الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 20-11-2013
November 21, 2013 05:42

كل الأخبار - المنار :

أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 20-11-2013

تفجير السفارة الإيرانية في الصحف والمواقع الأجنبية
حاز التفجير المزدوج الذي استهدف مجمع السفارة الإيرانية بالأمس على تغطية واسعة في الصحف الأميركية والبريطانية اليوم التي خصصت له مساحات كبيرة شملت تقارير ومقالات رأي في صفحاتها لشؤون الشرق الأوسط
نيكولاس بلانفورد في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور رأى أن الهجوم على السفارة الإيرانية أمس يظهر كيف أن الصراع السوري بات أكثر فأكثر صراعا سنيا شيعيا بين السعودية وإيران. وأشار بلانفورد إلى أن الهجوم بيّن تكتيكات جديدة وأنه الأول ضد هدف استراتيجي، مما يشير إلى انه استغرق تخطيطا مسبقا أكثر من التفجيرين السابقين. ونقل بلانفورد عن مصادر مقربة من حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت أن كوادر الحزب يلقون باللوم على المملكة العربية السعودية في تفجير السفارة وأنهم قد طالبوا بالثأر. ونقلت الصحيفة عن أحد السكان قوله "إنهم يقولون أن الانتقام الوحيد المقبول هو تفجير السفارة السعودية [في بيروت] ". وأشارت الصحيفة إلى تصريحات علي المقداد، نائب حزب الله، لقناة الميادين التي قال فيها "لقد وصلتنا الرسالة ونحن نعرف من الذي أرسلها، ونحن نعرف كيف نرد". كما نقل بلانفورد عن مصدر مقرب من القيادة السعودية أن الرياض لا تستطيع السماح لإيران "بالانتصار" في سوريا عن طريق إنقاذ نظام الأسد وهزيمة المعارضة المسلحة. وأضاف المصدر أن السعوديين مصممين على "هزيمة" إيران وسيدعمون قوات الثوار بشكل اكبر.
وأشار بلانفورد إلى انه وفقا لمصادر دبلوماسية في بيروت فضلا عن مصادر استخباراتية عربية، إن المسلحين السنة السوريين وحلفائهم اللبنانيين يكدسون الأسلحة والمتفجرات في لبنان تحسبا لاستخدامها ضد المناطق التي يسكنها الشيعة والتي يسيطر عليها حزب الله .وقال بلانفورد انه من المتوقع أن يلعب حزب الله دورا قياديا في هجوم القلمون . ونقل عن مقاتل في حزب الله عاد مؤخرا من جولة في الجبهة الجنوبية لدمشق أن الحملة على القلمون ستستمر لعدة أشهر، وستشبه حملة مواجهة تمرد باستخدام حزب الله، والقوة الجوية والمدفعية . وقالت الصحيفة أن الآثار الإقليمية لمعركة القلمون كانت واضحة بالنسبة للمقاتل ونقلت عنه مازحا "هذه معركة بين قاسم سليماني وبندر بن سلطان ". كما نقلت الصحيفة عن المحلل السياسي اللبناني كامل وزن قوله " لقد رفع هذا الهجوم السقف وجعل الإيرانيين هدفا مباشرا.  وبمجرد تدمير هذه الحواجز، فإنك تفتح بوابة لعبة معقدة جدا في الشرق الأوسط . "
من جانبها نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر مقرب من الموظفين داخل السفارة، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنهم يعتقدون أن التفجيرين كانا "محاولة اغتيال" للسفير الإيراني في لبنان. وقد تم ذلك باستخدام معلومات من الداخل. وقال المصدر أن "السفير كان من المقرر أن يخرج إلى اجتماع خارج السفارة في وقت الهجوم، لذلك كانوا يعتقدون انه سيكون بالقرب من البوابة. لكنه كان هناك شاحنة تسليم داخل المجمع والتي استوعبت معظم الانفجار".
صحيفة الاندبندنت البريطانية رأت في الهجوم المزدوج على السفارة الإيرانية في بيروت أمس صعيدا مشؤوما للنزاع السوري. فوفقا للصحيفة هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيه انتحاري هدفا غير عسكري في لبنان منذ عام 1999، والمرة الأولى التي تتعرض فيها السفارة الإيرانية للهجوم. واعتبرت الاندبندنت أن الانفجارات تقترب بلبنان أكثر من أي وقت مضى إلى الابتلاع بالكامل في الحرب الأهلية السورية .وقالت الصحيفة أن أحد الأسباب المحتملة لتوقيت الهجوم هي اكتساب قوات الأسد الأرض، مع الاستيلاء على قرية إستراتيجية هذا الأسبوع ومقتل قائد كبير للثوار. واعتبرت أن تفجيري بيروت هما تذكير بأن الثورة السنية لا تزال قادرة على الرد. وختمت الاندبندنت افتتاحيتها بالقول أن تفجيري بيروت هما تذكرة أخرى لضرورة جلب جميع أطراف النزاع حول طاولة للتوصل إلى اتفاق سلام .
بدوره رأى روبرت فيسك في تقرير منفصل أن الهجوم كان رسالة ، بالطبع، حيث انه جاء على بعد أمتار فقط من السفارة الإيرانية، مشيرا إلى تطويق مكان الانفجار من قبل رجال ميليشيا حزب الله الذين كانوا يلبسون زيهم الرسمي ورجال كانوا يلوحون بمسدسات فضية، والذين كان عددهم يفوق عدد قوات الجيش اللبناني، متسائلا هل حزب الله هو جيش لبنان الآن ؟ أم أنه - كما يقول خصومه السنة – هو جيش سوريا الآن؟ وسأل فيسك هل كان يمكن أن يكون هناك هدف أكثر وضوحا بالنسبة لأولئك الذين يمقتون دعم حزب الله العسكري لبشار الأسد في دمشق ؟ هل يمكن أن يكون هناك وسيلة أكثر قسوة لضرب الشيعة في لبنان من تنفيذ تفجير على مقربة من سفارة بلاد أرسلت مقاتليها الشيعية إلى سوريا؟ وأضاف،   "منذ أسبوع واحد فقط حذر السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، من أن لبنان يتجه نحو أزمة خطيرة. لقد كان محقا في ذلك ."
ونقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأميركية إحدى التغريدات عن جبهة النصرة والتي قالت أنها تتوجه إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله وتقول "لقد قدمنا إليكم في منازلكم. والقادم أسوأ .... لقد جئنا إليكم بالمجازر والسيارات المفخخة."
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اعتبرت التفجير المزدوج الذي استهدف مجمع السفارة الإيرانية في بيروت أعنف هجوم على مصالح إيران منذ ظهورها كأقوى داعم للحكومة السورية ضد الثورة المسلحة . واعتبرت أن الهجوم ضرب رمزا لنفوذ البلاد القوي في لبنان وسوريا المجاورة .وأشارت التايمز إلى ان الهجوم اعتبر انتقاما ضد إيران وحزب الله لدعمهما الحكومة السورية . وقالت الصحيفة أن التفجير المزدوج ابرز المخاطر والتكاليف التي تواجه إيران بشأن سوريا، والتي سماها بعض المحللين ب "فيتنام إيران" فيما يقول البعض الآخر أن إيران قد حولت بنجاح دعمها للرئيس السوري، بشار الأسد، إلى ورقة دولية رابحة تقوي يدها في المفاوضات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل .واعتبرت الصحيفة انه من خلال إلقاء اللوم على إسرائيل، بدا أن المسؤولين الإيرانيين لا ينوون تصعيد المواجهة على الفور. وقد تردد هذا الموقف من قبل حزب الله الذي سعى إلى تجنب حرب شاملة في لبنان . وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الحكومة الإيرانية قد تواجه ضغوطا من المتشددين للرد، ولكنها سترغب في تجنب تعكير الصفو فيما تسعى للتوصل إلى اتفاق نووي في المحادثات التي تستأنف يوم الأربعاء في جنيف وبمقعد في محادثات السلام المزمعة بشأن سوريا .

المونيتور: تفجير سفارة إيران: لبنان دخل فعلياً عنق زجاجة "العرقنة"
تحقّقت أسوا التوقّعات التي كانت قد سادت في الأسابيع الماضية الوسطَين الأمني والسياسي اللبنانيَّين، بخصوص إمكانيّة ذهاب لبنان إلى نوع من "العرقنة الفعليّة". وكانت المؤشّرات الدالة على هذا الاتجاه قد تراكمت لدى السلطات اللبنانيّة في الأيام الأخيرة على شكل معلومات أمنيّة متتالية، أخطرها أن القاعدة تحضّر لشنّ هجمات إرهابيّة على مسيرات عاشوراء التي يحييها الشيعة في لبنان. وذلك على نحو ينقل الاقتتال الشيعي-السني الجاري بعنف منذ أعوام في العراق، إلى لبنان.  لكن أخطر ما في اعتداء التفجيرَين اللذَين حدثا اليوم (الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2013) في بيروت في منطقة الضاحية الجنوبيّة هو أولاً استهدافه السفارة الإيرانيّة في لبنان، ما يعني بالشكل أنه تعبير عن احتقان العلاقات السياسيّة القائم حالياً ما بين طهران والرياض. والمصدر الثاني لخطورته أنه تمّ تنفيذه بأسلوب يذكّر بنموذج الحرب الإرهابيّة الدائرة في العراق ما بين السنّة والشيعة   .وفي التفاصيل الموحية التي انطوى عليها الهجومَين الانتحاريَّين، فإن انتحارياً يقود دراجة ناريّة قام بداية بتفجير نفسه أمام السفارة، وبعد قليل اتّجهت سيارة مفخّخة لتنفيذ الهجوم الثاني. وبحسب التوقّعات المستقاة من أسلوب التفجيرات التي تتّبعها "القاعدة" في العراق، فإن المخطّطين للهجوم المركّب كانوا يتوقّعون أن يحدث التفجير الأول كوّة في جدار السفارة تدخل منه لاحقاً السيارة المفخّخة إلى داخل المبنى لتنفجر هناك. وما حال دون تحويل السفارة الإيرانيّة في بيروت إلى ركام، هو أن الحواجز الإسمنتيّة الكثيرة الموضوعة حولها لحمايتها منعت السيارة من دخول باحة مبناها. لكن الخطأ الذي ارتكبه مواطنون مجاورون للسفارة هو أنهم هرعوا بعد التفجير الأول لتفحّص موقع الحادث، ما جعل سائق السيارة الانتحاري يجد فيهم هدفا دسماً لتفجير نفسه بينهم. وبذلك تعويض عن عدم نجاح زميله الانتحاري الأول في إحداث فجوة في جدار السفارة تمكّنه من بلوغ باحتها الداخليّة.
ويُعتبر الاعتداء الذي استهدف السفارة الإيرانيّة في بيروت، الأول من نوعه الذي يستهدف المصالح الإيرانيّة بشكل مباشر في لبنان. أما توقيت هذا الهجوم فيوحي بأن الحرب القائمة الآن في المنطقة بين محور الحركات السلفيّة الإسلاميّة السنيّة وبين إيران في كلّ من سوريا والعراق، اتّسع ليطال لبنان أيضاً . وعلى الرغم من أن السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي سارع بعد وقت قصير من الحادث ليتّهم إسرائيل بوقوفها وراءه وقد ردّدت الخارجيّة الإيرانيّة ذلك بعده، إلا أن الشكوك في لبنان تتركّز على اعتبار ما جرى جزءاً
من ردود الفعل السلفيّة على هجوم القلمون الذي يشنّه النظام السوري هذه الأيام بدعم من حزب الله والحرس الثوري الإيراني بحسب مزاعم المعارضة وأيضاً بحسب ما يقوله إعلام بعض الدول المساندة لها كالسعوديّة مثلاً. وبالنسبة إلى العديد من المراقبين في لبنان، فإن حدوث هذا الانفجار صباح اليوم (19 تشرين الثاني) في بيروت لم يكن مفاجئاً، نظراً لأن هؤلاء كانوا قد توّقعوا أن تتزامن معركة القلمون مع حصول تفجيرات سلفيّة في لبنان ضدّ حزب الله الذي يتّهمه السلفيّون الجهاديّون السنّة بأن عناصره تساند بشكل فعال الجيش السوري هناك.ومن وجهة نظر مصدر أمني تحفّظ عن ذكر اسمه، فإن ما يميّز خطورة هذا الاعتداء عن التفجيرات السابقة هو أن منفّذَيه انتحاريَّين. وهذا يؤشّر إلى أن القاعدة بغضّ النظر عن وجود جهات خارجيّة تحرّكها، أصبح لديها خلايا عقائديّة جهاديّة في لبنان وليس فقط خلايا أمنيّة وعسكريّة.
ويلفت المصدر عينه إلى أن استخدام الانتحاريّين في الأعمال الإرهابيّة يُعتبَر أوضح الدلائل على أن القاعدة أو تنظيمات إسلاميّة متشدّدة تحاكيها عقائدياً، هي التي قامت بتنفيذها. يضيف أنه حينما يحدث تفجير بواسطة آلة تحكّم عن بعد كما حدث في خلال الشهرَين الماضيَين في الضاحية الجنوبيّة وطرابلس، فإن ذلك يجعل المراجع الأمنيّة تشكّ باحتمال أن يكون وراءه أجهزة استخبارات رسميّة. لكن التفجيرات الانتحاريّة تترك وراءها توقيعاً واضحاً يشير إلى أن "القاعدة" هي التي نفّذتها عبر عناصر عقائديّين تابعين لها.  ويسود لبنان بعد تفجير السفارة الإيرانيّة صباح اليوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر، قلق من أن البلد دخل عنق زجاجة "العرقنة". والسؤال الملحّ حالياً هو أين سيكون التفجير الثاني؟ وبمعنى آخر هل بدأت لعبة تبادل اللكمات بالتفجيرات بين الشيعة والسنّة في لبنان على نحو ما يحدث منذ سنوات في العراق؟ وهو أمر خلّف وراءه عشرات آلاف القتلى...

المونيتور: لبنان: الانتحاري الثالث هو الأخطر...
مرحلة ثالثة من العمل التفجيري الانتحاري سجّلت بدايتها في بيروت يوم 19 تشرين الثاني 2013. فالانفجاران اللذان نفّذهما انتحاريان، استهدفا محيط السفارة الإيرانيّة في العاصمة اللبنانيّة كما العشرات من المدنيّين ومراكز شيعيّة حزبيّة وتجاريّة وسكنيّة. ذلك أن العمليّتَين - غير المسبوقتَين في مكانهما وطبيعتهما - وقعتا تحديداً في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، منطقة الكثافة السكانيّة الشيعيّة الكبرى في لبنان. هي المرحلة الانتحاريّة الثالثة في لبنان، وهي ثالثة في بُعدَيها الداخلي والخارجي. فمنذ أيام قليلة، كان حزب الله يحتفل بذكرى أوّل "استشهادي" على الأراضي اللبنانيّة. ذلك أن أوّل عمليّة انتحاريّة عرفها لبنان المعاصر، كانت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1982. يومها قام أحد عناصر حزب الله واسمه أحمد قصير، بتفجير نفسه في مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور في جنوب لبنان. كان الجيش الإسرائيلي يحتلّ حينها قسماً كبيراً من الأراضي اللبنانيّة، بعد اجتياحه لها في 6 حزيران/يونيو من ذلك العام. تلك العمليّة مهّدت لحقبة طويلة من الانتحاريّين، من عناصر حزب الله كما من عناصر أحزاب أخرى دينيّة أو قوميّة أو علمانيّة، استهدفت كلها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانيّة. في 24 أيار سنة 2000 خرج آخر جندي إسرائيلي من لبنان. وبعدها بخمسة أعوام خرج الجيش السوري أيضاً في 26 نيسان 2005. فاعتقد كثيرون أن ظاهرة العمليات الانتحاريّة قد انتهت.
لكن المفاجأة كانت في 4 آب 2013، يوم أُعلن في طرابلس شمال لبنان وبشيء من الاحتفاليّة الانتصاريّة، أن منطقة "المنكوبين" أي أحد الأحياء العشوائيّة السنيّة عند المدخل الشمالي لطرابلس "تزّف إلى اللبنانيّين خصوصاً والمسلمين عموماً، خبر تنفيذ أول عمليّة استشهاديّة يقوم بها لبناني ضدّ قوات النظام السوري وإلى جانبه شقيقه الذي شارك في اقتحام موقع التفجير"، ولقي حتفه أيضاً. بعد أيام اكتشف اللبنانيّون اسم الانتحاري الأصولي السنّي الجديد. إنه معتصم الحسن عمره 18 عاماً، وشقيقه هو حسن الحسن وعمره 21 عاماً. والاثنان قتلا عندما فجّر معتصم نفسه في حاجز عند محلة أبو زيد بالقرب من قلعة الحصن في ريف حمص في سوريا. واكتشف اللبنانيّون كذلك أن الانتحاريَّين اللبنانيَّين يحملان الجنسيّة السويديّة وكانا مقيمَين في استوكهولم، وقد عادا إلى لبنان منذ سنة تقريباً قبل أن ينتقلا قبل ثمانية أشهر إلى سوريا حيث التحقا بصفوف الجهاديّين. هكذا كانت المرحلة الانتحاريّة اللبنانية الثانية، مقابلة بالكامل للمرحلة الأولى. سنة 1982 الانتحاري كان شيعياً من حزب الله من جنوب لبنان. سنة 2013 صار الانتحاري سنياً من الجهاديّين السنّة من شمال بلد الأرز.
في الأولى كانت عمليّته ضدّ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانيّة. في الثانية صارت عمليّته ضدّ الجيش السوري على الأراضي السوريّة. في الأولى صار موته ذكرى تُستعاد كلّ سنة، بكثير من الاحتفال وأجواء الانتصار. في الثانية قد يصير موته منسياً، كما آلاف القتلى والمصابين في الحرب السوريّة... لكن السياق نفسه مهّد للمرحلة الانتحاريّة الثالثة: في 19 تشرين الثاني 2013، في الشهر نفسه لعمليّة أحمد قصير الشيعي ضدّ الجيش الإسرائيلي في لبنان وفي السنة نفسها لعمليّة معتصم الحسن ضدّ الجيش السوري في سوريا، فجّر جهاديان سنيّان نفسيهما في بيروت هذه المرّة. لا في جنوب لبنان ضدّ عسكري إسرائيلي، ولا في جنوب سوريا ضدّ عسكري سوري. بل في قلب العاصمة اللبنانيّة، انتحاريان لبنانيّان وضحايا مدنيّون لبنانيّون. مع فارق أن الانتحاريَّين سنيان يزعمان بحسب بيان تبنّي العمليّة أنهما من جهة تابعة لتنظيم "القاعدة"، فيما الضحايا في غالبيّتهم من الشيعة أي من المتّهمين بالتقرّب من إيران. لكلّ تلك العوامل، تبدو المرحلة الانتحاريّة الثالثة في لبنان، الأخطر على ناسه ودولته ومصيره كوطن.

التايم الأميركية: الشيعة في مصر يناضلون للحصول على حقوقهم مهما كان النظام الحاكم
تحدثت مجلة تايم الأمريكية عما وصفته بنضال الشيعة وحدهم من أجل حصولهم على حقوقهم في مصر، بغض النظر عن النظام الحاكم في البلاد. ونقلت المجلة عن طاهر الهاشمي، أحد الشيعة المصريين قوله "عانينا من الاضطهاد في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وفي عهد الرئيس مرسى وصل الأمر إلى حد قتل قادتنا". ولذلك عندما تمت الإطاحة بمرسى، رأى الهاشمي فرصة في هذا الأمر بعدما تحولت المشاعر ضد الإخوان المسلمين وحلفائهم السلفيين المتشددين، بينما يتم صياغة دستور جديد، يعد بحماية غير مسبوقة للأقليات الدينية، بحسب التقارير الصحفية. ولذلك قرر الهاشمى وعدد من رفاقه الشيعة الاحتفال بذكرى عاشوراء عند مسجد الحسين الأسبوع الماضي، وهو أمر لم يجرؤوا أبدا على فعله في عهد مبارك أو مرسى، وكان لديهم أمل بأن كل الجماعات في مصر ستكون قادرة على الاستمتاع بحقوقها كاملة.  لكن عندما اقتربوا من مسجد الحسين مساء الخميس، وجدوا أن المنطقة كلها مغلقة أمنيا، وأن المسجد مغلق للصيانة.. ولم يستطيعوا الدخول فقاموا بأداء صلواتهم أمام الباب ثم غادروا بسلام. وتقول المجلة إن العقبات لم تكن مفاجئة، فإعلان الشيعة احتفالهم بذكرى عاشوراء أشعل تكهنات إعلامية صاخبة على مدار أسبوع بشأن ما إذا كان هذه الخطوة ستسفر عن عنف، مع تهديد السلفيين بمنع الشيعة من الاحتفال. وتمضى الصحيفة قائلة إن محاولة الشيعة للظهور في دائرة الضوء كشفت عن مدى ابتعاد تلك الطائفة عن الحصول على الحق في العبادة الكاملة بحرية في مصر، وهذه المواجهة العلنية تكشف بعض من التعقيدات الاجتماعية التي تشهدها مصر بعد صعود وسقوط مرسى والإخوان المسلمين. فالأقليات الدينية الصغيرة كالشيعة والبهائيين أصبحت أكثر حزما، بينما لا تزال الجماعات السنية المحافظة تتمتع بنفوذ كبير في المجتمع الذي لا يزال شديد التدين.
وتذهب تايم إلى القول بأنه على الرغم من أن الإسلاميين لم يعودوا في الحكم، لكن لا يبدو أن مصر تشهد فجرا جديدا للانفتاح الديني، فالشيعة على وجه التحديد لا يزالون يشعرون باضطهاد. وتعكس محنتهم التوترات السنية الشيعية الأكبر في المنطقة والتي بدأت بعد سقوط صدام حسين قبل 10 سنوات. وبعدها بسبب الربيع العربي الذي أشعل طموحات الشيعة في البحرين والسعودية. وحتى في بلد مثل مصر لم يشهد مثل هذا الانقسام الديني من قبل ولا يوجد بها عدد كبير من الشيعة، فإن التوترات شديدة. ويقول أحمد راسم النفيس، أحد قادة الشيعة في مصر، أن تلك الطائفة من بين جميع الأقليات الدينية في مصر يواجهون برد فعل قاس من السلفيين. وفي سياق الصراع السني الشيعي في المنطقة، فإن السنة المحافظين يخشون من أن يكتسب المذهب الشيعي موطئ قدم مرة أخرى في مصر.. وتابع قائلا: إنهم لا يحبون المسيحيين لكن لا يخشونهم، ولكنهم مرعوبين من الشيعة لأنهم يعرفون أن مصر اعتادت أن تكون دولة شيعية، على حد زعمه. ويتوقع النفيس أوقاتا قاتمة للشيعة في مصر، فبينما يتطلع المسيحيون لحريات غير مسبوقة في الدستور المعدل، فإنه لا يتوقع نفس النوع من الحماية أو الحقوق للشيعة.. ويقول إنهم أصبحوا كبش الفداء الجديد، فبعد رحيل الإخوان، ستتحسن الأمور للمسيحيين وغيرهم، لكن ليس للشيعة. غير أن تايم تقول إنه برغم ما حدث في ذكرى عاشوراء، فربما يكون هناك بعض أسباب التفاؤل للشيعة.. فقتل أربعة منهم في أبو مسلم روع معظم المصريين وربما زادت من التعاطف مع الشيعة بينهم. ونقلت المجلة عن مسؤول رفيع المستوى بالأزهر رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع قوله إن يأسف للطريقة التي تم التعامل بها مع قضية عاشوراء.وقال إن الشيعة مسلمون ولهم الحق في العبادة، ومن الواضح أن أمامنا الكثير لنعمل عليه في تلك القضية تحديدا.

نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تدرس خططا لتدمير "الأسلحة السورية" عرض البحر
كشف مسؤولون أمريكيون النقاب عن أن الولايات المتحدة تدرس خططا لوضع الأسلحة الكيميائية السورية على متن بارجة في البحر ليتم تفكيكها أو حرقها، وسط عدم استعداد أي دولة للتخلص من هذه الأسلحة على أراضيها. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، عن المسؤولين القول: إن هناك نظامين مطروحين لتدمير هذه المواد والتي تم تصميمها لتكوين ذخيرة كيماوية، "حسب قولها" مشيرين إلى أن ترسانة الأسلحة السورية سيتم تدميرها بشكل منفصل. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على هذا الاقتراح القول: إن مراقبين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والتي تعمل في سوريا لتحديد مكان والتعرف على هذه الأسلحة، سوف يشرفون عملية التخلص من تلك الأسلحة، والتي ستنفذ وفقا لمعايير السلامة التي حددها تشريعات بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن هؤلاء المسؤولين لم يشروا إلى ما إذا كان سيجري إلقاء أي مخلفات كيميائية في البحر. وقد لاقت خيارات تفكيك هذه الأسلحة عبر البحر اهتماما أكثر، بعدما رفضت ألبانيا يوم الجمعة الماضي طلب الولايات المتحدة لتدمير الأسلحة على أراضيها؛ عقب احتجاجات في الشوارع من جانب الآلاف من الألبان، كما رفضت النرويج طلبا مماثلا في وقت سابق، قائلة: إنها لم تمتلك الخبرة أو مرافق لتدمير تلك الأسلحة، وقد أثارت هذه المسألة خلافات سياسية كبيرة هناك أيضا. وأشار المسؤولون إلى أنه بموجب الخطة الأولى، ستعمل خمسة محارق في درجات حرارة تبلغ 2700 درجة مئوية على متن البارجة، والتي سيكون بوسعها تدمير جميع المواد الأشد خطورة في الأسلحة الكيميائية السورية في أقل من 60 يوما، فيما أكدوا أن مخلفات الحرق ستكون أملاحا غير ضارة ومواد صلبة أخرى.
ولفت المسؤولون إلى أن هذا الاقتراح لن يتضمن مشاركة أي شركة أو سفن أو أفراد تابعين للولايات المتحدة، فيما اشار مسؤولين بأنه من الممكن قيام الجيش الأمريكي بالمساعدة في توفير الأمن في المياه الدولية حيث توجد البارجة، سواء من خلال تواجد سفن حربية هناك، أو طائرات استطلاع للبعثة. وأشار المسؤولون إلى أن العرض الثاني يتركز على نظام متنقل متطور للغاية، والذي وضعته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، حيث تم تصميمه لتحويل المواد الكيميائية إلى مركبات لا يمكن استخدامها في أغراض عسكرية، وذلك من خلال خلطها مع الماء ومواد كيميائية أخرى ثم يتم تسخينها متجمعة، ويمكن استخدام ذلك النظام ليتم تشغيله في غضون 10 أيام من موعد شحنها إلى موقع جديد، لإيقاف مفعول كميات كبيرة من المواد الكيميائية التي تستخدمها الحكومة السورية في إنتاج غاز السارين وغيره من أشكال الغازات السامة الأخرى، وبالتالي تجديد ترسانة الأسلحة الكيميائية لديها. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد ألمح إلى هذين المقترحين في تصريحات له أمس الأول الاثنين، عندما سُئل عن مدى توقف ما إذا كانت الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، قد توقفت، حيث قال "لدينا بدائل أخرى"، مضيفا "في الواقع، نسعى بجد باثنين من البدائل الأخرى التي توفر لنا القدرة التامة على القيام بتدمير تلك الأسلحة وفي الجدول الزمني المحدد". كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين كبار بالإدارة الأمريكية القول إن المقترحات تمثل حلا فعالا لقضية تدمير هذه الأسلحة بمجرد نزعها من سوريا. وقال مسؤول كبير آخر – طلب عدم الكشف عن هويته – إن "خيار تدمير الذخيرة في البحر "منطقي"، لافتا إلى أن "هناك أدلة مقنعة تؤكد عدم وجود أضرار من التخلص من تلك المواد الكيميائية في عرض البحر". ومع ذلك مازال هناك مسؤولون أمريكيون يشعرون بالقلق إزاء إمكانية تعرض الأسلحة الكيميائية السورية للهجوم او الاستيلاء خلال نقلها من مواقع التخزين الخاصة إلى أي منفذ على الطرق التي تشهد معارك حاليا.

معهد واشنطن: الحاجة إلى الطعن في مصداقية رواية إيران النووية
أدى أحدث تقرير لـ «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بشأن برنامج إيران النووي الذي صدر في 14 تشرين الثاني/نوفمبر إلى توارد فيض من التقارير الإخبارية والمقالات الافتتاحية المتفائلة. ووفقاً لـ «الوكالة»، لم تقم طهران بزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي المركّبة في المنشآت المعلن عنها كما لم تقم بتشغيل المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، فضلاً عن أن مخزونها من سداسي فلوريد اليورانيوم المخصب حتى 20 في المائة يظل دون الخط الأحمر الحرج. وفي غضون ذلك، يمضي العمل ببطء في مفاعل أراك، الذي سيكون قادراً على إنتاج البلوتونيوم، وهو مادة نووية انفجارية بديلة. وقبل ثلاثة أيام من نشر التقرير، أعلنت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أن إيران وافقت على إطلاع «الوكالة» على معلومات حول بعض الجوانب من برنامجها النووي التي كانت محجوبة سابقاً. والأمر الذي لم يركز عليه التقرير كثيراً ولم يلق الكثير من التغطية هو شكوك «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» المستمر بشأن دوافع إيران الحقيقية، والذي ورد تفصيله تحت عنوان "الأبعاد العسكرية المحتملة". وقد جاء في الصفحة العاشرة من التقرير البالغ عدد صفحاته ثلاث عشرة صفحة، "منذ عام 2002، أصبحت «الوكالة» أكثر قلقاً بشأن وجود منظمات مرتبطة بالأسلحة النووية غير معلن عنها في إيران، بما في ذلك الأنشطة المرتبطة بتطوير حمولة متفجرات لصاروخ". كما تلقت «الوكالة» معلومات تشير إلى أن إيران نفذت أنشطة "ذات صلة بتطوير جهاز انفجاري نووي". وقد اعتبر التقرير أن هذه المعلومات "موثوقة"، وذكر أنه منذ تشرين الثاني 2011 حصلت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» على معلومات إضافية "تعزز" تحليلها. وبالإضافة إلى ذلك، يذكر التقرير أن إيران "رفضت مخاوف «الوكالة»" و "تراها قائمة على مزاعم لا أساس لها من الصحة". وبناءً على ذلك، تستمر طهران في عدم ردها على الأسئلة التفصيلية لـ «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أو إتاحتها الوصول إلى موقع بارشين خارج العاصمة مباشرة، حيث يحتمل أن تكون لديها هناك منشأة قادرة على اختبار المتفجرات التقليدية لاحتمالية استخدامها في قنبلة ذرية داخلية الانفجار.
ومن الناحية النظرية، يمكن للمرء أن يقول إن عناد طهران يتماشى مع روايتها بأن البرنامج النووي الإيراني كان ولا يزال لأغراض سلمية فقط. لقد تم توضيح وجهة نظر الحكومة باستفاضة على موقع إلكتروني جديد، يبدو رسمياً، يؤكد على نية إيران في إتقان جميع جوانب الدورة النووية والحفاظ على برنامج نووي سلمي واسع النطاق لتوليد الطاقة. لكن حتى بعيداً عن الأدلة الدامغة حول "الأبعاد العسكرية المحتملة"، فإن هذا النهج لتطوير الطاقة يبدو غريباً لدولة تملك رابع أكبر احتياطي من النفط وثاني أكبر احتياط من الغاز الطبيعي في العالم، لكنها تمتلك موارد يورانيوم محدودة جداً. وعلى المدى الطويل، فإن الهدف الواضح للدبلوماسية الحالية هو التيقن من أن الأنشطة النووية الإيرانية خاضعة لنظام ضمانات صارم. إلا أن أي نظام من هذا القبيل يتطلب الوضوح بشأن ما فعلته إيران وربما تواصل حالياً فعله سراً، وليس فقط السماح بالتطبيق النهائي لأي اتفاق يتم التوصل إليه، وإنما الحد كذلك من مخاوف الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة الذين يراودهم القلق بشأن تقديم تنازلات لإيران. وفي الماضي، لم تكن طهران منفتحة بشكل كامل بشأن تلك الأنشطة. على سبيل المثال، فإن إقرارها وفقاً لاتفاق 2003 مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا أغفل ذكر برنامج أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وغيرها من الأنشطة الرئيسية. كما أن هناك أدلة مقنعة كذلك بأن إيران كانت تعمل على تصميم وتجهيز محطة فوردو للتخصيب الواقعة تحت الأرض في أوائل عام 2005، بالتوازي مع المفاوضات. لذلك، لا يمكن تطبيق اتفاق مرحلي جديد ما لم تعلن طهران عن جميع مواقعها الحالية والماضية للتخصيب، وجميع أجهزة الطرد المركزي التي قامت بتصنيعها وتركيبها، وجميع ما بحوزتها من المواد النووية، بما في ذلك الكعك الأصفر. كما يجب عليها تقديم معلومات بشأن تصنيع المكونات المتبقية لمفاعل المياه الثقيلة في أراك. ومع استمرار المحادثات في جنيف هذا الأسبوع، ينبغي على المفاوضين أن يركزوا على هذه القضايا ومسائل الإفصاح الأخرى من أجل تحقيق أقصى قدر من الثقة الدولية في المسار الدبلوماسي وتجنب تقديم تنازلات سابقة لأوانها لطهران قد يصعب التراجع عنها لاحقاً. وعند النظر إلى الصورة الأكبر سنرى أن مصداقية نظام حظر الانتشار العالمي هي على المحك، وهو الأمر حول سلطة مجلس الأمن الدولي لإنفاذ قراراته.

واشنطن بوست: معهد واشنطن: الإجماع الإيراني لا يعني بالضرورة اتفاقاً جيداً للغرب
هناك إجماع واسع بين النخبة الإيرانية بأن اتفاقاً نووياً مع واشنطن سوف يصب في صالح أهداف الهيمنة الإيرانية. ومن واقع هذا الرأي، فإن العائق الوحيد أمام مثل هذا الاتفاق النووي ليس الولايات المتحدة وإنما أوروبا وإسرائيل، بدعم من السعوديين. إن المحادثات النووية المستمرة لها تداعيات مختلفة للغاية في طهران بالنسبة لما كان عليه الحال في الاتفاقات النووية القليلة الماضية. فالتجميد قصير الأجل لأعمال التخصيب في عام 2003، بل واتفاقات باريس الأقصر أجلاً في عام 2004 لاستئناف ذلك التجميد واتفاق "مفاعل طهران البحثي" غير المثمر في عام 2009 لخفض مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، حظيت جميعها بالكثير من الانتقاد. لكن هناك الآن إجماع أكبر في إيران عما كان عليه الوضع في أي وقت مضى منذ ثورة 1979. وهذا صحيح بصفة خاصة منذ الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في عام 2009، فقد كان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قلقاً للغاية بشأن جهود الغرب لتقويض النظام من خلال دعم حقوق الإنسان والحركة الديمقراطية في إيران. وقد أكّد على الإجماع بين النخب والدعم الشعبي، ومن ثم جاء رضوخه الضمني لانتخاب حسن روحاني. لقد اقتنع الإصلاحيون الإيرانيون إلى حد كبير بموضوع الإجماع الداخلي، حيث إنهم يخشون من أن الضغط الزائد لإحداث التغيير سوف يفضي إلى حرب أهلية، كما هو الحال في سوريا، أو انقلاب عسكري، كما هو الحال في مصر. ويركز الإصلاحيون على تحسين الاقتصاد أولاً، مع تأجيل معالجة قضية الديمقراطية إلى وقت لاحق.
وهذا هو المناخ الذي انتُخب فيه روحاني رئيساً في حزيران/يونيو، حيث وعد باستخدام الدبلوماسية لتخفيف العقوبات على إيران دون وقف البرنامج النووي للبلاد. وأثناء جولتَيْ مفاوضات جنيف منذ انتخابه، قال فريق روحاني في مناقشاته داخل البلاد إن الأمر قد لا يصل فقط إلى قطع شوط بعيد نحو تحقيق هذه الأهداف وإنما قد يتعداه وصولاً إلى إقامة تعاون استراتيجي بين الولايات المتحدة وإيران. يشار إلى أن العديد من المتشددين الإيرانيين مستعدين لقبول اتفاق نووي على أساس أن الغرب - وخاصة باراك أوباما - يولي الكثير من الأهمية للحد من تهديد أسلحة الدمار الشامل لدرجة أنه سيتجاهل انتهاك إيران لحقوق الإنسان والفجوة الديمقراطية في البلاد في مقابل الوصول على اتفاق. من الممكن أن يُبشر إبرام اتفاق بتغيير في السياسة الإيرانية. لقد تطورت الجمهورية الإسلامية بطرق أكثر إثارة للدهشة. فعلى سبيل المثال، حذر خامنئي على مدار سنوات من مخاطر الغزو الثقافي الغربي. بيد أن هذا الغزو حدث بالفعل. ومثلما اكتشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشرين الأول من واقع السخرية العالمية التي قوبلت بها تعليقاته البالية بشأن الإيرانيين الذين يفتقرون بناطيل الجينز الأزرق، فإن إيران عايشت ثورة ثقافية عميقة خلال الخمس عشرة سنة الماضية. إن التفسير المتفائل هو أن الجمهورية الإسلامية ربما تكون في طريقها لكي تصبح أقل ثورية - أقل نشاطاً في دعمها للإرهاب، وأقل استعداداً للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأقل التزاماً بأجندة معادية للغرب - وأن تتصرف بناء على مصالح الدولة وليس الحتميات الأيديولوجية. وعوضاً عن ذلك، يرجح أن تصبح دولة شرق أوسطية نمطية تنتشر فيها السلطوية والفساد: تتدخل بين الحين والآخر في شؤون جيرانها وترفض قبول إسرائيل لكنها ليست نشطة بقوة في إثارة الاضطرابات.
بيد أن هذا التفسير المتفائل ليس النتيجة الأكثر احتمالاً. في الخطابات المهمة كان خامنئي يضع الأساس للانسحاب من أي اتفاق محذراً من أن الغرب غير جدير بالثقة ولن يفي بوعوده - وهي ذات الأسباب التي ساقها للانسحاب من الاتفاقات النووية السابقة. لدى إسرائيل أسباب وجيهة للقلق من تخفيف العقوبات الاقتصادية وخفض الضغوط على إيران حيث تخشى من أن أي حل يقدمه الغرب كخطوة أولى مؤقتة لن تتبعه مطلقاً أية خطوة أخرى، الأمر الذي يعني أن طهران لن تقبل مطلقاً بالمزيد من القيود على برنامجها النووي. كما أن المملكة العربية السعودية لديها أسباب قوية للقلق من أن تُطلق يد إيران، في مقابل الاتفاق النووي، في متابعة أجندتها للهيمنة على المنطقة وتوطيد نفوذها في سوريا والعراق. والديمقراطيون الإيرانيون على حق في تخوفهم من أن يؤدي أي اتفاق مع الغرب إلى تجديد زخم وحيوية الجمهورية الإسلامية. وعلى اي حال، لم يفعل روحاني سوى القليل لتحسين حقوق الإنسان كما يتضح من تسارع وتيرة عمليات الإعدام منذ توليه منصبه. ولن تتم طمأنة إسرائيل ودول الخليج والديمقراطيين الإيرانيين إلا من خلال إجراءات أمريكية حثيثة لمعالجة مخاوفهم، وتشمل هذه: جهود إقناع حلفائها بالتهديد بفرض المزيد من العقوبات لكي يثبتوا لإيران مدى السوء الذي قد تصل إليه الأمور في ظل غياب اتفاق دائم أوسع نطاقاً؛ وجهود تدعيم وكلاء إيران المقاومين أو المعارضين مثل الرئيس السوري بشار الأسد؛ وجهود دعم التواصل لمساندة الديمقراطية الإيرانية. إن التحدي الماثل أمام إدارة أوباما يكمن في اتخاذ خطوات تجعل الاتفاق النووي ينجح في تلبية المصالح الأمريكية بدلاً من تسهيل هيمنة الجمهورية الإسلامية على المستويين الداخلي والإقليمي.
 



  عدد المشاهدات: 938

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: