تمثال ربة الينبوع الذي صنع من الحجر الأبيض يدل على ربة الخصب التي تجلب الماء، سر الحياة. فهو تمثال ينطوي على خدعة، حيث أن الماء المسكوب في الخزان يرتفع شاقولياً حسب نظام الأواني المستطرقة في قناة محفورة في قلب التمثال وحتى الجرة التي تمسك بها الآلهة بيديها.
حيث يبدو للناظر أن هذه الآلهة تريق الماء، مع ملاحظة أنه يوجد على ثنيات ردائها أسماك صاعدة وهابطة.
ويشير بارو إلى أهمية هذا التمثال بالقول:
" يستحيل أن يكون تمثال آخر أكثر تعبيراً، ولم يعرف علم الآثار الشرقية وجهاً ذا تقاطيع أكثر دقة ".
الجدير ذكره أن طول التمثال 1,42 م، ويبدو وأنه كان موضوعاً قرب حوض مشيد بباحة قصر زمري ليم. وبشكل عام " يبدو أن ثمة مدرسة فنية مؤثرة ومتأثرة بأساليب النحت الكنعاني مع مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، في المشرق العربي بمدنه ماري وبابل وإسين ولارسا وأشنونا وغيرها، حيث يبدو أن مجمل نحت هذه الفترة في تلك المدن ينتمي إلى مدرسة فنية واحدة".
ويحيل بارو، موضوع المزهرية الغوارة / كما في ربة الينبوع / إلى الفاعلية الرافدية، حيث سبق للسومريين أن أولوا هذا الأمر مكانة رفيعة جداً في حقل الفن.