الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

الأطباق القشية.. منتجات تراثية عريقة تزين جدران المنازل التقليدية في الساحل السوري
July 23, 2013 13:27


 كل الأخبار(اللاذقية- سانا)

رغم إنكفاء الأشغال التراثية والصناعات التقليدية الفلكلورية بفعل انتشار الصناعات الحديثة وتنوع منتجاتها إلا أن بعض المشتغلين في هذا المجال ولاسيما صناعة أطباق القش يواظبون على صناعتها في محاولة للإبقاء على أنساق الحياة التقليدية وتكريسها متحدين أجواء الحداثة من حولهم.

وتقول سلمى ابراهيم عن هذه الحرفة التي توارثتها عن أمها وجدتها منذ الصغر ونقلتها بدورها إلى بناتها: "جميع النساء الريفيات اعتدن قديما على العمل في صناعة الأطباق القشية من باب التسلية المنزلية وتمضية الوقت بالإضافة إلى سد الحاجة المنزلية من هذه الأطباق التي كانت تستعمل على مدار اليوم".

صناعة تبدأ بالممارسة والدقة والخبرة لتتحول إلى إبداع وجمال
20130719-204346.jpg

تضيف.. طبق القش يصنع من سويقات سنابل القمح بعد حصادها والتي تعرف عند العوام بالشميل إذ تم انتقاء السويقات الطويلة متوسطة العرض وتنظيفها من القشور يدويا وقصها وجمعها ليصار إلى صبغها بعدة ألوان وأشكال ثم تجفف وتنقع لبرهة من الوقت لا تتجاوز الساعتين حتى تصبح على درجة من اللين تساعد على جدلها ومتابعة تصنيعها مشيرة إلى أن هذا العمل يحتاج الكثير من الممارسة والدقة والخبرة لكي تتحول هذه السويقات إلى تحف قشية على غاية من الإبداع والجمال.

وعن كيفية عمل طبق القش قالت.. بعد جدل القش نقوم بصنع العقد الأساسية والتي يمكن رؤيتها في المنتصف حيث تتحكم هذه العقدة بكامل الطبق ويعزى إليها متانته وتماسكه ثم نقوم بإدخال القش في هذه العقد بواسطة المخرز ونكرر العملية ذاتها عدة مرات إذ أن طبق القش هو عبارة عن مجموعة من العقد التي تلف حول سنابل القش وتأخذ بالاتساع على نحو دائري بحيث تتبع كل ثلاث أو أربع لفات عقدة واحد.

أشكال الأطباق متنوعة بين المسطح أو مقعر وبارتفاعات متفاوتة

وتشير إلى أن صنع الطبق الواحد يستغرق نحو أسبوعين تبعا لمساحته حيث يجري التحكم بقطر الطبق عن طريق تحديد عدد الدوائر القشية التي تؤلفه والتي عادة ما تكون بعرض واحد سواء كان الطبق كبيرا أو صغيرا أما أشكال الأطباق فهي متنوعة بين ما هو مسطح أو مقعر إنما بارتفاعات متفاوتة أقلها دورين و أكثرها ستة حسب الغرض المراد لاستخدام الطبق.

20130719-204311.jpg

وتستخدم الأطباق القشية كسلال للفواكه والخضار والخبز وتخمير العجين إضافة إلى استعمالها في تنقية الحبوب من الغبار والرمل والشوائب الأخرى حيث تعتبر الصواني القشية وسيلة ممتازة لنشر الحبوب وتعريضها للشمس وتخليصها من الرطوبة.

وبالنسبة إلى الأطباق الصغيرة و التي لا يتجاوز قطرها الثلاثين سنتيمترا يبين الباحث التراثي برهان حيدر أنها تستخدم بصورة رئيسية لوضع الأباريق والأوعية والأواني الساخنة فوقها إلى جانب استخدامها بغرض الزينة حيث يوجد في البيوت الريفية الكثير من الأطباق والصواني التي تتوزع على الجدران بألوانها الزاهية وأحجامها المتنوعة والتي تحولت اليوم إلى مشغولات تراثية تؤشر على واحد من الانساق التقليدية العريقة.

20130719-204417.jpg

ويلفت إلى أن العادة جرت على إضافة بعض الأقمشة إلى عدد من الأطباق القشية المخصصة لسكب الرز والبرغل حيث يقوم القماش بشد الأعواد القشية اثناء لفها فلا يتسرب أي من الحبوب إلى ثنايا مبينا أن عمر هذه المنتجات يمتد لسنوات طويلة فلا تتعرض للتلف إذا ما أحسنت ربة المنزل الاعتناء بها وتنظيفها وتجفيفها جيدا من الماء وتهويتها عقب غسلها كي لا يلحق بها العفن.

ويضيف /حيدر/: إن المرأة التقليدية في الريف الساحلي دأبت على تكريس هذه الحرفة لصناعة العديد من المنتجات القشية الأخرى والتي تستخدم في الإطار ذاته فكانت تقوم بصنع ما يعرف بالقليته وهي سلة كبيرة الحجم مصنوعة من القش توضع فيها الحبوب وتستخدم كمكيال عند الفلاحين على البيادر إلى جانب الجميم المصنوع من سنابل القمح والذي يستخدم لضيافة الفواكه والسكاكر باعتباره أصغر حجما من السلال كما يضع الفلاح فيه الحبوب عند نثرها على الأرض وأثناء الحراثة.

 صناعة القشيات بدأت تأخذ طابعا حداثيا

ويتابع.. إن صناعة القشيات اتسعت اليوم لتتجاوز الاستخدامات التقليدية حيث أصبح من الممكن رؤية القبعات والاكسسوارات واللوحات الفسيفسائية والتحف المنزلية المصنوعة من القش وبالتالي إضفاء طابع حداثي على هذه الصناعة التراثية الجميلة التي لا ينقصها سوى وجود سوق خاص بالحرف التقليدية ليتم عرض هذه المنتجات بدلا من الانتظار في كل مرة لإقامة معرض فني ما يوفر لها حيزا من العرض.



  عدد المشاهدات: 804

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: