الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

منتدى إعلامي في موسكو بعنوان “عهد الصحافة الجديد.. وداعا للصحافة النمطية”.. ضوا: وضع ضوابط على مستوى الدول تنظم عمل “الإعلام الجديد”
June 06, 2016 15:56

منتدى إعلامي في موسكو بعنوان “عهد الصحافة الجديد.. وداعا للصحافة النمطية”.. ضوا: وضع ضوابط على مستوى الدول تنظم عمل “الإعلام الجديد”

كل الأخبار / موسكو-سانا

بدأت أعمال المنتدى الإعلامي الدولي بعنوان “عهد الصحافة الجديد.. وداعا للصحافة النمطية” اليوم في موسكو بمشاركة الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” وصحفيين يمثلون وسائل الاعلام من ثلاثين بلدا في العالم.

وتنظم المنتدى الذي يستمر يومين المؤسسة الحكومية الفيدرالية الموحدة وكالة الأنباء الدولية “روسيا اليوم” بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيسها حيث كانت تعرف سابقا باسم وكالة أنباء نوفوستي.

وقال المدير العام للمؤسسة ديميتري كيسليوف مفتتحا أعمال المنتدى.. إن الولايات المتحدة حاولت بعد أحداث أيلول عام 2001 أن تحتكر لنفسها الحق في أن تكون مسيرة العالم وفق ما ترسمه له وجرى نتيجة لذلك تدمير بعض الدول مثل العراق والقضاء على دول اخرى مثل ليبيا وأرادت تكرار هذا السيناريو في سورية ولكنها لم تفلح.

وأكد كيسليوف أن الناس لا يريدون عالما أحادي القطب بل يسعون نحو التعددية القطبية ومن هنا تنبع مسألة الصحافة البديلة لتغطية ما يجري من أحداث في العالم.

1بدوره قال المدير العام للوكالة العربية السورية للانباء سانا أحمد ضوا في الجلسة الافتتاحية للمنتدى: إن الاعلام الجديد أسهم في إحداث تغير كبير داخل عناصر العملية الاعلامية وخلق منافسين للصحفيين.

وأكد ضوا أن تأثير الاعلام الجديد في الوقت الحالي ينمو بشكل متسارع ومتزايد في مجال تعبئة الرأي العام ودفع الشعوب للمشاركة في الحياة العامة السياسية حيث تجاوز الدور الاخباري للوسائل التقليدية واخترق المحرمات والضوابط التي كانت تحكم الاعلام التقليدي ما أثر بشكل كبير في مهنة الصحافة المتعارف عليها واصبحت في ظل التطور الهائل لوسائل الاتصالات مفتوحة للجميع.

وأشار المدير العام لوكالة سانا إلى أنه خلال الحرب الارهابية على سورية ودخول الاعلام الجديد بقوة في بث الاخبار والصور والانتشار الافقي والعمودي في أوساط المجتمع السوري واجه الصحفيون السوريون تحديات كبيرة سواء العاملون منهم في المؤسسات الرسمية أو حتى الخاصة التي لها هوية ولها توجه وعجزوا في البداية عن اللحاق بالكم الهائل من الاخبار والصور والفيديوهات التي تلقفتها محطات كبيرة وواسعة الانتشار مثل الجزيرة والعربية واستطاع الصحفيون السوريون تخطي هذا التحدي بولوج الاعلام الجديد والدخول في معركة تقديم المعلومة الحقيقية من مصادرها.

ولفت ضوا إلى الكم الهائل من المعلومات غير المثبتة والمؤكدة من جميع المناطق السورية ووجدنا أن أغلبيتها كاذبة ومفبركة وهي عملية منظمة كانت تسير جنبا إلى جنب مع الحرب الإرهابية على الشعب السوري بعد الأشهر الخمسة الأولى.

وأعرب ضوا عن اعتقاده بأنه في ضوء تضارب المعلومات وفبركة الفيديوهات والأخبار كان لا بد من العودة إلى تحديد الهوية لمعرفة من هي الوسيلة الاعلامية ومن هو الاعلامي أو الصحفي.

3ولفت ضوا إلى استهداف الإعلاميين السوريين الذين يعملون في المؤسسات الرسمية لمنعهم من تقديم المعلومة الموضوعية اضافة لظهور عدد كبير من المواقع الالكترونية المغفلة الهوية والمكان تبث معلومات بشكل كبير لا يمكن تسميتها إلا معلومات مفبركة ولا مصداقية لها ومعظمها كان يصور في دول الجوار ويقدم على أنه في سورية بهدف إحداث خلل في المجتمع السوري وتبين لاحقا أن هذه العملية الاعلامية كانت منظمة كما كان إدخال الإرهابيين إلى سورية من قبل تركيا والأردن منظما وتم شن الحرب الاعلامية على الاعلام السوري بطريقة تدريجية وبشكل مدروس وموجه.

وأكد المدير العام لوكالة سانا أن ما تعرضت له سورية من حرب إعلامية شرسة كان بالامكان أن يهزم أي دولة بغض النظر عن العدوان الإارهابي نظرا للكم الهائل من المعلومات المشوهة والمفبركة ولكن تم تجاوز هذا الخطر ببث المعلومة من قبل الاعلام السوري بشكل مجرد وعلم الشعب السوري أن ما يحصل ليس موضوع حرية أو ديمقراطية وإنما هو موضوع حرب لتغيير اتجاه الدولة وسياستها ومواقفها لذا أصبح من الضروري وسط هستيريا الاعلام الجديد أن تقوم المؤسسات الدولية بوضع ضوابط على مستوى الدول تنظم عمل ما يسمى الإعلام الجديد الذي أصبح مجالا واسعا للاستخدام الخطير في مشاريع هدامة ومن قبل التنظيمات الارهابية وشبكات الاجرام الدولي.

2بدوره أكد الاعلامي غسان بن جدو رئيس مجلس ادارة قناة الميادين أنه ليس هناك إعلام محايد إذ لا حياد في الاعلام على الرغم من وجود مهنية وموضوعية وتوازن ولكن لا يمكن الحديث عن اعلام محايد لأنه سيكون إعلاما دون دور مشيرا إلى عدم إمكانية استمرار الاعلام الذي يعزل نفسه عن الواقع إذ إننا نعيش في منطقتنا صراعات اقليمية ودولية مستمرة والكل يتكلم عن السلم والاستقرار والرفاهية وينبغي أن نقول إن الدول القوية في عالم اليوم لها وسائل إعلام قوية تهيمن على الفضاء الإعلامي وتحتكر المعلومة لصنع رأي عام مقبول لها.

وأوضح بن جدو أن امبراطوريات الإعلام العالمي كانت تصف روسيا بالدولة الديمقراطية الكبيرة عندما كانت سياستها توافق الغرب واليوم تشن هذه الامبراطوريات حربا إعلامية على روسيا ليس بسبب مواقفها من سورية ومن الشرق الاوسط فقط وانما بسبب اوكرانيا ايضا وراحت تعمل على شيطنة روسيا والرئيس بوتين داعيا الى كسر الاحتكار الاعلامي لبعض الشركات التابعة لأصحاب القرار في العالم لانه ليس ممكنا مواجهته بصورة منفردة.

وفي حوار صريح وبناء لواقع الصحافة في ظروف الواقع الجديد للعالم الاعلامي تناول المنتدى بالنقاش مسائل عدة مثل من هو الصحفي في عصر ما بعد الاتجاهات السائدة… وكيف يكتب الصحفي… وما هو الهدف الذي يتوخاه… وما هي نوعية جمهور المتلقين… وكيف يمكن للعمل الصحفي أن يؤثر في عالم متعدد الاتجاهات في الإعلام والسياسة والاقتصاد.

4وأشار بعض الخبراء الاعلاميين المشاركين في أعمال المنتدى إلى أن العصر الجديد للصحافة هو في التخلص من الاتجاه السائد مؤكدين أن الغرض من هذا المنتدى هو التوصل الى هدف بسيط ولكنه معقد في الوقت ذاته ويتجسد في تحطيم القوالب النمطية في مناقشات وسائل الاعلام الجماهيرية من قبل الصحفيين المحترفين الذين ينظرون كما جرت العادة الى عالم الاعلام من خلال منظور التكنولوجيا والبينزنس أو من خلال شعار حرية الكلمة ومن الصحفي ذاته.

وكانت مسألة وضع الصحفي ودوره في المنظومة الاعلامية في مركز النقاشات في الجلسة الاولى اذ ان التوجه نحو عالم متعدد الألوان والأقطاب يؤدي اليوم الى إضعاف دور وسائل الاعلام الجماهيرية ذات الاتجاه السائد وأن جمهور المتلقين أخذ يتعرف بنشاط متزايد على الآراء البديلة ووجهات النظر المغايرة ويفضل الحصول على الانباء عن الاحداث الجارية في العالم من مصادر إعلامية بديلة.

وقال المشاركون: إن وسائل الإعلام التقليدية ذات الاتجاه السائد تدافع عن حقها في الظهور ثانية ولكن طابع الاستهلاك الاعلامي الذي يشكله جمهور المتلقين غالبا بواسطة المنظومة البيئية للشبكات الاجتماعية ومحركات البحث تعرقل امكانيات التوجه نحو النخب الاعلامية القديمة بل اكثر من ذلك أن وسائل الاعلام التقليدية باتت في ظروف احتدام المنافسة تخرج عن قواعد ومواصفات الصحافة النوعية مخلفة بذلك استمرار تخفيض حجم جمهور المتلقين لنخبها.

1وأشار المشاركون إلى أن الصحفي اليوم يقف على احداثيات تقاطع طروحات وسائل الاعلام الجماهيرية مع طلب جمهور المتلقين وهو بصورة خاصة يعتبر الوسيط الذي ينقل اكثر فاكثر للقارىء او المشاهد حقيقة هذا الحدث أو ذاك بل يصبح الصحفي في منظومة الاعلام الجديد سفير النخبة الاعلامية أو في الغالب النخبة ذاتها منصهرا بذلك في نقطة انطلاق الثقة أو عدم الثقة تجاه النبأ المنقول.

ودعا الصحفيون والخبراء الاعلاميون إلى مناقشة هذه المسائل بصورة منفتحة وصريحة وسوف تجري في الجلسة الثانية لهذا المنتدى مناقشة قضايا المهنة الصحفية أو انتقالها إلى عصر ما بعد الاتجاهات السائدة ونشوء وسائل الاعلام البديلة وفقدان وسائل الاعلام للقوالب النمطية ولطلبات الاحتكارات على صياغة جدول اعمال المجال الاعلامي العالمي وكذلك مسألة وجود وسائل إعلام جديدة كضمان لحرية الإعلام وكسر الاحتكار فيه. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: