الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   اقتصاد  

الشركة الطبية العربية ( تاميكو) : داوت جراحنا حيناً و حان أن نداوي جراحها
January 24, 2019 18:14

الشركة الطبية العربية ( تاميكو) :  داوت جراحنا حيناً و حان أن نداوي جراحها

خاص كل الأخبار – يونس الناصر

لا أظن بأن سوري لا يعرف تاميكو و لم يستيقظ ليلاً على أنين أحد أطفاله ليسرع لصيدلية المنزل كي يجلب أحد مستحضرات هذه الشركة الوطنية كي ينعم ولده بنوم هادىء و لا أظن بأن سوري قبل الحرب الظالمة على سورية لا يعرف أغذية الأطفال تاميلاك و بيبيلاك التي تنتجها هذه الشركة

و لا أظن بأن سوري لم يسمع بما فعلته الحرب الظالمة على سورية بهذه الشركة الوطنية الرائدة  و مقرها الرئيسي بمنطقة المليحة الذي تعرض لدمار كبير يستحيل معه الترميم و آلاته التي خرجت من الخدمة بشكل نهائي كمجفف أغذية الأطفال و الذي يتجاوز ثمنه مليون دولار كما علمنا و للأسف الشديد

و للاطلاع على جهود الإدارة لعودة هذه الشركة لسوق الدواء السوري و خطط إعادة الإعمار للنهوض بالشركة  و أوضاع العاملين في الشركة توجهنا بأسئلتنا  إلى مقر الشركة البديل في باب شرقي و التقينا المدير العام للشركة الدكتور فداء علي الذي استقبل أسئلتنا برحابة الصدر و انطلق يحدثنا عن الآلام و الآمال فقال :

غاية الشركة وفق مرسوم إحداثها هي  إنتاج الأدوية والمستحضرات الطبية الصيدلانية والاتجار بها وتطوير الصناعة الدوائية والصيدلانية والاستمرار بمشاريع تطوير صناعة الدواء بغية تحقيق أهداف الحزب والدولة في الاستفادة من الصناعة الدوائية وتأمين الدواء للمواطنين بأسعار مقبولة.

و يمكن القول بأن الفترة الذهبية للشركة يمكن تقسيمها إلى فترتين قبل الحرب الظالمة على سورية :

الأولى : في الثمانينات من نتيجة إنتاج أصناف دوائية وأغذية أطفال بالتعاون مع شركات عالمية , ما أدى إلى نهوض الشركة من الناحية الفنية وتأسيس مكانة مرموقة للشركة.

الثانية : تبدأ من النصف الثاني من التسعينات وما بعد , حيث تم إنشاء معمل للسيرومات بحلب وتحقيق أرقام مميزة على صعيدي الإنتاج والمبيعات , ويعتبر عام 2009 الأكثر تميزاً قبل الأزمة حيث بلغت قيمة الإنتاج  ( 1669 ) مليون ل.س والمبيعات ( 1678 ) مليون ل.س

و بتحقيق الشركة لحاجة السوق المحلية من الدواء اتجهت للتصدير فقد كانت الشركة تصدر منتجاتها من الأدوية البشرية وأغذية الأطفال إلى كل من: العراق ـ اليمن ـ الأردن ـ السودان ـ المكسيك.

و أردف علي قائلا : كما هو حال كل مؤسساتنا الوطنية من الاستهداف الممنهج لتدمير مؤسساتنا الاقتصادية من قبل محور العدوان على سورية فقد تعرضت الشركة إلى هجوم العصابات المسلحة , الأمر الذي أدى خروجها من المقر الرئيسي في الغوطة الشرقية وتوقف الإنتاج تماماً في بداية 2013 وكانت الخسائر كبيرة من ناحية المباني والإنشاءات والبنى التحتية التي تعرضت للتدمير وتخريب بعض الآلات وخطوط الإنتاج .

و بفضل جهود الإدارة و العاملين فقد تم نقل بعض الآلات والتجهيزات والمواد الأولية ومخزون البضاعة الجاهزة إلى مقرها الحالي في باب شرقي ، وفي إحصاء أولي للخسائر التي أصابت الشركة قد بين علي  :

أ‌-               الخسائر المباشرة بلغت /3071/مليون ليرة سورية وهي بالقيمة الدفترية بعام 2012 ويتضاعف الرقم حسب التكلفة الحالية نتيجة ارتفاع الأسعار وتغير سعر الصرف.

ب-الخسائر غير المباشرة و تقدر/13761/مليون ليرة سورية وهي قيمة فوات المنفعة للأقسام التي توقفت عن العمل .

و بسؤالنا عن استمرار الإنتاج و المحافظة على عمال الشركة فقد قال الدكتور فداء علي : وقفت الشركة بشكل إيجابي تجاه العامل في ظل الأزمة وتوقف الإنتاج ,  واستمرت بتسديد الرواتب والتعويضات والمزايا العينية بكل أشكالها تقديراً لجهود عامليها وتضحياتهم لاستمرار الشركة بالإنتاج وجهودهم بنقل الآلات والتجهيزات , حيث تمكنت من معاودة الإنتاج في 15/9/2013 واقتصر العمل على قسمي الكبسول والأقراص .

وسعت الشركة إلى التطور بإنتاجها من خلال إحداث قسم إنتاج محلول غسيل الكلى ، وفي عام 2017 تم توريد آلة كبسول لزيادة الطاقة الإنتاجية ، كما تم توريد خط لإنتاج الشراب الجاف بعام 2018 والعمل جار لتجهيز القسم وفق متطلبات وزارة الصحة وسيكون جاهزاً للعمل والإنتاج بداية شهر شباط 2019  .

كما تسعى الشركة حالياً إلى فتح أسواق تصديرية من جديد و لدى الشركة حالياً عروض لتصدير الدواء إلى : العراق ـ لبنان ـ اليمن ـ وبعض الدول الإفريقية للسمعة الجيدة التي بنتها الشركة و حافظت عليها .

و قد أطلعنا السيد المدير العام على الجدول التالي  و يبين تطور الأرقام المحققة في الإنتاج والمبيعات خلال سنوات الأزمة والأرباح نتيجة تلك الأعمال:

العام

الإنتاج

 

المبيعات

الأرباح

مليون ل.س

قيمة الإنتاج

مليون ل.س

نسبة التنفيذ

القيمة

مليون ل.س

نسبة التنفيذ

2014

781

27 %

870

30 %

69

2015

1500

90 %

1458

87 %

427

2016

1841

99 %

1860

101 %

565

2017

2584

90 %

2546

89 %

835

 

و حول  نتائج  أعمال الشركة لعام 2018 وخطة الشركة للعام الحالي  2019 فقد بين مدير التخطيط و الإحصاء في  الشركة قائلاً : 

يعتبر عام 2018 مميزاً  بتاريخ الشركة من حيث تحقق الأرقام حيث بلغت قيمة الإنتاج /3550/مليون ل.س بنسبة تنفيذ 84% وقيمة المبيعات /3078/مليون ل.س بنسبة تنفيذ 73% والأرباح المتوقعة تفوق /1/مليار  ل.س , وبنيت الخطة لعام 2019 على أساس الاستثمار الأمثل للطاقات المتاحة وإضافة خط الشراب الجاف ومحلول غسيل الكلى إلى الإنتاج حيث بلغت قيمة الخطة الإنتاجية /7419/مليون ل.س وهي نفسها قيمة خطة المبيعات  , أما الخطة الاستثمارية للعام 2019 فهي:

مشاريع جديدة : تتمثل بمعمل جديد للسيرومات في اللاذقية  و تم رصد اعتماد مالي مقداره /1090/ مليون ل.س و قد تم الإعلان عنه بالإضافة لمعمل أدوية السويداء و تم رصد الاعتماد المالي له بقيمة /120/ مليون ل.س

يضاف لها مشاريع الاستبدال والتجديد بقيمة /1090/مليون ل.س

وعن طموحات الشركة و خططها المستقبلية ذكر مدير عام الشركة الدكتور فداء علي بأن للشركة رؤية مستقبلية في مرحلة  إعادة الإعمار لتطوير أعمالها باهتمام و متابعة السادة وزير الصناعة ووزير الصحة من خلال البحث عن صناعات دوائية متطورة تساهم في زيادة القيمة المضافة وتوفير القطع الأجنبي لاستيراد منتجات تلك الصناعات ولاسيما : الأدوية السرطانية – مشتقات الدم – مراشح وشائع غسيل الكلى  (تم طلبها من خلال الخط الائتماني الروسي) إضافة إلى أغذية الأطفال وحليب البودرة .

و بعد جولة برفقة مدير الإنتاج في الشركة على الأقسام الإنتاجية و الأقسام التي يتم إعدادها كي تستقبل الآلات الجديدة و حركة العمال النشطة و الدؤوبة يمكن القول و نحن نغادر شركة تاميكو و التي شعارها " دواؤكم أمانة بين أيدينا "  بأننا كلنا ثقة بأن الدواء السوري بأيد أمينة و إن الأيام القادمة ستثبت نهوض هذه الشركة من تحت الرماد كي تحتل مكانة مرموقة في سوق الدواء السوري بل ستتعداه لتصدير الدواء للمحتاجين خارج القطر.  



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: