الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   منوعات  

الجهاد في سبيل الله ام في سبيل نشر الفوضى الخلاقة؟ / بقلم خليل خوري
September 18, 2014 13:49

الجهاد في سبيل الله ام في سبيل نشر الفوضى الخلاقة؟ / بقلم خليل خوري



كأي شيطان اكبر لا تعدم الولايات المتحدة الاميركية لا الذكاء ولا الخبرة لابتكار وسائل واساليب توظفها من اجل فرض هيمنتها على دول العالم ، ونهب ثرواتها واستعباد شعوبها وتكريس كافة اشكال التخلف فيها .

فالى جانب استخدامها القنابل الذرية لتركيع اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، والغزو المباشر لعدد من دول اميركا اللاتينية ولفيتنام والعراق وكوبا وغيرها ، وتنظيم انقلابات عسكرية ضد الانظمة التقدمية التي انتهجت سياسة التنمية المستدامة ، وفرض الحصار على دول شقّت انظمتها عصا الطاعة عليها ، الى جاني كل هذه الوسائل الشيطانية المخالفة لميثاق الامم المتحدة فقد استحدثت نظرية الفوضى الخلاقة ، واوكلت مهمة تطبيقها في اكثر من دولة عربية الى التنظيمات والاحزاب الدينية الاسلامية ، وليس لاية تنظيمات واحزاب اخرى ، لتزمتها وانغلاقها وتحجرها الفكرها ، ولتمسكها بفريضة الجهاد وسيلة لاعلاء راية الاسلام في مجتمعات عربية متعددة الاديان والمذاهب ،لم تلبث هذه الاحزاب الدينية وخاصة بعد ان تدفقت الى جيوب قادتها العطايا والهبات والمكرمات المالية من مشيختي السعودية وقطر ، ان وظفت التناقضات الكامنة في المذاهب والاديان من اجل تفجير الصراعات الدينيةوالمذهبية بين مختلف مكونات الشعب العربي . وتطبيقا لفريضة الجهاد في سبيل الله او قل نصرة دين الحق ، راينا السنّي في العراق ولبنان على سبيل المثال لا الحصر يطبق على خناق الشيعي : انتصارا لابي بكر وعثمان وعمر ولبقية اهل الجماعة " الاقرب لدين الحق "، وبالمقابل راينا الشيعي يهوي بعصاه الغليظة على راس السني : انتصارا لعلي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء والحسنوالحسين ولبقية ال البيت "الاقرب لدين الحق "!!

ولم يختلف مشهد الطوش والخناقات وجز الاعناق وتفجير السيارات المفخخة ، والتطهير المذهبي والديني ، او لنقل الجهاد ضد الروافض والعكس بالعكس الجهاد ضد النواصب ، ودائما تطبيقا لشرع الله وتثبيتا لاركان دينه الحنيف ، وفي مقدمته ركن الجهاد ، لم يختلف المشهد في اليمن وليبيا وتونس ومصر حيث الكل يدق في خناق الكل انتصارا لدين الله وتطهيرا لديار الاسلام من الشرك والكفر الذي تعدى النصارى والملحدين واللادينيين والقوميين والعلمانيين ليشمل الروافض والنواصب ، وبذلك كان الحصاد النهائي لتطبيق فريضة الجهاد ، الخراب والدمار وازهاق ارواح مئات الالوف من مواطني هذه الدول ، وبعد ان تنتشر الفوضى في هذه الدول الى حد تفكيكها وتمزيق نسيجها الاجتماعي ياتي احدهم من الجماعات الدينية ليقول لنا بان اللوم في كل الكوارث التي حلت في دول الربييع العربي الجهادي تتحمل مسئوليته الامبريالية والصهيونية والماسونية وربما من منظوره يقف وراءها العفاريت الزرق ، وبان الجهاد في سبيل الله براء منها !!



  عدد المشاهدات: 1413

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: