الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

حملوا عدساتهم لتوثيق أهم اللحظات...خريجو «دبلوم التصوير الفوتوغرافي وإخراج الأفلام الوثائقية» يحيون روح الشهيد شلهوب
May 31, 2014 12:47

حملوا عدساتهم لتوثيق أهم اللحظات...خريجو «دبلوم التصوير الفوتوغرافي وإخراج الأفلام الوثائقية» يحيون روح الشهيد شلهوب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
شحذوا حبال حناجرهم وبعثوا نداءاتهم بلا تأن فأنطقوها واستلهموا منها حروف كلماتهم، هكذا أعاد 31 طالباً إحياء روح الشهيد التي سمت وتألقت في العلياء وزُفت إلى السماء لتعانق حياة سرمدية لتصبح البلسم والترياق النابض على جروح الأحياء.
 
أمس، خلدوا ذكرى الشهيد شادي شلهوب الذي فارق الحياة في ساحة العباسيين بدمشق عندما كان متوجها لكنيسة «سيدة دمشق» لتدريب كوادر فرقته الكنسية الشهيرة.
فيلم «روح» كان مشروع التخرج من «دبلوم التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام الوثائقية» في دورة مكثفة شهدت تعاوناً بين عيادات العمل في جامعة دمشق والأمانة السورية للتنمية.
وضمن خططها المتواصلة والخلاّقة في دعم المهارات الشبابية، خرّجت العيادات طلابها في حفل أقيم بمدرج الجامعة برعاية د. محمد عامر مارديني رئيس جامعة دمشق.
 
وتعتبر هذه الدورة الأولى من نوعها منذ افتتاح عيادات العمل في حرم جامعة دمشق وقد استمرت ثلاثة أشهر، وتناولت على طول مئة وعشر ساعات مجمل المحاور المطلوبة في احتراف فنون التصوير وصناعة الوثائقيات، وتناولت التصوير الفوتوغرافي وإخراج الأفلام الوثائقية وفن المونتاج وكتابة السيناريو إضافة إلى التنفيذ العملي لعدة مشاريع. تضمن الحفل إضافة إلى تقديم الشهادات عرض فيلم (روح) الذي نفّذه طلاب الدورة المؤهلون اليوم للانطلاق نحو عالم الصورة الاحترافية، حاملين عدساتهم لتوثيق اللحظات.. لتبقى مئات السنين.
 
ثلاث ميزات
أكد د. مارديني أن الشراكة مع الأمانة السورية للتنمية من أعظم الشراكات في جامعة سورية مع مؤسسات المجتمع الأهلي، وهي تنفذ برامج بالغة التطور.
وكشف عن ثلاث ميزات تتألق فيها جامعة دمشق التي بلغت من العمر 111 عاماً، أولها أنها أول جامعة حكومية في الوطن العربي وتُعلّم منذ إنشائها دون أقساط وستبقى ذلك إلى الأبد، أما ثانيها فيكمن بأنها الجامعة الأولى التي تدرّس باللغة الأم فنقضت كل نظريات التعليم باللغة الأجنبية، في حين قال إن ثالث الميزات أنها خرّجت الرئيس بشار الأسد قبل 14 عاماً.
دورة استثنائية
لأنها تسعى دوماً لمواكبة المهارات التخصصية الأساسية، أضافت عيادة العمل هذه الدورة لسلسلة ما تقدمه من ورشات وخبرات على درب تمكين الشباب السوري وتطوير رؤيته، وهو هدفها الدائم التي وجدت لتحقيقه.
وترى هنادي جاويش مديرة العيادات أن هذه الدورة كانت متميزة بكل المعايير، لأنها جمعت كل عوامل النجاح من شباب الأكاديمي الذي يملك الموهبة والفكر، مع مدرب ومخرج استثنائي، في مكان يشجع على الإبداع والتطور.
وقالت: بعد مئة وعشر ساعات تدريبية من تصوير ومونتاج وإخراج، استطعنا أن نُخرّج واحداً وثلاثين شاباً وشابة مؤهلين اليوم لدخول سوق العمل بتميز، نتمنى لهم جميعاً التوفيق.
واعتبرت أن كل ما صُدف في الدورة كان استثنائياً، وروح الشباب وطاقاتهم تدفعنا لدعمها والاندماج معها، مشيرة إلى أن الشباب السوري ثروة البلد ويستحقون كل الدعم ليعمروا سورية أجمل مما كانت، وختمت: نحن زرعنا العلم والخير بكم والباقي عليكم.
الصورة المشرقة
المحاور الاحترافية قدمها المخرج عبد الحكيم نويلاتي المختص في علم التصوير السينمائي، وسعى إلى الإحاطة الشاملة بتلك المعلومات والتأكد من امتلاك كل طالب لمهارات التصوير بشكلها العملي.
يقول: تمكين الشباب السوري من علوم التصوير وصناعة الأفلام الوثائقية مهمٌّ في هذه الفترة التي تعيش فيها سورية لتسليط الضوء على حقيقة ما نعيش؛ ومن خلال الدورة كان التركيز على الجانب العملي والتطبيقي لجميع الطلاب، كي يصبح كلّ منهم أهلاً لصناعة الفيلم، وملماً بمراحل وتفاصيل إنتاجه من الكتابةً والإخراج حتى التصوير والمونتاج.
وأضاف في تصريحه للوطن: استقبلنا أكثر من 300 طالب، وانتقينا 40 وتخرج منهم 31، وختمنا الدورة بـ120 ساعة فاخترنا منها 30 دقيقة فقط أهديناها لروح الشهيد شادي شلهوب.
واعتبر نويلاتي أن الظروف التي تعيشها سورية تحتّم علينا إيقاف التشويه الإعلامي وبالتالي إعادة بث الصورة المشرقة للبلد.
النجاح الأكبر
بدوره استرعت المحبة بين الطلاب والمدرّس انتباه الأب إلياس زحلاوي مؤسس جوقة فرح وقال في تصريح لـ«الوطن» إن الحب هو النجاح الأكبر في الحياة، وسورية اليوم بحاجة إلى مبدعيها لإعادة بنائها... وهي قادمة.
وشدد أن كل إنسان عائد إلى قلب اللـه من حيث أتى، ولكن شادي شلهوب عاد مع الشهداء بعد أن قدم دماءه فداء للوطن، وقد ترك أثراً سيكون له تأثير كبير على من عرفه كباراً وصغاراً، والرائع في حياة الإنسان ألا يغيب دون أن يترك أثراً فهنيئاً له.
 
اكتشاف الذات
سليم شلهوب وهو أحد الطلاب وشقيق شادي رأى أن الدبلوم لم يكن مجرد دورة، بل دورة للحياة والتفكير واكتشاف الذات، مشيراً إلى أن الأستاذ نويلاتي آمن بهم ودعاهم ليعيشوا حلم التصديق أنهم قادرون على فعل شيء.
وقال: كل طالب تغير من الداخل للأفضل بفضل شيء زرع فينا ويكبر يوماً بعد يوم، والفضل لـ«روح» لنكون قلباً واحداً لأن الروح خالدة ولأن أرواح من سبقونا ستبقى معنا، ولأن الشهيد مثل الوطن لا يموت، فإننا سنكمل المشوار حاملين عطرهم ومجدهم وتضحياتهم حتى نصبح مثلهم أرواحاً.
أما الطالب وحيد الحاج حسن، فأكد أن الدورة دعتهم لتقديم الشيء الكثير لسورية، مشيراً إلى أنهم سيشتغلون على أفلام عن الشهداء والكليات والمناطق السياحية.
 
ما عيادات العمل؟
تعد عيادات العمل في جامعة دمشق مشروعاً مشتركاً بين جامعة دمشق والأمانة السورية للتنمية، تعمل على أن تكون الجسر الذي يربط الشباب بعالم الأعمال عبر مجموعة من الخدمات التدريبية والاستشارية التي تمكنهم من تطوير إمكانياتهم وتحقق التنمية المجتمعية. وتتميز بأن خدماتها مجانية لجميع الشباب وخاصة الجامعي منه، وتهدف إلى دعم المبادرات التطوعية والمشاريع التشاركية التي يقوم بها الشباب والكادر التعليمي في جامعة دمشق، كما تتيح الفرصة أمام جميع الجهات المحلية لتشاركها توسيع خدماتها، وتعتمد على شراكات عمل قوية محلية تتضمن الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والإعلام والأفراد.


 



  عدد المشاهدات: 1039

إرسال لصديق

طباعة


التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد: