الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

أوابدنا.... بعيون وطنية/ بقلم : يونس أحمد الناصر
July 07, 2014 04:02

أوابدنا.... بعيون وطنية/  بقلم : يونس أحمد الناصر


الرئيس الأمريكي السابق ( بيل كلينتون ) كتب في كتابه (حياتي) الذي يتناول مذكرات حياته : ( كنت أخشى في الحياة ثلاثة .. قاعة الامتحان , و أمي , وحافظ الأسد) وكتب أيضا : ( يجب أن تحذروا من حافظ الأسد لأنه يقرأ التاريخ جيدا ) .
ما يدعوني لقول ذلك هو إيماني بأن الإنسان السوري الضاربة جذوره في التاريخ و باني الحضارة البشرية الأولى في هذا الكون و صاحب الفضل على البشرية قاطبة بنشر الديانات السماوية إلى أصقاع المعمورة التي كانت تغط في ظلام الجهل هو ابن سورية منطلق الحضارات... و مهد الديانات.... و مصدر النور عبر أبجديتها الأولى التي صدرتها للعالم... و موئل النوتة الموسيقية الأولى, فمن كان هذا تاريخه لن يخشى عاديات الزمن وسوف يستشرف تاريخه المجيد لبناء حاضره المشرق .
و إن التعايش والتسامح الديني الذي تعيشه سوريا منذ فجر التاريخ لا يمكن لأعداء الحضارة النيل منه ففي مدينة بصلابة البازلت في جنوب سوريا تدعى بصرى الشام دروس لمن يريد أن يتعظ و إليكم ما فيها :

القلعة و المدرج
مدرج بصرى يعتبر الأجمل والأكمل في العالم وهو يقع ضمن القلعة ويتسع لحوالي 15 ألف متفرج، ويعتبر المسرح واحداً من المسارح الهامة في الحقبة الرومانية، وقد أعيد أنشاء جزء كبير منه في العصرالأيوبي.

أن مهندس هذا الصرح العظيم والذي يتميز حتى عن " الكولوسيوم " المدرج الروماني الشهير في روما هو مهندس دمشقي هو "أبولودورو دمشياني" أو أبي الدر الدمشقي، و إن كل علماء الآثار الإيطاليين يعرفون"أبولودورو" بل أن البعض يلقبونه بمهندس روما.
أبولودورو باني أول جسر على نهر الدانوب ومهندس عمود تراجان في روما ومخترع هندسة الصوت والضوء في المدرجات.
من هنا نتوجه إلى من يصر على القول أن هذه المدرجات هي اختراع روماني، ونطلب منه أن يعيد النظر في معلوماته.
فهذه المسارح موجودة قبل الرومان، والقيمة المهمة المتعلقة بهندسة الصوت والضوء تمت من خلال الهندسة السورية وليس الرومانية، وبناء على ذلك أستدعي "أبولودورو" إلى روما لوضع علمه في خدمة الإمبراطورية.
ومن المعروف أيضاً أن مدرج بصرى بني بأيدي أبناء المنطقة الذين عرفت عنهم مهارتهم بفن البناء، و إن هذه المسارح هي اختراع سوري قبل أن تكون اختراعا رومانيا، لا بل أن هذه المسارح قد أسيء استخدامها من قبل الرومان، حيث كانت المكان الذي يقدم فيه الضحايا للوحوش , ولعل بعضنا يذكر رفض الملكة زنوبيا ملكة تدمر استعمال مسرح تدمر لأغراض وحشية, حيث أن الرواية تقول أن الملكة زنوبيا استعملته لمرة واحدة لمعاقبة أحد المجرمين وفي لحظة إطلاق الوحوش أطلقت بدلاً عنها ديكا مسالما عاديا فضج الحضور بالضحك واعتبرت الملكة آنذاك أن العقاب النفسي الذي ناله المتهم هو كاف لتلقينه الدرس المناسب.

في بصرى تزور كاتدرائية بصرى و دير الراهب بحيرا ، وبمجرد أن تنقل بصرك غير بعيد عنهما ترى جامع مبرك الناقة ، و الجامع العمري ، و جامع فاطمة ...
هذه هي سوريا , هذا العناق الرائع ، و هذه الحالة السورية الفريدة من الانسجام و التلاحم بين الديانتين .
دروس في التعايش و الانسجام تعيد سوريا نشرها في العالم الذي تجتاحه حمى التعصب و الطائفية وسفك الدماء , و رسالة سوريا عبر التاريخ هي نشر المحبة بين البشر .. ولأنهم يعرفون تاريخ سوريا و رسالتها هم اليوم يستهدفون هذا الدور التاريخي كما استهدفوها سابقا .. وسيفشلون



  عدد المشاهدات: 1157

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: