الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

معركة حلب.. هل يكون الفصل لسورية وحلفائها أم لواشنطن وشياطينها؟؟
June 12, 2013 11:17


معركة حلب.. هل يكون الفصل لسورية وحلفائها أم لواشنطن وشياطينها؟؟
كل الأخبار - الديار اللبنانية :
يبدو أن الأيام والساعات القادمة ستكون مليئة بأحداث من حلب وعنوانها الأساسي معركة حلب الفاصلة.
فبعد معركة القصير وسيطرة الجيش السوري ومقاتلين من حزب الله على منطقة القصير وقراها رفع ذلك من عزيمة الجيش السوري واتخذ قراراً بالسيطرة على حلب.
ويشترك في العملية طوافات وطائرات حربية ودبابات ومدفعية ميدان وراجمات ويقدر عدد القوة العسكرية للجيش السوري التي ستنفذ عملية حلب بحوالي 60-70 ألف جندي حيث إن عدد سكان حلب هو بين أربعة إلى خمسة مليون نسمة مع ريفها. والطيران السوري سبق الزحف نحو حلب وحلّق فوقها على ارتفاعات منخفضة وقام بتصوير مراكزها. أما الطوافات فتقوم بدوريات على الطرق التي تربط ريف حلب بحلب إضافة إلى الطرق العامة التي تصل إلى حلب.
وتتوجه حوالي 300 دبابة و400 مدفع ميدان و200 راجمة صواريخ نحو حلب التي ستدخل في المعركة وفق ناطق عسكري سوري خلال الساعات أو الأيام القادمة لكن الناطق العسكري السوري أردف قائلا المعركة ستحصل إنما بعد ساعات أو بعد أيام لكنها ستحصل حتماً. وحلب ستعود إلى الشرعية للدولة السورية ولن تبقى ملاذاً للتكفيريين.
في هذا الوقت بدأ جزء من العملية يظهر وهو إنزال مظليين من الجيش السوري بواسطة طوافات في ريف حلب، ويبدو أن الطائرات نقلت حوالي 3000 عنصر إلى ريف حلب حيث قاموا بقطع الطرقات بين الريف والمدينة.
وبدأت الدبابات تنتشر لتقصف أحياء ينطلق منها رصاص رشاشات متوسطة باتجاه القوى الحكومية لكنه لم يسجل بعد أي معركة فاصلة حتى الساعة السادسة مساء من يوم الاثنين 10 حزيران 2013. إنما الليل والصباح سيبدأ بجو من الاقتراب أكثر وأكثر من المعركة.
وعلى ما يبدو فإن المعركة حتمية وإذا ربح الجيش السوري وسيطر على حلب يكون قد استعاض جزءا هاما من الأرض السورية وجزءا هاما من معنويات جيشه وانهزام المعارضة امامه.
ومن هذا المنطلق، فان تركيا تنظر الى معركة حلب نظرة باهتمام كبير، وتتابع المخابرات التركية الوضع في حلب ولديها عناصر داخل المدينة تعطيها بالإرسال مع الشيفرة معلومات عما يحصل في حلب. كذلك تجمع أكثرية الأصوليين والتكفيريين وعناصر القاعدة في حلب لاعتبار أن شوارعها الداخلية ضيّقة ولا تستطيع الدبابات الدخول، وبالتالي ستجري معركة عنيفة في هذه المنطقة.
اما أوروبا وواشنطن فينظران الى ان حلب اذا صمدت في وجه الجيش السوري واستطاعت منعه من السيطرة عليها، فان التسوية السلمية ستكون لصالح المعارضة.
اما من ناحية موسكو، فقدمت الخبراء وقدمت كل الدعم للجيش السوري من اجل ان يربح المعركة، لكنها لم ترسل اسلحة هجومية جديدة بل ارسلت خبراء للمشاركة في الاعداد للمعركة واعطاء نصائح، فيما يشترك مع الجنود السوريون الـ 60 الف، عناصر من الجيش الشعبي، يقدّر عددهم بـ 150 الف، لكنهم غير مدرّبين وجاهزة لمعركة من هذا النوع، وكثيرين منهم مسجلون على لوائح الجيش الشعبي دون تدريب.
وفي حلب في المناطق الضيقة الشرقية، يوجد حوالي 300 ألف شيعي في المدينة من اصل 4 ملايين من سكان حلب. ويوجد فيها حوالي 150 الف علوي، هم ضمن المدينة اقاموا حواجز وسواتر لمناطقهم كي لا يدخلها عناصر القاعدة والتكفيريون.
وقد بدأت المعركة تقريباً بهجوم من التكفيريين على المنطقة العلوية وعلى مناطق الشيعة الفقيرة في حلب. لكنهم يقاومون وينتظرون ان تبدأ المعركة الكبرى.
روسيا تريد ان تربح سوريا معركة حلب، وتركيا التي كانت فتحت حدودها في الماضي للجيش السوري الحر والمعارضة تجد احراجا كبيرا الان في ظل الحوادث الداخلية التركية، في فتح الحدود لدخول معارضين سوريين الى الاراضي السورية والقتال فيها. لكن لا شك ان معركة حلب هي المعركة الدولية بين واشنطن وموسكو بين ايران والسعودية، بين النظام في سورية والقوى التكفيرية وعناصر القاعدة، وخاصة تنظيم الاخوان المسلمين الذي جمع كوادره وعناصره في حلب معتبراً انه بدلا من معركة 1981 التي جرت في حماة بين الجيش السوري والاخوان المسلمين وانتصر الجيش السوري عليهم فان حلب يريدونها ان يغرق الجيش السوري فيها وان يتم استنزافه طوال شهر او شهرين، وعندها اذا استطاع المقاتلون المعارضون والتكفيريون البقاء شهرين ومنع الجيش السوري من الدخول الى حلب فان هذا يعتبر انتصارا للاخوان المسلمين.
اما الجالية الارمنية في حلب، فهي تعدّ حوالي 200 الف نسمة، وكلها مسلحة وتحمي احياءها، ومعركة حلب هي معركة فاصلة بين التعددية الدينية والفكرية وبين السلفية التي تريد العودة الى زمن ابن تيمية والى زمن ان كل من يخالف السنّة بأي رأي هو كافر ودمه حلال.
عند الساعة الثامنة تقريبا، كانت الوحدات السورية تتجه الى حلب، والطائرات الحربية تحلّق والهليكوبتر ايضا تحلّق، وبدا ان نوع من منع التجوّل جرى فرضه على منطقة حلب من خلال الطوافات التي اطلقت صواريخ على الطرقات وعطّلتها، وعطلت حركة المرور.
كذلك تعطلت الكهرباء في حلب، كما بدأت جماعة في حلب من التكفيريين باحراق منازل تابعة لسنّة مع النظام، هم من الاثرياء تركوا منازلهم وسافروا الى الخارج، او يسرقون المفروشات ويأخذونها الى منازلهم.
معركة حلب ستكون عنيفة جداً، وفيها سيظهر مدى العنصر التركي ودخوله على الخط، فتركيا التي تعتبر ان حلب اقرب لها لا تريد ان يسيطر النظام على حلب، وفي ذات الوقت، فإن روسيا حذرت تركيا ودول اخرى من دعم المسلحين، وعلى هذا الاساس قرر الكونغرس الاميركي ان يعقد جلسة هذا الاسبوع ليأخذ قراره الفاصل بتسليح المعارضة السورية او عدم تسليحها، واذا قرر تسليحها كيف سيتم تسليم السلاح. مع العلم ان اكثرية المتسلمين لخطوط المال والسلاح هم ضباط سنّة متقاعدون من الجيش ويوالون تيار المستقبل، كما يرأس اللجنة السياسية الامنية النائب عقاب صقر من قبل الرئيس سعد الحريري، وعملياً من قبل الأمن الوطني السعودي.
الموقف صعب على الجيش السوري، وبدايته أسهل من نهايته، وعلى هذا الاساس فان الجيش السوري سيستطيع اخذ المداخل الرئيسية لحلب انما بعدها سيبدأ القتال حتى بالسلاح الابيض لان الدبابات والآليات لا تستطيع الدخول الى شوارع حلب الداخلية.
في المقابل، امتنعت الدول العربية عن التدخل في معركة حلب، وطالب "الائتلاف الوطني السوري" اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث معركة حلب، واعتبر ان مجزرة ستحصل هناك، لكن وزراء الخارجية العرب لم يلبوا الطلب وان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال ان ليس هنالك من بند نبحثه على مستوى وزراء الخارجية العرب في مسألة عسكرية، بل نحتاج الى اجتماع وزراء الدفاع العرب، ووزراء الدفاع العرب منقسمة دولهم على بعضها ولا تريد الدخول في مشاكل عسكرية وليس عندها قدرة على ذلك.
وتقدير الموقف هو ان التوازن حاصل بين الفريقين، ولكن الجيش السوري لديه سلاح جو مؤلف من طوافات ومؤلف من طائرات حربية نفّاثة، وقادر على إسكات مصادر النيران داخل حلب. وقد يستعمل الجيش السوري لأول مرة اسلحة لم يستعملها في المعركة سابقا، ذلك ان القرار لدى الرئيس بشار الأسد ان لا عودة عن السيطرة عن حلب. وربما اذا تجمّع السلفيون والتكفيريون في منطقة وأغلقوها في وجه الجيش السوري فان صواريخ الـ "فروغ" وليس الـ "سكود" قد يطلقها الجيش السوري ومداها 70 كلم وتحمل في رأسها 750 كلغ من المتفجرات، وقادرة على تدمير نقطة في دائرة 125 متراً، وطبعا نحن نتكهن ولا نعرف خطة الجيش السوري، انما حلب مدينة كبيرة وقد لجأ المسيحيون الى المطرانيات والكنائس، خوفاً من ان يذبحهم التكفيريون. اما الارمن فأغلقوا مناطقهم وحملوا السلاح بعد ان سلمهم الجيش السوري سلاحا لحماية احيائهم. وبالنسبة للبقية اذا قلنا حوالي 3 ملايين، فان المقاتلين منهم قد يكون عددهم نصف مليون، او اقل.
وبالتالي، فان الجيش السوري سيحاول الحسم بسرعة في حلب، رغم ان تقدير الموقف يقول ان المعركة طويلة وليست قصيرة. واذا كانت قصيرة وسيطر الجيش السوري على حلب، تتغير كل المعطيات وتصبح سوريا، سوريا جديدة.
الايام القادمة هي معركة حلب بامتياز، وكل ساعة ستكون فيها مفاجآت كثيرة، وسيتم استعمال اسلحة لأول مرة، ففي حلب 6 معامل للادوية سيطر عليها التكفيريون، ومنها مواد يمكن استعمالها كأسلحة كيمائية، ولا احد يعرف كيف سيستعملونها واين هي مخبأة، كما سيطروا على معمل الكلور الذي هو من المواد الكيمائية المشتعلة وفي ذات الوقت من المواد الخانقة التي تسحب الاوكسجين من الهواء وتقتل السكان في مناطق كبيرة عند ضرب اي قنبلة منها. وبانتظار بدء المعركة التي كنا نتمنى ان تكون ضد اسرائيل، وليس سكيناً في ظهر سوريا والمقاومة، فان الانتظار هو سيد الموقف بانتظار بدء معركة حلب.




  عدد المشاهدات: 702

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: