الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

أدباء سوريون: الاحتفال باليوم العالمي للكتاب ظاهرة هامة
April 23, 2013 15:13


دمشق-سانا
تحتفل منظمة اليونيسكو في الثالث والعشرين من نيسان من كل عام باليوم العالمي للكتاب في شتى أنحاء العالم من أجل تعزيز القراءة ونشر الكتب وحماية الملكية الفكرية من خلال حقوق المؤلف والتعبير عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب نظرا للقيمة الثقافية التي يتضمنها الكتاب وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب قال الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب:" رغم تنوع سبل نشر الكتاب وتعددها من خلال الصحف والمجلات والدوريات اضافة لما يصدر في كتب مطبوعة نجد أن هناك حالة عزوف عن قراءته ليست منحصرة بالوطن العربي وإنما هي حالة كونية وهذا ما دعا منظمة اليونيسكو للاحتفال باليوم العالمي للكتاب وكأنها تريد إيصال رسالة الى الناس في هذا اليوم مفادها أن الكتاب هو أصل المعرفة والتقدم ومن خلاله نستطيع أن ننفتح على المجتمعات وهذا الانفتاح يمكن القراء من الاطلاع على ثقافة الآخر".
وأضاف جمعة إننا في الوطن العربي احوج ما نكون هذه الأيام إلى القراءة ليس من أجل تثبيت ما سما بماهية الهوية والانتماء الوطني وإنما من أجل تعزيز ثقافة الهوية بإضافة ما هو موجود من ثقافات أخرى وتعزيزها لمفهوم المواطنة لافتا إلى أن ما يحصل في هذا الوطن من أزمات وأحداث يؤكد التشوه الفكري والثقافي الحاصل في الذهنية المعرفية العربية ولكي تستقيم هذه الذهنية وتتخلص من تشوهاتها فهي بحاجة إلى القراءة والكتاب.
وشدد رئيس اتحاد الكتاب العرب على ضرورة إقامة الندوات الثقافية والمحاضرات والمعارض من أجل تنمية الوعي الثقافي والاجتماعي وتجسيد القيمة الحقيقية للكتاب بصفته الركيزة الأساسية للتقدم والحضارة وتخفيض سعر الكتاب وترويجه شرط أن تكون المادة الموجودة مفيدة للعقل والقلب معا.
20130423-220216.jpg بدورها قالت الأديبة توفيقة خضور عضو اتحاد الكتاب العرب معروف إن الكتاب هو عصارة فكر الإنسان وروحه وتوقه لمستقبل أرقى وأنقى ويجدر بكل إنسان أن يعتبره من أولوياته في الحياة فلا يخفى على أحد قيمة الثقافة ودورها في صناعة الإنسان.
وأضافت خضور إن الكتاب لم يعد ينال ما يستحقه من الاهتمام حتى من بعض صناعه ومبدعيه وكأن الحياة المادية أخذت الناس وسلختهم عن أرواحهم وهذا ما ينطبق كثيرا على جيل الشباب الذين أخذوا بالشابكة وما تقدمه من ايجابيات وسلبيات إلى حد بات فيه الكتاب آخر ما يفكرون به وفي هذا مسؤولية على الجميع وعلى الكتاب بشكل خاص لأنهم المخولون برفع قيمته والترغيب به ليصبح في متناول أبنائنا واهتماماتهم.
وبينت صاحبة رواية عناق في زمن اليباس أن العزوف عن الكتاب هو أهم أسباب تراجعنا عن حضارتنا التي سلفت فعلينا أن نعود الى ذواتنا باحثين عن الثقافة التي تليق بالإنسان إضافة إلى ما يجب أن توليه المؤسسات الرسمية من اهتمام في دعم الكتاب وطباعته والمساهمة في توزيعه وترويجه والعمل على خلق رابط بينه وبين المجتمع.
20130423-220321.jpgأما الشاعرة شروق حمود الفائزة بجائزة نازك الملائكة في العراق فرأت أن ما يدعو إلى الأمل هو وجود يوم للكتاب وهذا يشبه أن يكون هناك يوم للحياة أو يوم للنهار باعتبار هذا اليوم يختصر إعمارا من الدهشة التي عاشها الكاتب أو المؤلف ليصل إلى لحظة ولادة كتابه ومن الجميل أن يكون هناك يوم كهذا يشبه زفافا جماعيا لإبداعات مختلفة من العلوم والفنون يضمها هذا الكتاب لتنجب أعيادا أرحب وتعلن بدايات مدى لا تنتهي.
ورأى الروائي محمد شعبان مدير دار اسكندرون للطباعة والنشر أن مشكلة الكتاب في سورية مزدوجة فهي تقع على عاتق الجهات المسؤولة والناشرة عبر المؤسسات الثقافية حيث لا تخرج هموم الناشرين عن السياق العام لهموم الكتاب والقراء لأن دعم الكتاب هو بالمستوى الضعيف وهذا أصبح مشكلة تاريخية سببت عزوف القارئ عن قراءة الكتاب داخل القطر ولجوءه إلى قراءة الكتب القادمة من الخارج.
وبين شعبان أن من نتائج عدم دعم الكتاب وإعطائه أولوية هو عدم معرفة الكثير من الكتاب من مجتمعاتهم وحتى لو كانوا على قدر كبير من الأهمية علما أنهم يجارون كتاب العالم في المستوى والقدرة على الحضور وقد تكون المشاكل الثقافية والاقتصادية سببا رئيسا بوقوعه لذلك على المؤسسات المعنية أن تاخذ بآراء المعنيين للعمل على التأثير في القراء لأن الأرضية الثقافية في سورية خصبة وتاريخية.
بدروه قال القاص مفيد أحمد:" منذ اختراع الطباعة لعب الكتاب الدور الرئيس في نشر المعرفة وكسر احتكارها من فئات معينة ورغم التقدم التقني الذي نتج عنه اختراع أوعية معلومات جديدة إلا أنه بقي الأساس في هذه العملية".
وأضاف أحمد:" لا شك أن الكتاب في أزمة الآن وهذه الأزمة لا علاقة لها بالناحية المادية والقدرة على النشر والشراء إلا فيما ندر موضحا انها متأتية من تراجع الرغبة بالقراءة بحيث بقي الكتاب حكراً على الباحث أو من يتطلب عمله العودة إلى المصادر والمراجع مع بقاء نسبة قليلة من القراء الذين لا يتطلب عملهم ذلك".
وبين أنه من الجميل أن يكون هناك يوم للاحتفال بالكتاب نحاول من خلاله الوصول إلى كل شرائح المجتمع عن طريق توزيع كتب في نقاط معروفة في المدينة كالساحات والتقاطعات والإشارات وغيرها مشيرا إلى أنه على الهيئات الخاصة بالنشر إصدار كتاب مجاني بهذه المناسبة.
ومهما تطورت تقنيات المعرفة ووسائط وصول المعلومة إلى القارىء بحسب الإعلامي عماد ابراهيم يبقى الكتاب الوسيلة الأكثر أهمية لتكوين الثقافة عند الإنسان لأنه يقدم معلومات تفصيلية عن الموضوع الذي يتناوله ولأنه مصدر ثقة عند القارىء معتبرا أنه حتى الوسائط الحديثة كالانترنت وسواها تعتمد فيما تقدم لمرتاديها على الكتاب وما يرد فيه من أفكار وموضوعات.
وبين ابراهيم أن متعة تصفح الكتاب الورقي لا تضاهيها ولن تلغها متعة القراءة عبر الوسائط الإلكترونية الجديدة وستبقى رائحة الورق المطبوع راسخة في ذاكرة محبي القراءة وعاشقي الكتاب.
وأن الاحتفال باليوم العالمي للكتاب بحسب الشاعرة مها فاضل ظاهرة ثقافية مهمة تذكر العالم بتراجع الإنسان عن الثقافة والعزوف عن القراء وانشغاله بظواهر أخرى قد تبدأ بالدهشة وتنتهي بشقاء الإنسانية وفشلها لأن الكتاب كان منذ الأزل هو منبع الوعي واحترام الإنسانية بما يتضمنه من رؤى وثقافات مختلفة سواء أكانت أدبية أم علمية تهدف لبناء الإنسان الحقيقي.
وأوضحت فاضل أن الكتاب دخل في الآونة الأخيرة الى الساحة التجارية فأصبحت معايير النشر والتوزيع والطباعة تتبعه لأسس لا علاقة لها بنوع المادة ومدى فائدتها لذلك إن إنجاح أي مشروع يهدف إلى إعادة الكتاب إلى الساحة الثقافية بالعمل على إصدار الكتاب الذي يستحق الاهتمام به وبمضمونه بغض النظر عن شخصية المؤلف والكاتب كما أن لمتابعة المثقفين الشباب والاهتمام بكتاباتهم دور كبير في عودة الكتاب إلى الساحة كون هؤلاء يمثلون الشريحة الأهم في تطور أي خطوة ثقافية.



  عدد المشاهدات: 810

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: