الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   أخبار العالم   

على نهج لويس السادس عشر.. ماكرون يسعى جاهدا لكبح الاحتجاجات الشعبية في فرنسا
January 13, 2019 16:00

على نهج لويس السادس عشر.. ماكرون يسعى جاهدا لكبح الاحتجاجات الشعبية في فرنسا

كل الأخبار/ لندن-سانا

شبهت وكالة رويترز في تقرير لها اليوم الأحداث التي تشهدها فرنسا والاحتجاجات الشعبية المستمرة التي تقوم بها حركة “السترات الصفراء” تنديدا بسياسات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاقتصادية وغلاء المعيشة بأحداث الثورة الفرنسية عام 1789 ضد حكم الملك لويس السادس عشر الذي أغرق البلاد بالديون وصرف أموال الشعب على البذخ وحاول جني المزيد منها عبر فرض ضرائب باهظة.

وقالت الوكالة في التقرير الذي نشرته اليوم: “في عام 1789 استدعى ملك فرنسا لويس السادس عشر قيادا ت الطبقة الارستقراطية ورجال الدين وبعض النافذين لبحث سبل سد العجز في مالية البلاد وكبح الاستياء الشعبي من ممارسات النظام الإقطاعي آنذاك والذي شكل فيما بعد الشرارة التي اطلقت الثورة الفرنسية والتي استمرت أربع سنوات وانتهت بإعدام الملك”.

وجاء في التقرير: “بعد مرور قرنين من الزمن يدعو ماكرون الذي كثيرا ما يواجه انتقادات بسبب تصرفاته التي تشبه تصرفات ملوك فرنسا السابقين إلى نقاش وطني لتهدئة محتجي السترات الصفراء الذين ينظمون احتجاجات منذ أكثر من شهرين في باريس هزت إدارته”.

ووفقا للتقرير.. سيطلق ماكرون مبادرة “الحوار الموسع” في الـ 15 من الشهر الجاري كما كان الحال خلال حكم الملك لويس السادس عشر ليسجل الفرنسيون شكاويهم في “دفاتر التظلمات” التي فتحها رؤساء البلدية في خمسة آلاف بلدية.

ويتوقع مسؤولون فشل الحوار الذي دعا إليه ماكرون وقالوا: “لن يحدث تغيير على المسار الذي أعلنه ماكرون والذي يهدف إلى تحرير الاقتصاد” ما يفرغ الحوار من مضمونه مسبقا.

وقال بنجامين غريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية لقناة بي إف إم التلفزيونية: “الحوار ليس فرصة لكي يفرغ الناس إحباطاتهم ولا لكي نشكك فيما حققناه خلال الثمانية عشر شهرا المنصرمة… نحن لا نعيد الانتخابات من جديد”.

من جهته قال المؤرخ ستيفان سيرو من جامعة سيرجي بونتواز لصحيفة لو باريزيان: إنه “بوضع حدود للبنود التي سيجري بحثها يخاطر ماكرون بارتكاب الخطأ ذاته الذي حكم على الملكية بالفشل”.

ويعلق التقرير بالقول: “إيمانويل ماكرون مثل لويس السادس عشر الذي تلقى دفاتر التظلمات ولكن لم يفهم شيئا منها”.

ويبدي الكثير من المواطنين الفرنسيين إحباطهم من محاولة ماكرون الالتفاف على الاحتجاجات الشعبية ووصل الأمر ببعضهم للقول: “كل ما نقوله مثل الغبار الذي يتناثر مع الريح… لا يستمع لنا أحد” مضيفين: “ليس هذا هو ما يريده المواطنون.. كفى.. الأمر يعود الآن إلى القادة للاستماع لما يقال في دفاتر التظلمات”.

ومن شأن المشاركة الضعيفة أن تقوض التجربة حيث أوضح استطلاع للرأي أجرته مؤءسسة إيلاب يوم الأربعاء أن 40 بالمئة فقط من المواطنين يعتزمون المشاركة في الحوار.

وتأتي محاولة ماكرون هذه بينما تستعد فرنسا لمزيد من الاحتجاجات في الشوارع وهو ما يعني مزيدا من الضغوط على ماكرون الذي بات مطلب استقالته شائعا وأحد الشعارات التي ترفعها حركة السترات الصفراء خلال مظاهراتها.

دليانا أسعد 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: