الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

محطة الحجاز..حكاية من تاريخ سورية !!... بشهادة الباحثين والسّياح الأوروبيين هو أكبر متحف سككي في العالم... الخط أنشأه جنودنا وأبناؤنا.. وليس تركيا
April 03, 2014 12:35

محطة الحجاز..حكاية من تاريخ سورية !!... بشهادة الباحثين والسّياح الأوروبيين هو أكبر متحف سككي في العالم... الخط أنشأه جنودنا وأبناؤنا.. وليس تركيا

 


كل الأخبار / سورية الاعلامية

 

مائة عام حكاية خط حديدي سمي (الخط الحجازي)، زرع في ذاكرة كل زائر معان تاريخية تروي عراقة دمشق وحضارتها, وعلى الرغم من مرور السنين فقد استطاعت تلك المحطة الوقوف بثبات وشموخ لتبقى الشاهد الأبرز على تفرد العبقرية المحلية على مستوى العالم.

 
 
 

 

كان الهدف من المحطة نقل الحجاج إلى المدينة المنورة ليتحول الخط الحجازي فيما بعد إلى علامة مميزة في الحياة اليومية لشعوب الدول و سكان المناطق التي يمر بها, ويأخذ طابعاً اجتماعيا ً واقتصاديا ً أنعش الحياة المعاشية في العديد من قراها و مدنها فكان قطار الحجاز للحج والسياحة وحالة اجتماعية منذ اللحظات الأولى لانطلاقته...‏

 
 
 

 

تم إنجاز الخط الحديدي وكان انجازاً كبيراً، وقد كلّف المشروع آنذاك خمسة آلاف ليرة ذهبية عثمانية, شكل بناؤها كونها تقع في منتصف العاصمة رمزا من رموز دمشق لما تحمله من روعة في الهندسة المعمارية..‏

 

للوقوف على بعض التفاصيل الثورة جالت في محطة الحجاز والتقت «يونس الناصر» مدير العلاقات العامة في مؤسسة الخط الحديدي الحجازي السوري حيث أشار إلى أن محطة الحجاز بدمشق أنشئت قبل مئة عام لينطلق منها قطار الخط الحديدي الحجازي الذي يربط دمشق بالمدينة المنورة مروراً بمدينة عمان الأردنية، وإن مبنى المحطة ذا الشكل المعماري الجميل أصبح يشكل معلماً هاماً من معالم ِ دمشق، وصارت العديد من محطات التلفزة الفضائية ووسائل الإعلام المقروء والمكتوب والمرئي تقدم مبنى محطة الحجاز كشعار للعاصمة دمشق, والمميز في هذا المبنى أنه يمكن لزائر دمشق أن يشاهده من عدة شوارع رئيسية.‏

 

وقال: بمناسبة الذكرى المئوية لتسيير أول قطار بين دمشق والمدينة المنورة قمنا بتدشين متاحف سككية بمجمع واحد وهو يعتبر أكبر متحف سككي في العالم بشهادة الباحثين والسّياح الأوروبيين وقد حاولنا الدخول في غينيس.‏

 
 
 

 

المتحف الأول: متحف للقاطرات البخارية في الهواء الطلق وهو خارج الخدمة، حيث تم وضع 14 قاطرة بخارية وأمام كل قاطرة لوحة معدنية تضمنت معلومات شاملة تشير إلى هوية القاطرة ومنشأها وقدرتها...‏

 

المتحف الثاني: متحف المقتنيات الأثرية حيث جمعنا كل الموجودات الأثرية من المحطات على مسارات الخطوط في سورية وقمنا بترتيبها بشكل متسلسل قسم للاتصالات - قسم مكتبي - قسم إعداد وأدوات - قسم قطع التذاكر...‏

 
 
 

 

المتحف الثالث: سميناه بالمتحف الحي وهو يتضمن تجهيزات هامة جداً ومجموعة من المخارط العملاقة لخرط دواليب القطارات... وهو متحف متميز ويعمل بفاعلية رائعة ونحن نصنّع حتى الآن قطع تبديل للقاطرات البخارية.‏

 

وأضاف الناصر: قبل إنشاء المحطة كان المكان لتجمع الحجاج الذين يأتون من كل بلاد آسيا ليتجمعوا في مدينة دمشق, وينطلقوا بموكب يترأسه والي دمشق العثماني ويتجه المسار إلى الميدان باتجاه القدم ثم الكسوة ويتابع باتجاه أرض الحجاز,كانت فكرة إنشاء الخط لتخفيف الأعباء عن الحجاج فمدة الحج كانت تستمر 70 يوماً بالذهاب و70 يوماً بالإياب, إضافة إلى الأخطار التي كان يتعرضون لها الحجاج أثناء السفر, وقد أُنشئ سوق الحميدية الحالي لتلبية متطلبات الحجاج المسافرين للمدينة المنورة وكانت (التكية السليمانية) مكاناً لإطعام كل الوافدين لدمشق.‏

 
 
 

 

(الطابع الأثري)‏

 

المحطة تحفة معمارية تزين مدينة دمشق, تتميز بطابع شرقي, فيها درج عريض يتوسط المحطة بالإضافة إلى قسمين متناظرين تماماً ويتوسطهما بهو كبير كان مكان لانتظار المسافرين على القطار, وحتى هذا التاريخ لاتزال المحطة محافظة على طابعها الأثري ولم يتم أي تغيير في الملامح المعمارية, وإنما فقط إكساءات داخلية...‏

 

يتدلى من سقف المحطة الذي يبلغ ارتفاعه 12 متراً (ثريا) عملاقة من تاريخ المحطة صنعها الدمشقيون الذين صنعوا السيف الدمشقي, وسقف المحطة تزينه نقوش شرقية يقال فيها خيوط من الذهب...‏

 

المحطة بمرحلة من المراحل كانت لقطع التذاكر للمغادرين, اليوم عبارة عن مكاتب إدارية للخط الحديدي الحجازي, وإدارة الهيئة العليا لإعادة تسيير الخط الحجازي, وتشرف الإدارة الحالية على تسيير القطارات ضمن المنطقة الجنوبية من سورية وهو القطار البخاري حصراً أو قاطرات رومانية تسير على الخط الضيق تختلف بالمواصفات القياسية عن الخطوط السورية الأخرى أو الدولية...‏

 

(القطار البخاري)‏

 

بعد الثورة الصناعية التي حدثت في أوروبة واختراع المحرك البخاري وجد المصنعون موضوع تسيير القطارات بالجر البخاري فكان للخط الحجازي نصيبه الوافر من هذه الثورة، وقد تم إنشاء الخط الحجازي عام 1900 وانتهى ب 1908 كإنشاء بفترة قياسية راهنت عليها العديد من الدول, لكن العقيدة الدينية والدعم المالي وإرادة وتصميم وعزيمة الجيش السوري الذي كان يخدم آنذاك في السلطنة تم إنشاء المحطة, وبالتالي نستطيع القول بأن من أنشأ الخط الحجازي ليست تركيا وإنما جنودنا وأبناؤنا, حتى مَن اقترح فكرة إنشاء الخط الحجازي هو مواطن سوري (عزت باشا العابد) كان مستشاراً للسلطان العثماني وضريحه موجود في التكية السليمانية...‏

 

القطار البخاري (الحجازي) هو من دمشق إلى المدينة المنورة حيث ينطلق من محطة القدم إلى الأردن وللسياحة الوافدة إلى القطر من محطة القدم باتجاه قرية المسمية ودرعا وبصرى...الخ وهناك نصب تذكاري في ساحة المرجة (العمود الأثري) وهو تخليد للخط البرقي المرافق للخط الحجازي, ويقال: إنه من اسطنبول إلى المدينة المنورة وهذا خطأ تاريخي لان الجزء بين دمشق واسطنبول هو قطار الشرق السريع الذي كتبت عنه أغاثا كريستي رواية (جريمة في قطار الشرق السريع)‏

 

(قطار النزهة)‏

 

هو خط سوري، ينطلق القطار في التاسعة صباحاً من الربوة ليصل في الواحدة ظهراً إلى الزبداني ويعود في السادسة مساءً, ويجري تشغيل ثلاث عربات في الرحلة الواحدة، بمعدل رحلتين في يومي العطلة، ولقد خصصت رحلة للنزهات الشعبية ورحلة ثانية خاصة بالسياح، حسب حجوزاتهم على القطار ووظفنا الخط سياحياً من خلال المجموعات السياحية التي تحجز عبر المكاتب في بلادها لركوب هذا القطار ضمن برامجها السياحية.‏

 

يخترق أثناء الرحلة جمال الطبيعة بكل إبداعاتها، فمن الشجر المعمّر بأنواعه المتعددة إلى المناظر الجبلية الأخاذة إلى صوت المياه التي ترافق الخط على طوله, ليصادفك على الطريق عدد من المحطات التي أعيد تأهيلها لتكون بحد ذاتها نقاط سياحية مهمة تنسجم مع جمال الطبيعة وتشكل استمرارية في العنوان السياحي الكبير لخط سرغايا و المنظر فيها خير دليل.‏

 

بعض السياح يحجزون من بلدانهم ويحددون حتى رقم القاطرة التي يرغبون في استخدامها، حيث إن لكل قاطرة بطاقة معروفة عالميا. فمثلا، قبل فترة قصيرة حجز سياح من بريطانيا القاطرة (هارتمان)، وبعض المجموعات السياحية تطلب حجز رحلات ليس فقط على (قطار النزهة) بل على رحلة دمشق - درعا في الجنوب وحتى مدينة بصرى الشام الأثرية المعروفة، ويستمتع السياح كثيرا بهذه الرحلة، وخاصة أن القطار البخاري يمر بمحاذاة آثار بصرى ومسرحها الروماني الشهير، ويوجد موقف للقطار بجانب المدرج الأثري.‏

 

أيضاً السياح يعلمون أن مؤسستنا تمتلك أقدم قاطرة بخارية في العالم لاتزال تعمل، وحاليا تسعى المؤسسة لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية بهذه القاطرة التي تعود لعام 1894، بعدما اكتمل تأهيلها بخبرات محلية في معمل القدم، قرب دمشق، حيث تصنع القطع التبديلية فيه بأيدي كادر فني محلي وتبدل قضبان سحب البخار...‏

 



  عدد المشاهدات: 1552

إرسال لصديق

طباعة


التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد: