الصفحة الرئيسية   أخبار اليوم  

موسكو: ليس هناك خطة بديلة فيما يتعلق بالأزمة في سورية.. وسلاح الجو لم يتخل عن عملية استهداف إرهابيي “جبهة النصرة” بشكل نهائي
May 27, 2016 14:07

موسكو: ليس هناك خطة بديلة فيما يتعلق بالأزمة في سورية.. وسلاح الجو لم يتخل عن عملية استهداف إرهابيي “جبهة النصرة” بشكل نهائي

كل الأخبار / موسكو-سانا

أكد نائب وزير الخارجية الروسى سيرغي ريابكوف أن سلاح الجو الروسي أجل عملية استهداف إرهابيي “جبهة النصرة” بهدف إعطاء فرصة لجهود الحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية لكنه لم يتخل عنها بشكل نهائي.

وقال ريابكوف في كلمة أمام مجلس الاتحاد الروسي اليوم “إن سلاح الجو الروسي أجل أعماله ضد “جبهة النصرة” من أجل تحقيق التقدم في عملية التسوية السياسية للأزمة ولكنه لم يتخل عن هذا الخيار ولم يستثنه وهو اتخذ قراره بناء على الاتصالات العملية التى تجرى بشكل يومى مع العسكريين الأمريكيين”.

وأوضح ريابكوف أن موسكو وواشنطن “توصلتا إلى اتفاق حول تمديد نظام التهدئة في عدد من المناطق السورية بعد اتصالات بين عسكريي البلدين”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية منحت المجموعات المسلحة مهلة جديدة للانضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية واستكمال تنصلها من تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابى بعدما كانت أعلنت أنها ستبدأ بتوجيه ضربات على مواقعها بشكل أحادى في 25 أيار.

وأشار ريابكوف إلى أن الدول الغربية تواصل مساعيها للضغط على الحكومة السورية سواء عبر مجلس الأمن الدولي أو من خلال منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وذلك عبر تقديم اتهامات تزعم فيها بأن “دمشق تنتهك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية”.

وقال ريابكوف “إن الولايات المتحدة والدول الغربية يحاولون تحويل نظام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لأداة تخدم مصالحهم السياسية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بسورية”.

وأشار ريابكوف إلى أن العمل جار بشكل فعال ونشيط في مجال الترويج للمبادرة الروسية التي طرحها وزير الخارجية سيرغي لافروف في آذار الماضي حول صياغة اتفاقية حول مكافحة هجمات الإرهاب الكيميائي والبيولوجي موضحا أن دول الغرب تبدي رد فعل ضعيفا على هذه المبادرة ما يدل على عدم الاهتمام بالمحافظة على مؤتمر نزع السلاح وعلى الآليات المماثلة الأخرى لدى الامم المتحدة.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تقوض معاهدة منع الأسلحة البيولوجية والسامة لأنها تقوم بتعزيز وتقوية البنى التحتية للسلاح البيولوجي لديها وتقوم بنشر هذه المنشآت في العديد من الدول أيضا بما في ذلك قرب الحدود مع روسيا.

وكشف ريابكوف أن روسيا بالتعاون مع بيلاروس وأرمينيا والصين أعدت مجموعة من المقترحات العملية لتعزيز نظام حظر الأسلحة البيولوجية والسامة وهو ما أثار الاهتمام لدى العديد من الدول.

وتحدث نائب وزير الخارجية الروسي عن الوضع السائد حول معاهدة تصفية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى وذكر أن واشنطن لا تبدي حتى الآن الاستعداد للاتفاق وقال “جرت مناقشة الموضوع عدة مرات على مختلف المستويات ولكن دون نتيجة لأن واشنطن لا تبالي بالقلق الروسي وتنتهك بنود الوثيقة”.

وشدد ريابكوف على أن تنفيذ معاهدة ستارت التي باتت سارية المفعول في شباط عام 2011 يعزز الأمن الدولي والاستقرار في العالم ويساعد في تعزيز نظام حظر انتشار السلاح النووي في العالم ونزع السلاح النووي.

من جهة أخرى أعرب ريابكوف عن استعداد روسيا لاقامة اتصالات مع حلف الناتو مشيرا إلى أن “الكرة باتت في ملعب الحلف”.

وقال ريابكوف “إن افاق وضع نظام جديد للرقابة على الاسلحة التقليدية في أوروبا وفق مبدأ الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة والتوازن بين حقوق وواجبات الطرفين يمكن ويجب أن يدرس فى سياق زيادة مستوى الثقة وتطبيع علاقات الناتو والدول الغربية مع روسيا بما فيها الاستئناف الكامل للتعاون العسكري”.

وأضاف ريابكوف “إن الشركاء الغربيين يعلمون جيدا استعدادنا لهذه الاتصالات ولكنهم غير مستعدين لطرح أي أفكار محددة على الطاولة”.

الأركان الروسية تؤكد استمرار تدفق الأسلحة والذخيرة من تركيا إلى تنظيم “جبهة النصرة”

إلى ذلك أكدت هيئة الأركان الروسية استمرار تدفق الشاحنات القادمة من الأراضي التركية إلى تنظيم “جبهة النصرة” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في الريف الشمالي لحلب وإدلب.

وذكر رئيس إدارة العمليات في الهيئة الفريق سيرغي رودسكوي في تصريحات صحفية اليوم أن “بؤر التصعيد الرئيسية تقع في شمال ريفي حلب وإدلب وتحديدا المناطق المحاذية للحدود مع تركيا حيث ينتشر إرهابيو تنظيم جبهة النصرة المرتبط بتنظيم القاعدة” مبينا أن تدفق الشاحنات القادمة إلى هذه المناطق من أراضي تركيا “لا ينقطع حيث تعبر الحدود يوميا محملة بالأسلحة والذخيرة”.

وأضاف رودسكوي.. إن “استمرار إرسال الأسلحة والذخيرة لإرهابيي جبهة النصرة ساعدهم في مواصلة القصف الاستفزازي وشن الهجمات الإرهابية على مواقع الجيش السوري ما يوءدي إلى تقويض عملياته ضد إرهابيي داعش”.

ولفت المسؤول العسكري الروسي إلى أن المدفعية التركية “تواصل قصف البلدات السورية القريبة من الحدود وبعض المواقع التابعة لوحدات الحماية الكردية”.

وقال رودسكوي.. إن واشنطن تقر بأن بؤر التصعيد الرئيسية في سورية تقع في مناطق انتشار تنظيم جبهة النصرة الإرهابي مشيرا إلى أن عددا من المناطق السورية تشهد تصعيدا للوضع الميداني بسبب محاولات تنظيم جبهة النصرة إحباط اتفاق وقف الأعمال القتالية.

وأضاف رودسكوي.. إن تنظيم جبهة النصرة استغل اتفاق وقف الأعمال القتالية والقرب الجغرافي بين مواقع إرهابييه ومواقع تشكيلات المعارضة المسلحة المعتدلة التي لا يستهدفها الطيران الروسي والسوري ما سمح للتنظيم باستعادة قدراته جزئيا والحصول على المزيد من الذخيرة والأسلحة وتنفيذ أعمال إرهابية على العديد من المناطق.

وكشف رودسكوي عن أن الطيران الحربي الروسي “كثف بدءا من 20 أيار الجاري غاراته على منشآت إنتاج النفط وشاحنات تهريب النفط إلى تركيا” مشيرا إلى أن موسكو وواشنطن تتفقان حول ضرورة استهداف القاعدة الاقتصادية لتنظيمي داعش وجبهة النصرة وتجريان مشاورات موضوعية بهذا الشأن على مستوى الخبراء.

ولفت رودسكوي إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد مناطق انتشار المجموعات المسلحة رغم الاتفاق الروسي “الأمريكي بشأن ضرورة تنصل” المعارضة المعتدلة من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي متسائلا.. “متى سيتخذ الجانب الأمريكي إجراءات للفصل بين “المعارضة المعتدلة” ومواقع تنظيم “جبهة النصرة”… ومتى سيقدم الأمريكيون الإحداثيات الدقيقة لحدود هذه المناطق”.

وذكر رودسكوي أن وزارة الدفاع الروسية عرضت على واشنطن يوم ال20 من أيار توجيه ضربات مشتركة إلى مواقع جبهة النصرة وتنظيمات إرهابية أخرى لكن الرد الأمريكي على هذا الاقتراح “لم يشر إلى احتمال إجراء مثل هذه العمليات المشتركة رغم إشادة واشنطن بالإجراءات التي تتخذها روسيا”.

وحذر المسؤول العسكري الروسي من أن رفض الجانب الأمريكي العمل المشترك مع روسيا ضد الإرهاب في سورية يؤدي إلى تصعيد الأوضاع فيها.

ولفت المسؤول العسكري الروسي إلى أنه رغم سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية في 27 شباط الماضي لا تزال المجموعات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية تقوم باستهداف الأحياء السكنية بدمشق.

وأشار رودسكوي إلى أن مجموعات تابعة لما يسمى حركة “أحرار الشام” تنتشر في محيط بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب إضافة إلى إرهابيي جبهة النصرة وإن مركز حميميم أبلغ الأمريكيين أكثر من مرة باستمرار أعمال القصف على البلدتين رغم سريان نظام وقف الأعمال القتالية ولم يتوقف القصف إلا بعد تهديد وزارة الدفاع الروسية بالشروع في توجيه الضربات إلى المجموعات المسلحة التي لم تنضم إلى الاتفاق.

وكشف المسؤول العسكري الروسي أن مركز حميميم تلقى خلال الأيام القليلة الماضية طلبات بشأن الانضمام لاتفاق وقف الأعمال القتالية من قبل 17 مجموعة مسلحة كانت سابقا على ارتباط بتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي.

وجدد رودسكوي التأكيد على التزام روسيا بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها فيما يخص المساهمة في المصالحة في سورية مبينا أن عدد البلدات التي انضمت إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية في ازدياد إذ بلغ عددها حتى الآن 122 مدينة وبلدة بينما أعلنت 60 مجموعة مسلحة قبولها بالاتفاق.

بوغدانوف: ليس هناك خطة بديلة فيما يتعلق بالأزمة في سورية بل خطة تتماشى مع القرارات الدولية

من جهته أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسى لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف اليوم عدم وجود خطة بديلة فيما يتعلق بالأزمة في سورية بل خطة تتماشى مع قرارات المجموعة الدولية لدعم سورية ومجلس الأمن الدولي.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن بوغدانوف قوله للصحفيين ..”إن الحديث عن خطة بي أو خطة سي هو محض هراء .. لدينا خطة واحدة تتماشى تماما مع القرارات التي اتخذت في فيينا وفي نيويورك”.

وأشار بوغدانوف إلى أن روسيا على اتصال دائم مع الحكومتين في سورية والعراق بشأن مكافحة الإرهاب وقال ” نحن نتبادل المعلومات ونتابع ما يقوم به الآخرون لكي تكون حربنا المشتركة ضد الإرهاب فعالة بأكبر قدر ممكن”.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتم فعلا تبادل المعلومات مع “الشركاء” بشأن تحرير مدينة الرقة من تنظيم “داعش” الإرهابي قال المسؤول الروسي أن “تبادل المعلومات يجري بشأن الرقة ودير الزور وقبلها تدمر حيث لعب الجانب الروسي هناك الدور الرئيسي مع الجيش العربي السوري”.

إلى ذلك جدد بوغدانوف موقف روسيا الداعي إلى استئناف الحوار السورى السوري في جنيف باسرع وقت ممكن قائلا “نود أن نتجنب التوقفات الطويلة وألا تنقطع المحادثات.. ولكن هذا يتطلب إرادة سياسية من جميع المشاركين بحيث يكون ممثلو مختلف فصائل المعارضة مستعدين لهذه المحادثات وألا توضع شروط مسبقة وهو ما وافق عليه الجميع فى إطار صيغة فيينا”.

كما جدد بوغدانوف التأكيد على ضرورة أن يشمل الحوار السوري الجميع بما في ذلك السوريون الأكراد.

وأجرى وفد الجمهورية العربية السورية ثلاث جولات من الحوار غير المباشر في جنيف مع وفود المعارضات المختلفة بإشراف الأمم المتحدة ولكن إصرار وفد معارضة الرياض وبأوامر من مشغليه فى الرياض وأنقرة والدوحة على فرض شروط مسبقة ومحاولة احتكار تمثيل المعارضة عرقل مسار الحوار وتحديد موعد الجولة القادمة.

وفى سياق متصل أشار بوغدانوف إلى أن تبادل المعلومات بين العسكريين الروس والأميركيين فى سورية يجرى على “أساس يومي” بين مركزي التنسيق في حميميم وعمان كما يجري مناقشة تطورات الأوضاع وكيفية الالتزام بنظام وقف الأعمال القتالية وتسجيل الخروقات.

ولفت المسؤول الروسي إلى أن موسكو “ترغب بتعاون أكبر مع الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب في سورية” وقال..”هناك بالطبع اتصالات بين الجانبين على مستوى وزراء الخارجية والدفاع فى البلدين لكننا نرغب بتعاون أوثق.

وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين أكد في حديث لصحيفة ايزفيستيا الروسية الشهر الماضي أن الولايات المتحدة” تقلل من أهمية التعاون مع روسيا من أجل حل الأزمة فى سورية وهو ما يدل على تخبط الإدارة الامريكية بشأن جهود روسيا في سورية”. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: