الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

كاتب بريطاني: واشنطن فشلت في حربها المزعومة على الإرهاب لأنها تعتبر من يحمل السلاح إرهابيا تارة وشخصا معتدلا تارة أخرى
March 29, 2014 11:23


كل الأخبار / لندن- سانا
أكد باتريك كوكبرون الكاتب في صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الولايات المتحدة فشلت في حربها المزعومة على الإرهاب رغم إنفاقها مليارات الدولارات وذلك بسبب تسخيرها مصطلحات الإرهاب وفقا لمصالحها حيث أنها تعتبر من يحمل السلاح ارهابيا تارة وشخصا معتدلا تارة اخرى وهو الامر الذي ينطبق على اسلوب تعاملها مع المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وقال كوكبرون إن المنظمات التي تتبع نهج تنظيم القاعدة الإرهابي أضحت قوة قاتلة وانتشرت على مساحات شاسعة في العراق وسورية وفي السنوات الثلاث الماضية فمنذ بداية العام الجاري انتشرت هذه المنظمات في الفلوجة غرب بغداد كما انتشرت في القرى والبلدات الواقعة بضواحي دمشق إلى الحدود السورية مع تركيا بما في ذلك حقول النفط شمال شرق سورية.
ولفت كوكبرون الى أنه يتم وصف الجماعات "الجهادية" المتطابقة فكريا مع تنظيم القاعدة بالمعتدلة إذا اعتبرت أفعالهم داعمة لأهداف السياسة الأميركية ففي سورية تدعم الولايات المتحدة خطة سعودية لتأسيس "جبهة جنوبية" من المسلحين مقرها الأردن تستهدف الحكومة السورية حيث سيزود نظام آل سعود مسلحي ما يسمى "لواء اليرموك" بصواريخ مضادة للطائرات ولكن العديد من أشرطة الفيديو تبين أن هذا اللواء يتعاون مع جبهة النصرة التي كانت الولايات المتحدة صنفتها على انها جماعة إرهابية ما يعني أن هذه الجبهة الإرهابية تحصل على قسم من الذخائر وستسمح واشنطن بتسلم أسلحة متطورة إلى أكثر أعدائها الدمويين.
وقال كوكبرون "إن ما يسمى "الدولة الاسلامية في العراق والشام" سيئة السمعة لقسوتها هي المؤسس الأصلي لـ جبهة النصرة في عام 2012 حيث قدمت للاخيرة المال والسلاح والمقاتلين من ذوي الخبرة غير انهما تخوضان الان حربا فيما بينهما منذ بداية العام الجاري".
وتابع كوكبرون انه "يهيمن على المعارضة المسلحة الآن جهاديون يقبلون المقاتلين الأجانب فيما بينهم كما أن لها سجلا شريرا بارتكاب مذابح ضد الأقليات في سورية ومن بينها على سبيل المثال /الجبهة الإسلامية/ وهو تحالف أنشئ حديثا من ألوية المعارضة المدعومة من تركيا وقطر والتي دخلت في قتال مع ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
ولفت الكاتب البريطاني إلى عدم مبالاة الولايات المتحدة والأوروبيين بالدعوات التي تنطلق من السعودية والتي تنشر إلى الملايين من الاشخاص عبر الفضائيات ومواقع يوتيوب وتويتر من أجل قتل الآخرين ومع هذه الدعوات استخدم تنظيم القاعدة القنابل لقتل الناس في العراق.
وكانت مجموعة من الباحثين والخبراء بقضايا الجماعات الإرهابية رأت خلال دراسة أعدوها بهذا الشأن ان القرارات السعودية المتلاحقة بخصوص الإرهاب بدءا بتجريم من يقاتل الى جانب مجموعات متطرفة خارج المملكة وصولا إلى إعلان القائمة السعودية بالمنظمات الإرهابية مجرد قرارات إعلامية تريد المملكة من خلالها الوصول الى الإعلام "لكي يلمع صورتها التكفيرية الدموية في العالم" ولذلك خرجت بهذه البيانات الرافضة للإرهاب والتطرف والغلو والتكفير واصفة البيان السعودي بأنه "إعلامي وليس عقائديا والهدف منه تلميع صورة المملكة".
وأكد كوكبرون أن تنظيم القاعدة وحركة طالبان والجماعات الجهادية الأخرى هي وليدة تحالف الولايات المتحدة مع سلطات أخرى مثل سلطات آل سعود إذ لو لم يكن هذا التحالف موجودا لما وقعت احداث الحادي عشر من ايلول ولأن الولايات المتحدة وبريطانيا رفضتا قطع العلاقات معها فإن الحركات "الجهادية نمت وازدهرت بعد هذه الأحداث".
وحذر الكاتب من أن العودة المذهلة للقاعدة وفروعها وقعت على الرغم من التوسع الهائل في أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية وميزانياتها بعد احداث الحادي عشر من أيلول حيث ان الولايات المتحدة وبريطانيا خاضتا حروبا في أفغانستان وغزتا العراق واعتمدتا على ممارسات مرتبطة بالدول البوليسية مثل السجن من دون محاكمة والترحيل والتعذيب والتجسس على الصعيد المحلي لتبرر الحكومات ذلك بذريعة شن الحرب على الإرهاب مدعية أنه لا بد من التضحية بحقوق المواطنين الفردية لتأمين السلامة للجميع.
وأكد كوكبرون انه على الرغم من هذه الإجراءات الأمنية المثيرة للجدل فان هذه الحركات أضحت اقوى موضحا ان سبب فشل ما يسمى الحرب على الإرهاب عدم استهداف "الحركة الجهادية ككل" وقبل كل شيء عدم استهداف أنظمة "تعزز الجهادية كعقيدة وحركة" مثل آل سعود حيث أن الولايات المتحدة لم تستهدفهم لأنهم كانوا حلفاء مهمين للولايات المتحدة اذ تعتبر السعودية سوقا هائلة للأسلحة الأمريكية.
ولفت الكاتب الى انه وكدليل على خطورة الوضع الحالي بدأت سلطات آل سعود في الأسابيع الأخيرة بالسعي وبشكل حثيث لمنع "المقاتلين الجهاديين الذين كان يسمح لهم سابقا بالانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة والقتال إلى جانبها في سورية من العودة إلى ديارهم" خوفا من توجيه أسلحتهم ضد هذه السلطات ما يعد انعكاسا مفاجئا للسياسة السعودية السابقة التي شجعت سرا أو يسرت توجه مسلحين سعوديين الى سورية.
وكان وكيل وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين حذر في وقت سابق من الشهر الجاري من ان الحركات الإرهابية لا تزعزع الاستقرار فقط في سورية بل ان هذه المجموعات الممولة جيدا والمجهزة تجهيزا جيدا قد تحول قريبا انتباهها إلى شن هجمات خارج سورية ولا سيما ان عشرات الاشخاص الذين اكتسبوا فكرا متطرفا حديثا والمجندين الأجانب المدربين يعودون من سورية إلى بلدانهم الأصلية.



  عدد المشاهدات: 967

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: