الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

الشعراء في قصائدهم عن الأزمة: ظلام الأعداء زائل والنهار سيأتي طويلا
August 03, 2013 10:58


كل الأخبار - سانا
تباينت رؤى الشعراء السوريين تجاه الأزمة التي عصفت ببلدهم سورية نتيجة تآمر الغرب عليها وعلى شعبها برمته إلا أن العاطفة الوطنية والإنسانية جعلت كل هذه الرؤى تلتقي على محبة الوطن والرغبة في خلاصه وعودة الأمن والآمان إليه.
ويرى الشاعر نزار بني المرجة أن الظلام له نهاية وأن كل ما يدور في سورية هو مؤامرة لتضييق الخناق على وطن جميل شكل دائما شوكة في عيون العدو الصهيوني وكل من يريد النيل منه مبينا أن نزعة المقاومة موجودة بالفطرة في دمنا .. وقد وصف أولئك القادمين من المجهول بالذئاب فبشرهم أن ظلامهم زائل وموتهم قادم والنهار سيأتي طويلا.. يقول.. وأبقى أنادي .. خط انشطارك .. صولجان وقوس قزح .. رعشة الوصل كانت .. وحول موكبنا تلاقت .. ألف دائرة للظلام .. وقلنا مراراً .. تموت الذئاب .. ويأتي نهار طويل طويل.
وتتشعب الرموز والدلالات لقهر الأزمة عند الشاعر محمد حديفي فيرى أن الدروب سلبت وأن الورود ماتت والعصافير لم تعد تغني على الشرفات فيصور الحالة بكامل آلامها وبما تحتويه من جروح ومقاصل ودماء ثم يترك فسحة للأمل ويطلق صرخة قوية يريد من خلالها أن يستيقظ الأهل وأن تعود الحياة بما كانت تحمله من آمال وأحلام معتمداً على إيحاءاته واستعاراته التي أراد لها أن تدخل في نسيج القصيدة بشكل رصين ليشكل نصه حالة شعرية فيها تتوحد اللغة والألم يقول في قصيدة بعنوان ما بين مقصلة وجرح .. أطلق يديك إلى المدى .. أطلق يديك .. النار تشعلها الفجيعة في شغاف القلب .. لا درب لنا .. لا وردة تغفو على ثغر الحبيبة في الصباح .. لا طائر يهفو لشرفتك البعيدة والشريدة في الرياح .. كل الجراح صغيرة .. كل الجراح لها مدى إلا جراح الأهل .. راعفة الصدى.
ويرى الشاعر محمد رجب رجب أن ثقافة الحقد بدأت تحل مكان الثقافة والوعي وتراجع الوعي وتخلى الضمير عن واجبه فعدنا إلى عصور قديمة كان يسودها الجهل ويستسهل فيها الموت وتصغر فيها الإنسانية والإنسان حيث اقتربت رؤيته من المباشرة والتعويض بالعاطفة واستخدام الرموز غير الصعبة بغية التواصل بين النص والمتلقي يقول في قصيدة نجوى ..
 بنو أمي تسورهم جحود وفي أوداجهم زأر النفير
 يلوب العيش والزلفى حطام فنجواهم على الجلى هرير
 لقد هبت رياح الضنك تزري فلا جار ولا راع مصير
 وتختلف رؤية الشاعر رجب كامل عثمان للأزمة ويرى أن الغباء الذي يعتمد عليه بعض الناس يقتل ويشوه بلاد الأنبياء فيخرج من العاطفة الرقيقة إلى الألم الكبير ويعتمد على موسيقا يمزج فيها ما يدور بالأمل والألم والياسمين يقول في قصيدة اذكريني .. عند جزع الياسمينة .. واجعليني .. في براعمها المخضبة الحزينة واتركيني .. بين أنقاض المنازل في حواري تلنا .. فوق الركام .. آه يا كل المدائن في بلادي .. في لاد الأنبياء .. نحن كنا بل لا نزال بقايا أغبياء .. كيف أصبحنا عيوناً لا تفرق بين ماء أو دماء.
ويعتمد الشاعر محمد إبراهيم حمدان على أسلوب الفضيحة التي يجب أن تترك وجوه الغدر سافرة وتكشف حيثيات وأسباب ما يدور بأسلوب يبتعد فيه عن الرمز حتى لا تؤل معانيه إلى غير ما يقصد ويلجأ إلى الدلالات لتتسع بقعة الضوء حول الفجيعة وأسبابها يقول في قصيدة صلوات عاصفة كبت خيل الرهان بكل ساح .. وباقي الخيل تشتر اللجاما توحد الشعوب على اختلاف .. وفي التوحيد نزداد انقساما وحاصرنا النفاق بحسن قول .. وسوء الفعل أورثنا اللثاما أضعتم في مزاد العصر شعباً .. وأرضاً حرةً .. ودماً حراما.
ويقول الشاعر مهند صقور إن أسباب ما يدور في وطننا هو تدخل كبير من العرب الذين باعوا أنفسهم للكيان الصهيوني فعبثوا ببعض شبابنا وغدروا بمنظومتنا القومية والوطنية وراحوا يبذلون قصار جهدهم لزرع الفتنة حتى يبقى وطننا ممزقاً تابعاً لا حول له ولا قوة يقول في قصيدة قم ناجي جلق .. تكالب الغرب والأعراب تتبعه .. وأمطرونا على شاشاتهم لغبا بني سعود وأي الشوءم إن ذكر .. ما راح ينفث من غلوائه الجربا أمطرتهم لاهبات القول لاذعةً .. وقلت فيهم مقالاً يكشف الريبا صاح الغراب وصاح الشيخ فالتبست .. مسالك الأمر أي منهم نعبا لا فض فوك فأنصاف الرجال هم .. لا بل وحقك ..أشباه غدو نصبا.
ويذكر الشاعر فاروق شريقي الذين يعيثون بالوطن وينفذون ما يطلبه الغريب وما يرمي إليه العملاء يذكرهم بالماضي الجميل وبأيام كان أهل سورية يتقاسمون الخير والمطر ويشربون الشاي على أنغام المحبة ويأكلون ثمار هذا البلد وهم يعيشون حياة مشتركة لا يعكر فيها صفوهم أحد يقول في قصيدة بلادي.. حرام على الأحرار أن ينكروا الوفا .. ويستبدل ورد الربى بقتادي ألم يأكلوا من خيرها وثمارها .. ويستقبلوا ماء الغمام صوادي ألم يشربوا الشاي اللذيذ بروضها .. وتشدو لهم فيروز لحن ودادي وتبقى بلادي حرة وعزيزة .. على رغم عربان وكيد أعادي.
أما الشاعر ثائر إبراهيم فيرى أن ما تتعرض له سورية سببه طمع الآخرين بخيراتها وبما تمتلكه من تاريخ عريق ومجد لا يضاهى ويحث أهلها على البقاء على العهد محافظين على حرمته لتبقى سورية وطن الأمجاد بما تمتلكه من رجال يدافعون عنها ويحمونها من كل ضيم كقوله في قصيدة بلاد الشمس ويا سورية الأحرار ظلي .. غدير المجد إن الدهر صادي لأنك أم هذا الكون ترمى .. ثمار علاك من حسد الأعادي أليم خنجر الأخوان لكن .. صمودك فوق عار الانقياد ولن تهن وفوق ثراك جيش .. يصب النار إن صرخ المنادي.
 محمد الخضر



  عدد المشاهدات: 817

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: