الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

شريان الإرهاب/ بقلم: رغداء مارديني
December 13, 2015 13:54

شريان الإرهاب/ بقلم: رغداء مارديني

يبدو أن الغرب لم يدرك بعد أن عليه مكافحة الإرهاب الذي تمدّد، واخترقه في عقر داره، إضافة إلى عشرات بل مئات الخلايا النائمة في أحضانه التي تهدّد أمنه واستقراره.. على الرغم مما يقال عن أن هذا الغرب ذاته مضطر لتنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب، عبر التصريحات العلنية وغير العلنية، يدفعه الخوف الذي يسكنه من وباء الفكر الوهابي الظلامي، نتاج عته آل سعود الفكري الذي يغزو العالم، مهدداً أمنه واستقراره بلغة القتل والذبح التي لا يجيد سواها.

إن آلية النقاش لا تظهر عناوينها إلا إذا وضع /الإسقاط الإرهابي/ على طاولة البحث، من حيث دراسة الضرورة، والأهداف، والأجندات التي على الغرب أن يعيها قبل غيره وقد رحّبت الدولة السورية, وفتحت باب التعاون على مصراعيه لجميع الراغبين حقيقةً في استئصال هذا السرطان «الداعشي» الممتد والمهدّد للمجتمعات الآمنة.. وهذا ما أكده أيضاً تحالف قوى المبدأ والأخلاق من روسيا، إلى إيران، إلى المقاومة، إلى كل دولة تعي جيداً ماذا يعني وصول سيف الإرهاب الوهابي إليها، وتالياً، ماذا يعني مشروع التقسيم الذي بنت دول المؤامرة أعمدته على إرهاب تلك التنظيمات التكفيرية المتسلسلة بأجيالها، الواحدة بعقيدتها.

واستناداً إلى هذا، مَنْ يتشدق بضرورة محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيماته، لا يتبنّى أجنداته التدميرية، إلا إذا كان هو الممول الوحيد له، والدافع الخلفي لبقاء تنظيماته الإرهابية، وتسهيل ما تقوم به من مخطط مرسوم لسورية بخاصة وللمنطقة بعامة، وهو ما تقوم به السعودية وقطر وتركيا شريان الإرهاب, وقد عزموا على تفتيت الدولة السورية, بما ضخوه, ويضخونه من أموال لسفّاحي الدم الذين نشؤوا على أيديهم, وتغوّلوا بأموالهم، وتشبعوا بفكرهم الدموي الوهابي-الإخواني تنفيذاً لما يريده اللوبي الصهيوني، الـــذي مازالـــت مملكـــة آل سعود تستقوي, وتشتري نفوذها من خلال نفوذه في العالم، حمايةً لعرشها، وانطلاقاً من المصلحة المشتركة بينها وبين «إسرائيل»، من حيث الدور, والوظيفة المنوطة بهما حيال هذه المنطقة.

ومن هنا يأتي السؤال الأهمّ كيف يمكن للدول الراعية والداعمة للإرهاب أن تقدم الحلول السياسية، أو تسمح لعربة التسوية السياسية أن تسير، وهي التي تقيم استراتيجية بقائها على مدى ما يحققه هذا الإرهاب من توسّع وأهداف؟

فقط المنفصلون عن الواقع هم الذين يصدقون ذلك.

ومن هنا، تأتي تصريحات الصغار وأقزام السياسة، وفاقدي العقول، ومشوشي الرؤية، ومعاكسي المنطق، بعد التطور الملحوظ والكشف الواقعي والمجتمعي لما يحدث على الأرض حالياً بالأبعاد العسكرية والسياسية, لمصلحة الحضور السوري – الروسي المشترك في ميدان مواجهة الإرهاب التي لن تترك مجالاً لكل الطامعين بتنفيذ الأهداف، وخرق الأمن القومي، على النحو الذي رسمته الأدوات, وهدم بنيان الدول، واختراق سياداتها.. على الرغم مما بدا، من مغازلة الكيان الصهيوني التي يقوم بها بعض دول الخليج، من خلال الاحتفال بعيد الأنوار «حانوكاه» اليهودي الذي صار على أراضي تلك الدول النفطية تقليداً يحتذى, ولأول مرة في العلن, وبوقاحة ليست غريبة عنها.. وما يقوم به آل سعود من بناء وتمويل للمستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني, وبأموال الشعب السعودي الذي يؤمن, بنسبته العظمى, بما يفعله آل سعود بأمواله المهدورة على قتل الشعوب، من سورية، إلى اليمن، إلى كل الدول التي امتدت أذرعهم التكفيرية، التخريبية، العسكرية، إليها، على أرضية الحقد، والطائفية، والتفتيت المذهبي، خدمةً لمشروع الإرهاب العالمي الذي تقوده أمريكا صاحبة نظرية القطب الأوحد وحلفاؤها للسيطرة على مقدرات العالم, وآثاره, واقتصاده، ونفطه الذي شرّعته سياساتهم الرعناء لأجيال التنظيمات الداعشية، ولصوصهم والمتستّرين بعباءات المشيخات ذاتها من إرهابيين بلبوس «المعارضة المعتدلة» الخادمة لمشيئة تلك السياسات.

مكافحة الإرهاب، تحتاج إرادات الدول الصادقة، وتحتاج تغييراً في السياسات المتبعة حياله فعلاً من حيث دعمه, وتمويله, والتغطية عليه، على المستوى الغربي- الأمريكي، وليس فقط بإيماءات الرؤوس، وإبداء الحماسة في التصريحات الإعلامية، عندما يطول الإرهاب ديارهم فقط، بل عبر الدخول في تحالفات حقيقية جادة وفعالة، قادرة على استئصاله من جذوره، قبل أن يقال: ليت الذي جرى ما كان، وهو أمر منوط تحقيقه بدول الغرب التي لم تستطع إلى الآن التخلص من تبعيتها لأمريكا التي يعرف الجميع، أنها عدو الشعوب, وتضع استراتيجية بقائها ومصلحتها أولاً, ولو كان في ذلك سفك دماء العالم كله، وليس دم المنطقة، أو سورية فحسب، إذا اقتضت مصالحها ذلك. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: