الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

سوريا مهد الحضارة - بصرى الشام ... بقلم : يونس أحمد الناصر
April 09, 2013 12:21

 

سوريا مهد الحضارة - بصرى الشام ... بقلم : يونس أحمد الناصر
===================================

تعالوا لنتعرف الى سوريا الحضارة ونزور في هذه الرحلة مدينة بصرى الأثرية التي تتعانق فيها الأديرة مع المساجد في موعد مع التاريخ ويمكن القول بانها من المدن التاريخية القليلة في العالم التي تحوي مدرجا رومانيا كاملا ولكل حجر في هذه المدينةقصة تروي تاريخ سوريا الحضارة والانسان .

الآثار الإسلامية والمسيحية في بصرى الشام
المدينة الأثرية في بصرى:
تقع مدينة بصرى في محافظة درعا وتبعد عن مدينة دمشق 140 كم وعن مدينة درعا 40 كم شرقاً وترتفع عن سطح البحر 850 متراً.
وتعني كلمة \"بصرى\" في الكتابات السامية القديمة \"الحصن\"، وأطلق عليها عدة أسماء منها «بحورا» في عهد الأنباط و«بوسترا» في العهد الهلنستي و« تراجانا بوسترا» في العهد الروماني، ولكان لموقعها المميز أثره الكبير في مكانتها المرموقة بين مدن الشرق القديم، حيث لعبت دوراً حضارياً وتجارياً مهماً.
وتعتبر المدينة بحد ذاتها أثراً حياً إذ أن أغلب بيوتها قديم ويغلب عليه الطابع التاريخي. وقد بنيت بيوت المدينة القديمة من الحجر البازلتي، أما سقوفها فهي على شكل عقود من الحجر. ويتألف المسكن من أقسام عديدة، منه لسكن العائلة، ومنه عنابر للحبوب وأدوات الزراعة، وملحقات تضاف للمواشي وتخزين العلف. وتخضع هذه البيوت اليوم لعملية تنقيب واسعة عن الآثار.
أما المخطط العام لبصرى فهو يوناني-روماني، مستطيل الشكل، تتعامد فيه الشوارع المتقاطعة، لتأخذ المدينة شكل المخطط الشطرنجي الشائع في هندسة المدن الرومانية، وقد وضع الأنباط أساسات سور المدينة المتحدب من جهة الشمال، والذي بلغ ارتفاعه عشرة أمتار.
تم تقسيم المدينة إلى أحياء عدة هي: الحي الشعبي ويقع في الغرب، ويعود إنشاؤه إلى الآراميين، والحي الإداري ويقع في الشرق امتداداً إلى الجنوب، وبناه الأنباط. ثم الحي الديني حيث تتمركز المعابد، والحي الذي مارس فيه سكان المدينة نشاطاتهم الثقافية والاجتماعية ونجد فيه المسرح وميدان الفروسية والحمامات.
وقد نشطت الحياة في الشارعين الرئيسيين في المدينة والمعروفين في المخطط الروماني بالديكومانوس والكاردو، وكانت لهما أروقة مسقوفة استعملت كأسواق تجارية وتواجدت فيها المخازن والحوانيت
الآثار المسيحية في بصرى الشام
الكاتدرائية في بصرى:
يعود تاريخها إلى عام 512-513م، وهي موقوفة للقديسين سرجيوس وباخوس وتيونتوس، وقام ببنائها الأسقف جوليانوس المشهور باستقامته وشجاعته، وهي أول كنيسة بنيت على شكل مربع تقريباً تعلوه قبة. ومقاييس جدرانها 49 متراً طولاً و27 متراً عرضاً، ومزينة من الداخل والخارج بمحاريب. ويتألف هيكلها من ثلاث حنيات، وعلى جدرانها صور ملونة تمثل رسوماً للعذراء وثلاثة قديسين يحيطون بها.
وتتمتع هذه الكنيسة بطراز رفيع من الفن المعماري الأمر الذي حفز الإمبراطور جوستينيان إلى تشييد كاتدرائية أيا صوفيا في استنبول وكنيسة رافينا في إيطاليا وكذلك كنيسة الرصافة على غرار كاتدرائية بصرى.
والكاتدرائية من الداخل عبارة عن دائرة محاطة بمربع شكلت الزوايا فيها محاريب، توسّعت نحو الخارج من جهة الشرق لبناء الحنية وأربع غرف، اثنتان في كل طرف، فأصبحت بذلك مستطيلة الشكل وفيها 50 نافذة.
أُقيمت القبة على إطار دائري بُني فوق ثمانية أعمدة سيئة التنفيذ، مما أدى إلى تداعيها عدة مرات وإعادة بنائها. وكان فيها العديد من الأبواب والنوافذ والمحاريب لوضع التماثيل، جدرانها كانت مطلية ومرسومة وربما كانت مغطاة بالمرمر، أما الجدران الخارجية فبسيطة بدون زينة. فيها ثلاث حنيات أوسطها
أوسعها وأعلاها. ولم يبقَ من زينتها الداخلية سوى بعض الرسوم للعذراء والملائكة القديسين. وكانت الجدران مكسوة بالرخام، ولم يبق منه إلا كسر قليلة. وقد تهدمت واجهة الكاتدرائية ولم يبقَ فيها إلا قسم من الزاوية الشمالية الغربية للحائط الخارجي مع محرابه وزخارف إفريزه.
قوس النصر في بصرى
يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثالث الميلادي، تخليداً لذكرى انتصار القائد يوليوس جوليانوس قائد الفرقة البارثية الأولى إبان حكم الإمبراطور فيليب العربي، كما تشير الكتابات الموجودة على إحدى الركائز.
ويقع عند تقاطع الطريقين الرئيسين للمدينة، الديكومانوس (الواصل من شرق المدينة إلى غربها)، مع الطريق الرئيسي الآخر، الكاردو (الذي يتجه من الشمال إلى الجنوب)، ويقود إلى المسرح.
كانت له واجهتان، حيث تهدمت الواجهة الجنوبية بفعل الزلازل، فيما تتألف الواجهة الشمالية من ثلاثة أقواس أعلاها القوس الأوسط حيث يصل ارتفاعه إلى 13م، وأمام هذا القوس كانت تقدم الأضاحي المخصصة للآلهة عند عودة القادة الرومان منتصرين من حروبهم.


دير الراهب بحيرا في بصرى:
من القرن 4م وفيه أقدم كنائس بصرى. هندسته شرقية محلية تختلف عن بقية كنائس بصرى. فيه اجتمع محمد (ص) قبل النبوة وكان عمره 12 عاماً وعمه (قادمين إلى سورية في قافلة تجارية) مع الراهب بحيرا الذي تنبأ له بالنبوة. وهو راهب نسطوري وكان قساً فلكياً عالماً طرده الرهبان فعاش في هذا الدير. وحينما زاره محمد (ص) مع عمه نصحه بأن يعود به، ويحاذر من اليهود كي لا يصيبه شر لأنه كائن عظيم.
تتألف الكنيسة من قاعة طويلة، وفي كل نهاية قوس بيضوي كبير، فوقه ثلاث نوافذ وفي الجدران الجانبية نوافذ عالية.
في أسفل القوس الغربي يوجد مثلث مؤطر، وفي النهاية الشرقية كان يوجد مذبح نصف دائري، وتزين الباب الغربي دائرتان فوقه.
المدرج الروماني في بصرى:
يعد المدرج الروماني في بصرى (مسرح بصرى) المعلم الأكثر أهمية في بلدة بصرى، من حيث الحجم والاكتمال والحفظ، وهو أيضاً من المسارح الرومانية القليلة التي بقيت سليمة تماماً على مستوى العالم، وقد بدأ إنشاؤه حين اتخذ الإمبراطور الروماني تراجان بصرى عاصمة للولاية العربية في إمبراطوريته، وذلك في العام 102م.
ويختلف المؤرخون في المعماري الذي خطط هندسته فمنهم من يقول أنه المهندس الروماني فيتروفيوس ومنهم من يقول أنه أبولودور الدمشقي.
يجمع هذا الصرح العظيم بين روعة البناء ودقة الفن الجميل، وقد بقي محتفظاً بمعظم أقسامه وسائر عناصر عمارته منذ العصر الروماني، أما المدرج فهو منحوت من الحجر البازلتي ويظهر بكامل أقسامه وتبدو منصة التمثيل وجميع تفرعاتها غير منقوصة، وهي مزينة بمحاريب وأبواب كبيرة ويتوج البناء رواق مسقوف على الشكل المعروف في الملاعب الرومانية.
بني المسرح فوق قلعة نبطية لا تزال بعض أساساتها موجودة، وذلك قبل أن يهدمها الرومان ويقوموا ببناء المسرح على أرض مستوية، استدارة المسرح نصف دائرية، وكذلك المدرج وباحة الجوقة الموسيقية، ويصل ممران معقودان من اليمين واليسار بالأعمدة الدورية الباحة بالخارج، ومنصة التمثيل عريضة وقليلة الارتفاع نسبياً.
يبلغ قطر المسرح 102 متراً، وطول منصة التمثيل 45.5 متر، وعمقها 8.5 متر، ويبلغ ارتفاع المسرح 22 متراً، وتخترق المنصة أبواب تؤدي إلى الكواليس، وفي الجدارين الجانبيين حول المنصة شرفات كان يجلس عليها حاكم الولاية وكبار الرسميين والزوار، ووراء الجدار الغربي للمنصة باحة مكشوفة للاستراحة. وفي المدرج 37 صفاً من المقاعد المتصلة منها ما هو مخصص للشيوخ وآخر للفرسان والطبقة الوسطى ثم ممر تليه 5 صفوف للعامة. وتوصل إلى المستويات الثلاثة أدراج صاعدة تحت ممرات معقودة تسمح بالدخول والخروج بدقائق. وذكر أن هذا المسرح كان يتسع إلى ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف مشاهد. وكانت هندسة البناء تساعد المشاهدين على أن يروا ويسمعوا كل ما يجري في باحة العرض بوضوح شديد.
قامت أعمال الترميم والتنقيب بين عامي 1946 و 1970 بإزالة المنشآت الضخمة فوق المدرج والمنصة وإزالة الأنقاض والأتربة وأعادت للمسرح جدته ورونقه القديم، حيث يستخدم اليوم للاحتفالات والمناسبات الفنية والثقافية، كما تقام فيه فعاليات «مهرجان بصرى السنوي».
الآثار الإسلامية في بصرى.

القلعة العربية في بصرى:
تقع في الجهة الجنوبية من مدينة بصرى وهي مبنية بالحجر الأسود البازلتي، وتحيط بالمسرح الروماني فحمته أثناء الحروب من الهدم. وكان قد بُني على أنقاض قلعة نبطية لا تزال أساساتها قائمة، هدمها الرومان، وأقاموا المسرح مكانها، ثم بنى المسلمون قلعة حوله. كانت القلعة محاطة بسور من الحجارة السوداء، فوقه ممر مستدير، مجهز بفتحات لرمي النبال. وحول القلعة خندق ماء. باب القلعة مصفح بالحديد، يقود إليه جسر بُني على ست قناطر حجرية من عهد أبو بكر بن أيوب الذي حكم بين 592هـ/1196م و615هـ/1218م. حينما أصبحت القلعة للسلاجقة بعد الفاطميين في عام 468هـ/1076م، صار البرجان الصغيران اللذان على جانبي منصة التمثيل برجين دفاعيين، وذلك في عام 481هـ/1088م، بأمر من القائد السلجوقي شمس الدولة أبو منصور كمشتكين، وذُكر ذلك في نقش كتابي، كما ألغيت جميع منافذ المسرح التي تؤدي إلى الخارج، وأُضيف إلى البرج الغربي طابق هو عبارة عن غرفة سقفها ألواح بازلتية، يحمله قوسان.
بعد حوالي ستين عاماً، أمر حاكم دمشق أبو سعيد أبق 534هـ/1140م، ببناء برج في الزاوية الجنوبية الغربية من المسرح، وذلك للتحصين ضد الصليبيين.
ثم أمر حاكم دمشق الأيوبي، العادل أبو بكر وحكم من 592هـ/1196م حتى 615هـ/1218م، ببناء ثمانية أبراج مستطيلة حول المسرح، بينها أنشئت غرف، وممرات داخلية، وتجهيزات دفاعية، أولها البرج رقم 4. وبعد ثمانية أعوام بُنيت الأبراج 7 و5 و9 و10 و11. أما البرج رقم 3 فأبعاده 31×22م وارتفاعه 20م، أُقيم عام 599هـ/1202 أو 1203م، واسمه برج النصر المعمور، كما ذُكر في نقش كتابي. وأشرف على بنائه المهندس إبراهيم بن علي بن فهيد في زمن نائب بصرى سنقر الطغرلتكني وهو بارز بمقدار 6م. لرمي القذائف والسوائل والنبال من خلال كوتين وفتحات تشرف على الخندق. جدران هذا البرج استنادية مائلة.
انتقلت تأثيرات معمارية من دمشق إلى بصرى فصارت الأسقف تبنى معقودة، كما في برج البوابة القديم في الزاوية الشمالية الشرقية للمسرح، وذلك في عام 608هـ/1211 أو 1212م، استغرق بناؤه ثمانية أشهر حسب ما ذُكر في نقش كتابي فيه. هذان البرجان بُنيا في زمن الأمير ركن الدين منكورش الفلكي. البرج رقم 2 أُقيم عام 612هـ/1215 أو 1216م. والبرج رقم 4 أُقيم عام 615هـ/1218 أو 1219م. وكلاهما بُنيا في زمن الأمير شهاب الدين غازي بن أبيك الركني. مساحة كل منهما 5×20م. في الطابق الثاني من كليهما بناء فيه صالة استقبال، سقفها معقود ولها أربعة إيوانات مربعة. في الإيوانين الجانبيين أبواب لها ثلاث فتحات. هذه الغرف كانت المقر الرسمي لنائب بصرى.
البرج رقم 6، أطواله 21×17م. وهو البرج الوحيد الذي ليس فيه نقش كتابي. بُني بعد البرج رقم 4، وانتهى بعد وفاة الملك الأيوبي العادل أبو بكر عام 615هـ/1218م، في زمن ابنه الملك الصالح إسماعيل.
أقام الصالح إسماعيل في بصرى من عام 615هـ/1218م حتى عام 644هـ/1246م وكان عصرها الذهبي، وكانت القلعة مقراً له. أمر ببناء جامع عام 620هـ/1223م فوق منصة المسرح، وكذلك خزان ماء في مكان الأوركسترا على شكل مستطيل، أبعاده 25×31م، وسقفه معقود، تأتي مياهه عبر أنابيب فخارية من بركة الحج. وتمتد هذه الأنابيب تحت مدخل القلعة موازية للجسر، حتى تصل إلى الخزان، ومنه كانت المياه تنساب إلى الحمّام في الجانب الشرقي من المسرح. وكانت القنوات المحيطة بحوض الماء مرصوفة بالفسيفساء الملونة على شكل أسماك وطيور. أُزيل هذا الحمّام أثناء الكشف عن المسرح الأثري. ونُقلت بعض قطعه إلى متحف بصرى المقام في البرج رقم 5.
في عام 625هـ/1227 أو 1228م بُنيت قاعة مستطيلة معقودة السقف فوق خزان الماء. وفي عام 629هـ/1231 أو 1232م بُني طابق آخر لتخزين السلاح يُدعى زردخانة. وفي عام 640هـ/1242 أو 1243م بُني مخزن للمنتجات الزراعية. وأشرف على هذه العمارات الأمير بدر الدين داوود بن أيدكين.
في عام 638هـ/1240 أو 1241م، أمر الصالح إسماعيل ببناء جدار على الأبراج 4 و9 و10. وأحاط البرج رقم 6 ببرجين أصغر منه حجماً.
في زمن حاكم دمشق الأيوبي الصالح أيوب توسّع البرج رقم 5 وكانت مساحته 15×10م فأصبحت 19×12م في عام 647هـ/1249م على يد الأمير شجاع الدين عنبر.
في زمن حاكم دمشق الأيوبي الناصر يوسف الثاني، وتحت إشراف ياقوت والي القلعة، زيدت مساحة البرج رقم 7، وكانت 18×11م فأصبحت 24×18م. وكان ذلك إثر تهديد المغول بالاحتلال. ومع ذلك سقطت القلعة بأيديهم. حتى أخرجهم السلطان الظاهر بيبرس، عام 658هـ/1260م.
وبدأ الإصلاحات والترميمات في القلعة. وتُركت فيها قوة عسكرية، لحماية المنطقة من الهجمات. ثم أُهملت وبدأت بالتهدم في عهد العثمانيين.
بدأت الترميمات الحديثة فيها عام 1946 إلى عام 1970. كما بدأت الاحتفالات السنوية تُقام على المسرح سنوياً، وتشترك فيها فرق عالمية وعربية ومحلية.
أُقيم متحف في القلعة في البرج رقم 7 و5. فيه لقى أثرية هامة. واستخدمت الفسحة أمام البرج 11 لعرض بعض التماثيل القديمة، والنقوش الأثرية التي وُجدت في أطلال مدينة بصرى. وصار البرج 11 مقصفاً للزوار.


جامع مبرك الناقة :
أنشئ في المكان الذي بركت فيه ناقة الرسول الكريم، عندما جاء بصرى برفقة عمه أبي طالب، وهو يقع في الزاوية الشمالية الشرقية من سور المدينة، ويعود تاريخ بنائه إلى بداية العهد الإسلامي وجدد عام 618 للهجرة كما أضيفت له مدرسة وله أهمية خاصة باعتباره أول مسجد أثري قائم في سورية أنشئ ليكون مدرسة دينية وصار مركزاً ثقافياً للتدريس، يتألف المسجد من 3 أقسام لكل منها محراب، وفيه بلاطة يقال إن ناقة الرسول الكريم ناخت فوقها ويحمل الجزء الشمالي للجامع تقاليد الفن الروماني ببناءه ونقوشه أما الجزء الشرقي فقد جدد بناؤه في عصور متلاحقة، تحيط بالجامع مقبرة قديمة تعود إلى عصور الرومان والأنباط والمسلمين

الجامع العمري:
هو من المساجد الإسلامية الأولى، ولذلك يطلق عليه اسم جامع عمر, ويبدو عليه طابع العمارة قبل الإسلام نظراً لقدمه.
ولقد أنشئت مئذنته المربعة عام102هـ / 720 م.
وتمت سلسلة من التجديدات في الجامع وبخاصة في عصر كمشتكين عام 506هـ
1112م وفي العصر الأيوبي 618هـ/1221م.ويتألف المسجد من صحن محاط بأروقة، أحدها يشكل حرم المسجد، ولقد زينت واجهته بزخارف جصية، وللمسجد محراب بسيط ومنبر خشبي.
ولقد غطي بغطاء مؤقت ولم يحدد شكل تغطيته الأصيل

جامع فاطمة :
يقع بين الكاتدرائية ودير الراهب بحيرا، بني على طراز جامع كمشتكين زمن الحكم الفاطمي، وأدخلت عليه ترميمات كثيرة، بنيت مئذنته من قبل أيوب ابن عيسى النجراني عام 705هـ / 1303م
مدرسة أبي الفداء

وهي بناء جامع ومدرسة الدباغة وتقع شمال بركة الحاج، يعود تاريخ البناء الى العصر الأيوبي، بناه أبو الفداء إسماعيل بن السلطان الملك العادل عام 622هـ / 1224م.
تدل عليه لوحة على الجدار الشرقي، وتتألف من صالة مستطيلة سقفها مرفوع على 6 أقواس فوق أعمدة رفيعة، أعيد ترميم سقفها من قبل المديرية العامة للآثار عام 1982م
جامع الياقوت

يقع أمام مدرسة أبي الفداء، كان مدفناً لشرف الدين ابن الأمير ياقوت والي بصرى المتوفي عام 654هـ / 1254م.
وأضيف إليه مسجد صغير بناه الأمير ياقوت
جامع كمشتكين، الخضر

ويقع شرق نبع الأتابكي عام 528هـ / 1133م.
تدل على ذلك لوحة فوق ساكف الباب
مقام الخضر
دار رومانية مؤلفة من دورين وبعض الغرف، في إحداها قبر يقال أنه مقام الخضر.
ولقد أسفرت التحريات الأثرية التي تقوم بها الجامعة الأمريكية في بيروت عن وجود منشآت أثرية كثيرة في التل الشمالي الغربي القديم قرب نبع الجهير في بصرى.
لقد بات مؤكداً لدى الباحثين أن جامع بصرى الكبير المسمى الجامع العمري، وكذلك جامع درعا الكبير هما من المنشآت الأموية بدلالة كتابات مؤرخة في عام 128هـ / 746م. عثر عليها في الجامع العمري في بصرى و يعد هذا المكان من الأماكن المباركة عند أهل بصرى، تقصده النساء أيام الجمع وفي المناسبات الدينية والأعياد للزيارة والتبرك، وينذرن له النذور، ويشعلن عنده البخور ويوزعن الحلويات.

الآثار الأخرى ( غير دينية )
السوق الرئيسية في بصرى:
اسمها الآن: خان الدبس، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني الميلادي. تقع هذه السوق في الجهة الشمالية من الشارع المستقيم الواصل بين مدخل المدينة الغربي والباب النبطي عند تقاطعه مع الشارع القادم من نبع الجهير حيث توجد أربعة ركائز لأعمدة كانت تزين الساحة.
ويعتقد أن هذا البناء كان مؤلفا من طابقين العلوي مؤلف من ممر يطل على الساحة العامة من الشمال وعلى رواق الأعمدة من الجنوب والطابق السفلي هو الباقي حتى الآن حيث كان يستخدم لتخزين البضائع ليلاً.
يبلغ طول السوق 106 م وعرضها 5م وارتفاعها 4م وهي مضاءة بنوافذ من الجهة الجنوبية يصل عددها إلى 34 نافذة وفي الجهة الشمالية يوجد ستة أبواب من ناحية الساحة العامة.
سقفها معقود بالحجارة، والفناء مُزين بمحاريب كبيرة وصغيرة كانت توضع فيها التماثيل. بعض غرف السوق كانت مخصصة لبيع الثمين من البضائع، وكان جزء من الباحة (الفناء) مسقوفاً لحماية الناس من العوامل الجوية.

الحمامات المركزية في بصرى
من أواخر القرن 2م وأوائل القرن 3م. مدخلها الرئيسي على الشارع المستقيم، مواجه لمعبد حوريات الماء. وهي على شكل حرف T المقلوب. أمام المدخل يوجد بقايا رواق أعمدته الثمانية أيونية. ثم يليه بهو مثمن ومزين بثلاثة محاريب مرتفعة. وهو المشلح حيث يخلع المستحمون ثيابهم. ثم صالة مستطيلة هي القسم البارد من الحمّام ، ثم صالات ثلاثة، الوسطى هي القسم الدافئ، والجانبيتان هما الحامي. الصالة الوسطى سقفها على شكل قبة مبنية بالأحجار البركانية الخفيفة. وعلى سطح الحمّام توجد بقايا تمديدات المياه التي كانت تزود الحمّام بالماء.

الحمام العربي (حمام منجك) في بصرى
يقع قبالة الجامع العمري في بصرى. بناه منجك اليوسفي وكان نائب السلطان المملوكي الأشرف شعبان، الذي حكم خلال الفترة من 764هـ/1363م حتى 778هـ/1376م في سورية، وافتتح عام 773هـ/1372م. وقد نقش هذا التأريخ على لوح حجري مع شعار منجك ثم نُزع من الحمّام فيما بعد، واستعمل في بناء آخر. مساحة الحمّام 15× 45م، وهندسته دمشقية.
يتألف البناء من جناح الاستقبال والحمّام وغرف الخدمات. توجد غرفتان كمدخل، وممر يقود إلى المرحاض، وغرفة الاستقبال، التي تتألف من صالة واسعة لها قبة، في وسطها حوض ماء. حول الغرفة من الداخل توجد مصطبة فيها 31 تجويفاً لحفظ الملابس، مساحة هذا الجناح 15×15م. يوجد باب في غرفة الاستقبال يقود إلى الحمّام. ويبدأ بغرفة كان فيها نوافير ماء. وفيها باب يؤدي إلى غرفة ذات عشرة أضلاع، تحتوي على ستة أماكن للاستحمام، يتفرع منها مكانان للاستحمام الشخصي. شمال هذه الغرفة توجد أخرى مستطيلة فيها ستة أماكن للاستحمام وأربعة أخرى في زواياها القطرية.
جميع هذه الغرف كانت مغطاة بأسقف معقودة من الحجر الأسود الخفيف، أما جدرانها فكانت مكسية بالجص، الإضاءة كانت عبر فتحات زجاجية متوضّعة في القباب.
استخدمت الحجارة البيضاء الكلسية ابتداءً من الأرض فالمصطبة حتى بداية القبة. وكان التباين بين اللون الأبيض ولون الحجارة البازلتية السوداء جميلاً ومؤثراً.
القسم الشمالي من مبنى الحمّام فيه غرف الخدمات ولها مدخل واحد على الشارع الرئيسي. وتتألف غرف الخدمات من الفرن، الذي أُقيم في باطن الأرض، ومستودع الماء البارد، في الزاوية الشمالية الشرقية، ومستودع أكبر للماء الساخن، وأماكن للتخزين. ويتم توزيع الماء البارد والساخن على أقسام الحمّام عبر شبكة من الأنابيب الفخارية المزدوجة. وتوجد أنابيب للماء البارد منفصلة تؤدي إلى النوافير، وإلى المرحاض.
تحت الأرضية توجد ممرات لنقل دخان الفرن الساخن إلى المدخنة في غرفة الاستقبال وذلك للتدفئة. أرضية الحمّام كانت مغطاة بأحجار ملونة، وقطع رخامية فسيفسائية، وجُعلت مائلة قليلاً لتصريف الماء منها عبر قنوات تجمعها لتصبها في مجاري المدينة المالحة
السوق الأرضي في بصرى
من النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، وهو مستودع تحت الأرض. له باب في الجهة الغربية. كانت البضائع تُخزّن فيه ليلاً، وتُغلق عليها الأبواب. أبعاد المستودع 4×106م، وارتفاعه 4.5م، وسقفه معقود. فيه أربع وثلاثون نافذة في الجدار الجنوبي للتهوية والنور. وفي الجدار الشمالي ستة أبواب تفتح على الساحة العامة (الفوروم) التي أُقيمت فيما بعد، وزُيّن هذا الجدار بمحاريب مستطيلة.
كان في الطابق العلوي رواق، تُطل نوافذه على الساحة الرئيسية (الفوروم) من جهة الشمال. أما في الجنوب، حيث الشارع المستقيم ، فكان هناك رواق آخر. تيجان أعمدة السوق أيونية.



  عدد المشاهدات: 1954

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: