كل الأخبار / واشنطن- سانا

حمل جون برينان مدير المخابرات المركزية الأمريكية سي اي ايه مملكة بني سعود مسؤولية ظهور التنظيمات الإرهابية التي تدور بفلك القاعدة وتمددها واصفا المجتمع السعودي الذي يتبنى الفكر الوهابي التكفيري بأنه مركز “لتفريخ إرهابيين” مستبعدا إمكانية نقل المملكة سريعا لتتواءم مع العصر الحديث.

وفي موقف انتقادي لاذع لنظام بني سعود الذي يعتقد نفسه حليفا للولايات المتحدة قال برينان في كلمة له أمس في معهد “بروكنغز” كما نقل موقع روسيا اليوم إنه “لا يوجد هناك مفتاح ضوء يسمح بنقل دولة مثل السعودية تعيش في بيئة تقليدية جدا إلى القرن الحادي والعشرين بين ليلة وضحاها حيث توجد لديهم اليوم كل المظاهر السطحية لعملية التحديث لكن البيئة والثقافة والمجتمع والتقاليد مازالت غير مكيفة مع القرن الحادي والعشرين” لافتا إلى أنه تم في الماضي استغلال صفات هذا المجتمع لـ “لتفريخ إرهابيين”.

ويجمع المراقبون على أن منبت تنظيم القاعدة الإرهابي وأفرعه المختلفة هو النظام الوهابي الذي تتبناه اسرة بني سعود منذ أمد طويل.

وأكد مدير الـ “سي اي ايه” أن نظام آل سعود وحكومته يتحملان مسؤولية نشوء التنظيمات الارهابية والمتطرفة لتبنيهما ما سماه “نسخة متعصبة ومتشددة في بعض النقاط من الدين الإسلامي” ما سمح بنشوء أشخاص تبنوا الإرهاب والعنف مكررا بأن التنظيمات الإرهابية ولدت من رحم نظام بني سعود لدى محاولته تصدير عقيدته المتشددة ضد إيران بعد انتصار ثورتها الإسلامية في عام 1979.

وأشار إلى أن تنظيمي القاعدة و”داعش” الإرهابيين يشكلان خطرا على السعودية ذاتها مذكرا بهذا الصدد بالهجمات التي وقعت فيها في الآونة الأخيرة وتحمل بصمات تنظيم “داعش” الإرهابي.

وكانت وزارة الداخلية في نظام بني سعود أعلنت مطلع شهر تموز الجاري وقوع 3 تفجيرات انتحارية في كل من المدينة المنورة وجدة والقطيف تحمل بصمات تنظيم “داعش” الإرهابي أسفرت عن مقتل 4 من رجال أمن هذا النظام وإصابة 5 آخرين.

من جانب آخر أشار مدير الـ “سي آي أيه” في تصريحات أخرى نقلتها وكالة سبوتنيك إلى عدم استبعاده محاولة ارتكاب تنظيم “داعش” أعمالا إرهابية جديدة في الولايات المتحدة قائلا إنه “لن يتفاجأ” في حال حاول تنظيم “داعش” ارتكاب أعمال إرهابية جديدة في الولايات لمتحدة متحدثا في الوقت ذاته إلى استعداد أجهزته الأمنية لمواجهة مثل هذه المخاطر.

وأقر برينان بشكل غير مباشر بأن ما سمي “الربيع العربي” الذي روجت له واشنطن على أنه “نشر للديمقراطية” في الشرق الأوسط اسهم بتمدد الإرهاب وظهور تنظيم “داعش” الإرهابي قائلا إن “البعض في واشنطن لا يفهمون الوضع في الشرق الأوسط إلى حد كاف فيما يحاولون نقل المفهوم الغربي للديمقراطية إلى هذه المنطقة والذي يعتبر غريبا بالنسبة لها”.

يذكر أن المرشحة الديمقراطية الحالية لانتخابات الرئاسة الأمريكية ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أقرت في كتاب مذكراتها الذي حمل اسم “الخيارات الصعبة” بأن تنظيم “داعش” الإرهابي كـ “طالبان” صناعة أمريكية استخدمته إدارتها ضمن خطط تقسيم المنطقة.