كل الأخبار / بلغراد – سانا

اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الضربات الجوية وحدها غير قادرة على هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي داعيا الأنظمة العربية التابعة له إلى إرسال مرتزقة إلى سورية بحجة قتال التنظيم.

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قوله اليوم في كلمة أمام اجتماع وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا “أعتقد أننا نعلم أنه من دون القدرة على إيجاد قوات برية سورية أو عربية مستعدة للإجهاز على داعش فلن نتمكن من تحقيق النصر الكامل من الجو”.

يشار إلى أن القوات التي تحدث عنها كيري موجودة بالفعل في سورية وهي عبارة عن إرهابيين تكفيريين يبلغ عددهم عشرات الآلاف الذين جاوءوا من نحو 100 دولة حول العالم إلى سورية عبر تركيا وبإشراف نظامها وبمعرفة ومراقبة من الولايات المتحدة والنظامين السعودي والقطري.

ويبدو أن كيري يريد مضاعفة عدد هوءلاء الإرهابيين وزيادة تسليحهم ولكن بعد نزع صفة التكفيريين المرتزقة عنهم وإرسالهم باسم “قوات عربية” وهي خطوة من شأنها تأجيج الأزمة في سورية وتعقيد بعدها الدولي الخارجي رغم صدور بيان فيينا 2 الذي دعا إلى بدء تسوية سياسية للأزمة مطلع العام المقبل.

وكان كيري يطلق على هؤلاء الإرهابيين الذين يقتلون الشعب السوري اسم “المعارضة المعتدلة” ويبدو أنه يريد تعديل تسميتهم بعدما فشل في تسويق الاسم القديم وإقناع الرأي العام العالمي به رغم كل ما قدم لهؤلاء “المعارضين المعتدلين” من أموال وأسلحة وذخيرة.

وبالتوازي كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعلن عبر قناة سي بي إس أن الولايات المتحدة “لن تشرع بغزو العراق أو سورية على غرار غزو العراق عام 2003 بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء”.

ويشير كلام أوباما إلى نوايا الولايات المتحدة الاعتماد على مرتزقة تؤمنها الأنظمة التابعة لها وخاصة النظامين السعودي والقطري على غرار ما يفعلونه في اليمن لتفادي أي خسائر أمريكية يمكن أن تستفز الرأي العام الرافض لأي نوع من أنواع التدخل البري في الدول.

وزعم أوباما أن إرسال الولايات المتحدة مزيدا من القوات إلى العراق لمحاربة تنظيم “داعش” لا يعني أنها تسير على نهج الغزو.

يشار إلى أن الغزو العسكري الأمريكي للعراق عام 2003 تسبب بانهيار مؤسسات الدولة العراقية وتدميرها وخاصة الجيش وهو ما ترك تداعيات على وحدة البلاد لا تزال قائمة إلى اليوم كما تسبب بظهور التنظيمات الإرهابية وتمددها وخاصة تنظيم دولة العراق الإسلامية الذي أصبح نواة لتنظيم “داعش” الحالي.