الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

تحليل: لماذا هاجم التكفيريون عدرا العمّاليّة ولماذا يريدون السيطرة عليها؟
December 14, 2013 15:01

تحليل: لماذا هاجم التكفيريون عدرا العمّاليّة ولماذا يريدون السيطرة عليها؟

كل الأخبــــار - الحدث نيوز: 

هاجم مسلحون تكفيريون من “جبهة النصرة” و “جيش الاسلام” المموّل سعودياً قبل يومين بلدة “عدرا العمالية” في الغوطة الشرقية لدمشق حيث إرتكبت المجموعات التابعة لها مجازر بحق المدنيين ذهب ضحيتها نحو 50 شخصاً قتلوا بدم بارد ورُفعت رؤوس بعضهم على الاشجار في سوق السبت بالمدينة، في وقت تحدثت معلومات عن وجود عائلات كاملة فقد أي إتصال معها.
هجوم التكفيريين هذا والذي تم بإدارة قادة ميدانيون وعناصر مسلحة سعودية قتل منهم نحو 22 عنصراً، يكشف عن مخططات أبعد من قتل الاهالي وإرهابهم يصل إلى حدود الهدف الاستراتيجي، حيث يأتي هذا الهجوم بسياق الثوران السعودي في سوريا وخصوصاً غوطة دمشق الذي فشلت فيها “ميليشيات المملكة” بإحداث أي خرق نوعي في الهجوم الاخير الذي حصل على الغوطة الشرقية والذي تحول إلى حرب هرج ومرج قام بها مسلحو تنظيمات المعارضة الذين لم يستطيعوا السيطرة او المحافظة على السيطرة على عدد قليل من القرى الصغيرة في المنطقة، حيث تحوّل الهجوم الذي كان مراد منه إستعادة السيطرة على الغوطة الشرقية، لضربة قوية تعرضت لها هذه الميليشيات التي باتت ملاحقة في بعض القرى التي لا يزال بعض عناصرها يتواجدون فيها وسقط لهم أكثر من 1200 مقاتلحتى الان، هذا فضلاً عن الفشل الذريع الذي واجههم والذي أعاد المبادرة إلى القوات السورية.
بالعودة إلى ما جرى في بلدة “عدرا العمالية”، فإن الذي حصل يأتي بالسياق المشار إليه إنافاً، أي إحداث خرق ما في جبهة “دمشق” إنطلاقاً من الغوطة. الأهمية الاستراتيجية بالهجوم المعارض على بلدة “عدرا العمالية” ذات التنوع الطائفي هو محاولة فتح ثغرة نحو العاصمة السورية دمشق، والسيطرة على مناطق متقدمة – حيوية في الغوطة تصلها بالعاصمة السورية بشكل مباشر.
عدرا العمّاليّة والأهميّة الإستراتيجيّة:
 
تقع المدينة على واحد من الطرق القليلة الموصلة إلى العاصمة دمشق التي لا تزال بعيدة عن خط المعارك، إذ تقع على بعد 20 كيلومتراً شمال شرق العاصمة ويقطنها نحو 100 ألف شخص وهم موزعون على طوائف سوريا أساسية، فسكانها هم علويون ودروز ومسيحيون وسنّة وهي بقيت بعيدة عن الإنقسام الطائفي الحاصل في سوريا نتيجة الدعايات التي تقوم بها الميليشيات التكفيرية التابعة للمعارضة.
“عدرا العمالية” تُشكل أيضاً إحدى أهم المناطق الصناعية التي لا تزال عاملة في ريف دمشق رغم الحرب القاسية التي تعاني منها المنطقة، كما أنها تحوي مستودعات للغاز والمواد الإنشائية ومواد البناء، كما تحوي على يد عاملة كبيرة وتحوي ايضاً على طرقات حيوية من وإلى العاصمة دمشق حيث تصل هذه الطرق إلى داخل الغوطة الشرقية تحديداً إلى المناطق التي تدور فيها المعارك العنيفة.
إنطلاقاً من هنا سعت ميليشيات المعارضة لدخول “عدرا العمالية” والسيطرة عليها، وبالتالي السيطرة على الطريق الوحيدة التي تصل إلى العاصمة السورية وقطع الإمداد للجيش السوري من هناك، وأيضاً السيطرة على الطرق الاساسية نحو داخل الغوطة الشرقية والقرى التي تشهد معارك عنيفة بهدف عزل القوات السورية داخلها، وايضاً العمل على إمكانية إيصال إمداد عسكري للميليشيات المسلحة في داخل هذه المناطق، ومن جهة اخرى العمل على تشكيل ضغط عسكري على العاصمة السورية التي تبعد 20 كلم، عبر قصفها بالصواريخ أو القيام بعمل عسكري ما بهدف الرّد.
الرّد السوري:
القوات السورية كانت سريعة بردة الفعل وإستدراك ما جرى، حيث بدأت منذ اليوم الاول بإرسال الجنود تمهيداً للبدء بعملية لاستعادة هذه المنطقة الهامة والاساسية.
مصدر عسكري سوري أشار في حديث صحفي اليوم إلى ان “وحدات من الجيش السوري بدأت بإقتحام مقار والأماكن التي يتحصن فيها مسلحو جبهة النصرة على إتجاه عدرا بريف دمشق”.
وأضاف المصدر العسكري الذي لم يكشف أسمه انه زبعد استطلاع دقيق وضربات نارية مركزة، بدأت وحدات من الجيش بتنفيذ عملية شاملة وساحقة على إتجاه عدرا بعد أن أحكمت الطوق على المنطقة وبدأت باقتحام الأوكار والأماكن التى يتحصن فيها الارهابيون.
 
كما شدد على ان “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، تؤكد لأبناء سوريا انها مصممة على بتر يد الإرهاب الآثمة التي امتدت إلى السكان العزل الآمنين في منازلهم بمدينة عدرا العمالية السكنية”، قائلاً: “هؤلاء التكفيريين القتلى المجرمين ومشغليهم سيدفعون ثمنا غاليا جراء ما يرتكبونه من جرائم بحق أبناء شعبنا العربي السوري”




  عدد المشاهدات: 1107

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: