الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

شعراء سوريون: رحيل الشاعر العيسى خسارة أدبية كبيرة
August 15, 2013 13:30


 كل الأخبار- سانا
شكل رحيل الشاعر الكبير سليمان العيسى خسارة كبيرة على الساحتين السورية والعربية لأن الشاعر انطلق من مشروع ثقافي وطني وشكل منظومة هامة قوامها تنمية الحس الوطني عند الطفل العربي من المحيط الى الخليج وهذا ما تجلي في كتاباته للأطفال.
وقال الناقد زياد ميمان ان الراحل العيسى شاعر الطفولة النقية حفظنا شعره وحفرت كلماته في قلوبنا حتى صرنا نردد اسمه كجزء من القصيدة باعتباره رمزاً أدبياً كبيراً فأناشيده لا يمكن لأحد أن ينساها إذ كان بحق هو شاعر الطفولة والعروبة وشاعر الإنسان والوطن ورحيله خسارة كبيرة.
وأضاف ان صاحب "شاعر بين الجدران" كون منظومة ثقافية قوية ترسخت في ذاكرة جيل مازال يرفض كل أنواع المذلة والخنوع إذ ان المادة التي كان يقدمها العيسى للأطفال تتكون من عاطفة وصورة ونسيج وطني ورؤى قومية بشكل مبسط يتلقاه الطفل وينسجم معه بعفوية.
بدوره رأى الباحث ديب حسن ان شاعر الطفولة هو سندباد الحلم والعطاء ولم يكن رحيله عاديا أبدا مع انه الطفل الذي صار في التسعين ولم تلوث ذاكرته المدينة الزائفة أو طغيان الحياة قائلاً ان فقدانه خسارة لا تعوض أبدا ومهما حاولنا أن نتحدث عن إبداعه فلسنا قادرين على أن نفيه حقه لأنه أسس أدب الطفل في سورية وآمن ان الأجيال هي التي تعطى الحياة نسغها فيجب أن تحمل في ذاكرتها ما يجعلها تنتمي إلى وطنها لذا فإن قامة كسليمان العيسى ستبقى ماثلة في وجداننا وفي قلوب أطفالنا لاسيما أنه تجذر في الحلم العربي من المحيط إلى الخليج.
أما الشاعر عماد الدين ابراهيم فقال ان شعر العيسى وإبداعه ساهما في تكوين الذائقة الشعرية والأدبية والجمالية لدى أجيال من الأطفال الذين أصبحوا رجالا وكتابا ومبدعين فيما بعد مضيفا ان اسمه بات جزءا لا يتجزأ من قصيدة الشعر التي يقرؤها الأطفال.
وبين ابراهيم ان هناك الكثير من المنافسين له لكن لم يستطع أي منافس له أن يصل إلى الذروة التي ارتقاها العيسى حيث كان يطير في سماء الطفولة كالنسر بينما هم يزحفون أو يحبون أو يرفرفون بأجنحتهم في أحسن الأحوال.
ورأى الأديب رياض طبرة ان الشاعر العيسى عبر جسر الخلود دون أن يخسر من رصيده الوطني والقومي والإنساني شيئا فكان نعم من نعتبره مثالا ساطعا من جيل الرواد بما يمتلكه من النقاء والصفاء القومي فهو خير من تمثل المبادئ بطهر وكبرياء.
وعند الشاعرة آمال شلهوب الراحل العيسى هو شاعر الطفولة الأول في انسياب الكلمات الجميلة التي تتفاعل مع رؤى الأطفال في حياتهم وآمالهم الصغيرة إذ لم ينس البراعم الصغار حين كتب لهم أجمل الأناشيد فمنذ الصغر رأى في شفاههم الألفاظ الأولى فكتب "ماما ماما يا أنغاما" إنه تعبير عن الحنان في صورة الأمومة وعلاقة الطفل بأمه.
وأضافت شلهوب.. ولم ينس الأب فكان رائع التعبير في "بابا بابا يومك طابا" وظل مع سيرورة الأفكار المتعلقة بالوطن كي يعلمه دروسه الأولى في تمجيده لرمزه الجميل ذلك العلم الذي يرفرف بالعزة ليبقي في خيال الأطفال ولم ينس أن يعلم الأطفال طريق النضال حين يذكرهم بالوطن السليب فلسطين سعياً للعودة الظافرة مؤكداً حقنا وحق أبناء فلسطين في وطنهم فكان النشيد الرائع "فلسطين داري ودرب انتصاري" ولا تغيب عنا عشرات القصائد التي تمجد جمال الوطن وسحره في عيون وقلوب صغاره.
وبينت شلهوب أن تنوع الأغراض الشعرية التي تخص الأطفال في تربيتهم التربية القومية والاجتماعية والإنسانية وحب الجمال والطبيعة.. جعله بحق معلماً وأباً رائداً رسم القصة والمسرح والشعر بأجمل الكلمات في عالم الطفولة.
أما مترجمة أدب الأطفال ميرنا أوغلانيان فترى أن العيسى أب روحي لشريحة كبيرة من المجتمع لأنه أنشد للعروبة ولفلسطين وللعلم وللأم فتجذرت هذه الأشياء في ذاكرة الأبناء وأصبحت مثلا وقيما في ذاكرة المجتمع والإنسان العربي لذلك ستبقى روحه مرفرفة في سماء الوطن العربي الذي كان في نظره مكانا واحدا يجمع العرب.
وقالت الأديبة إيلين كركو الفائزة بجائزة أدب الأطفال باتحاد الكتاب العرب أنا أعزي الطفولة والأطفال برحيل الشاعر العيسى فقد كبر أطفالنا مع أشعاره وكنا نرددها معهم بكل ما فيها من فرح طفولي وعنفوان عربي فكان قريبا من أطفالنا يحمل في قلبهم براءتهم ونبض فرحهم ويعلمهم الشموخ والآباء حتى يكونوا حماة الوطن وبناء الأمة الصحيح.
أما الشاعرة ليلى أورفه لي فرأت أن قصائد العيسى شكلت ركناً أساسياً في بناء شخصية المواطن السوري وفي تكوين ذائقة جمالية لديه حيث حفظنا قصائده على مقاعد الدراسة بكافة مراحلها إضافة إلى مساهمتها في التعبير عن الحس الوطني والقومي العروبي لدينا بالتوازي مع تنمية الحس الجمالي مستعرضة قوله عن نفسه ..أنا خلية في جسد عربي.. تبحث عن ملايين الخلايا من أخواتها وتكافح لكي يتحرك الجسد وتبعث فيه الحياة.
وتابعت.. لن نتخلى عن حلمه ولن نسمح بقتله وسنردد كل يوم لأبنائنا قوله.. "لن أتخلى عن حلمي في يومٍ من الأيام.. نعم أنا ابن الحلم.. وسأبقى حتى آخر نبضة في حياتي.. أعيد أحلامي تحت شجرة التوت.. لأنني أنتمي إلى هذه الأرض ومؤمن بطاقاتها الخلاقة.. حتى يتحقق الحلم".



  عدد المشاهدات: 941

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: