الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

أرادوا شيطنته… فتكرّس زعيماً
May 25, 2014 00:30

البناء / طـاهـر مـحـي الـديـن 
مال البترودولار الخليجي كلّه، وأجهزة الاستخبارت العالمية، والصحف العالمية التابعة لأعتى أجهزة الاستخبارات الغربية والأميركية والصهيونية، ومئات المحطات التي ساهمت في سفك الدم السوري،

والجرائد الورقية والصحف والصفحات الإلكترونية الإقليمية والصهيوأعرابية والصهيوأميركية والصهيوأوروبية، ومواقع التواصل الاجتماعي ومشايخ الفتنة والطائفية، ومختلف أشكال التحريض المذهبي والطائفي، وسائر إرهابيي الأرض، ومليارات الدولارات للدعم التسليحي والتقني والمعلوماتي والمسخّرة التي سخرت لشيطنة صورة الرئيس القائد بشار حافظ الأسد، ضاعت هباء منثوراً وكانت مثل زبد البحر، وتحوّل إلى زعيم قومي عروبي ورمز أكبر.
يؤكد جميع الإعلاميين والسياسين العروبيين والناصريين وحتى بعض الغربيين، ومن في بعض مواقع السلطة، وحتى التقارير الاستخبارية الغربية، على أن الرئيس بشار الأسد ليس رئيس الجهمورية العربية السورية فحسب، وإنما أضحى قائداً للمقاومة العربية وزعيماً للأمة العربية، وأن صمود الجيش العربي السوري وثباته مع حلفائه من رجال الله والدفاع الوطني والصمود الأسطوري للشعب السوري، أسقط المشاريع «الإخوانية» التكفيرية والهجمة الإمبريالية على الأمة العربية وانقلب السحر على الساحر، فكانت الضربة الكبرى، فبدلاً من أن يكرس ما أنفقوه من أموال طائلة وما سخروه من إعلام وعهر لشيطنة القائد الأسد، أضحى الأغلى في العالمين العربي والإسلامي. أضحى هذا الرجل قبلة لكل الإعلام الغربي والعالمي، وأضحت دمشق محجّاً لطالبي الغفران، وأضحى بقاؤه حاجة لدوام حياة الأمة العربية وأساساً متيناً لإعادة إحياء عزة الأمة واسترداد كرامتها المهدورة على مذابح تيجان ملوك الأعراب وخوارجهم من الإرهابيين والتكفيريين والصهيو وهّابيين ومشتقاتهم. ومثلما كانت سورية مقبرة لجميع طغاة الأرض منذ سالف العصور، فإن قدرها المحتوم اليوم والموصول بماضيها العريق المشرق هو أن تكون مقبرة لجميع إرهابيي الكون ومشغليهم. وإن انتصارها المؤكد والمحسوم وبقاء أسدها شامخاً في عرينه لا يمكن أن يجتمع مع بقاء التيجان على رؤوس المهزومين في الحرب عليه وعلى شعبه وجيشه، ولا بد لهم من الالتحاق بركب المغادرين، صاغرين مدحورين مثل أسلافهم في فرنسا وقطر ومصر وتونس وأميركا، فلذلك استشرس بعضهم جنوناً، واستمر عهراً بالإنفاق ودعم الإرهابيين على الأرض السورية على مبدأ «لم يعد هناك ما نخسره أكثر» لأن النزول عن العروش محتوم. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أرسلوا رسلهم من الكواليس الخلفية طالبين الغفران عبر وسطاء من الحلفاء، والعديد من الرسائل التي تأتي عبر الخارجية السورية عن طريق حلفاء سورية من قادة بعض الدول العربية والغربية التي توضح أن تلك الدول اتخذت مواقفها صاغرة ومكرهة نتيجة الضغوط العربية والغربية عليها، وأنها تريد أن تعود إلى سابق عهدها في العلاقات مع الدولة السورية وقائدها الرمز، وخطوط التواصل الأردني السوري الاستخباراتية التي لم تنقطع، ربما ليس حباً بسورية وإنّما إدراكاً أن التاج الهاشمي هو أكبر الخاسرين من استمرار الأزمة السورية وانهيار الدولة، ما يجعل نظامه الأكثر ضعفاً، أول المنهارين في ما لو سقطت الدولة في سورية لا سمح الله.
لعلّ أكبر الهزائم كانت الصفعة المدوية لهم في مصر، التي كانوا يسوّقون ورقتها عبر «هزازهم» بأن أرض الكنانة ورقة في جيوبهم، وأنهم يستطيعون شراءها بمالهم الملطّخ بدماء العرب والمسلمين، مع ملاحظة أن هذا المال في الحقيقة ليس مالهم ولا يحتكمون على قرش منه فثلثه في المصارف الأميركية، وثلثه الآخر لشراء السلاح الأميركي والأوروبي ليرهبوا به شعوبهم وشعوب العالمين العربي والإسلامي، والثلث الآخير لدعم الإرهاب العالمي وتمويله وشراء الذمم وتسخير الدين لخدمة المصالح الصهيونية العالمية، فنهض ناصريّو مصر وعروبيّوها وقوميّوها، مسلموها ومسيحيّوها، وأثبتوا للعربان أن أرض الكنانة ورغم القهر كلّه والفقر التي تعرّض له شعبها من الحكام التابعين العملاء للصهاينة والأعراب والإمبريالية العالمية، لم ولن تموت فيها العزة العربية والانتماء القومي، وأن جيشها لم تمت فيه عقيدة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأن المخطط الكبير لإسقاط المثلث العربي العراق سورية مصر قد أسقط، وأن محوراً جديداً يمتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق فبيروت مروراً بفلسطين العربية وتونس الخضراء وجزائر المليون شهيد وانتهاءً بقاهرة «الإخوان» هو المستقبل الذي تتطلع إليه أبناء شعوبنا العربية التي سئمت عهر حكامها.
هذه الدول التي كانت وما زالت رمزاً للتعايش والتآلف بين أبناء شعوبها، من أديان وقوميات وأعراق مختلفة ولم تستطع الحروب والغزوات كلّها أن تغير في لوحات فسيفسائها، ما زاد من حقد ونقمة العربان والغربان عليها فحشدت حشودها، وجمعت كيدها، لتحطيمها، فاستطاعت أن تؤلمها وتوجعها وتلحق بها الأذى والمرض، لكنها لم تستطع أبداً إسقاطها، وبقيت تلك الشعوب شوكة في حلوق المعتدين والحاقدين من الشراذم ورعاة الشاة والبعير وشاربي أبوالها الذين فتكت بهم الغيرة وأعمى أعينهم الحقد وقتلهم الحسد من أبناء الأهرامات وعلماء بلاد الرافدين وحكماء أرض فارس ومفكري لبنان ومثقّفيه وصناع الحضارات ومعلّمي البشرية الأحرف والقراءة وقاطني أقدم عاصمة في الكون دمشق العروبة، وأقدم مدينة في التاريخ حلب الشهباء، وأبناء أقدم أبجدية في العالم سكان تل مرديخ. وها هي اليوم تثبت أنها المجددة لنشوء العالم المتحضر وأن الأسود يمكن أن تمرض لكنها لا تموت إلاّ واقفة شامخة.
فتحية من القلب إلى أسد سورية والعروبة، ولناصريّي مصر الكنانة، وعروبيّي لبنان وقائد مقاومتها ورمز عزتها سماحة السيد حسن نصرالله، ومقاومي فلسطين الحقيقيين الذين ما زالت أصابعهم على الزناد تترصد عدو الله وعدوهم، ولحكام بغداد، ولفاتحي عصر النهوض للأمة الإسلامية في طهران وشعبها الصامد الذي أرهق العالم بتمسكه بقيادته وصبره على أنواع الحصار والضغوط التي مورست عليه لقهره وإذلاله، وأثبت أنه شعب راسخ ثابت لا يهزم، خلاق بفكره وعقيدته وإيمانه، وإلى قيصر روسيا الجديد، وزعيم كوريا الشمالية الذي أرضخ الجبروت الأميركي، وإلى العملاق الصيني، وزعماء منظومتي بريكس وشنغهاي الذين أسقطوا الأحادية القطبية الأميركية، وتحية إجلال وإكبار إلى جنود وضباط وصف ضباط وقادة الجيش العربي السوري، وإلى أرواح شهدائه ولهم الفضل الأكبر في كل ما تحقق وما زلنا نكتب ونقاوم ونعيش أغلى لحظات العزة والفخار بصمودهم وإنجازاتهم وإيمانهم بعقيدته الراسخة، عقيدة بناها القائد الخالد حافظ الأسد. وإلى الجنود الأوفياء أصحاب الفضل الأعظم أهلي وأحبتي وأخواني أبناء سورية العروبة، الذين أدركوا حقيقة المؤامرة والتفوا حول القائد والجيش، وصمدوا صموداً أسطورياً في مواجهة أقوى وأعتى وأعهر الحروب في تاريخ الإنسانية وتحملوا القهر والجوع والعطش، وقدموا أرواحهم وأبناءهم فداء للوطن، وتكاتفوا وتراحموا في ما بينهم ليبقوا صامدين ولينتصر الوطن وقائد الوطن، ووضعوا على جروحهم ملحاً وتحملوا غدر الغادرين وعقوق أبناء وطنهم وإجرامهم وصبروا وصابروا ولم ينجرّوا وراء انتماءاتهم الطائفية والعرقية، وكانت وحدة الأرض وانتصار الوطن فوق كل شيء وقبل كل شيء وبعد كل شيء.
تحية خاصة جداً إلى أهالي حلب الشهباء حلب الشهداء حلب الوفاء حلب العزة حلب الكبرياء والصمود، حلب الصامدة الشامخة كشموخ قلعتها وصمودها، تلك المدينة التي كانت والتي ستعود مصدراً للصناعة السورية، واللباس الذي دفـّأ كل السوريين، وقبلة لتجار سورية والعالم منذ أوابد الدهر. تحية من القلب إليكم يا أهالي حلب الشرفاء، فإني والله أراكم وأنتم تحتفلون «وأنتم تنـثرون الورود والرز على رؤوس جنود الله في الجيش العربي السوري» بنصر مؤزر في أم المعارك والتي سيعلن منها أسد سورية انتصار سورية، على أرضكم المباركة.
ما زلت أردد يومياً كلام الشاعر العربي بشارة الخوري:
شَهْباءُ، لَوْ كانَتِ الأَحْلامُ كَأْسَ طِلا
في راحَةِ الفَجْرِ كُنْتِ الزَّهْرَ والحبَبَا
وكان لِلَّيل أن يختار حُليته
وقد طلعتِ عليه لازدرى الشهبا
و أنصف العرب الأحرار نهضتهم
شيدوا لك في ساحاتها النصبا
لو أَلَّف المجد سفراً عن مفاخره
لراح يكتب في عنوانه حلبا




  عدد المشاهدات: 942

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: