كل الأخبار / وكالة فارس

أكد مصدر عسكري أنه بعد التقدم الكبير والاستراتيجي للجيش السوري وحلفائه في أحياء حلب الشرقية، إنهارت معظم جبهات القطاع الشمالي من هذه الأحياء، كاشفاً أن مايقارب الـ 20 كم من أصل 45 كم مربع باتت تحت السيطرة الفعلية للجيش والحلفاء.

وبين المصدر أن عمليات السيطرة هذه تزامنت مع اندفاعات هائلة وعشوائية للمدنيين الذين كانوا محاصرين من قبل الميليشيات المسلحة، موضحاً أنه لا يمكن تحديد رقم دقيق لعدد المدنيين الخارجين حتى الآن باتجاه معابر الجيش الآمنة، وذلك نظراً لاستمرار التوافد، لكنه أكد أن أكثر من 1500 مدني تم تأمينهم.

وأضاف، أن المدنيين خرجوا من أحياء الهلك وبعيدين والصاخور والإنذارات والسكن الشبابي ومن معامل الجندول وبستان الباشا والحيدرية وأرض حمرا، مشيراً أن أحياء حلب الشرقية شهدت أكبر عملية اعتقال في التاريخ عبر محاصرة الميليشيات لهذه الأعداد الضخمة من المدنيين.

وأوضح المصدر، أن وحدات الجيش ومحافظة حلب والجمعيات الخيرية على أهبة الاستعداد ومستنفرة بكامل الطاقات لمساعدة المدنيين الخارجين والذين يعانون من حالات برد قارص وأمراض وجوع وعطش.

المصدر أردف قائلاً أن الحالة الإنسانية كانت مفاجئة للجيش والجهات المختصة، حيث كان من المتوقع أن تكون حركة النزوح باتجاه الأحياء الجنوبية في الشعار وأحياء حلب القديمة لكن ما حدث أن حركة النزوح كانت بالاتجاه المعاكس.

المصدر قال أن الخلافات الداخلية التي عصفت بالمسلحين واستهداف الجيش والحلفاء لمراكز تحكمهم وسيطرتهم إضافة إلى تدمير المستودعات وبنى المسلحين التحتية مع تعاون المدنيين جنّب الجيش معارك طويلة ودامية ومكلفة اقتصادياً وبشرياً، وهو ما أتاح السيطرة على مساحة غير متوقعة وكبيرة.

وعن وجهة الجيش القادمة تابع المصدر أن العمليات تسير عسكرياً خلال الساعات القادمة نحو الدخول إلى المعقل الأساسي للنصرة وهي أحياء الشعار وكرم الجزماتي التي تقع غرب مطار حلب الدولي، وهي بؤر كبيرة تحتوي على قوات ميليشياوية مدرية من جبهة النصرة ومن جبهة فتح الشام، مبيناً أن المعركة القادمة والضخمة ستكون في الجنوب وتحديداُ في منطقة الشيخ سعيد.

وقال المصدر أن الجيش إن بدأ عملياته كالمعتاد بتمهيد ناري دقيق ومكثف على منطقة الشيخ سعيد وضغط باتجاه دوار جسر الج وقطع الطريق نارياً، فسنشهد إنهياراً دراماتيكياً آخر للمسلحين في المناطق التي تقع بالجهة الغربية من سرير نهر قويق وعي مناطق الزبدية والأنصارية ومابقي من صلاح الدين.