الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

مثقفو سورية: الانتخابات الرئاسية استحقاق وطني
May 31, 2014 12:56

مثقفو سورية: الانتخابات الرئاسية استحقاق وطني

  

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تستعد سورية للانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران القادم، ويستعد معها الشعب السوري بكل أطيافه لاختيار رئيسه، ورغم المعاناة التي يعيشها شعب دمشق، ما زال الأمل يحتل مساحات كبيرة من روحه الصامدة في وجه التحديات التي تواجهه، وها هو المواطن والمثقف السوري يستعد للاستحقاق الرئاسي بشحنات كبيرة من الأمل، والتفاؤل ببناء سورية الجديدة التي رغم كل شيء ستكبر على الجراح، والأزمات. ممارسة الاقتراع واجب كل مواطن يريد لسورية الخلاص من محنتها.. الكاتب أحمد يوسف داوود يرى أن الاستحقاق هو استحقاق وطني بامتياز، ويحمل استثنائية نظرا للظروف التي تعيشها سورية، وهو مقام مؤسسة بأكملها، رئاسة مجلس الوزراء، الدوائر الحكومية بكل مناحيها، والمقام الرئاسي هو البناء الهرمي لدور المؤسسات وإعادة إنتاجها، المقام الرئاسي هو رمز الوحدة الوطنية، والموحدة للمكون السوري بكل أطيافه، فعندما تنتخب رئيساً أنت توقع سلامة الوحدة الوطنية، فالانتخابات هي البعد الديمقراطي كونها لأول مرة تتم عبر نمط تعددي، فهناك الحوارات، النقد، هناك إنتاج آلية سياسية جديدة لبناء الدولة، إضافة شعبية هذا الاستحقاق وهو ساحة للتعبير عن الخ
 
ومع تقديري لهذا الاستحقاق أرى أنه سيعزز ثقافة الحوار وسيؤكد على المفهوم الشعبي في الخيار.. ويضيف الكاتب دواوود أن المثقف هو مواطن وهو يحمل ميزة ما يسمى التراكم الثقافي، فيتجه للاستحقاق نتيجة تراكم خبرته ووعيه، للمعاني الثقافية في المنتج الانتخابي أما المواطن فيذهب عبر الصحوة الضميرية الوطنية وبعفوية، والاثنان أي المثقف والمواطن فيتجهان بخطوات لإعادة تأسيس سورية الجديدة التي نريدها، والمواطن بالتأكيد هو أحد أحجار الوطن الجديد، ومفهوم الدولة هو مواطن ومبرر لوجود الدولة بكل سلطاتها.
ويرى داوود أن سورية تعيش الآن ظروفاً استثنائية جداً، حيث هي تخوض حرباً دفاعية قاسية جداً: عن وجودها كدولة ذات سيادة، وعن وحدة أرضها ووحدة شعبها أيضاً.. وذلك ضد مرتزقة جاؤوها من أكثر من ثمانين دولة تحت اسم مخادع مخاتل: (جهاديين!).. وضد من يتعاونون معهم تحت اسم (معارضة مسلحة!). وهؤلاء جميعاً يتحركون وفق خطط تشرف عليها استخبارات الغرب المتصهين إضافة إلى استخبارات دول إقليمية تقوم بوظائف (التابع) لذلك الغرب حيث تضطلع تدريب وتوريد هؤلاء المرتزقة وبتمويلهم وتسليحهم.. إلى آخر ما بات معروفاً لدى الجميع في هذا الخصوص. ويأتي الاستحقاق الرئاسي في هذا الوقت وهذه الظروف ليكتسب خصوصية قد لا يكون له مثلها في الظروف العادية. هذه الخصوصية تتمثل في أن الانتخابات الرئاسية الآن لها سمة الضرورة الدفاعية القصوى من أجل طرد المرتزقة الإرهابيين المذكورين وتصفية وجودهم على الأرض السورية.. ومن أجل إفشال خطط المشرفين عليهم ومن يشغّلونهم كمرتزقة عندهم. وبالتالي:من أجل الحفاظ على بقاء الدولة السورية وعلى الأرض والمجتمع السوريين أولاً بأول
داوود يرى أن ممارسة الاقتراع هو الآن واجب على كل مواطن يريد لسورية الخلاص من محنتها.. ومن أبسط واجبات المثقف هو أن يوضح ذلك للجميع في مجاله الحيوي الخاص الذي يعيش فيه وبالقدر المتاح له إجمالاً. وهذا الواجب لا منة له في القيام به على الاطلاق. أنه ببساطة تعبير عن انتمائه لسورية أولاً وللعروبة تالياً وبصورة تلقائية.. ولا مجال لادعاء (الحياد) في ذلك.. فالحياد المُدّعى هو موقف انتهازي يصب في النتيجة في خانة الخيانة للوطن من دون أية مواربة. هذه هي قناعتي الحقيقة ويختم الكاتب داوود: بالتأكيد سأذهب لأقترع لمن أعتقد أنه يقوم بواجب الدفاع عن سورية وثوابت وجودها الوطني.. وهي بدورها ثوابت للدفاع عن المصالح الإستراتيجية للأمة العربية التي بات الكثيرون يشككون بها نتيجة لسلوك الأغلبية من الحكام التابعين في أغلبية الأقطار العربية.
 
رغم الجراح سورية قادرة
 على ممارسة دورها الحضاري
الكاتب بسام رجا يرى أن الاستحقاق في هذه المرحلة خاصة في ظل تكالب الدول على سورية هو انتشار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويؤكد أن سورية قادرة على مواجهة الغزاة الذين حاولوا إخراجها من دورها الفاعل على المستوى العربي، سورية أكدت حضورها في المحافل الدولية، وأكدت أن الصراع هو فلسطيني لذلك استلوا سيوفهم وحاربوا سورية ودفعوا الأموال لإسقاط الدولة، لهذا الاستحقاق يؤكد أن سورية بعد ثلاث سنوات قادرة رغم الجراح، وكل المؤامرات أن تعود بشعبها وقيادتها وجيشها على ممارسة دور حضاري هو الاستفتاء، وحول دور المثقف في الاستحقاق يرى رجا أن الأزمة أظهرت للأسف تراجعاً لدور المثقف، وعدم قدرته على أن يكون فاعلا في وسطه العربي والإسلامي، في المنطقة، ويرى أن على المثقف أن يبدأ بقراءة صورة الاستحقاق الرئاسي من منطلق جوهري، وهو أن الواقع يحتاج إلى استنفار دور النخبة كي تعود إلى واقعها المطلوب الملتصق بالجماهير وأن تصوغ خطاباً جماهيرياً يعتمد مفردات لها علاقة النسغ الاجتماعي بالدولة، وفهم التطورات الاجتماعية التي تحصل في الوسط الاجتماعي والثقافي، كما أن المثقف يجب ألا يبقى منظراً من خلال المنابر.. ويدعو رجا المثقف إلى العودة إلى المربع الأول مربع إنتاج ثقافة منتمية إلى البيئة وفهم هذه البيئة من خلال إعادة إنتاج ثقافة تخدم هذا المجتمع اليوم قبل أي يوم آخر...
 
المثقف الذي لا يكون داخل النسغ 
هو حالة شيطانية
الشاعر كمال سحيم يرى أن المشهد الحياتي سيد الحضور في علامات أي مجتمع من المجتمعات على الرغم من كل ما يحدث في مشهدية الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في القطر العربي السوري، وأراني قاصرَ التعبير عن مجمل هذه المشهدية الحياتية التي لم تغب عنها مقوماتها التاريخية ذات البعد الإنساني الأكثر لياقة في الحياة والأكثر حضارة في التعبير الكامل عن آليات التفاعل مع أهم سلوك حضاري للإنسان بين الواجب والحق، وداخل المنجز الحضاري يكون الاستحقاق الرئاسي قراراً شعبياً، تنتجه ثقافة جبلتها امتدادات تاريخية شديدة العمق والأثر والتشكيل، قديمة العهد على الأرض، ويمكن القول بأنها مطالع الإنسان الأول الذي أسس أول جغرافيا كونية على الأرض، فالشعب الذي يعرف كيف يقاوم، يعرف تماماً ما له من حقوق وما عليه من واجبات، لذلك أراني مع كامل هذا النشيد الخالد، الذي يرسم بجدارة ثبات الخصوصية العربية السورية، وأثرها في تشكيل المدارس الحضارية عبر التاريخ، ويضيف سحيم: إن أهم ما يمكن أن يحظى به المثقف، في لحظة الاشتباك، التي تفرض حضوره المعرفي داخل الموقف، لا عند ظلال الانتصار، حيث تكون الثمار هي غاية ما يريده من رغبات.. فالمثقف الذي لا يكون داخل النسغ هو حالة شيطانية، بل شيطان ما تتعرض إليه البلاد والعباد من مشاريع تفكيكية داخل حزمة الوطن الجمالية، وعن واجب المواطن يؤكد سحيم أن هنا تكون الرواسي، دور المواطن لـما في الديمقراطية من معنى، كلّ ما في الاستحقاق من واجب، وكلّ ما في المبادرة من التزام، وقد تبدو هذه الكلمات شارحة لمجمل القيمة المنتجَة، أي قوة ثقافة الفرد، العارف لمجموعة حضوره وأثره في ممارسة واجباته من خلال ما له من حقوق وما عليه من واجبات، في مرحلة مصيرية من مراحل تشكيل الحالة الجماهيرية على أرض الواقع وخارج ما ترسمه السياسات الإعلامية الخارجية من حالة تشويه وتضليل وبهتان.
 
عرس ديمقراطي دستوري
الشاعرة انتصار سليمان ترى أن الاستحقاق الرئاسي جاء في وقته المناسب جداً بعكس ما يقال.. لأنني أرى أن العرس الديمقراطي الذي تعيشه سورية سيبني لمرحلة لاحقة من حياة سياسيَة.. كما أن موعده جاء ليؤكَد أن سورية ما زالت صامدة وقادرة على إدارة شؤونها الداخليَة بكل ما أوتيت من قوَة وصمود في وجه الإرهاب الدولي الذي يطول المواطنين كافة ومن كل الشرائح الاجتماعية... فالاستحقاق الرئاسي الذي يتماشى مع دستور البلاد أفرز لنا ثلاثة مرشحين كل واحد منهم له برنامجه الانتخابي المختلف عن الآخر... وهذا يعطي مساحة للاختيار لكل مواطن يرى أن صوته يصبَ في مصلحته كما مصلحة الوطن.. هنا تكمن قوَة سورية باختلاف مشاربها وتعدد أصواتها المناهضة للإرهاب الدولي. في بداية الأزمة راهن الغرب وأعداء سورية على سقوط دورها الريادي وعملت الوهابية التكفيرية والصهيوأميركيَة وأدواتهم الإعلاميَة لتشويه الوجه الحضاري والإنساني للمواطن السوري.. وإظهاره بأسوأ صورة يقدَم بها تحت مسمَى «إسقاط النظام وإعلان شعار الحريَة». حتى الآن لم أفهم عن أي حريَة يتكلم هؤلاء ولم أكن أدرك أننا بهذه القوَة والتماسك والمحبَة التي أسقطت كل مخططات الصهاينة. لنلاحظ جيداً ما تفعله تلك الدول الداعمة للإرهاب ما موقفها الآن من الاستحقاق الرئاسي... هم منعوا على السوريين الإدلاء بأصواتهم!! أنا لا أحلل ذلك الفعل إلا بأنهم يعلمون قوَة سورية وتضامن شعبها مع قيادته هنا ستبرز كذبتهم الأولى والكبرى «الشعب يريد إسقاط النظام» وفشلهم العسكري، فأين هذه الدول من الديمقراطيَة المزعومة لديهم؟ ومن وكَلهم بالتحدث عنا واختيار قيادتنا؟ لن يصدَق العالم ما يجري في سورية بسبب مكنات الضخ الإعلامي المضلل لذلك علينا إلا نأبه لهم ولا لأحكامهم فنحن من نعيش في حمى جيشنا وتحت ظل حكومتنا وقيادتنا ننعم بحقوقنا وواجباتنا كافة حتى لو كان لدينا العديد من الملاحظات على أداء بعض الجهات لكننا نؤجَلها حتى قيامة الوطن من محنته وننهض سوا لبناء ما هدَمته الأيدي التي أرادت شراً بنا، أما عن دور المثقف تضيف سليمان، أقول للبعض: ألم يحن الوقت لوقفة جادة مع أنفسكم؟ لتسألوا أنفسكم أين أنتم من وقفة ترفع من شأن الوطن وتعري الغربان والعربان من زيف ادعائهم؟ والسؤال الأهم لكم هل تستورد الديمقراطية والحريَة أم واجبكم اليوم أن تمارسوا حقَكم الذي طالبتم به كما طالبنا؟
أما عن واجب المواطن اتجاه الاستحقاق فترى سليمان أن المواطن السوري البسيط والعادي الذي يمثل الأكثرية من عمال وفلاحين وموظفين و...إلخ كشفوا المؤامرة على بلادنا قبل سواهم وهم المتضرر الأكبر فيما يجري.. فلم تبق عائلة إلا وأصابها شيء من هذا الربيع العبري الدامي لذلك أرى أن على كل مواطن أن يقارن بين الماضي والحاضر والغد الذي ينتظرنا مع من ستكمل مشوارك الإنساني والاجتماعي والثقافي. معاً لنثبت للعلم أننا أصحاب الحضارة والاسطورة التي تكسرت على عتبات بيوتنا أكبر مؤامرة في التاريخ لتدمير ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا... معاً لنقف مع حامي وحدة سورية مع من بقي صامداً بيننا.. مع من يمثَل سوريتنا الأنقى والأرقى لنبقى أكيد.


 



  عدد المشاهدات: 1070

إرسال لصديق

طباعة


التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد: