الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة العربية و العالمية  

لا مستقبل للناتو العربي
June 02, 2017 15:30

لا مستقبل للناتو العربي

كتب أندريه أونتيكوف مقالا في صحيفة "إيزفيستيا" عن تشكيل "الناتو العربي"، لفت فيه إلى نظرة موسكو المشككة بخطط واشنطن لتشكيل تحالف جديد في الشرق الأوسط.

كتب أونتيكوف:

ذكر مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية للصحيفة أن موسكو لا تأخذ على محمل الجد فكرة تشكيل "ناتو عربي"، والتي اقترحتها الولايات المتحدة. ويشير الخبراء إلى الصعوبة الفائقة في توحيد البلدان العربية ضد إيران لتعارض ذلك مع العامل الديني. كما أن الشك يحيط بالفعالية الحربية لهذا الحلف.

وقال المصدر إن خطة ترامب لتشكيل حلف سياسي–عسكري ضد إيران، والذي أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "الناتو العربي" هي خطة طموحة، لكن أخذها على محمل الجد غير ممكن.

وأضاف المصدر أن "الحديث في الواقع لا يدور عن "ناتو عربي"، بل عن "ناتو سني". وتكمن المشكلة في أن الشيعة والسنة يعيشون جنبا إلى جنب في غالبية البلدان العربية. أي أن أي عملية عسكرية ضد إيران، التي تعد موئلا للشيعة، ستؤدي إلى توتر الأوضاع في العديد من البلدان، التي يجب أن تدخل، وفق الفكرة، في عداد الحلف المذكور".

وقد أعرب وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عن موقف موسكو من فكرة "الناتو العربي" يوم 18 مايو/أيار بقوله: "أنتم تعرفون موقفنا المبدئي السلبي من مسألة حل مشكلات الأمن الدولي الواسعة بواسطة تحالفات عسكرية–سياسية ضيقة.

سيرغي لافروف

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أشارت في شهر فبراير/شباط الماضي، استنادا إلى مصادرها، إلى نية ترامب تشكيل حلف سياسي–عسكري في الشرق الأوسط، وأن هذا الحلف سيضم كلا من المملكة السعودية ودولة الإمارات ومصر والأردن. وقد أكد ترامب هذا الأمر يوم 21 مايو/أيار 2017 بنفسه في قمة الرياض التي شارك فيها زعماء 43 دولة. وإضافة إلى الدول المذكورة، ستنضم إلى الحلف كل من تركيا وباكستان وماليزيا والدول الإسلامية في افريقيا. أي أنه سيكون "ناتو إسلامي".

وبحسب كبير الباحثين العلميين في مركز شراكة الحضارات في معهد موسكو للعلاقات الدولية يوري زينين، فإن الأساس الديني للحلف، الذي تنوي واشنطن تشكيله، يجعله من دون مستقبل. وأضاف أنه "سيكون حلفا سياسيا–عسكريا سنيا، ولذلك سيشكَّل ضده حلفٌ شيعي، وهذا سيؤدي إلى الانقسام والتناقضات. وتبدو الحالة وكأنها محاولة للعب على هذه التناقضات وزعزعة الاستقرار في المنطقة"، - كما يقول زينين.

يوري زينين

وبالطبع، فإن نسبة كبيرة من الشيعة تعيش في لبنان واليمن والكويت وقطر والإمارات. وتبلغ نسبتهم في المملكة السعودية، التي ستتزعم الحلف الجديد، نحو 10-15 في المئة من مجموع السكان. كما أنهم يشكلون في العراق والبحرين واليمن غالبية السكان. لذلك، من السذاجة توقع بقائهم مكتوفي الأيدي عند الهجوم على إيران.

من جانبه، قال مدير المركز العربي للدراسات والتحليل في جنيف رياض الصيداوي، في تصريح إلى الصحيفة، إن الحلف الجديد هو فقط غطاء لتحقيق الأهداف الأمريكية. إذ إن "واشنطن تريد بيع الأسلحة والمحافظة على التوتر القائم بين السعودية وحلفائها وبين إيران. وقد نجحت في مسعاها بتخويف المملكة ودول الخليج بالخطر الإيراني؛ ما تمخض عنه توقيع أضخم صفقة لبيع الأسلحة".

رياض الصيداوي

وأضاف: "يجب إدراك أن السعودية، التي ستقود الحلف، عاجزة عسكريا، حيث يكفي النظر إلى النزاع في اليمن، لنرى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المملكة. وهنا نذكِّر بأن مصر رفضت إرسال قواتها للمشاركة في النزاع اليمني رغم الأموال التي تدفقت إليها من المملكة. وهذا دليل آخر يثبت ألّا مستقبل لهذا الحلف، - كما يرى الصيداوي. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: