الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

من "أوبرا الصابون" إلى القيم التقليدية
December 03, 2016 14:22

من "أوبرا الصابون" إلى القيم التقليدية

نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا للمحلل السياسي أنطون خاشينكو عن النجاح، الذي أحرزه فرانسوا فيون في الانتخابات التمهيدية في فرنسا، وأسباب هذا النجاح.

كتب المحلل السياسي خاشينكو:

تشير نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية ليمين الوسط في فرنسا إلى تقدم فرانسوا فيون على منافسه آلان جوبيه عمدة مدينة بوردو بنسبة 30 في المئة من الأصوات.

فقد حصل فيون في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية على 66.5 في المئة من الأصوات مقابل 33.5 في المئة نالها جوبيه. وبحسب استطلاعات الرأي بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية في فرنسا التي ستجري سنة 2017 المقبلة، سيحصل فيون على 67 في المئة ومارين لوبين على 33 في المئة من أصوات الناخبين.

إن انتصار فيون حوَّله خلال أسابيع إلى المرشح المفضل في المنافسات على كرسي الرئاسة، وذلك أمر مهم ليس فقط لأن من المحتمل جدا أن يكون الرئيس الفرنسي الجديد صديقا لروسيا، بل لأن انتصاره يبرهن على تشكل اتجاه اجتماعي–سياسي في العالم الغربي بشأن التفكير السليم والهوية الوطنية والثقافية المتميزة.

وإذا كان هناك من كان يعتقد أن انتخاب دونالد ترامب كان استثناء من القاعدة، فإننا اليوم نستطيع القول إننا نشهد تغيرا عالميا في المشهد السياسي، حيث يحل سياسيون يهتمون بالمشكلات الداخلية لبلدانهم، مكان الليبراليين أنصار العولمة.

في هذا السياق، فإن مقترح الرئيس الألماني يواخيم غاوك بشأن وقف التكامل في إطار الاتحاد الأوروبي والتوصل إلى قرار بشأن تقارب البلدان يرضي الجميع، هو شاهد آخر على أن تغير مزاج المجتمع يحمل صفات منهجية بعيدة الأمد وهذا ما تشعر به المؤسسة السياسية الأوروبية حاليا. وكان غاوك قد صرح لصحيفة "دي فيلت" بأن "تعقيد العالم" يؤدي إلى أن الكثيرين يحرمون من "الشعور بالوطن" لذلك فهم ليسوا مرتاحين. وأضاف: "لا يشعر الجميع بأنهم مواطنو العالم. الناس بحاجة إلى وطن لكي يشعروا بارتباطهم بشيء ما". وبحسب رأيه، هذا من بين الأسباب التي جعلت ترامب يفوز.

دونالد ترامب دونالد ترامب

وبالطبع، يمكن النقاش حول أي عامل من العوامل كان حاسما في نجاح ترامب. التركيز على المشكلات الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للولايات المتحدة، أم طلب بسطاء الأمريكيين تغيير مسار التنمية والتطور، أم الوضع العام الذي لم يُبق من "الحلم الأمريكي" سوى كلمة "أمريكا".

كما ليس من الصعوبة الموافقة على أن الناخبين في الولايات المتحدة وفرنسا قد تعبوا من "الأوبرا الصابونية" و"أعداء الديمقراطية في الخارج" الذي حاولوا عبره إلهاءهم عن وضعهم الاقتصادي. لقد تعبوا من وضع السياسة الخارجية قبل الداخلية؛ ما دفع الدول الغربية إلى التخلي عن مبادئ الليبرالية والتعدد الثقافي والتسامح وغيرها.

من هنا جاء الطلب على سياسيين من نوع آخر، من هنا جاءت شعبية ترامب وفيون.

وبغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر بين ترامب وفيون وصفاتهما الشخصية، فإن ما يجمعهما أكثر من ذلك بكثير. فالاثنان من أنصار القيم التقليدية. وهما يردان على الأسئلة التي تهم الفرنسيين، من دون تجنب المشكلات الحقيقية التي سببها الخارج: في الاقتصاد والميزات الوطنية وغيرها.

وأخيرا، يجمع بين الاثنين موقفهم الواقعي والمتوازن من السياسة الخارجية، من دون اسطورة الخطر الروسي، بل على العكس يدعوان إلى اقامة علاقات مبنية على مبدأ الاحترام المتبادل والمساواة ومحاربة الإرهاب، وليس محاربة الأنظمة غير المريحة تحت ستار الإرهاب وغير ذلك. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: