كل الأخبار / صنعاء-سانا

في وقت تواصل فيه قوات النظام السعودي بدعم من الدول الغربية ارتكاب جرائم الحرب في اليمن وفرض حصار شديد يمنع وصول أي مساعدات غذائية وطبية للشعب اليمني يموت ثلاثة إلى أربعة أطفال أسبوعياً في أحد مشافي مدينة الضالع جنوب صنعاء من أصل خمسة ملايين طفل يمني قد لا يعيشون لرؤية عام آخر بسبب الحرب.

ثلاثة من بين كل أربعة من السكان بحاجة إلى مساعدة غذائية وفق ما أعلنته الأمم المتحدة والمجاعة التي يواجهها اليوم نحو ثمانية ملايين يمني من أصل 27 مليوناً وفق إحصائيات المنظمة الدولية هي أحد أوجه الحرب الظالمة التي يتعرض لها اليمنيون بشكل عام والأطفال بشكل خاص والتي تشنها آلة العدوان السعودي مترافقة مع حصار خانق دفع الأمم المتحدة إلى إطلاق تحذير من خسارتها “الحرب ضد المجاعة” في هذا البلد.

ما يجري في اليمن بسبب الحرب وصفته اليونيسيف بأنه “جحيم الأطفال” حيث يعيش أبناء اليمن طفولتهم في أوضاع مأساوية وسط صمت دولي رغم التقارير الإعلامية التي تظهر حجم المعاناة إذ يجوع الأطفال ولا يحصل المرضى حتى على أدنى الخدمات الطبية بسبب غياب العلاج وعدم توافره.

وفي تصوير لحقيقة معاناة الأطفال في اليمن اليوم روت وكالة الصحافة الفرنسية حالة طفل صغير في مشفى النصر بمدينة الضالع وهو يتنفس بصعوبة لكنه متعب للغاية وجائع جداً لدرجة أنه لا يتمكن حتى من البكاء وهو واحد من أكثر من خمسة ملايين طفل يمني قد لا يعيشون لرؤية عام آخر بسبب الحرب.

وذكرت الوكالة ان الطفل ولد مع مرض تنكسي عصبي وتبدو عضلاته ضامرة للغاية وبرزت مفاصله الصغيرة في جسده الهزيل والنحيل ولا يستطيع جسمه الاحتفاظ بالماء ولهذا لجأت الممرضات إلى تلبيسه “فوط أطفال”.

ويصف مدير مشفى النصر محمود علي حسن حياة المرضى بأنها “بائسة للغاية” مؤكداً الحاجة إلى المساعدة الحقيقية حيث أن الأطباء عاجزون عن القيام بأي شيء وهم يبحثون عن أي طرق لعلاج مرضاهم وأغلبيتهم من الأطفال مع تناقص المعدات وانتشار الجوع.

وتتركز الحالات التي يستقبلها المشفى على سوء التغذية إذ تصل وفق مديره كل يوم ثلاث أو أربع حالات وجلها من الأطفال وهو مليء حتى اللحظة وفي قسم الطوارئ بالمشفى الذي يقدم خدماته لثلاث محافظات يمنية يموت ثلاثة إلى أربعة أطفال أسبوعياً بحسب مسؤول القسم الطبيب أيمن شايف من أسباب يمكن الوقاية منها ويرتبط الكثير منها برعاية المواليد الجدد ويقول: “لدينا مشكلات خطيرة بسبب انعدام الرعاية قبل الولادة وعدم القدرة على تخصيص قسم للولادة، وشهدنا أيضاً تزايداً في حالات سوء التغذية”.

العدوان المتواصل الذي يشنه النظام السعودي على اليمن منذ آذار 2015 والمجازر والجرائم المتلاحقة التي يرتكبها بحقه أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا ودمار كبير في البنى التحتية عدا عن انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة الحصار الخانق الذي يفرضه على اليمن حيث توفي 2200 شخص بعد إصابتهم بمرض الكوليرا بحسب منظمة الصحة العالمية في آخر إحصائية لها.