الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

التاريخ السوري - صندوق الفرجة
January 04, 2014 02:21

التاريخ السوري - صندوق الفرجة

كل الأخبار - التاريخ السوري :

منذ سنوات طويلة اختفت مهنة صاحب "صندوق الفرجة" من حواري وأزقة المدن السورية، ذلك الرجل الذي كان يحمل على ظهره صندوقاً خشبياً مستطيلاً يحوي عجائب الصور وغرائب القصص ويسير في الشارع أو ينصب كرسياً صغيراً في إحدى الساحات منادياً الأطفال نداءات شعبية طريفة بصوت أجش ولكنه صوت يبعث على الدهشة في عالم الصغار.

لقد أتت رياح التطور واستغنى العصر باختراعاته الكبيرة كالتلفاز والسينما والفيديو والستالايت عن هذه المهنة الجميلة.. دارت عجلات الحياة سريعاً فتجاوزت هذه المهنة وأهملتها وخلفتها لعوامل الزمن الجاحد والزوايا المهملة في متاحف التقاليد الشعبية رغم أن مؤرخي الفن المعاصرين يعتبرون "صندوق الفرجة" هو الأب الشرعي للسينما التي احتُفل بذكرى ولادتها المائة منذ أكثرمن عقد من الزمن وظل صندوق الفرجة المسكين قابعاً وحيداً في زوايا الإهمال ينتظر من يحتفل بموته أو ينفض عنه غبار النسيان.

كانت العملة نادرة و"الفرنك" عزيزاً وكان معظم الصغار يأخذون "خرجياتهم" بيضة أو مكيالاً من القمح أوالذرة يشترون بها حاجياتهم أو ينتظرون "صندوق الفرجة" يُنزل صاحب الصندوق أعجوبته عن ظهره، يضع مقعداً خشبياً أمامها كمقاعد المقاهي أوالمدارس، فيهرع الصبية إليه جماعات وفرادى يصطفون على المقعد متدافعين، ويحتضن كل واحد منهم دائرة زجاجية "يفرغ" فيها عينيه.

تُكَّبر له الصور التي ينظر إليها، وشريط الصور الثابتة بألوانها الزاهية اللمَّاعة يبدلها صاحب الصندوق بخفة ورشاقة معلقاً على كل صورة لـ "عنترة أو عبلة أو الزير سالم أوالملك سيف بن ذي يزن أوالظاهر بيبرس أوحمزة البهلوان أوعلي الزيبق":

تعا تفرج يا سلام... على "عبلة أم سنان"

تعا تفرج، تعا شوف..... هادا "عنتر" بزمانو كان راكب على حصانو

هادي هيا الست بدور .. قاعدة جوا سبع بحور

الأركيلة كهرمان والتخت من ريش نعام ... شوف حبيبي كمان وكمان



  عدد المشاهدات: 790

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: