعماري , وقد اشترى الواقف عثمان الدور المحيطة بالجامع لتوسيعه وتم ذلك عام (1730)م , وتضم المدرسة صحناً فيه أربعون حجرة للطلاب والمدرسين والمكتبة وقاعات التدريس وقبلية وإيوانين عظيمين ومنارة رشيقة عالية , وقد أوقف عثمان باشا لمدرَسَتِهِ العديد من الوقفيات بلغ تعدادها (18) وَقفيّة كان من بينها داره المعروفة بسراي شعبان آغا التي تمتاز بزخرفة بابها الشبيهة بزخرفة محراب جامع الفردوس .

18. المدرسة القرموطية : وبالاتجاه من مسجد بحسيتا إلى الشرق نجد إلى يسار الشارع المدرسة القرموطية , وتدل الكتابة على بابها الغربي أنه قام عبد القادر بن قرموط سنة (1477) م بإنشاء هذه المدرسة وجددها من بعده عبد الرحمن بن قرموط عام (1570)م .

19. المدرسة المقدمية : وتقع إلى الغرب من جامع البهرمية وتعرف بمدرسة خان التتن وكانت كنيسة قديماً حولها القاضي بن الخشاب إلى مسجد عام (1124) م وحولت إلى مدرسة على يد عز الدين عبد الملك المقدم عام (1168) م لذلك سميت بالمقدمية , وهي أقدم مدرسة في حلب وثاني مدرسة شيدت في سورية بعد مدرسة جامع ( مبرك الناقة ) في بصرى الشام التي بنيت عام (1136) وتضم المدرسة حالياً قبلية وحجرات في غربيها , بابها يتجه نحو الغرب وعلى نجفته كتابة تعتبر أقدم كتابة نسخية معروفة , ويقال أن المدرسة الشرفية بنيت على مثالها أضاف إليها عز الدين داراً كانت بجانبها وابتدأ بعمارتها سنة (545) هـ وكُمِّلت سنة(564) هـ

20. مدرسة الفردوس : تقع إلى الجنوب الغربي من المدرسة الظاهرية وعلى بعد حوالي (300) متر, وهي من أجمل مباني حلب الوقفية بنتها ضيفة خاتون زوجة الملك الظاهر غازي عام (1236) , وتعتبر من أكبر مدارس حلب وأبعادها ( 44 – 55 ) متر وشكل الباحة الداخلية مربع وقد زينت أرضيتها بالأشكال الهندسية الجميلة أحاطت الأعمدة من ثلاث جهات من الباحة وقد ازدانت بأحلى التيجان المزخرفة , وقامت وسط الباحة بركة ماء مثمنة أيوبية الطراز قام إلى شمالها إيوان وقد كان في أعلاه مئذنة مثمنة قصيرة تم نقلها مؤخراً ( 1958) إلى مكان أكثر ثباتاً يبعد عدة أمتار إلى الشمال الغربي من موقعها القديم , وهناك إيوان خارجي في الواجهة الشمالية مفتوح على الشارع بين مجموعتي بناء إلى جانبيه ربما كان يشكل بمجموعة ( زاوية ) ذات استعمال خاص كانت ملحقة بالمدرسة , ومما يميز جامع الفردوس مدخله الذي ينتهي في أعلاه بنصف كرة وثلاث صفوف من المقرنصات الجميلة وهناك على جانب المدخل كتابة لآيات قرآنية , أما محرابها فيعتبر آية في الإبداع بتداخل خطوطه ورخامه وألوانه اللطيفة , وتقوم مديرة الآثار بترميمها حالياً .

الدور في مدينة حلب

1. دار وكيل : وتقع في حارة السيسي وهي عبارة عن دارين متصلتين ، إحداهما وهي الغربية أحدث من الأخرى ، وهي محفوظة بشكل جيد وتمتاز ببركتها الجميلة ونقوش إيوانها الصغير وزخرفة خشبيات الغرفتين المجاورتين للإيوان .

أما الدار الأخرى فقد جدد بناؤها وكانت إحدى قاعاتها الرئيسة تحتوي على الجدران الخشبية الشهيرة التي تم شراؤها من عائلة شكري وكيل عام (1912) بواسطة السيدة مارتا كوخ الألمانية التي أرسلتها إلى متحف برلين حيث تعرض حالياً باسم الغرفة الحلبية في جناح الآثار الإسلامية في متحف برغامون . وتبين دراسة الجدران الخشبية المذكورة انه تم صنعها عام (1012) هـ (1603) م ، وكان مالكها الحاج عيسى بن بدروس ، وقام بإبداع نقوشها وزخارفها وصور أشخاصها وكتاباتها فنان إيراني حيث نرى الطراز الفارسي في ملامح وجوه الأشخاص المرسومة بإبداع كبير كالعذراء مريم أو السيد المسيح وتلاميذه أو القديس جاورجيوس أو إبراهيم الخليل وسواهم . وكانت الدار تستعمل مأوى للعجزة لطائفة الروم الأرثوذكس وهي حالياً مطعم وفندق صغير للسياح .

2. دار أجقباش : تقع عند أول بوابة الياسمين في الصليبة وتعود ببنائها إلى منتصف القرن الثامن عشر وكانت تملكها عائلة قره ألي ثم أجقباش وهي الآن متحف للتقاليد الشعبية وتمتاز الدار بزخرفة جدرانها الداخلية المطلة على صحنها وقد صنعت بأشكال هندسية نافرة ورائعة الجمال تذكرنا بفن الروكوكو في أوربا , وقد ساعدت نوعية الأحجار الكلسية البيض المتوفرة في حلب المعمار الفنان في تسهيل عمله وتمكينه من نقش وحفر هذه الزخرفة الفريدة , وهناك إطار بديع الزخرفة في الإيوان ربما كانت توضع فيه صورة رب العائلة . تم اكتساح غرف الجزء الشرقي من الدار حين تعريض الشارع المؤدي من ساحة الحطب إلى بوابة القصب وجادة الكيالي كما أن هناك سقفاً خشبياً جميلاً في القاعة الشمالية حفظ بحالة جيدة وتتميز الدار بوجود بركة في القبو الشمالي , بالإضافة إلى مغارة محفورة بالصخر ومخصصة للمؤونة وعند تحويل الدار إلى متحف للتقاليد الشعبية جهزت الغرف بالمفروشات التقليدية المستعملة في الريف والمدينة بالإضافة إلى الحلي والأواني والألبسة وأدوات كوي الطرابيش القديمة وأعمال النسيج المختلفة .

3. دار جنبلاط : وينسب إلى جانبلاط أو جنبلاط ابن الأمير قاسم الكردي القصيري المشهور بابن عربو أمير لواء أكراد حلب , ويمتاز هذا البناء باحتوائه أكبر إيوان بحلب يعاد لارتفاع بناية بأربع طبقات مع بركة ماء عظيمة وقد ملأت الزخارف البديعة جدرانه وكذلك قطع القيشاني التي غطت كامل جدران الإيوان العالي , وقد آلت الدار إلى الشيخ حسن أفندي الكواكبي مفتي حلب , فوقفها على ذريته , ثم آلت إلى الشريفة هبة الله ثم لولدها الحاج حسن بيك مصطفى ابراهيم باشا زاده ومنه إلى أولاده وكانت تعرف قبل بدار عبد السلام وقد كانت مقراً لرجال الكتلة الوطنية وأخيراً مدرسة الغافقية .

4. دار صادر : تقع في حارة الحصرم وتشغلها حالياً ثانوية الأم وتعود إلى نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر , أزيل من باحتها الحوض والحديقة وهدم قسمها الغربي المقابل للإيوان , وكانت قاعة الاستقبال تضم سقفاً من أجمل سقوف البيوت الحلبية وقد تم نقله إلى المتحف الوطني ليعرض في جناح الآثار العربية الإسلامية فيه , ويعتبر إيوانها ثاني أكبر إيوان بعد إيوان دار جنبلاط , ويقال أن باحتها مصممة بأبعاد معينة حيث إذا لجأ سكان الدار إلى وسط الباحة اثر هزة أرضية فان أي جدار من البناء يهدم نتيجة الزلزال لا يصل إليهم .

5. دار كبة : تقع جنوبي كاتدرائية الروم الكاثوليك في ساحة فرحات وتعود في ببنائها الى بداية القرن الثامن عشر وتملكها عائلة كبة المعروفة بأعمالها التجارية , وأهم ما في الدار سلسبيلها الجميل بأحواضه الصغيرة المتدرجة في وسط صحن الدار كما هنالك سلسبيسل آخر في صدر الإيوان , وتمتاز الدار بالسقف الخشبي الملون في قاعتها الجنوبية ومنجور أبوابها ونوافذها والجدران المزخرفة وخاصة بالغرفة العلوية إلى جانب مجموعة من الأجران الرخامية البديعة بتماثيل الأشخاص التي احتوتها .

6. دار غزالة : وتقع في شارع قسطل ابشير باشا وسوق الصاغة , وتعود ببنائها إلى القرن السابع عشر, سكنت الدار عائلة سابا عائدة ,ثم عائلة غزالة عام (1834) م وتحتوي الدار على باحة واسعة جداً تطل عليها واجهه حجرية شمالية بديعة الزخرفة , وقام إلى الجنوب منها إيوان كبير وغرف واسعة والى الغرب القاعة الرئيسة التي تمتاز بزخرفة جدرانها الخشبية المطعمة بالذهب والحاوية على العديد من الرسوم النباتية والحيوانية , كما ألحق بالدار حمام جميل , ويقال أن عدد ساكني الدار بلغ 45 شخصاً , وقد استعملت كمدرسة ألمانية في بداية القرن الحالي ثم كمدرسة ابتدائية لطائفة الأرمن , وتمتاز وجهتها بوجود كشك مطل على الشارع وكان المدخل الأساسي من داخل بوابة حارة اشتمّا حيث يوجد أحد مدخلي مطعم دار الياسمين حالياً .

7. دار رجب باشا : تقع في محلة البندرة ( شارع عبد المنعم رياض حالياً ) وتعود إلى القرن الثامن عشر , لم يبق منها سوى ثلاث غرف ذات واجهات بديعة وفريدة من نوعها , كانت مهددة بالانهيار, وسوف تكون الدار جزءاً من مركز ثقافي في مشروع باب الفرج .

انها حلب التاريخ العريق وقبلة السياح والباحثين والتي تستحق كل الاهتمام في المحافظة على الشواهد التاريخية لهذه المدينة أمام اكتساح البناء الحديث ومكعبات الاسمنت لكل ما هو جميل في تاريخنا و إن عوائدها السياحية ستكون أكبر بكثير من أية مشاريع حديثة كون السياحة مورد لا ينضب



  عدد المشاهدات: 1826

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: