الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

استغلال ظاهرة الإرهاب تجارة الولايات المتحدة الرابحة والمصالح معيارها الأول في التدخل
August 18, 2014 03:49

استغلال ظاهرة الإرهاب تجارة الولايات المتحدة الرابحة والمصالح معيارها الأول في التدخل

كل الأخبار / سانا
تحكم المصالح والرغبة بالاستئثار بصناعة القرار حول العالم سياسة البيت الأبيض في مواجهة الأزمات التي تتخذ أبعادا إقليمية أو دولية ومنها أزمة انتشار الإرهاب في منطقة شرق المتوسط.
وتجيد الإدارات الأمريكية استغلال ظاهرة الإرهاب التي ابتليت بها دول المنطقة وخاصة سورية والعراق لخدمة أجنداتها وسياساتها بطرق شتى منها التدخل المباشر في تأسيس وإنشاء تنظيمات ذات طابع إرهابي تحت مسميات الثورة والحرية وتقديم الدعم السري والعلني لها أو التغاضي عن مجموعات تنشأ وتنتشر دون قرار منها أو التغطية السياسية والإعلامية لها وذلك حسب الظروف والمعطيات في كل حالة.
وغالبا ما تلجأ الولايات المتحدة إلى تبرير تدخلاتها للرأي العام الداخلي والخارجي بأساليب شتى أهمها التدخل الإنساني أو حماية أقليات دينية وقومية معرضة للخطر وذلك في الأماكن التي تريد التدخل فيها وفق ما تمليه عليها مصالحها وتكون النتيجة دائما التفتت والانقسام الاجتماعي والجغرافي في الدول المستهدفة بالتدخل.
وتقول عضو معهد الدراسات السياسية في واشنطن فيليس بينيس في حديث تلفزيوني: “ليس هناك صديق للولايات المتحدة بل هناك مصالح وأغلب من ينادون بالتدخل العسكري والذهاب للحرب في حل الأزمات يعتبرون ذلك مقياسا للقوة الأمريكية”.
وتضيف بينيس مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أبعد من أن تقتصر على السيطرة على إمدادات النفط أو حماية حليفتها إسرائيل بل تكمن مصلحتها الاستراتيجية الثالثة في توسيع قوتها وتأمين الاستقرار الضروري لتتمكن من ذلك.
ورغم أن تنظيم داعش الإرهابي نشط في سورية والعراق منذ أكثر من 3 سنوات واعتمد على الترهيب لبسط سيطرته وارتكب جرائم وحشية بحق آلاف المدنيين وقام بتصويرها وتسويقها كجزء من سياسة الخوف التي يتبعها إلا أن الولايات المتحدة وبطبيعة الحال والدول المنخرطة معها في حلف الناتو التابع لها لم تتدخل بأي شكل من الأشكال لمحاصرة التنامي المتزايد لقوة التنظيم الإرهابي بل ومنعت مجلس الأمن من إدانة ما يقوم به مع غيره من التنظيمات المشابهة من جرائم وحشية لفترات طويلة.
ويقول عضو مركز بروكينغز للدراسات تشارلز ليستر: “إن إحتواء الجماعات الجهادية استراتيجية فاشلة فهم يعملون في الخفاء ويجدون دائما طريقة لهزم سياسة الاحتواء فتنظيم داعش تمكن من التوسع لدرجة كبيرة وبات يشكل خطرا حقيقيا على الأمن الإقليمي والدولي وسيأتي وقت تضطر فيه الولايات المتحدة والغرب للتدخل بشكل أكبر مما تم حتى الآن”.
ورغم أن تنظيم “داعش” الإرهابي سيطر على الموصل ثالث مدن العراق وعلى جبل سنجار وارتكب مجازر جماعية وقام بتهجير مئات الآلاف من المسيحيين والايزيديين والمعارضين له إلا أن الولايات المتحدة لم تفكر بالتدخل إلا عندما اقترب الإرهابيون من أربيل وهددوا باقتحامها.
الكاتبة بينيس اعتبرت أن الولايات المتحدة لم تتدخل في كردستان وجبل سنجار فقط لقلقها الإنساني فالسياسة الأمريكية لا تبنى على القلق الإنساني الذي هو ضروري لإقناع الرأي العام المعارض بشكل كبير لمزيد من التدخل العسكري الأمريكي بل لأهمية الاستثمارات التي قامت بها الولايات المتحدة في شمال العراق.
وهو رأي يوافقها فيه ليستر الذي قال إن الصراع في سورية والعراق يشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة والغرب في المنطقة وعلى الأمن الإقليمي ولذلك من مصلحة الولايات المتحدة إيجاد مزيد من الاستقرار في سورية والعراق.
الولايات المتحدة قررت معاقبة تنظيم “داعش” و “جبهة النصرة” في مجلس الأمن لأنهما تجاوزا الحدود التي رسمتها لهما لكنها ما زالت ترفض تصنيف تنظيمات أخرى مشابهة لـ “داعش” و “النصرة” في الايديولوجيا والسلوك مثل: “الجبهة الإسلامية” و “أحرار الشام” وغيرها لأنها ما زالت تراهن على استخدامها في حربها ضد دول وشعوب المنطقة.
وتقول الكاتبة بينيس إن فكرة تقديم الولايات المتحدة دعما محدودا بالسلاح لأولئك الذين تعتبرهم منظمات معتدلة في سورية سيؤدي فقط لقتل مزيد من الناس كما أن الأمور ستسير كذلك عندما تتدخل الولايات المتحدة مباشرة.
وتشير بينيس إلى أثر التدخل الأمريكي في ليبيا والذي وصف حينها بالمهمة المحدودة جدا وتقول نرى اليوم كارثة في ليبيا بسبب تقاتل الميليشيات فيما بينها مع انهيار تام للحكومة المركزية كما أن العراق كان كسورية دولة قوية وعندما احتلت الولايات المتحدة العراق قامت بحل الجيش ما أدى لإضعافه كما استهدفت
الجيش السوري لأجل هذه الغاية.
محللون وسياسيون يتوقعون أن تعمد الولايات المتحدة لاحقا نظرا لتاريخها الطويل في التجارة بالإرهاب إلى تصنيف من تصفهم بالتنظيمات المعتدلة في سورية بالإرهابية وتدرجهم على قوائمها لمحاربة الإرهاب وتستنفر مجلس الأمن إلى محاربتهم عندما تنتهي فترة صلاحية استخدامهم أو تستبدلهم بتنظيمات جديدة أخرى ذات أسماء ثورية ومعتدلة جديدة حسب المرحلة.



  عدد المشاهدات: 953

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: