الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

الكاتب اندرسون : الغرب بقيادة واشنطن تخلى في حربه على سورية عن المبادئ الأخلاقية
November 06, 2015 11:58

الكاتب اندرسون : الغرب بقيادة واشنطن تخلى في حربه على سورية عن المبادئ الأخلاقية

كل الأخبار / سانا

أكد الكاتب الاسترالي الدكتور تيم أندرسون استاذ العلوم السياسية في جامعة سيدني أن الغرب في حربه القذرة على سورية تخلى بقيادة الولايات المتحدة عن المبادئ الأخلاقية التي من المفترض أن يلتزم بها والقائمة على ضرورة البحث عن الأدلة الموثوقة في تحليل الأزمات لتحل محلها عادته في السعي إلى التفوق السلطوي والتدخلات الخارجية وقد تجلى هذا الضعف الأخلاقي لديه في حملة الحرب الشرسة التي شنها على سورية والتي جند لها حشودا من الإرهابيين بالتنسيق مع حلفائه في المنطقة كالسعودية وقطر وتركيا وفي اسكات أي أصوات حاولت نقل الحقيقة منذ بداية الأزمة عام 2011 وحظر عملها في وسائل الإعلام الغربية.

وفي كتابه الذي عنونه ب “الحرب القذرة على سورية” والذي حمله كاتبه رسالة الدفاع عن سورية والإسهام في كتابة التاريخ وكشف حقيقة هذه الحرب يقول أندرسون إن العقلية الغربية تقوم على مفهوم الهيمنة الامبريالية والتدخل في شؤون الآخرين المنافي للقوانين الدولية ولحقوق الإنسان.. ولتحقيق هذه الغاية عمد الغرب وأدواته من دول المنطقة منذ بداية الأزمة إلى اطلاق الحملات الدعائية واختلاق الأكاذيب زاعمين أنهم يدعمون “ثورة ديمقراطية” في سورية ولكنهم وبعد تكشف الحقائق بحيث لم تعد حجتهم هذه قابلة للتصديق لجؤوا إلى محاولة العزف على “وتر الفتنة” واختلقوا الروايات التي انهارت سريعا مع الجرائم الوحشية التي بدأت تتكشف للعموم والتي يرتكبها الإرهابيون الذين يحميهم الغرب ويدعمهم.

وتابع الكاتب.. أن الغرب لجأ بعدها إلى اختلاق حرب “شبحية” يخوضها ما يسمى “معارضون معتدلون” ضد مجموعات “متطرفة دينيا” وبالتالي هناك حاجة لتدخل خارجي لدعم “هؤلاء المعتدلين” ضد هذه التنظيمات الإرهابية التي انبثقت فجأة بشكل غامض والتي تم إبرازها على أنها الخطر الأكبر الذي يتهدد العالم وهي قصة لا بد لهوليوود أن تنسج حولها العديد من الأفلام كالعادة في السنوات المقبلة.

وأشار اندرسون في كتابه إلى أنه ومنذ بداية الأحداث عمدت وسائل إعلام الغرب وإعلام بعض الدول العربية ولا سيما قناتي الجزيرة القطرية والعربية السعودية إلى تزييف الحقائق وإلباسها أوجها متعددة فحشود المتأسلمين التي تخوض حربا بالوكالة ضد الجيش العربي السوري والتي تتلقى التمويل والأسلحة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وخصوصا السعودية وقطر وتركيا كانت توجه سلاحها إلى المدنيين تماما كما توجهه للعسكريين لتلقي بعدها باللوم على الجيش السوري وتؤلب الرأي العام ضده وضد حكومة دولة تعددية وعلمانية.

ولفت إلى أنه وعلى الرغم من الخلافات بين هذه التنظيمات ورعاتها والتي تبرز بين فترة وأخرى إلا أن الجانبين يشتركان في هدف واحد هو تقويض الأنظمة الوطنية والعلمانية في الشرق الأوسط إلا أنهم في سورية اصطدموا بجيش وطني منضبط لم ينقسم كما كان مخططا له إلى خطوط طائفية على الرغم من جميع الاستفزازات والخطط التي تعرض لها.. وفيما الغرب كان يسوق المزاعم ضد الجيش العربي السوري كان السوريون في الداخل يشهدون بشكل يومي هجمات إرهابية على البلدات والمدن والمدارس والمستشفيات ومجازر يرتكبها الإرهابيون المدعومون من الناتو يقابلها هجمات معاكسة من الجيش على إرهابيين تم تجنيدهم في العشرات من الدول على يد السعوديين والقطريين لينضموا إلى المرتزقة الموجودين في البلاد.

وتابع الكاتب.. إن الجيش السوري الذي كان حازما مع الإرهابيين كان في الوقت نفسه يحمي مواطني بلده من جرائم التنظيمات الإرهابية التي مارست وحشيتها على الجميع.

وقال اندرسون.. إن دول الغرب وحلفاءها في المنطقة وفي مسعى منهم لإنهاء اللعبة لصالحهم وتحقيق غايتهم في التخلص من محور المقاومة في وجه كيان الاحتلال الإسرائيلي والمتمثل في “سورية وحزب الله وإيران” عملوا على إسقاط الدولة في سورية.. وأن هزيمة هذه الحرب القذرة ضد سورية تعني تمكن دول المنطقة من توحيد صفوفها في وجه هيمنة القوى الكبرى وأن انتصار سورية ونجاحها في مقاومة الخطط المرسومة لها سيعني بداية النهاية لمفهوم واشنطن “للشرق الأوسط الجديد” وخطتها في السيطرة على المنطقة بأكملها.

وتحدث الكاتب في الفصل الثاني من كتابه الذي حمل عنوان “سورية والشرق الأوسط الجديد لواشنطن” عن العلاقة التآمرية القديمة بين الولايات المتحدة وعائلة آل سعود التي كانت منذ فترة الخمسينيات ولا تزال حتى الآن شريكة واشنطن الرئيسية في تشكيل وتطوير الإرهاب المنظم واستخدامه كأداة لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفرض الهيمنة الأمريكية عليها.

وتابع.. إنه ومع تمكن الجيش الوطني في سورية من إحباط الهجوم الإرهابي تلو الآخر المدعوم من الولايات المتحدة والأنظمة الملكية الخليجية ومع إصرار روسيا وإيران على دعم سورية وتمكنها من إقامة أشكال من التعاون مع العراق تم ضرب الخطط الأميركية التي تواصلت لسنوات لتفريق العراق وإيران وسورية ولبنان وفلسطين ما شكل تحديا كبيرا لأكبر لعبة دولية في عصرنا الحالي فالشرق الأوسط لم يعد مجرد ملعب خلفي لدولة عظمى.

وأكد اندرسون أن الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين وهم السعودية واسرائيل وتركيا وقطر والأردن يقفون منذ البداية وراء المجموعات المتطرفة المناهضة للحكومة السورية وقد استخدموا اسوأ القوى “الرجعية والطائفية” لتحقيق غاياتهم ويمكننا رد هذه العدائية تجاه سورية إلى الدور المركزي الذي لعبته في الحروب العربية ضد اسرائيل ولا سيما عامي 1967 و1973 ومن ثم دعمها الثورة الإيرانية.. ومنذ عام 1980 تحاول دول الغرب إسقاط الدولة السورية وذلك وفق مراسلات بين مجلس الأمن القومي الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي حينها زبيغنيو بيرجينسكي إذ لم يكن محض مصادفة حينها شروع الإخوان المسلمين في سورية بشن هجمات إرهابية في البلاد.

وأشار الكاتب إلى أن الخطة تواصلت عام 2001 بعد استهداف برجي التجارة العالميين في نيويورك واطلاق الرئيس الأمريكي حينها جورج بوش الابن “حربه على الإرهاب” فقد كانت هناك خطة أمريكية شاملة للمنطقة تسير بسرعة كبيرة بدأت بغزو العراق عام 2002 لتأتي مذكرة من مكتب وزير الدفاع الأمريكي تقول “سوف نتخلص من سبع دول خلال خمس سنوات” وتبدأ القائمة بالعراق فسورية وتنتهي بإيران وفق الجنرال الأمريكي السابق ويسلي كلارك.

وينقل الكاتب عن وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما قوله إن مسؤولين بريطانيين أبلغوه قبل عامين من بداية الأزمة في سورية أنهم يعدون شيئا لهذا البلد وطلبوا إليه الانضمام إلى هذه الخطط إلا أنه رفض ذلك.

وقال اندرسون.. “غير أن الولايات المتحدة الخبيرة في تنظيم الحروب القذرة والمستترة في أميركا اللاتينية وافريقيا والشرق الأوسط كانت عازمة على تنفيذ خطتها القائمة على أن هزيمة العدو دون قتاله بشكل مباشر هي قمة البراعة والحرفية”.

وتحدث الكاتب عن فيض متواصل من “الجرائم المروعة” التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية وحاول الغرب الصاقها بالجيش والحكومة في سورية من قبيل استخدام للأسلحة الكيميائية وأحاديث عن قتل أطفال انتشرت في وسائل الإعلام الغربية ولكن إذا تتبعنا الحقائق نرى “أننا خدعنا بشكل كامل” وعندما قدم نظام قطر الذي استثمر مليارات الدولارات على الهجمات الإرهابية في سورية شاهدا “مجهولا مأجورا” وهو يلقي بالمسؤولية في جرائم القتل على الجيش السوري مبرزا صورا لأعداد كبيرة من الجثث المشوهة كان لا بد من الانتباه إلى الحقيقة الواضحة وهي أن هذه الأدلة غير موثوقة ولا يعول عليها ولا سيما أنها ظهرت مباشرة قبيل مؤتمر جنيف كما أن أولئك الذين مولوا وسلحوا “التنظيمات
المتطرفة” وقتلوا مئات الآلاف من الأشخاص خلال الأعوام الأخيرة في العراق وأفغانستان وسورية لن تنقصهم بالطبع صور الجثث المشوهة إضافة إلى حقيقة أن مصدر الروايات حول “القتلى المدنيين” كان يأتي دائما من التنظيمات المتطرفة نفسها أو من “ناشطين” يعملون لحسابها لتسارع وسائل إعلام الغرب إلى تضخيمها بمشاركة منظمات حقوق إنسان مدنية تعمل بما يتفق ومصالح السياسات الخارجية للحكومات الغربية.

واستعرض اندرسون في كتابه تطور الأزمة في سورية وبداية خروج المظاهرات التي كانت تصور على أنها سلمية عام 2011 مفندا هذه المزاعم والروايات الكاذبة ونقل عن الأب الراحل فرانز فان دير لوغت قوله في كانون الثاني من عام 2012 متحدثا عن مظاهرات درعا “لقد رأيت منذ البداية متظاهرين مسلحين كانوا يطلقون النار على قوات الأمن” فيما يقول البروفسور جيريمي سألت أن “الزعم أن المعارضة المسلحة بدأت مؤخرا هو كذبة كبيرة فقتل الجنود ورجال الشرطة والمدنيين في أكثر الظروف وحشية ظهر منذ بداية الأزمة” وقد كانت الأسلحة تتدفق من السعودية إلى المسجد العمري في درعا حتى قبل بداية الأزمة باعتراف المسؤول السعودي “أنور العشقي”.

وفي توثيقه للأحداث أشار الكاتب إلى امتداد الأحداث إلى حمص وبانياس بمساعدة “متطرفين” قادمين من لبنان لتسجل في العاشر من نيسان استشهاد تسعة جنود في كمين نصبه الإرهابيون في بانياس ولتتواصل جرائم الإرهابيين في درعا وحمص وغيرها من المدن السورية وتنبري قناة الجزيرة المدعومة من نظام ال ثاني في قطر للعب دور خطير في تشويه الحقائق واختلاق الأكاذيب لتشويه صورة الجيش والحكومة السورية.

ولفت اندرسون إلى أن المشكلة الكبرى التي واجهت التقارير والروايات المفبركة لوسائل الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي والتي كانت تحاول تشويه صورة الحكومة السورية هي الشعبية الكبيرة للرئيس بشار الأسد داخل سورية ورغم كل المشكلات التي كانت تقلق المواطن السوري غير أن ذلك لم يستطع التأثير على الشعبية والمحبة الحقيقية للرئيس الأسد بين المواطنين السوريين وحتى “ألد أعدائه لا يستطيعون نكران هذه الحقيقة”.

وقال الكاتب.. “لقد تبدى الدعم الشعبي الواسع للرئيس الأسد منذ الأيام الأولى للأزمة مع خروج المسيرات الحاشدة المؤيدة له” ويقول الكاتب البريطاني روبرت فيسك في أحد مقالاته.. “مسيرة أخرى مؤيدة للرئيس تحتشد في ساحة الأمويين دون الحاجة لنقل الناس بالشاحنات على الطريقة الصدامية فهناك النساء والرجال والأطفال.. فهل أرغمهم أحد على المجيء.. لا اعتقد ذلك”.

وأشار الكاتب إلى أن مشكلة أخرى تواجه المحور المعادي لسورية وهي أن هذه الاتهامات آنفة الذكر ستوجه بالضرورة إلى الجيش العربي السوري الذي يتمتع بشعبية منقطعة النظير بين السوريين وغالبية الأشخاص المهجرين من منازلهم لم يفروا خارج سورية وإنما انتقلوا إلى مناطق يحميها الجيش “وفي دمشق لا تلمح أي مظهر خوف لدى المواطنين لدى مرورهم عبر حواجز الجيش التي أقيمت في غالبية المناطق لحماية السكان من السيارات المفخخة من قبل إرهابيين فالعامل الأساسي لصمود سورية كدولة هو التماسك والتفاني اللذان يتحلى بهما الجيش وشعبيته الكبيرة”.

وتحدث الكاتب عن ثقافة الإجرام وقطع الرؤوس التي يمارسها الإرهابيون ورد هذه الظاهرة إلى مصدرين رئيسيين أولهما الوهابية وأساسها شبكة من الأنظمة الملكية في الخليج تترأسها المملكة السعودية وثانيهما جماعة الإخوان المسلمين المعروفتين على مدى التاريخ بالتآمر مع القوى الكبرى ضد المنافسين المحليين حيث تدعم السعودية الوهابيين في سورية وجبهة النصرة وتنظيم داعش والجبهة الإسلامية وجميعها ترتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي فيما تدعم قطر ما يسمى ب الجيش الحر المرتبط ب الإخوان المسلمين بالأموال والسلاح.

وأضاف.. إن الأفكار المتطرفة التي تكفر كافة الأديان الأخرى وتأمر بقتل المعتقدين بها ارتبطت بثقافة الإخوان المسلمين في سورية منذ نهاية السبعينيات على الأقل وقد رعت السعودية وشجعت هذه الأفكار التكفيرية منذ بداية الأحداث في سورية.

ولفت الكاتب إلى أن انبثاق التنظيمات المتطرفة التي تدعو إلى ما يسمى “الجهاد” وإقامة “دولة خلافة” كذب الرواية الأميركية حول “أغلبية ساحقة من العلمانيين في صفوف المعارضين في سورية” لتأتي الظاهرة المميزة للأزمة في سورية وهي انخراط كم ضخم من “الإرهابيين” الأجانب في الحرب ضد سورية ولا سيما منذ عام 2012 وما بعده صدرتهم مجموعة من الدول كالسعودية وليبيا وتونس واليمن والشيشان وباكستان وأجزاء مختلفة من أوروبا وبات هؤلاء قادرين على شن الهجمات الإرهابية المتواصلة في سورية نظرا لأعدادهم الضخمة وتلقيهم الأموال من قطر والسعودية والتدريب في الأردن وتركيا.

وأشار الكاتب إلى أنه في خضم كل هذا كانت دول الغرب ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقدم المال والسلاح والتدريب لهؤلاء “الإرهابيين” فيما لم تأل جهدا منذ البداية لعزل سورية دبلوماسيا ومحاولة تقديم بدائل للحكومة السورية من ممثلين غير شرعيين وغير منتخبين لإبرازهم للعالم كمتحدث باسم الشعب السوري.

وأشار اندرسون إلى أنه حتى التحالف الضخم الذي شكلته واشنطن منتصف العام الماضي بهدف القضاء على تنظيم داعش الإرهابي سرعان ما اتضحت عدم فاعليته جراء عدم جدية واشنطن في ضربه سواء في سورية أو العراق وينقل الكاتب عن محلل أميركي قوله “إنه وفيما يحظر على داعش التمدد باتجاه المجموعات المسلحة الموالية لواشنطن دون تدخل التحالف الأميركي لضربهم فإن لعناصر التنظيم المتطرفة مطلق الحرية في التمدد نحو مناطق الجيش السوري كدير الزور مثلا أو تدمر تحت أنظار طائرات التحالف وذلك دون أن تحاول أي منها قصف أرتال آلياتهم وسياراتهم الواضحة للعيان أو حتى إبلاغ الجيش السوري بالخطر القادم”.

وقال الكاتب.. “إن دول الغرب لم توفر وسيلة لتنفيذ وإحكام خطتها مستخدمة وسائل إعلام كبرى وصحفا ومحطات أميركية وبريطانية بارزة تدعي التحرر والاستقلالية كنيويورك تايمز والغارديان و بي بي سي ومجموعات مدنية دولية لحقوق الإنسان كمنظمتي هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية لتحقيق غايتها.

وأكد الكاتب أن وسائل الإعلام الغربية والعربية وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية عملت على محاولة إضفاء سمة إنسانية على الإرهابيين الذين يواجهون الدولة السورية فقد تم على سبيل المثال توجيه تعليمات إلى فرع قناة الجزيرة الناطق بالانكليزية من قبل المنتج التنفيذي فيها كيلي جاريت بأنه في حال الحديث عن مجموعات إرهابية معروفة ك جبهة النصرة في تقارير المحطة ألا يتم تعريفها كفرع لتنظيم القاعدة الإرهابي وأن يتم تصويرها للمشاهدين كجزء من تحالف “لمجموعات معارضة” للحكومة السورية.

ولفت الكاتب إلى أن الدعاية التي روجت لكون “المجموعات المتطرفة تضم مقاتلين مدافعين عن الحرية” جعل العديد من صحفيي الغرب يتسللون إلى سورية بشكل غير قانوني بحثا عن قصص إخبارية ضاربة ليجدوا أنفسهم وقد سقطوا رهائن في أيدي هذه التنظيمات المتطرفة مشيرا إلى قصة خمسة صحفيين من “ان بي سي” يقودهم الصحفي ريتشارد انجل الذين احتجزتهم مجموعات تابعة لما يسمى الجيش الحر عام 2012 ليعمدوا بعد إطلاق سراحهم إلى اتهام مؤيدين للحكومة السورية باختطافهم غير أن تقريرا أجرته صحيفة نيويورك تايمز بعد سنوات نقلا عن شهود كانوا هناك كشف كذب صحفيي “ان بي سي”.

وأورد اندرسون العديد من القصص التي تخلت فيها وسائل الإعلام الغربي عن شرفها المهني لتلفق الأكاذيب ضد الجيش السوري في جرائم مروعة ارتكبتها التنظيمات الإرهابية التي تنتمي إلى ما يسمى “المعارضة المعتدلة” المدعومة من الخارج وتصور العمليات التي يقوم بها الجيش السوري على مواقع هذه التنظيمات والقتلى في صفوفها على أنهم “قتلى مدنيون” محاولة الزعم بأن الجيش يرتكب أعمالا لا إنسانية ومتغافلة عن حقيقة أنه يدافع عن بلده وشعبه ضد الإرهاب.

وأفرد الكاتب فصلا كاملا من كتابه للمجزرة التي ارتكبها الإرهابيون في بلدة الحولة غرب مدينة حمص في 25 أيار من عام 2012 قبل يوم فقط من جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سورية وكان الهدف منها توجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة السورية وإثارة الرأي العام العالمي ضدها واستجرار تدخل عسكري بتفويض من الأمم المتحدة ضد سورية حيث سارعت حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى لوم الحكومة السورية والادعاء بأن الضحايا الذين فاق عددهم المئة قضوا في قصف الجيش السوري للبلدة غير أن الصور التي وزعت للضحايا وغالبيتهم من الأطفال والنساء أظهرت أن الإرهابيين القتلة هم الذين اقتحموا البلدة بأعداد تتراوح بين 600 و800 إرهابي واستخدموا السكاكين لذبح الضحايا أو اطلقوا النيران عليهم من مسافة قريبة.

وذكر الكاتب أن الصحفي الألماني رينر هيرمان أجرى بعد أيام من المجزرة الإرهابية مقابلات مع شهود من البلدة و شخصيات معارضة ترفض العنف أكدوا فيها أن إرهابيين مما يدعى كتيبة الفاروق بقيادة الإرهابيين عبد الرزاق طلاس ويحيى يوسف هاجموا في ثلاث مجموعات قادمة من الرستن وكفرلاها و عقربا نقاط التفتيش العسكرية حول تل دو وهاجموا المشفى وقتلوا المرضى ومن ثم اقتحموا منازل محددة وقتلوا أهلها.

ولفت اندرسون إلى أن الحرب القذرة على سورية تضمنت العديد من الفضائح المتكررة لفبركات وأكاذيب صاغها الغرب وأدواته لاختلاق ذريعة لتدخل أكبر ضد الحكومة السورية ولعل أخطرها وأكثرها خزيا هو الهجوم بأسلحة كيميائية الذي استهدف الغوطة الشرقية في شهر آب من عام 2013 وفي الحقيقة فإن جميع الأدلة المستقلة حول هذه الحادثة ومن ضمنها أدلة أميركية وأخرى للأمم المتحدة أثبتت أن الاتهامات التي وجهت للحكومة السورية مزيفة.

وأشار الكاتب إلى أن كارلا ديل بونتي محققة الأمم المتحدة أكدت في تقرير لها أن لديها شهادات من ضحايا تؤكد استخدام الإرهابيين غاز السارين ومن ثم في أيار ظهرت تقارير بشأن مصادرة قوات الأمن التركي كمية من هذا الغاز لدى مداهمتها منازل لعناصر من جبهة النصرة الإرهابي وفي تموز أعلنت روسيا عن امتلاكها أدلة على تصنيع “المسلحين” في سورية لغاز السارين.

وفي فصل من كتابه خصصه للحديث عن علاقة واشنطن بالإرهاب وتنظيم داعش الإرهابي قال اندرسون.. “إن قلائل فقط في الشرق الأوسط من يشكون بأن الولايات المتحدة تلعب لعبة مزدوجة مستخدمة مسلحين بالوكالة لخوض الحرب عنها في سورية”.

وتابع الكاتب.. إن الولايات المتحدة حاولت الترويج لأسطورتين في تعاملها مع الإرهاب في الشرق الأوسط أولهما الادعاء بأن دخولها العام الماضي في حملة ضد الإرهاب في سورية والعراق هدفه حماية شعبي هذين البلدين وفي الوقت نفسه حاولت تثبيت أسطورة أخرى في الأذهان وهي فكرة وجود اختلاف كامل بين ما يسمى ب “المعارضين المعتدلين” الذين تمولهم وتدربهم وتسلحهم وبين الإرهابيين المتطرفين الذين تقاتلهم.

وقال الكاتب.. “غير أن حقيقة الأمر تتمثل بأن المجموعات المتطرفة في المنطقة جاءت كردة فعل على التدخلات الأميركية المتكررة في الشرق الأوسط فممارسات واشنطن في المنطقة خلقت نفورا واستياء لدى شعوبها وهو ما يستتبع النتيجة التي يحاول الغرب إخفاءها وهي أن واشنطن وحلفاءها خلقوا بشكل مباشر المجموعات المتطرفة”.

وأضاف.. “وقد تكون أكثر التصريحات إقناعا بشأن تآمر الولايات المتحدة مع العدو الإرهابي هي اعترافات العديد من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى وعلى رأسهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وقائد القوات الأميركية مارتن ديمبسي والسيناتور الديمقراطي ليندزي غراهام بأن حلفاءهم الرئيسيين في المنطقة قدموا الأموال إلى تنظيم داعش في سعيهم لإسقاط الدولة السورية ويؤكد بايدن أن أنظمة السعودية وقطر وتركيا والإمارات ضخت مئات الملايين من الدولارات وعشرات الآلاف من أطنان الأسلحة لتنظيمات متطرفة منها جبهة النصرة وتنظيم القاعدة وداعش نفسه”.

ولفت الكاتب إلى وجود روابط وتقاطعات كثيرة مشتركة بين من تسميهم واشنطن ب “المعارضين المعتدلين” وبين من تدعوهم بالإرهابيين ويبدو التعاون واضحا بين “معتدلي واشنطن وجبهة النصرة” في درعا جنوب سورية وحمص وإدلب وعلى الحدود مع لبنان وعلى طول الحدود مع تركيا وحول وداخل حلب وقد كان انضمام نحو ألف إرهابي بأسلحتهم مما يدعى ب لواء داوود إلى تنظيم داعش الإرهابي في الرقة في تموز من عام 2014 وانضمام مسلحين مما يسمى ب الجبهة السورية المدعومة من واشنطن إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في تشرين الثاني مدعاة سخرية للمحاولات الأميركية لوضع خطوط مزيفة بين “معتدلين ومتشددين إرهابيين”.

وبين الكاتب أن تقارير لمواقع الكترونية كشفت العلاقة الخفية بين طائرات التحالف التي من المفترض أن تقصف داعش وبين هذا التنظيم الإرهابي إذ نقل أحد المواقع عن رئيس المجلس الإقليمي لمحافظة الأنبار العراقية خلف طرموز قوله إن “طائرات أميركية زودت إرهابيي داعش في محافظة صلاح الدين بالسلاح والذخيرة في شباط الماضي وفي الشهر نفسه أعلن الحشد الشعبي العراقي عن إسقاط مروحية أميركية كانت تنقل الإسلحة إلى داعش في منطقة البغدادي بمحافظة الأنبار”.

وأوضح الكاتب أنه في سورية وقبل بدء الغارات الجوية الروسية كان الجيش العربي السوري هو القوة الوحيدة والكبرى التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي وكانت كل الأدلة تشير إلى عدم وجود رغبة لدى طائرات التحالف الأميركي بضرب التنظيم المتطرف ويعود ذلك إلى حقيقة أن داعش لا يزال يمثل أداة مهمة بيد واشنطن ضد الحكومة السورية وهو ما يفسر كذلك الرفض الأميركي للتنسيق مع الجيش العربي السوري في قتال داعش.

وفي الفصل الأخير من كتابه والذي عنونه ب “نحو شرق أوسط مستقل” أكد اندرسون أن خطط الولايات المتحدة للمنطقة اصطدمت بصخرة صامدة تدعى سورية.. وقال.. “وعلى الرغم من تواصل نزيف الدماء نتيجة الإرهاب الذي يضرب سورية والضغوط الاقتصادية الكبيرة التي تمارس عليها غير أنها تمضي بثبات نحو النصر العسكري والاستراتيجي الذي يعتمد بقوة على الشعبية الساحقة للجيش الوطني في سورية ما سيفشل المساعي الأميركية في تغيير الأنظمة و تقسيم البلاد ويعيد بقوة إحياء محور المقاومة المكون من سورية وإيران وفلسطين وحزب الله والذي اجتذب الآن العراق أيضا إلى صفوفه”.

نزهة القوزي 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: