الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

إلـى هـذا الـحـدّ ،،، خُـدعـنـا ! بقلم : سمير الفزاع
December 15, 2013 06:52

إلـى هـذا الـحـدّ ،،، خُـدعـنـا ! بقلم : سمير الفزاع


كل الأخبار - بانوراما الشرق الاوسط

إلـى هـذا الـحـدّ ،،، خُـدعـنـا !في كلّ مرة يرسل الله فيها رسول أو نبي ليوصل كلمته للناس ونوره للبشريّة ؛ يتعرض هؤلاء الرسل والأنبياء إلى صنوف شتى من المصاعب والمصائب والأزمات ، وإلى مختلف أنواع السرقة والسطو على رسالتهم وتراثهم . دوماً نجد بأن هناك من يحاول أخذ رسالتهم إلى الضد منها ، ويحرف تراثهم إلى حيث لم يشاؤوا . في مطلق الأحوال تستدعي كلّ فكرة أو نظرية أو حتى رسالة سماوية واحد من مواقف ثلاثة ؛ المؤيد الذي يتبنى ” الفكرة ” ويقف إلى جانبها ، وقد يموت دونها ، والمعارض الذي يسعى لدحض ” الفكرة ” وتهشيم بنيانها ومنع إنتشارها ، والمحايد الذي ينتظر أدلة وبراهين أحد الطرفين ( المؤيد والمعارض ) ليحدد موقفه ويتخذ قراره ، وقد يكون السبب وراء إرجاء موقفه التريث للإلتحاق بالكفة الراجحة والفرقة الفائزة والإنتساب إليها . هذا في الخطوط العامة التي تحكم موقف البشر من قضية ما ، وأما في التفاصيل ؛ فيحدث أن ينتقل مؤيد ” للفكرة ” إلى صفوف المعارضة ، والعكس حتمي الحدوث أيضاً ، وكذلك الأمر بالنسبة للكتلة المحايدة حيث تتناقص كتلتها لصالح الفئة المؤيدة والمعارضة ، وهذه التبدلات مقبولة منطقيّاً وعلميّاً ومؤكدة تاريخيّاً ومنهجيّاً . وإذا ما غصنا أكثر في تفاصيل التفاصيل – سأركز الآن على فئة خاصة من الناس وهم موضوعة هذا المقال – الخاصة بحالة إنتقال بعض المعارضون والمحايدون إلى خانة تأييد وتبني هذه الفكرة سنجد حتماً بأن هناك منهم من كان إنتقاله غير كامل ولا ناجز ولا حقيقي ؛ وهنا بالذات يظهر عنصر جديد ليضاف للخيارات الكبرى الثلاثة المذكورة آنفاً ( مؤيد ، معارض ، محايد ) هو الأقل ولكنه الأكثر خطورة وتأثيراً ويتجسد بخيار الخداع والنفاق . وهذا الخيار والفئة المتبنية له طالما تحدثت عنه وعنها كتب السماء والرسل والأنبياء ، وحذرت منهم ، ومن آثارهم الهدامة على ” الفكرة ” ومعتنقيها ، ومستقبلها … . المنافقون كانوا حاضرين دوماً في كلّ مراحل التاريخ ، وعلى ضفاف الرسالات السماوية الكبرى الحيّة والأفكار الإنسانية الجامعة تحديداً . وقد نجح هؤلاء في كثير من الأحيان على نحو مذهل في حرف الرسالات السماوية عن مقاصدها ، وتحوير النتاجات الإنسانية الجامعة عن أهدافها . فأصبحت الصور المشوهة هي السائدة ، والأفكار الشاذة هي الرائجة ؛ ذلك بأنها تلبي طموح المعارضين وأقرب إلى منطقهم ومصالحهم ، وكما أنها أوقعت جزء لا بأس به من المؤيدين – كون تحوير الفكرة جاء من فئتهم عبر من نافق وأدعى إنتمائه إليها – في شرك الفتنة والإلتباس ، وإلتحاق جزء معتبر من المحايدين بهم عندما رأوا إنتشارهم وسوادهم لدى المعارضين ، وإنقلاب جزء هام من مؤيدي الفكرة الأصلية لهذه الجديدة والمشوهة في آن . فنجد أن ” الفكرة ” المشوهة والمخادعة ؛ والتي صنعتها فئة قليلة جداً من المنافقين أصبحت الأكثر رواجاً وإنتشاراً ، ولا يمكن ضمان هذا الرواج والإنتشار طويلاً إلا من خلال تغييب العقل وصوته ، وزرع التعصب والخوف من الآخر على نحو دائم ومستمر . ولن نجد في التاريخ البشري سرقة موصوفة لدين سماوي ، وحرف لرسالة إلهية عن معانيها ومقاصدها مثلما حصل مع المسيحيّة والمحمديّة .

* شاهدي على ذلك …

( وثيقة جبل سيناء – العهد المحمدي )

هذه الوثيقة مستخرجة من دير كنيسة جبل سيناء ، وهي عبارة عن رسالة من رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم بتاريخ ٦٢٠ م إلى الكنيسة حمّلها رسوله علي ابن أبي طالب سلام الله عليه ، ويتعهد فيها بحماية المسلمين للمسيحيين ورعايتهم وضمان حرية العبادة والدعوة الى دينهم . وقد أثبتها عام ١٥١٧ م السلطان سليم الأول واحتفظ بالمخطوطة في خزانة المملكة في القسطنطينية . وتظهر الوثيقة طبعة يد النبي صلّى الله عليه وسلّم على الرسالة للتوثيق ، وفيما يلي نص الرسالة .

” هذا كتاب محمد بن عبد الله، عهدا للنصارى، أننا معهم قريبا كانوا أم بعيدا، أنا وعباد الله والأنصار والأتباع للدفاع عنهم، فالنصارى هم رعيتي! ووالله لأمنع كل ما لا يرضيهم فلا إكراه عليهم ولا يُزال قضاتهم من مناصبهم ولا رهبانهم من أديرتهم. لا يحق لأحد هدم دور عبادتهم، ولا الاضرار بها ولا أخذ شيء منه إلى بيوت المسلمين. فإذا صنع أحد غير ذلك فهو يفسد عهد الله ويعصي رسوله. وللحق أنهم في حلفي ولهم عهد عندي أن لا يجدوا ما يكرهون. لا يجبرهم أحد على الهجرة ولا يضطرهم أحد للقتال بل يقاتل المسلمون عنهم. إذا نكح المسلم النصرانية فلا يتم له ذاك من غير قبول منها. ولا يمنعها من زيارة كنيستها للصلاة. كنائسهم يجب أن تُحترم، لا أحد يمنعهم من إصلاحها ولا الاساءة لقدسية مواثيقهم. لا يحق لأي من الأمة (المسلمين) معصية هذا العهد إلى يوم القيامة. ”

* تساؤلات …

ما نراه اليوم من مسيحيّة وإسلام ، هل يُشبه حقاً ما نلمسه عميقاً هنا – في هذه الوثيقة – من إنسجام ووحدة تكاد تكون ضرباً من ضروب الإندماج بين رسولين ورسالتين ؟ متى كان إنفصالنا عن هذه الوثيقة وتركنا لوصية خاتم النبيين محمد ( ص ) ؟ لماذا لم يكن الفاتيكان في فلسطين وليس في روما ؟ وهل لذلك علاقة في تخريب العلاقة بين المسيحيّة والمحمديّة ؟ من أخفى هذه الوثيقة – وما يشبهها وهو كثير – في المحمديّة وجعل من الإسلام نقيضاً للمسيحيّة ؟ هل لبعض من إنتسبوا للمسيحيّة والمحمديّة ” زوراً ونفاقاً ” دور في هذا ” الإنفصال ” ؟ من هم هؤلاء – إن وجدوا – ؟ لماذا كانت الحملات ” الصليبيّة ” تستهدف أول ما تستهدف مسيحيي المشرق وكنائسهم وأديرتهم ؟ هل ما يجري في سوريا اليوم ؛ إمتداد لمساعي إلغاء المسيحيّة المشرقية ، والمسيحيّة الأولى ؟ من يذكر المذبحة التي نفذت بحق مسيحيي المشرق في القدس والسلميّة …. ؟ لماذ ينكر بعض ” الإسلامويون ” الروابط العميقة جداً بين محمد ( ص ) والمسيحية والمسيحيين في بلاد الشام ومكة وأطرافها … ؟ لماذا معظم كتبنا ومخطوطاتنا موجودة في الغرب وأذنابه ؟ من المستفيد من هذا الصراع الوهمي المفتعل ؟ … والكثير الكثير من الأسئلة التي توحي بإجابات مخيفة ومرعبة تظهر حجم الإختراق الذي نعانيه على كافة الصعد ، ومن أهمها إننا تحت تأثير عملية خداع هائلة حتى في تعبدنا وصلاتنا في كنيستنا ومسجدنا !!! .
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



  عدد المشاهدات: 1071

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: