كل الأخبار / بيروت- سانا

أكد الكاتب اللبناني المختص بالشؤون التركية محمد نور الدين أن العلاقة القائمة بين نظام رجب أردوغان وتنظيم “داعش” الإرهابي قديمة وتعود إلى بدايات ظهور هذا التنظيم في سورية مطلع العام 2014 .

وقال الكاتب في مقال بصحيفة السفير اللبنانية اليوم “إن علاقة حزب العدالة والتنمية بتنظيم /داعش/ هي أولا علاقة فكرية عبر الكثير من المفاهيم المشتركة وهو الأمر الذي وفر لهذا التنظيم بيئة حاضنة في المجتمع التركي وحماية لكل مظاهر نشاطه في تركيا فله مكاتب معروفة في اسطنبول وأنقرة لتجنيد الشبان واستقبال القادمين إلى تركيا ومنها إلى سورية فيما بويع المدعو /أبو بكر البغدادي/ متزعم /داعش/ في تركيا علنا في صلاة عيد الفطر في إحدى ضواحي اسطنبول العام الماضي”.

وأشار الكاتب إلى أن الخط المفتوح من آدي يمان إلى حلب والذي يسلكه الإرهابيون من تركيا إلى سورية يعرفه القاصي والداني وليس أبلغ على هذا الارتباط العضوي من أن السلطات التركية تملك أسماء وصور العشرات من الانتحاريين المحتملين ومعظمهم مقيم في آدي يمان وغازي عنتاب وبعضهم فجر نفسه في سروج وفي أنقرة من دون أن تحرك السلطات القضائية ساكنا أو تعترف في التحقيقات بهذه الحقيقة.

ولفت الكاتب إلى أن من الأبعاد الأخرى للعلاقة بين الطرفين أن نظام أردوغان يريد تبرير لجوئه إلى التنظيمات الأكثر تطرفا لتحقيق ما عجز عنه مع التنظيمات السابقة مثل “الجيش الحر” لإسقاط سورية فلم يجد سوى الهروب إلى التنظيمات التكفيرية أداة لإنجاح مشاريعه التي غرقت في المستنقع السوري.

وأضاف الكاتب إن إمدادات الأسلحة التركية إلى “داعش وجبهة النصرة” وكل التنظيمات الأخرى مثبتة بالصوت والصورة وكانت استراتيجية أردوغان التعمية أولا ومن ثم النفي ومن ثم تحدي إثبات ذلك وحين يتم إثبات ذلك كان الاعتقال مصير من يقدم الدليل واتهامه بالخيانة وإفشاء أسرار الدولة وليس من دليل أبلغ من اعتقال رئيس تحرير صحيفة جمهورييت جان دوندار وزميله أرديم غول قبل أسبوع لأنه نشر في أيار الماضي فيلما مصورا للشاحنات التي كانت تنقل أسلحة إلى مسلحي “داعش والنصرة” وكان نظام أردوغان يقول إنها مواد غذائية.

وأوضح نور الدين أن التواطؤ التركي مع “داعش” بدا في أكثر من مناسبة أبرزها إطلاق سراح رهائن القنصلية التركية في الموصل ال49 بعد شهرين على اعتقالهم من دون أن يمسوا بأي أذى وبعدما أمضوا فترة اعتقال بخمس نجوم على حد اعترافاتهم في وقت كان “داعش” يعمل الذبح وقطع الرؤوس في كل أسراه ورهائنه كما يتساءل المرء عن السبب الذي يجعل التنظيم لا يرد على إعلان تركيا الحرب عليه في تموز الماضي والقيام بغارات ضده.

وأشار الكاتب إلى أن الصور التي عرضتها روسيا لقوافل الصهاريج المحملة بالنفط من “داعش” إلى تركيا ليست سوى تأكيد للمؤكد حيث اعترف الأميركيون بذلك كما أن محاضر لجنة التحقيق في النفط المهرب من سورية إلى تركيا في البرلمان التركي تؤكد على تهريب النفط من “داعش” وبيعه في تركيا مؤكدا أن “نظام أردوغان أظهر ولا سيما بعد إسقاط الطائرة الروسية ارتماء شديدا في حضن حلف شمال الأطلسي ليظهر بعيدا عن هذيانات العثمانية الجديدة وتهويمات الهيمنة الفارغة انه من دون الغرب وحلف شمال الأطلسي لا يساوي شيئا بل مجرد أداة ونظام وظيفي لا يبقى منه ومن /إسلامه المعتدل/ سوى أطلسيته”.