الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

مات فؤاد سالم...مات... غريد الفن العربي الأصيل الموشى بالنكهة البغدادية
December 27, 2013 10:17

 
كل الأخبار - الوطن السورية
قبل أيام فجع الفن العربي وهو يودع واحداً من رواد الأغنية العربية، أفنى حياته في سبيل تقديم أجمل الأغاني للجمهور العربي، شهدت له مرحلة الستينيات والسبعينيات وما تلاها حضوراً لافتاً بطريقة غنائية موسومة بالمعاني الجميلة الساحرة التي عمت كل تخوم الوطن العربي.
 
فؤاد سالم الذي ودعنا وودعناه إثر مرض عضال ألم به في دمشق لم يمت لأن صوته العذب هو نتاج إرث ثقافي غنائي عربي بين بغداد ودمشق، تميز بطريقة خاصة في الغناء واللون فنال إعجاب محبيه في كل الأقطار العربية، نرثيه اليوم ليس كفنان عراقي بل لأنه كان يردد وهو على فراش المرض أحب دمشق كما أحب، بغداد هذه الكلمات ما زالت تدور في أذني عندما زرته قبل الوداع الأخير، وكانت أمنيته أن تزوره نقابة الفنانين في سورية لتعينه على تعب المرض لكن حكم اللـه فوق كل شيء.
ولد في مدينة البصرة الفيحاء عام 1945 وترعرع وعاش فيها متنسماً من هواء الخليج العربي العليل ومودعاً أسراب النوارس ومستقبلاً صفير البواخر التي تعبر مياه الخليج ومتفيأ نخيل البصرة الباسق حالماً بغد أفضل، كان اسمه الحقيقي فاتح بن حسن الـبريج، وبدأ الغناء متأثراً بالمطرب ناظم الغزالي ومقلداً إياه في جميع أغانيه فهو يمتلك صوتاً رشيقاً موشى بالنكهة البغدادية وله جمهوره الواسع من المعجبين ويجيد هذا الفنان من الأطوار الأبوذية [الشطبت والشطراوي الغافلي والحياوي والعياش والملاني واللامي]، فاعتبره الكثير من الملحنين والمهتمين بالشأن الموسيقي والنقاد خليفة ناظم الغزالي لقدرته الفنية وتشكيل طريقته ولونه في أداء الأغنية، فغنى في بداية سيرته وأبدع في غناء العديد من الأغاني الفلكلورية الشعبية العراقية والعربية ما جعل محبي الأغاني العراقية والوسط الفني الغنائي والموسيقي، يرون فيه امتداد للأغنية العراقية الأصيلة وصوتاً متميزاً في اختياراته الشعرية العراقية.
لقد شق الفنان فؤاد سالم طريقه الفني في مدينة البصرة ليصبح فيما بعد واحداً من أعمدة الأغنية العربية في السبعينات إلى جانب الفنانين [ياس خضر وحسين نعمة وفاضل عواد وحميد منصور وسعدون جابر وستار جبار ورياض أحمد]، وكان الفنان فؤاد سالم قد تميز بطريقته الخاصة التي ساهمت في بعث الأغنية التراثية الشعبية بطريقة جديدة حيث تمتد (الأوبريتات) جذورها إلى الأغنية العراقية الشعبية الفلكلورية العريقة، ووظف أيضاً الأغنية الجماعية الممسرحة ليطرح من خلالها القضايا الاجتماعية المختلفة التي تهم العرب في أفراحهم وأحزانهم وقناعتهم وهمومهم.
كان أول ظهوره في العراق في الستينيات في برنامج مواهب، إذ قدمه الفنان (سالم حسين) في أولى أغانيه (يابو بلم عشاري)، ومن بين الملحنين والأدباء الذين تركوا بصمتهم على مسيرته الفنية الحافلة الملحن المرحوم ياسين الراوي، وكوكب حمزة وطالب القرة غولي، ويتمتع الفنان فؤاد سالم بموهبة فنينة كما كان يتمتع بنظم الشعر الشعبي وغنى العديد من الأغاني التي نظمها ومن أشهرها أغنية (مشكورة) و(أفعال حبيبي) و(أريدك) و(والأجر لله)، و(يا دجلة) و(يا أم راشد) و(يا طير الرايح لبلادي)، وغيرها ودرس على أيدي الرواد الأوائل مثل الفنان المسرحي محمد وهيب في متوسطة المربد في البصرة، وغنى للشعراء عريان سعيد خلف، وحميد العراقي، وعلي الأعضب، ويعتبر فؤاد سالم أكثر الفنانين الذين غنوا في القرية وغنوا عنها، فعبر كل الحواجز ليصل إلى إسماع محبيه فظل يلامس قلوبهم في العراق والوطن العربي ولاسيما أنه سافر إلى أكثر الأقطار العربية.
رحم اللـه الفنان فؤاد سالم، فنان الأصالة والتراث العربي وإنا لله وإنا إليه راجعون.



  عدد المشاهدات: 867

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: