الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   منوعات  

قراءة استشرافية للحرب الكونية / بقلم : عبدالله محمد
September 18, 2014 13:41

قراءة استشرافية للحرب الكونية / بقلم : عبدالله محمد

تزداد منطقة الشرق الأوسط سخونة على وقع عاملين اثنين :

الأول هو الحرب التي تدور رحاها بين دول سايكس بيكو من جهة والتنظيمات الاسلامية المتطرفة والتي أعلنت أن هدفها هو كسر سايكس بيكو مع ما يتضمنه ذلك من اسقاط للأنظة الحاكمة ، والتي أدت إلى حصار شعوب المنطقة بين نارين نار جيوش الدول ومعها الدول الجارة والدول العالمية التي أعطت لنفسها الحق بالتدخل ضد أطراف الصراع هذا أو ذاك ونار التنظيمات المسلحة التي أعطت لنفسها الحق بمعاقبة التجمعات الشعبية على قرارها البقاء والهدوء وعدم الرحيل أو الانصياع لقرارات وتوجهات المسلحين في حالات أخرى ، وينظر سكان الشرق الأوسط في الأرياف والمدن ببالغ القلق إلى مجريات الأمور وتوجهها نحو التصعيد واحتمال الحرب أو الحروب المتعددة والتي لن تميز كثيراً بين منطقة وأخرى خاصةً وأن الحرب ستخللها بالتأكيد قتل وقتل مقابل وردات فعل جلّها عاطفي ولا يستند إلى العقل والتبصر ، وستكون منطقة العراق وسوريا ومحيطهما الأكثر خطورة باعتبار أن جزء من الصراع سيأخذ الشكل الطائفي البغيض والذي يحرق الأخضر واليابس وسيكون معوّلاً على الجيل المثقف محاولة إنقاذ المنطقة من الدخول بهذا النفق الذي ليس له نهاية محددة أو معروفة .

الثاني هو تحوّل المنطقة من منطقة اعتدال ونسبة أمطار جيدة وكافية لتأمين مياه الشرب وسقاية المزروعات إلى منطقة حارة ، تعاني من شح مؤكد في مياه الشرب حيث يقضي كثير من السكان وقتاً ليس قليل في انتظار مياه الشرب ولجأوا إلى وسائل وأساليب في تأمين المياه ما كانوا بالأمس القريب بحاجة إليها ،كما ينظر الفلاحون بكثير من الحسرة والعجز إلى بساتينهم التي بدأ اليباس يأكلها بغير شفقة.

وإذا أضفنا للعاملين أعلاه خسارة بلدان المنطقة للجزء الرئيس من القوة العاملة بسبب الحروب الطاحنة أو الهجرة سنجد وببساطة أن المنطقة ستكون ولفترة طويلة غير قابلة للعيش الطبيعي وستستمر في نزف طاقاتها البشرية وتتحول إلى منطقة استثمار لمواردها الطبيعية والتي سيتم تقاسمها على طريقة الضباع ، وليس لنا سوى التعويل على الهامش الذي تخلقه المصالح بين الدول الكبرى كي نكون شركاء في الموت والفتات .... عبدالله محمد



  عدد المشاهدات: 1372

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: