الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   ثقافة و فن   

الأساطير والحكايات الشعبية..الماورائيات قصص الشعوب السرية ومخاوفهم المخفية - لودي صارجي
November 09, 2013 12:41

 

 

كل الأخبار - الوطن :

هي طائفة من أنماط القصة التراثية عند سكان أميركا الأصليين من (الحكايات الخيالية، والسيَر، والأساطير، وقصص التجارب الشخصية).
 
إذ بلغ عدد الثقافات الأصلية القائمة المستقلة في قارتي أميركا المئات، والمجموعة الواردة في الكتاب لا تحيط بها جميعاً، وبالنسبة لهذه المجموعة تم تقسيمها إلى أربعة أقسام القسم الأول سمى «الأصول»، والثاني «الأبطال والبطلات والأشرار والحمقى»، والثالث «المجتمع والصراع»، والثالث «ما وراء الطبيعة».
 
قصص تنقل
أحب المؤلف في قسم «الأصول» أن يروي قصص تسلط النظر على البدايات والتحولات، وعن خلق العالم حسب قوم هوبي يقول: «أسس قوم هوبي ثقافة عمادها القرية في ما تدعى اليوم بأريزونا، والقصة التي بين أيدينا مدارها على شفع من الموضوعات: خلق الصور الحية على يد شفع من الآلهة المؤنثة، وجلب الشقاق إلى العالم على يد المرأة العنكبوت وهي من أسباب الاضطراب التي يكثر ذكرها في حكايات قوم هوبي التراثية»، وعن أصل شعب خيميث وتاريخه ذكر في الكتاب أن شعب خيميث يقيم في نيومكسيكو منذ 800 سنة، وكانوا يعتمدون الزراعة في معيشتهم مثل قبائل بويبلو.
كما تحدث الكاتب عن أسطورة اكتساب الأفعى والنحل والزنابير لسمومها قائلاً: «تنذر المجلجلة وأفعى الماء (نوعان من الأفاعي الكبيرة) قبل أن تهاجم أو تكون ضربتها دفاعاً عن النفس؛ أما المجلجلة الأرضية (نوع من الأفاعي الصغيرة) تهاجم حباً بالأذية».
شخصيات متميزة
 
في القسم الثاني قدم تومس مقطعاً عرضياً في الأنماط الكبرى للشخصيات التي تحفل بها الحكايات الشعبية لسكان أميركا الأصليين.
فيشير إلى الأسطورة التي تعود إلى تراث قوم خيكاريّا الأباتشيين من أهل نيومكسيكو والتي تبدأ من بروز الحياة إلى وجه العالم الراهن وترقيها ثم تنتقل مسرعةً إلى مغامرات مدمر الأشياء الخطيرة هرقل الذي يوصف بأنه نصف إله واسمه هيراكليس ويعمل ذبّاح الوحوش على تطهير البيئة ليجعل منها مكاناً آمناً للإنسان.
ثم ينتقل الباحث ليروي حكاية زواج راعية الدجاج من الشيخ صاحب الشمس فيصفها بأنها نظيرة سندريلا من قوم تيوا من عشائر بويبلو، والتي تنال في نهاية القصة السمو في منزلتها الاجتماعية.
كما يعرفنا على أحد نماذج المحتالين المذكورين في قصص سكان أميركا الأصليين وهو الكويوتي (من سباع أميركا الشمالية أصغر من الذئب) الذي لا يضاهي في احتياله وشيوعه شيء، فيروي قصة قوم بايوت الشماليين التي تظهر الكويوتي بأكثر صفاته انتشاراً من الفضول، والتهور المودي إلى الهلاك، والتقلب في الصور، والقوة مما وراء الطبيعة.
 
الصراعات المجتمعية القديمة
ينطوي القسم الثالث الذي أطلق عليه الكاتب اسم «المجتمع والصراع» على نظرات في القضايا الاجتماعية من الأخلاق العرفية إلى الصراعات بين الزمر الاجتماعية.
فيقول الكاتب: «يتخذ قوم إنويت (الإسكيمو) قوتاً تقليدياً أساسه الأكبر هو البروتين الذين يحصلون عليه من الثدييات البحرية التي تذكرها قصة (كاسياغساك، الكذاب الكبير)»، إذ تعتبر خيبة المرء في الصيد بمثابة الحكم بالموت على الأسرة، فكاسياغساك استغل جيرانه للبقاء حياً وهذا يشكل خطراً ليس على أقربائه فقط بل على كل من حوله، هذا ما أكده تومس.
تحدث الكاتب أيضاً عن أول حرب في الدنيا مشيراً إليها بأنها إحدى مرويات قوم تلينغيت، وفيها تفصيل لطبيعية الحرب في تراثهم، وعن كيفية قيام هذه الحروب قال: «كانت تشن الحرب فرق كبيرة تغير في زوارق بحرية كبيرة من نوع كانو مصنوعة من جذوع الأشجار»، وبالنسبة للغاية منها كانت في أغلب الأحيان لأخذ الرقيق والسلع ذات القيمة الكبيرة اقتصادياً أو للثأر.
ويتابع الباحث كلامه فيما يتعلق بالمجتمع والصراع فيشير إلى القصة التاريخية «المحارب الصغير» فيقول: «إن أقوى عمادٍ لمجد الزعيم عند قوم كومانتشه وقوم لونه هو الشجاعة، بيد أنه ينبغي أن تكون بين هذه القصص فسحة لرواية قصة رجل متعلم من قوم باوني أحسن المشورة لأحد المحاربين من قبيلة معادية فأنقذ حياة الكثير من الناس، هنوداً وبيضاًً».
الموت والسحر والشرور في حكايات
 
وفي قسم ما وراء الطبيعة ركز الكاتب على حكايات تراثية عن الموت والسحر وفظيع الشرور، فيروي قصة الساحرين من قوم أكوم فيشير إلى التشابه في اللغة والثقافة بين قوم أكوما وقوم لاغونا أما قوم زوني فمباينون لهما في اللغة والثقافة قائلاً: «في هذه الثقافات السحرة هم من الرجال والنساء معاً، وهم معروفون بمقدرتهم على التحول في الهيئة، لكي يقترفوا أخطاءهم من غير أن يعرفهم أحد». وفي رواية «الهازئ الغراب» يبين المؤلف أن سبب الموت حسب النظريات الطبية التقليدية عند شيروكي هو عبارة عن هجوم شخصي وعن هذا الهجوم يقول: «قد يأتي من قبل غير بني الإنسان من ساحرة على سبيل المثال وعلى ما هو الأمر في كثير من التراثات الأخرى، تقوم الساحرة أو الساحر بفعلتهم الشريرة تحت جنح الظلام».
 
مراعاة القراء
هذه القصص التي رواها الكاتب حوّرت عن صورها الأصلية مراعاةً للقراء المعاصرين حسب قول المؤلف إذ اقتصر التحوير على ما هو ضروري لترجمة الحكايات وتلافي التكرار ولقد أشار الباحث إلى استبداله لبعض المصطلحات التي يمكن للقارئ أن يجدها عدوانية أو عنصرية.
وتومَس أ.غرين أستاذ مساعد في الأنثروبولوجيا في جامعة (أ. و.م) في تكساس، له كتب كثيرة.
«من الحكايات الشعبية لسكان أميركا الأصليين» حكايات من الفسيفساء الأميركي، عنوان الكتاب الجديد الصادر عن وزارة الثقافة (الهيئة العامة السورية للكتاب) من إعداد تومَس أ.غرين وترجمة وفيق فائق كريشات ومراجعة توفيق الأسدي.
والهدف من هذه الكتاب حسب ما ورد في المقدمة هو مد المربين والطلاب وعامة القراء بأمثلة على حياة سكان أميركا الأصليين وقد حاول الكاتب من خلال 255 صفحة من القطع الكبير أن يقدم لنا مجموعة مختارة من الروايات والقصص الشعبية التي تعيدنا إلى عالم الأساطير والحكايات الخيالية، وتعكس بيئة وثقافة المناطق التي ظهرت فيها.


 



  عدد المشاهدات: 923

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: