الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

الأزمة المالية للمعارضة السورية
November 30, 2016 15:54

الأزمة المالية للمعارضة السورية

تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى النجاحات التي تحققها القوات الحكومية السورية في حلب؛ مشيرة إلى تصريحات ممثلي الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من المملكة السعودية وقطر.

جاء في مقال الصحيفة:

أعلن ممثلو الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل الموالين للمملكة السعودية وقطر في المعارضة السورية، أن النجاحات التي تحققها دمشق الرسمية في حلب، لن تكون نهاية المعارضة. فهل ستزيد ممالك الخليج مساعدتها للمعارضة المسلحة، التي بدأت تتخلى عن مواقعها في المواجهة مع قوات الحكومة السورية وحلفائها؟ الخبراء يؤكدون ألَّا أموال إضافية لدى هذه البلدان لتصرفها على هذه الأهداف.

يقول عضو الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرة لـ "بي بي سي" إن "حلب مكان مهم للثورة، لكنه ليس الأخير. وحاليا هناك مساحات كثيرة يسيطر عليها الجيش السوري الحر". وبحسب قوله، فإن حل الأزمة السورية سلميا في الوقت الراهن، حين تهاجم قوات الحكومة السورية بنشاط مواقع خصومها، أمر غير ممكن، وأضاف: "لن يتحدث أحد عن الحل السلمي في الظروف الراهنة".

جورج صبرة جورج صبرة

وتفيد وكالة رويترز بأن المسؤولين في الغرب قلقون جدا من أن تؤدي نجاحات قوات الرئيس الأسد إلى حفز "رعاة" المعارضة السورية، على توريد أسلحة دفاع جوي، قد تقع في أيدي تنظيمات إرهابية مثل "داعش".

وبالطبع، لهذا القلق ما يبرره إذا أخذنا بالاعتبار تصريحات وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى وكالة رويترز، التي أشار فيها إلى أن قطر ستستمر بمساعدة المعارضة بالأموال والأسلحة بغض النظر عما سيحدث لحلب، وأن "سقوط حلب لا يعني أننا سنتجاهل طلبات الشعب السوري". غير أنه استدرك قائلا إنه لتوريد أسلحة دفاع جوي لا بد من قرار جماعي للدول الداعمة للمعارضة، وأن "من الضروري تقديم دعم عسكري أكبر، والأهم من هذا وقف عمليات القصف وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين".

وزير خارجية قطر وزير خارجية قطر

وسرعان ما ردت وزارة الخارجية السورية على الوزير القطري. فقد صرح مصدر في الخارجية السورية لوكالة "سانا" بأن قطر تستعرض "علاقاتها العضوية بالمجموعات الإرهابية في سوريا"، والتي تكمن في الدعم العسكري والمالي والسياسي". وأضاف أن هذه التصريحات ليست سوى محاولة لرفع الروح المعنوية لمسلحي المجموعات الإرهابية التي بدأت تفقدها نتيجة خسائرها في جبهة القتال.

يقول ليونيد إيسايف من قسم العلوم السياسية في مدرسة الاقتصاد العليا إن "المشكلة تكمن في أن القطريين والسعوديين قلصوا بدرجة كبيرة دعمهم للمجموعات المعارضة، لأنهم هم يعانون من مشكلات مالية جدية، وسوف يتقلص هذا الدعم أكثر. ولكنهم في الواقع يستطيعون تقديم الدعم إلى المجموعات الموجودة في إدلب التي يعدُّونها المحافظة الأفضل مقارنة بحلب".

ليونيد إيسايف ليونيد إيسايف

وبحسب رأيه، فإن "الوجود السعودي في سوريا ضعيف. ولكننا نستطيع الإشارة إلى الوجود الروسي، وقدرة موسكو على فرض سيطرتها على جزء من مساحة سوريا. كما يمكننا الحديث عن الوجود الإيراني والكردي والأمريكي، وملاحظة أن وجود السعوديين، وجود تجريدي. فهم من جانب يساعدون، ولكنهم من جانب آخر ليس لديهم أو لدى القطريين مجموعات هناك. وقطر بعد عامي 2013 و2014، قلصت الدعم المالي لهذه المشروعات، لأنها لم تحصل على المردود المطلوب منها".

ويشير إيسايف إلى أن بعض دول التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في محاربة "داعش" أدركت منذ زمن بعيد أن رعاية مجموعات مسلحة معينة أمر غير عقلاني، لأنه "بعد ذلك يتضح أن المسلحين ينضمون إلى "جبهة النصرة" أو "داعش"، ويستخدمون الأسلحة الأمريكية في إطلاق النار على المدنيين، ما يشكل تشويها جديا لسمعتهم. وهنا ليس واضحا على من يمكن الاعتماد؟ وكما نتذكر، فإن أحد المعارضين في عامي 2011 و2012 أخذ الأموال التي قدمتها الدول الداعمة واشترى بها قصورا في إسبانيا أو قبرص".

وأضاف الخبير الروسي أنه تم إنشاء مركزي تنسيق مع المعارضة السورية على الحدود التركية والأردنية مع سوريا؛ حيث "كانت قطر والسعودية والأردن وتركيا والولايات المتحدة تدعم عبرها مجموعات معينة. علما أن الوجود السعودي كان أقل من التركي والأمريكي وحتى الأردني. والسعوديون يدركون بأنهم سيحصلون على قطعة صغيرة جدا من كعكة سوريا".

وأشار ليونيد إيسايف إلى أن المجموعة الرئيسة للسعودية "جبهة النصرة" أصبحت غير مربحة تماما، و"بعد تصريح جون كيري بأن "النصرة" منظمة إرهابية غير مرغوب بها في أي مكان، أصبح موقف السعودية معقدا، ومنذ ذلك الحين أصبحت "النصرة" مرفوضة".

 

 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: