الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

لماذا كل هذا القلق؟!-صحيفة البعث
September 11, 2015 11:36

لماذا كل هذا القلق؟!-صحيفة البعث

مستغرب الاستنفار الأمريكي، والغربي، بشأن توريد روسيا شحنات أسلحة لسورية، فهذه الأسلحة تستخدم في محاربة الإرهاب، الذي صُدّر إلى سورية من أربع جهات الأرض، والذي أسست واشنطن تحالفاً دولياً لمحاربته، حسب ما تدعي دبلوماسيتها، فيما الحقيقة ووقائع الميدان تؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت لها اليد الطولى في إيصال التنظيمات التكفيرية إلى ما وصلت إليه من قوة وتمدد، بفضل التغطية عليها في المحافل الدولية عندما وضعت عملياتها الإرهابية في سياق العمل “الثوري” في الربيع العربي المزعوم.

إذن، فإن هذا القلق الأمريكي يمكن وضعه في خانة الخوف على التنظيمات التكفيرية، وعلى رأسها “داعش”، من الانكسار والاندحار في حال استمرار تقديم روسيا أسلحة نوعية للجيش العربي السوري، “الأكثر فعالية في محاربة الإرهاب ويتحمل العبء الأكبر في مواجهته” كما وصفه لافروف، وبعبارة أخرى: إن التصعيد الأمريكي ما هو إلا خوف على دجاجة “داعش”، التي تبيض ذهباً، ووجدت واشنطن ضالتها في الاستثمار فيها.

ورغم أن الاحتجاج الأمريكي لا مبرر له ولن يغيّر في المعادلة شيئاً إلا أنه يضيف دليلاً جديداً على عدم جدية أمريكا في مكافحة الإرهاب، فهي بما يصدر عنها من تصريحات تثبت للقاصي والداني بأنها تخشى على “داعش” من نسمة الهواء فكيف يكون الحال في تعزيز قدرات الجيش العربي السوري بأسلحة نوعية لمواجهته؟. كما يؤكد أن الإدارة الأمريكية ليست في وارد إيجاد حلول للأزمة، دلل على ذلك توقف حديثها عن المساعدة في عقد مؤتمر دولي يلزم الدول الراعية للإرهاب بوقف دعمها له كمقدمة لإطلاق حوار سياسي بين السوريين لوضع أسس الحل السياسي للأزمة.

وعليه، ولأن موسكو باتت على قناعة بأن واشنطن ماضية في النفخ بنار الأزمة من خلال تدريبها لإرهابيي ما تسميه “معارضة معتدلة”، وتطلق العنان لأدواتها في تركيا والخليج لزيادة جرعات الدعم للتنظيمات التكفيرية، أعلنت على لسان وزير خارجيتها بأنها ماضية في مساعدة سورية في مختلف المجالات وذلك بهدف عدم إعطاء الفرصة للاستفراد بها وتنفيذ المخطط الصهيوأمريكي القاضي بتفتيتها وتشريد أهلها، كما أنها تؤكد بذلك لكل من عوّل على تغير في الموقف الروسي بأنها أضغاث أحلام تدور فقط في مخيلة من يضمر الشر إلى سورية.

من الآن وصاعداً على أمريكا أن تدرك بأن زمن هيمنتها على العالم قد ولى إلى غير رجعة، وتسلم بأن ثمة دولاً باتت لديها المقدرة على مناهضة مشاريعها الهدامة، انطلاقاً من استراتيجيتها الثابتة باحترام سيادة الدول وحريتها في تقرير مصيرها، وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية، وبالتالي فإن على كل الجادين في محاربة الإرهاب ويعزفون على وتر تخليص الشعب السوري من محنته أن يحترموا ما تقوم به روسيا، فهي في هذه المرحلة المفصلية لا تدافع عن سورية فحسب بل تدافع عن شعوب العالم قاطبة من تمدد سرطان الإرهاب، والذي يعود للجيش العربي السوري الفضل الأول في درء أخطاره عن شعوب العالم.

وعلى الدول التي لا تزال منساقة خلف الإدارة الأمريكية، وخاصة في أوروبا، أن تقدّم ما تستطيع من مساعدة، لا أن تغلق مجالاتها الجوية في وجه الطائرات الروسية المتجهة إلى سورية، فهي بذلك لا تساعد سورية، بل تنقذ نفسها من وحشية “داعش” فهل من مستجيب؟.

عماد سالم 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: