دمشق – يونس أحمد الناصر
بمناسبة اليوم العالمي لرواد الأعمال وبتاريخ21-8-2023 قامت مؤسسة صناع الريادة تكرم الفائزين بمسابقة التطبيقات الذكية في مكتبة الأسد الوطنية من خلال حفل لتوزيع جوائز المسابقة الوطنية لصناع الريادة “مسابقة التطبيقات الذكية”، حضره عدد من ممثلي السفارات و القنصليات المعتمدة في دمشق و عدد كبير وجوه المجتمع السوري الاقتصادية و الثقافية و العلمية و الإعلامية بالإضافة إلى أهالي الفائزين في المسابقة
مؤسسة صُنّاع الريادة في تعريف بسيط هي مؤسسة اجتماعيّة تنمويّة غير ربحيّة مُشهرة بالقرار رقم /838/ لعام 2022م الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعيّة والعمل، ويتناول نشاطها أراضي الجمهوريّة العربيّة السّوريّة , تساهم في اكتشاف واستقطاب أصحاب الأفكار الذكيّة والريادية وتوظيف قدراتهم وتبني المتميزة منها والنوعيّة وتؤهل المبدعين والمبتكرين الشباب وتدعمهم بالكيفيّة التنظيميّة والتعليميّة والتدريبيّة والقانونيّة والتنفيذيّة والتكنولوجيّة والاستشاريّة وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير الدوليّة لتمكينهم في تحويل أفكارهم الرياديّة وانجازاتهم إلى مشاريع تنموية إنتاجية وتعزيز قدراتهم في سوق العمل .

و كانت مؤسسة “صناع الريادة” قد كشفت تفاصيل المسابقة التخصصية الأولى التي أطلقتها خلال الشهر الأول من العام الحالي وقد أوضحت السيدة “ريم شيخ حمدان” رئيس مجلس أمناء مؤسسة “صناع الريادة” في حديث خاص لوسائل الإعلام حينها بأن المؤسسة رائدة بأهدافها وخططها وتوجهها والعمل الذي تقوم به وبالآلية المنهجية التي تتبعها،ورؤيتها بصناعة رواداً حقيقيين قادة لمشاريعهم المستقبلية , كما كشفت “حمدان” أن النشاطات التي تقوم بها المؤسسة مستوحاة من الأهداف التي تسعى لتحقيقها، ومن أبرزها استقطاب رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الذكية وتبني المشاريع المحتمل أن تكون رائدة وفقاً للمعايير التي تعتمدها المؤسسة.
أيضا كشفت “حمدان” أن المؤسسة أعلنت عن مسابقة وطنية لصناع الريادة، وهي مجموعة من المسابقات التي تشتمل مسابقات تخصصية، مشيرةً إلى أن المسابقة الأولى التي أطلقتها المؤسسة هي مسابقة التطبيقات الذكية.
وأكدّت السيدة “حمدان” حينها بأنه سيتم انتقاء أفكار المشاريع الريادية المتميزة في مجال التطبيقات الذكية، وفق معايير انتقاء احترافية، تبدأ من كيفية اعتبار الفكرة رائدة في سورية
وعن شروط المسابقة بينت السيدة “ريم” أن الفكرة يجب أن تكون رائدة وغير مطبقة سابقاً في سورية، وقابلة للتطبيق والتنفيذ، وأن تكون ذات نفع مجتمعي وذات جدوى اقتصادية وحيوية، وأن تتمتع بالاستدامة والتطوير وأن تحمل طابعاً إبداعياً وأن تخلق فرص عمل.
وعن مراحل المسابقة أوضحت “حمدان” بأن المسابقة تتضمن عدة مراحل، بداية مع لجنة فرز الأفكار التي انتهت مؤخراً من المهام الموكلة لها، حيث فرزت الإيميلات التي تم استقطابها عبر استبيان إلكتروني، والتي كان عددها 200 إيميل، حيث تم الطلب من أصحاب الإيميلات تقديم ملف “pdf” ، يتضمن فكرتهم، متضمناً الإجابة على مجموعة من الأسئلة التالية:
ما هي الفكرة بالضبط و ما هي أهميتها؟
اختلافها عن الأفكار المشابهة؟
و القيمة المضافة التي ستقدمها للمجتمع؟
ماذا يتوقع من تحقيق الفكرة؟
كيف سيتم تحقيق الفكرة”؟
ماذا يتوقع من مؤسستنا أن تقدم له؟
لماذا علينا اعتبار الفكرة رائدة واختيارك كرائد أعمال؟.
وتجاوب 78 متسابق بإرسال المطلوب، حيث قامت لجنة فرز الأفكار بدراسة أفكارهم، ورشحت 18 فكرة للانتقال للمرحلة الثانية، بينما استبعدت 60 فكرة كونها لم تحقق المعايير المطلوبة من حيث المبدأ.
وأكدّت “حمدان” تنوع الأفكار التي كانت عبارة عن 12 فكرة إفرادية، بينما 6 أفكار عملت عليها فرق عمل، وكان روادها من عدة محافظات سوريّة “حمص، طرطوس، حماة، اللاذقية, الحسكة، حلب، دمشق، ريف دمشق”، حيث تنوعت ضمن عدة قطاعات منها التجاري والخدمي الطلابي والتعليمي الجامعي والتعليمي أطفال والاندماج المجتمعي.
ولفتت “حمدان” إلى أن الأفكار الـ 18 المرشحة للمرحلة الثانية، ستبدأ مسيرة جديدة حتى يتم تحضيرها للقاء اللجان التخصصية، مشيرةً إلى أن الهدف الأساسي من المسابقة ليس العائد المادي، بل تحويل الفكرة إلى مشروع، وأن الجوائز النقدية التي يحصل عليه الرواد الذين يحققون المراتب الثلاثة الأولى تدخل ضمن رأس المال التنفيذي لمشاريعهم، حيث ستبدأ رحلتهم ضمن نادي التطبيقات الذكية بالدعم من خلال مساعدتهم على إنضاج فكرتهم، وصقل شخصيتهم وتأهيل وتطوير وتمكين مهاراتهم وخلق الأسواق والتشبيك للانتقال إلى كل ما يتطلب إنشاء مشروع أحلامهم وازدهارها.
ولفتت “حمدان” إلى أن اللجنة الأولى لفرز الأفكار تمثلت بأعضاء مجلس الأمناء للمؤسسة، “الدكتورة ديمة بركات مسؤولة الملف الشبابي، الأستاذة ريم عفيفة أمينة سر المؤسسة، الدكتور زياد قدّور عضو مجلس الأمناء” إضافة إلى تواجدها في اللجنة كونها تمثل رئيس مجلس أمناء المؤسسة.
بينما ستكون اللجنة الثانية لجنة تخصصية علمية، ستشمل أناس مهنيين، إلى جانب مشاركة رواد أعمال معتمدين من “الأسكوا” في التقييم، الذين سينقلون تجاربهم وخبراتهم إلى الشباب الجدد.
وكانت “حمدان” قد أوضحت بأن المؤسسة تعمل على مجموعة من البرامج، وباكورة أعمالها كانت ضمن برنامج ريادي “مسابقة التطبيقات الذكية”، أما برامجها الأخرى التي ستُعرض مضمونها ضمن الحفل السنوي فهي “برنامج رواد الأعمال، برنامج بناء منظومة فكر ريادي مستدام، تدريب ريادي للباحثين عن فرص عمل، تدريب ريادي للداخلين الجدد إلى سوق العمل””.
حفل توزيع جوائز التطبيقات الذكية الفائزة
تنوعت التطبيقات الذكية المشاركة بين اختصاصات تسويقية وتجارية وصناعية وزراعية، حيث تم تطوير الأفكار المقدمة لتحويلها في مرحلة لاحقة لمشروعات إنتاجية، واختيار المشاركين من مختلف المحافظات، إضافة لمشاركة عدد من ذوي الإعاقة.
رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الريادة ريم شيخ حمدان أوضحت في تصريح لمراسل إعادة إعمار سورية التشيكي بأن المكرمين استقطبتهم المؤسسة من خلال تبني أفكارهم النوعية وفق مجموعة معايير، منها أن تكون الأفكار جديدة في السوق وقابلة للتطبيق وفق القوانين، وأن تحقق جدوى اقتصادية واجتماعية وقابلة للاستدامة والتوسع.
وبلغ عدد الأفكار التي استقطبت في المرحلة الأولى وفقاً لحمدان 200 فكرة اختير منها 18 فكرة، وفي المرحلة الثانية تم اختيار 6 أفكار تنافست لاحقاً على المراكز الثلاثة الأولى، لافتة إلى أن عمل المؤسسة تركز على إنضاج شخصيات المشاركين وأفكارهم وتعريفهم بإدارة المخاطر، وكيفية تجنب الوقوع في الجرائم الإلكترونية وأمن المعلومات وآليات التسعير لتكون التطبيقات التي يعملون عليها جاهزة للاستثمار.
كما بينت السيدة ريم الشيخ حمدان بأن هدف المسابقة في مرحلة إعادة إعمار سورية هو إيمانها بقدرة الشباب السوري على صنع تطبيقات ذكية تفيد المجتمع السوري و هم بحاجة للتشجيع و الدعم و هذا ما تقوم به مؤسسة صناع الريادة .
و قد عبرت السيدة ريم الشيخ حمدان ( رئيس مجلس أمناء المؤسسة) عن فخرها بالشباب السوري المثابر والنشيط بما يمتلكه من قدرة وإرادة وطموح في الاستفادة من كل من يمد له يد العون للانطلاق في أفكاره ومشاريعه الريادية، وبينت أن دور المؤسسة في مشاركتهم في رحلتهم للوصول إلى تأسيس الشركات التي يطمحون إليها من خلال مساعدتهم على تأسيس البنية الإدارية والتنظيمية والمالية لمشاريعهم، وذلك بهدف أن هؤلاء الشباب الفائزين اليوم وقد وصلوا إلى شركات قائمة على الأرض لديها حماية وسجل تجاري كما أكدت أن الفرص مستمرة أمام الجميع وخاصة الشباب الذين شاركوا في هذه المسابقة ولم يحصلوا على جائزة فهناك استمرارية معهم في الخطوات المقبلة لتجاوز الثغرات ونقاط الضعف لمشاريعهم من خلال تقديم الدعم الشخصي والفكري والريادي لهم. مشيرة إلى تجديد اللقاء في العام المقبل بمثل هذا اليوم الذي هو اليوم العالمي للريادة في النسخة الثانية لمسابقة التطبيقات الذكية.
نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة زياد قدور بين أن أهداف المؤسسة تقوم على استقطاب الأفكار الذكية المنتجة وأفكار الشباب، والعمل عليها بالتعاون مع اللجان المختصة لتطويرها وتحويلها لمشروعات إنتاجية عبر التشبيك مع مؤسسات مصرفية.
ومن الفائزين بالمرتبة الأولى المهندسة راما السالم عن تطبيق “لبسك من تصميمك”، حيث أوضحت أن هذا التطبيق فكرة خدمية وربحية ومبتكرة على صلة مباشرة باختصاصها الدراسي وشغفها الفني، مشيرة إلى أنها خضعت لمجموعة تدريبات ساعدتها على تعزيز شخصيتها، إضافة لبناء الهوية البصرية الخاصة بمشروعها.
أما المرتبة الثانية فكانت للشاب خليل عيسى من الأشخاص ذوي الإعاقة والذي قام برفقة زميليه بتصميم تطبيق “وريد”، بهدف مساعدة ذوي الإعاقة في تأمين ممرض أو معالج فيزيائي لتخفيف الصعوبات، مبيناً أن التطبيق يحتوي واجهتين الأولى مقدم الخدمة وهي الممرض أو المعالج الفيزيائي، والثانية طالب الخدمة من كبار السن وذوي الإعاقة ومصابي الحرب والمصابين بأمراض مزمنة.
كما حصل تطبيق “برايس وايز” على المرتبة الثالثة والذي يعرض الأسعار الحقيقية والرائجة للمنتجات والخدمات في الأسواق المحلية، حيث أوضح أحمد صالح ماجستير في قانون الأعمال أن التطبيق يحلل الأسعار وتغيراتها والتحديثات الدورية عليها، بهدف تسهيل عملية الشراء للمستهلكين من خلال تزويدهم بمعلومات دقيقة وتعزيز الشفافية، وتوفير معلومات شاملة للمنتجات والأسعار، وتعزيز المصداقية من خلال مراقبة عمليات الشراء في القطاعين العام والخاص.
و قد جرى تكريم الفائزين في المسابقة الوطنية للتطبيقات الذكية خلال الحفل الذي أقيم خصيصاً لهذه الغاية على أن تضاف قيمة الجوائز النقدية التي حصلوا عليها كرصيد لمشاريعهم الفتية و متابعتها .