الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

عائلة (عيسى) الفنية.. أنموذج من حلب في النهوض بالحياة والجمال
March 18, 2018 05:51

عائلة (عيسى) الفنية.. أنموذج من حلب في النهوض بالحياة والجمال

كل الأخبار / حلب-سانا

شهدت الشهباء خلال سنوات الحرب أقسى أنواع الإرهاب والإجرام وبعد التحرير نهضت كما طائر الفينيق للحياة والجمال وحاول أعداء الإنسانية قتل روح الحياة فيها لكن أهلها لم يتوقفوا يوما عن بناء الفن والفكر الوقاد.

نبحث عن سر هذا الكنز المكنون خلف الإنجاز اليومي بمدينة حلب والحركة الثقافية ذات الوتيرة المتسارعة.. لنجد لدى اسرة عيسى الفنية حالة حب ورثها الأبناء من الآباء وأنموذجا فريدا يثبت بالدليل قيمة العطاء لوالد من رعيل الفنانين الأوائل وابنين اختار أحدهما التمسك بالأرض ورفض مغادرة مدينته زمن الحرب وسعى الثاني لإظهار الإبداع السوري للعالم لابن مغترب عن وطنه.

بدأ المشروع الفني لعائلة عيسى مع الفنان الراحل جاك عيسى الذي ولد في حلب عام 1931 واعتبر من الرواد الأوائل للفن التشكيلي في المدينة حيث استهل مسيرته الفنية بالرسوم السينمائية قبل أن تتطور إلى رسم الأيقونات واللوحات الكنسية والشخصيات الدينية والعمل على توثيق التراث الشعبي ورصد الطبيعة.

كانت رسالة الراحل كما قال ابنه الفنان التشكيلي برهان عيسى الذي رفض مغادرة مدينته حلب طوال سنوات الحرب الإرهابية في تصريح لسانا: “هي تكريس وتجديد وإحياء ونقل الفن للأجيال لذلك عملت مع شقيقي والفنان العالمي زاهي عيسى على افتتاح جمعية حلم يعقوب في إيطاليا كوسيلة لنشر فكر ورؤية والدي الفنية خارج سورية” مشيرا إلى أن والده بأسلوبه وإحساسه ورؤيته عمل على توثيق التراث السوري بكل ما يخصه من مهن وأزقة وحقول وأوابد وفلاحين ووثق كل ما هو جميل للبلد مستفيدا من تنوع وغنى سورية جماليا وإنسانيا وتعبيريا.

وعن هدف جمعية حلم يعقوب أوضح برهان أنه يسعى لتحفيز الفنانين على العطاء المستمر وتوضيح أساليب العمل الفني بما يخدم العمل من حيث التكوين المنسجم وتواجد الهارموني اللوني اللازم له مع توضيح أماكن الإضاءة والعتمة باللوحة لافتا إلى أن اختيار إيطاليا كمكان للجمعية لتكون نافذة لتعريف العالم بالفن السوري مع الحرص على رفع علم الوطن بكل نشاط تقيمه.

وعن الإرث الذي نهله برهان وشقيقه زاهي من والدهما الراحل على المستوى الشخصي والفني قال: والدي قامة فنية والحديث عن سيرته طويل لكنه باختصار كان عصاميا شديد الصبر معطاء صاحب طرفة بجلساته ويحترم خصوصيات الآخرين ومحتضنا لأسرته الكبيرة والصغيرة واخذنا الفن عنه بأسلوبنا الخاص.

وأشار برهان إلى أنه ورث من والده زهده بالأضواء والتزامه بصومعته الفنية على عكس شقيقه زاهي العاشق للشهرة وتأثره بعمله في الغرب منذ أكثر من 30 عاما.

وتحدث برهان عن تجربته الفنية الخاصة ومتابعة مسيرة والده والسير على خطاه ولكن بإحساسه الخاص مع التطرق لذات المواضيع التي تعنى بالتراث من (الأزقة القديمة والمهن والحالات الإنسانية والأسواق الشعبية) وأضاف لها توثيقا للاحداث التي تعرضت لها حلب خلال الحرب.

وعن سبب إصراره البقاء في حلب طوال فترة الحرب رغم الفرص المتاحة له في السفر والعمل خارج سورية قال: نتمسك بالأرض رغم كل الظروف القاسية لإيماننا أن الصعاب إلى زوال وهل رأيتم عاشقا يهجر معشوقته وحلب بالنسبة لي هي الأم الحنون التي احتضنت عبر العصور الكثير من الذين عانت بلادهم من ويلات الحروب وستبقى منارة وحضنا يجمع السوريين.

ونفذ برهان خلال سنوات الحرب اعمالا متعددة منها الإنسانية كما وثق في مجموعات 13 عملا فنيا عام 2013 تحت عنوان (هيك صار) إضافة إلى أنه ينفذ سنويا فيلما قصيرا يتضمن ما أنتجه من أعمال في كل عام ويحاول في أعماله الجديدة استعادة الزمن الجميل ومحاكاة التراث والواقع وتوثيق كل ما يجري في سورية.

أما الفنان العالمي زاهي عيسى الذي ولد في حلب عام 1962 فاختار الاغتراب منذ عام 1986 حيث يقيم في ايطاليا وبدا تجربته هناك من خلال رسم لوحات لإحدى كنائسها.

زاهي الذي ينهج في فنه المدرسة الكلاسيكية السريالية يسعى لنقل صورة الفنان السوري للعالم وليكون صدى وطنه مع إصراره الدائم على رفع علم سورية في كل المعارض التي يقيمها او يشارك فيها ويهدي نجاحه وكل لوحاته إلى روح والده يعقوب عيسى المشهور بالرسام جاك.

وبشهادة الكثير من النقاد الكبار في العالم يعتبر زاهي أحد رواد الرسم المعاصرين عالميا حاليا رائدا ويحمل شهادة عضو في جمعية الإمبراطور الألماني فريديرك الثاني التي منحت إلى 60 شخصاً فقط في العالم منذ تأسيسها.

وتتميز أعمال زاهي بإسلوبها الحر فلوحاته لا تتقيد بإطار وغالبا ما تتجاوز رسوماته إطاراتها اما معارضه فيقيمها في أغلب مدن إيطاليا واليونان وبولونيا ومالطا. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: