أكدت سورية وفي مناسبات عديدة أنها مستعدة للتعاون مع أي جهد لمكافحة الإرهاب ومع أي جهة تريد بشكل فعلي محاربة هذا الوباء الذي يهدد المنطقة والعالم أيضاً، وطلبت من أمريكا أن تنسق معها وإعلامها بالضربات الجوية التي يمكن أن يقوم بها «التحالف» الذي شكلته منذ أكثر من عام لـ «محاربة داعش»
وعندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسابيع عن ضرورة تشكيل حلف لمحاربة «داعش» يضم السعودية وتركيا وغيرهما من دول الإقليم قال وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم: إن ذلك يحتاج إلى معجزة، وخاصة أن تلك الدول متورطة بدعم الإرهاب وبكل أشكاله.
ويوم أمس أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن دمشق مستعدة للتعاون مع أي حلف يعمل بشكل فعلي لمحاربة الإرهاب، ويأتي إعلان لافروف بعد تأكيد الإدارة الأمريكية على لسان المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما أن برنامج وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» لتدريب ما يسمى «المعارضة المعتدلة» التي يفترض أن تحارب «داعش» و«جبهة النصرة» فشل فشلاً ذريعاً، لا بل أكثر من ذلك إن معظم «معتدلي» واشنطن قد انضموا إلى الإرهابيين مع أسلحتهم وفقاً لقول المتحدث.
لافروف يؤكد أن المبادرة الروسية بتشكيل حلف لمحاربة «داعش» لاقت ترحيباً دولياً بما في ذلك سورية، فالكرة الآن في الملعب الأمريكي وفي ملعب الدول الإقليمية التي تدعم الإرهاب، لأن الاعتماد على ازدواجية المعايير ومحاولة «إسقاط» الأنظمة بالقوة العسكرية التي تعتمدها واشنطن لم ولن تجلبا إلا الدمار والإرهاب الذي بات يعصف أو يهدد الدول التي تحالفت معه وشغّلته.
إن من يرد محاربة الإرهاب فعليه أن ينسّق مع سورية التي أثبتت أنها الأقدر والأجدر على مواجهته وإلا فإن خطر الإرهاب لن يستثني أحداً في المنطقة والعالم.
للأسف لا تزال الإدارة الأمريكية تماطل في مساندة المحاولات التي تهدف إلى حل الأزمة في سورية سياسياً رغم قناعة الجميع بأن حل الأزمة سياسياً سينعكس إيجابياً على أزمات المنطقة ويعيد الأمل في إعادة الحياة أكثر أمناً وأماناً، ويضع حداً للمقامرين بحياة البشر وفي استقرار الدول ويفض جميع التحالفات المشبوهة مع التنظيمات التكفيرية الإرهابية التي باتت أكثر خطراً وتطرفاً من تنظيم «القاعدة» والتي انبثقت منه أو اعتمدت طرقه وأساليبه.