الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

أردوغان القاتل - بقلم: عماد سالم
June 12, 2013 10:53


كل الأخبار - البعث :
لم يستوعب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بعد ما يجري في بلاده من حراك شعبي ملأ الميادين، بدءاً من أنقرة العاصمة، مروراً باسطنبول ووصولاً لباقي المناطق التركية، وكأنه لا يريد أن يسمع ما يقوله لسان حال الشعب الثائر على حكومته الإخوانية بأننا لا نريد حكومة تعيد بلادنا إلى عصر السلطنة ولا أن تكون أداة بيد أمريكا وحلفائها من مشيخات النفط، كما أننا لا نريد حاكماً ينكث بالعهود ويطعن بالظهر شعوب الجوار ويهرب القتلة والمرتزقة الجوالين لقتل السوريين وتدمير ما بنوه خلال عقود.
أردوغان القاتل الذي كان يحاول إخفاء شخصيته الحقيقية بتصريحاته البهلوانية التي تؤكد على الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها رد على أبناء شعبه بوصفهم مرة بالمخربين واللصوص وأخرى بالغوغائيين ووصل به عدم اللباقة حد نعتهم بالمتآمرين على الإنجازات التي حققتها حكومته؟!.
بالأمس اقتحمت شرطة عصابة أردوغان مدعومة بالمدرعات ساحة تقسيم في محاولة يائسة لإخافة المعتصمين وإخراجهم بالقوة من الميدان، تزامناً مع إلقائه خطاباً منفصلاً عن الواقع في البرلمان لم يخرج صراخه فيه عما صرح به خلال الخطابات التي ألقاها خلال الأسبوعين المنصرمين، فاستخف بالمتظاهرين وتوعدهم بالعقاب، إلا أن ذلك جاء بنتائج لا كما يشتهي "السلطان الجديد"، فزادت رقعة الاحتجاج وارتفع سقف المطالب، أما اللافت في كل ما نبّ به لسان أردوغان هو أنه لم تخرج من فيه كلمة الإصغاء لمطالب الشعب وحريته في اختيار نظام الحكم الذي يريد.
كان يظن رئيس حزب العدالة والتنمية أن عبثه بأمن سورية لن ينعكس على بلاده، خاصة أنه ينفذ أجندة ما تأمر به عواصم القرار في الغرب وتناسى أن لديه مشاكل مستعصية في الداخل ولم يقدم أي تنازلات لحلها، بل إنه خلال سني حكمه عمل على الاستئثار بالسلطة، بدءاً بالإطاحة بجميع معارضيه، مروراً بسيطرته على وسائل الإعلام للترويج لمشروعه الإخواني، وصولاً إلى عمله على تغيير الدستور لإعطاء صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية قبل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي العام المقبل ونيته الترشح فيها. كما أن أردوغان لم يحسب حساباً لغدر الأمريكي المعروف أنه يبني جميع تحالفاته بما يتناسب ومصالحه ويتخلى عن كل من يتحالف معه عند انتهاء مدة صلاحيته وتناسى أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى واشنطن لتنفيذه يشمل تركيا، أي تقسيمها وفقاً لأسس إثنية ومذهبية لإضعافها ولتصبح إسرائيل الكيان الأقوى والمهيمن على المنطقة.
بالمجمل فإن سياسات أردوغان الحمقاء التي حوّلت تركيا من صفر مشاكل إلى صفر أصدقاء لم يعد بالإمكان إصلاحها إلا بتغيير جذري في منهج السلطة، فالمعلوم أن تركيا دولة علمانية ويسعى شعبها إلى تطويرها على أسس مدنية تتلاءم مع متطلبات العصر ولا يمكن أخونتها وفق ما يشتهي أردوغان وعصابته، وبالتالي فإن استمرار أردوغان في تجاهل مطالب شعبه يعني أن بلاده تتجه نحو سيناريوهات كارثية خاصة وأن من استأجرهم من إرهابيين لتدمير سورية سيعودون إلى أراضيه بعد تضييق الخناق عليهم من قبل الجيش العربي السوري وهؤلاء لن يتوانوا عن ارتكاب الأفعال عينها التي قاموا بها في سورية.
إذاً لا يمكن تطويق الأزمة في تركيا إلا باستلام شخصيات حكيمة وعاقلة وغير مصابة بجنون العظمة مقاليد الحكم تقوم علاقاتها مع دول الجوار على التعاون والمصالحة مع الشعب لتجنيب المنطقة ما لا تحمد عقباه.
بقي أن نقول: إن صمود سورية شعباً وجيشاً وقيادة وإفشالها المشروع الرجعي، كشف المتآمرين على حقيقتهم وسيسقطون واحداً تلو الآخر مع تحقيق إنجازات جديدة في الميدان، وعليه فإن ربيع المنطقة الحقيقي بدأ من تركيا لينهي أحلام أردوغان العثمانية وصولاً إلى ممالك ومشيخات النفط وهو ما بدأت ملامحه تلوح في الأفق بعزم "حمدي" قطر على التنحي، وبعبارة أخرى فإن محور المقاومة انتصر في معركته على المشروع الغربي والرجعي العربي كمقدمة لولادة عالم متعدد الأقطاب تقوم العلاقات فيه على أساس احترام سيادة الدول واستقلالية قرارها واحترام مصالح شعوبها.



  عدد المشاهدات: 976

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: