الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   اقتصاد  

من مفكرة صحفي....ما أحلى الرجوع إلى زمن....الفســاد ! - بقلم : زياد غصن
November 21, 2013 03:38



 
كل الأخبار  - سيرياستيبس
ربما يتحسر البعض اليوم على مرحلة ما قبل الأزمة لافتقاده عامل الآمان، الذي كان يتيح له التحرك بحرية ليلاً في كل أرجاء البلاد دون أن يعترضه أحد أو يساوره خوف..
وربما يتحسر البعض على تكاليف المعيشة البسيطة التي تأقلم معها معظم السوريين لسنوات طويلة تبعاً لدخولهم الشهرية واحتياجاتهم اليومية...
وربما يتحسر أخرون على تلك المرحلة بالنظر إلى حجم الخراب والدمار والتخريب الذي طال القرى والمدن والمنشآت العامة والخاصة..
وبالتأكيد جميع السوريين دون استثناء يتحسرون ويتألمون على الدماء الكثيرة التي سالت خلال الأشهر السابقة...
لكن أن نتحسر اليوم على فساد ما قبل الأزمة بكل أشكاله وصوره..فهذا معناه أن فساد الأزمة أصبح أكبر من يحتمله عقل، فيما يفترض أن تكون هذه الفترة الأقل فساداً..على الأقل احتراماً لدماء آلاف السوريين التي سالت من أجل الوطن.
فاليوم...
-صفقات استيراد كثيرة تجري تحت يافطة تلبية احتياجات المواطنين ينخرها الفساد ويحكمها الاستغلال ويغذيها الاحتيال...فساد يستثمر في دماء السوريين ويتاجر بآلام ومعاناة نصف الشعب السوري...
-ارتفاع تكلفة الفساد تزامناً مع ارتفاع تكلفة المعيشة وتوسع مساحته مع ما أفرزته الأزمة من تداعيات وأوضاع خاصة..
-شخصيات فاسدة تعود من جديد إلى واجهة العمل في كثير من مفاصل الدولة بتوصية من بعض المتنفذين وفي قطاعات عدة..
-تدمير ممنهج للاقتصاد السوري بقرارات حكومية تمول وتسهل الاستيراد من جهة، وتتلكأ في توفير الظروف المناسبة لعودة عجلة الإنتاج للمنشآت المحلية من جهة ثانية..
-فرض سياسة مضمونها تجميل الواقع رغم كل مآسيه وتجاوزاته، وغايتها إخفاء ظواهر الفساد والتقصير والعجز في تحمل المسؤوليات وتنفيذ المهام....وغيرها الكثير من المؤشرات الدالة على طبيعة الفساد في هذه المرحلة وأشكاله، والتي ليست بحاجة إلى كثير عناء لتكتشف..
في مرحلة ما قبل الأزمة لم يكن الفساد وقحاً ومكشوفاً إلى هذه الدرجة التي نراها اليوم...
في مرحلة ما قبل الأزمة كان متاحاً أمام وسائل الإعلام تناول كل أشكال الفساد وتتبعه، والأمثلة أكثر من أن تحصى...
في مرحلة ما قبل الأزمة كانت ثمة خشية من إعادة شخصية تثار حولها شبهة فساد أو فشل إداري إلى موقع وظيفي معين..
في مرحلة ما قبل الأزمة كان الفاسدون يتاجرون بطموح وأحلام السوريين في تحسين مستوى معيشتهم ويسرقون المال العام...واليوم يتاجر الفاسدون بدماء آلاف السوريين وآلام الملايين ممن اضطروا لترك منازلهم وممتلكاتهم..
فعلاً...ما أحلى الرجوع إلى زمن "الفساد".



  عدد المشاهدات: 1506

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: