الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار العالم   

هل تريد أمريكا حقا .... القضاء على داعش ؟؟ بقلم : يونس أحمد الناصر
April 24, 2015 11:14

هل تريد أمريكا حقا .... القضاء على داعش ؟؟ بقلم : يونس أحمد الناصر



الاجابة بالطبع هي : لا .
لا يخفى على متابع ما تريده أمريكا من منطقة الشرق الأوسط , و هي لا تخفي شيئا , فسياستها واضحة وضوح الشمس و برامجها منشورة لكل من يريد أن يقرأ , ربما لأنها تدرك بأن العرب أمة لا تقرأ و إن قرأ البعض فالقلة هم من يفهم , و من هذا المعيار سخرت أمريكا جزءا كبيرا من العرب ووظفتهم كأدوات في خدمة مشروعها الصهيوأمريكي في المنطقة .
و قبل الحديث عن داعش و أخواتها , يجب العودة إلى تاريخ يسبق ظهور هذه الفطريات بكثير و تحديداً إلى النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي و بعد انتصار العرب بحرب تشرين التحريرية على الكيان الصهيوني كي لا نعود إلى قبل هذا التاريخ بكثير و كون هذا التاريخ ربما هو الأقرب للعاملين في السياسة العربية على مساحة الوطن العربي اليوم .
في هذا التاريخ بالضبط قدم برنارد لويس خلاصة دراسة له للإدارة الأمريكية تتضمن تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى كيانات صغيرة جداً أو كما تقول أدبيات السياسة " تجزئة المجزأ و تفتيت المفتت "
فبعد تقسيم سايكس بيكو يأتي تفتيت برنارد لويس كي تكون ربيبتهم إسرائيل هي الأكبر جغرافيا , بعدما جعلوها الأقوى عسكريا بترسانتها النووية و أكداس السلاح المتطور الذي ينهال عليها بدون حساب.
الجديد هو تفتيت المنطقة على أسس مذهبية و دينية لتبرير يهودية إسرائيل التي أعلنتها بحيث تكون هناك دويلات طائفية مذهبية متناحرة تندمج فيها اسرائيل و تستمتع بمشاهدة الدويلات الصغيرة بجوارها و هي تتناحر و تتقاتل , فدويلة صغيرة كلبنان مثلا قسمها برنارد لويس إلى أربعة كانتونات طائفية و يشمل التفتيت كل الدول في الشرق الأوسط بما في ذلك تركيا و إيران و يمكن لمن يرغب بسعة الاطلاع على هذا المخطط أن يبحث على غوغل عن مخطط برنارد لويس فليس هناك أسرارا مخفية .
المهم بأن هذا المشروع قد بدأت الادارة الأمريكية بتنفيذه ولو مرحلياً فالسودان تم إنجاز التفتيت الأول عبر فصل الجنوب و بانتظار تقسيمات أخرى لهذا البلد , و العراق تم فصل الشمال و أعني كردستان و بانتظار تقسيمات أخرى , و مشروع تفتيت اليمن مشروع جاهز بعد الحرب الدامية التي يقودها عملاء أمريكا في المنطقة و أعني مهالك و مشيخات الخليج التي تنتظر بدورها تفتيتاً آخر لا يقل قسوة عن غيرها و في سورية التي أفشلت المخطط بعد حرب ظالمة دخلت عامها الخامس و لا تزال العجلة تدور .
كل ما سبق هو مقدمة طويلة قليلاً لنفهم الدور الوظيفي لتيارات الاسلام السياسي في السياسة الأمريكية بما يتعلق بدولنا العربية و الاسلامية و التي ينخرط بها العديد من قيادات هذه الدولة ليس جهلاً انما خيانة و تفريط بحقوق الوطن و الأمة .
لكل حركة لابد من قوة دافعة ابتدائية و هي في حالتنا هذه انهيار أبراج نيويورك و تحميل الاسلام و المسلمين المسؤولية و إعلان الحرب على الارهاب " أو " الحرب على الاسلام" و بدأتها أمريكا و حلفائها من إفغانستان رغم أن أغلب المتهمين بتفجير الأبراج هم من السعودية و لكن للسعودية دور وظيفي آخر يجب أن تقوم به قبل التفتيت ظهر جلياً في تونس و ليبيا و مصر و سورية و اليمن .

داعش و الدور الوظيفي في سياق برنارد لويس
مخطئ من يعتقد بأن تيارات الاسلام السياسي لها علاقة بالدين أو أنها تقود مشروعاً دينياً و لكنها تتخذ الدين ستاراً لضرب الأديان و ليس الدين الاسلامي فقط من الداخل و هنا يبرز الدور الوظيفي لداعش و أخواتها من خلال الصور الفظيعة التي شاهدها العالم من ذبح البشر بمختلف انتماءاتهم و تدمير حضارات الشرق و استهداف الأقليات و الأكثريات .
و يتساءل الكثيرون ماذا يريدون بذلك و ما الرسالة التي يريدون إيصالها بهذه الوحشية المفرطة ضد البشر و الحجر؟
الرسالة باعتقادي هي توظيف لهذه العصابات بقتل الأحياء في هذه المنطقة و قتل أنفسهم أملا بحياة أخرى و أعني الآخرة حيث الجنان و الحور العين كما يأملون و تعلقهم بهذا الهدف يجعلهم لا يرتدعون عن القيام بأي عمل مهما بلغت فظاعته حتى لو طال أقرب الناس إليهم .

جنود الخلافة هم جنود الفوضى الخلاقة
الفوضى الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في الشرق الأوسط هي موجات اضطرابات يتم توجيهها لصالح أمريكا و يتم تنفيذها عن طريق مرتزقة يسمون " جنود الخلافة " ظهروا مع بدايات تطبيق المشروع الأمريكي في المنطقة تحت مسميات مختلفة و في كل دولة من ليبيا إلى مصر و سورية و آخر صرعاتها هو تنظيم داعش الارهابي المزوَّد بأحدث الأسلحة الأمريكية و سيارات الدفع الرباعي و المدرعات و أجهزة الاتصالات الحديثة و الصواريخ التي تعمل بالبصمة
بما يعيد للذاكرة "رامبو الأمريكي " في أفلام هوليوود , هذا الجندي الأمريكي السوبرمان الذي يقتل الأعداء بقوة و براعة خارقة .
و رامبو الداعشي ظهرت حقيقته الخرافية الواهية أمام مقاتلي الجيش العربي السوري الذين ملأوا منهم حاويات القمامة و ظهروا كجنود من ورق لعب بهم الأكراد في عين العرب و الجيش العراقي في تكريت وجرف الصخر .

لماذا وضعت أمريكا خطة عشرات السنوات للقضاء على داعش ؟؟
عندما شكلت أمريكا ما دعوه التحالف الدولي للقضاء على داعش في سورية و العراق , وضعت خطة طويلة للقيام بهذه المهمة تزيد عن خمسة عشر عاماً , الأمر الذي أثار دهشة البسطاء قبل السياسيين و المحللين العسكريين و تساؤل بسيط يتم تداوله هو كيف لدول كبرى تحالفت تحتاج كل هذا الوقت للقضاء على عصابة مجرمة لا يتجاوز عدد أفرادها كما ادعت الادارة الأمريكية بخمسة عشر ألف ارهابي رفعتها التقديرات إلى أرقام أعلى بقليل في تقارير لاحقة ؟
الهدف كما يدركه الكثيرون هو استنزاف للمنطقة و لثروات الخليج التي تغطي تكاليف الحرب و سوق للسلاح يؤمن عمل المصانع الأمريكية لعشرات السنوات بما يضمن خروج أمريكا من أزمتها الاقتصادية , كما أنه تهويل على العالم بقدرات هذا التنظيم لاستخدامه فزَّاعة لكل من يخرج على الطاعة الأمريكية , سيما و إن قرار محاربة هذا التنظيم تكفل لأمريكا بملاحقته حيث يظهر , و هم سيظهرونه في المكان الذي يريدون , كما حدث في سيناء مصر أو ليبيا واليمن و دول المغرب العربي و ربما يظهر لاحقاً في مناطق أخرى ترى أمريكا ضرورة استهدافها لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه .
لذلك نعود لنكرر بأن جنود الخلافة هم جنود الفوضى الخلاقة الأمريكية
و للإجابة على السؤال أعلاه وهو : هل تريد أمريكا محاربة داعش ؟؟
فالإجابة يقينا هي بأنها لا تريد , بل أكثر من ذلك هي الداعم و المزود بالأسلحة و التكنولوجيا و كل وسائل الدعم اللوجستي لاستمرار هذا التنظيم بإجرامه , و هو الأمر الذي كشفته المعطيات على أرض المعركة التي رصدت قيام الطائرات الأمريكية بإلقاء السلاح في مناطق التنظيم أثناء معارك عين العرب السورية و في معارك الجيش العراقي ضد هذا التنظيم واضطرار أمريكا لسوق حجج واهية لا تنطلي إلا على الأغبياء بأن هذا السلاح وقع خطأً بيد عناصر عصابة داعش . .............. و للحديث بقية  



  عدد المشاهدات: 1735

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: