الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   منوعات  

أمريكا وعقدة العراق / بقلم : عبدالله محمد
September 19, 2014 13:05

أمريكا وعقدة العراق / بقلم : عبدالله محمد

 المتتبع لأحداث الشرق الأوسط لا بد أن يلاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية جلبت كافة الدول الحليفة لها والتي تشكل أكثر من نصف العالم إلى العراق لمقارعة صدام حسين ، مرةً بحجة احتلاله الكويت ويومها تم تمزيق الجيش العراقي وحتى القوات التي لم تدخل الكويت والتي انسحبت فور بدء الحرب ، ومرةً بحجة امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل وعدم التعاون مع بعثات التفتيش الأممية .

وهذه المرة تم تمزيق العراق وقامت القوات الأمريكية والبريطانية باحتلال العراق وحل كافة المؤسسات الحكومية بما فيها جهازي الجيش والشرطة وانتشرت الفوضى في كل أنحاء البلاد باستثناء منطقة كردستان العراق الحليف المباشر للأمريكان ، وانتقلت أسلحة الجيش العراقي لمن يشتهي من العراقيين وغيرهم وبيعت الوسائط والمعدات كخردة لتجار نقلوها خارج العراق ، وانتقلت الأسلحة الخفيفة ليد التنظيمات التي تشكل أغلبها على أسس طائفية ومما هدد الوحدة الوطنية للعراقيين ومما أفسح المجال لظهور حالة التطرّف في بعض المناطق وشكل ذلك حاضناً لتنظيم القاعدة وأذرعه ، وفشلت الحكومات المتعاقبة في رأب الصدع الاجتماعي ولبست الطائفية كالنار تحت الرماد إلى أن أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية شارة البدء لما سمي الربيع العربي فبدأت التنظيمات المناوئة للحكومة بالتحرك وامتدت لأكثر من منطقة وفشلت كل وساطات الوجهاء ورجال العشائر في وقف زحف هذه التنظيمات وانتقل الحراك الذي بدأ سلمياً إلى مواجهة مفتوحة مع الجيش والأمن العراقي .

وفي هذه البؤرة الاجتماعية الرخوة ظهرت داعش أكثر التنظيمات تشدداً ، وراحت تتمدد وتحت أعين العالم الذي اكتفى بدايةً بالمراقبة وترك حكومة العراق الفاشلة تواجه التنظيم بمفردها مما أعطى التنظيم الفرصة للتمدد واحتلال المناطق العراقية والانتقال إلى مناطق شرق وشمال سوريا وإتيانه بتصرفات لا تتصف بالسلوك البشري ، فتحركت الولايات المتحدة الأمريكية كالسلحفاة وبانتقائية واضحة وهادفة إلى حماية مناطق الكرد من تمدد داعش وتهديدها وترك المناطق الأخرى لاحتلال داعش وتوسعها وعلى وقع الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية هنا وهناك ومحاولة تجميع عدد أكبر من الدول لضمها لحلف قتال داعش مما أثار الشك والريبة لدى حلفاء أمريكا قبل أعدائها وحول نية الأمريكان الحقيقية من هذا الحلف وأدى ذلك لتشتت الموقف الدولي واستمرار داعش في بسط سيطرتها على المناطق التي احتلتها والعمل على توسيعها. وإلى أن تظهر النوايا الأمريكية للعلن لا بد من ملاحظة أن النفط العراقي استمر في الحروب الثلاثة بالتدفق في الأنابيب والصهاريج إلى الخارج والأهم هو أن سعر النفط العالمي استمر كذلك بالأسعار المناسبة لأمريكا وحلفائها مما يؤكد أن نفط العراق والمنطقة هو الهدف الحقيقي والباقي أسباب ومبررات خلقتها الولايات المتحدة الأمريكية في كل مرة .... عبدالله محمد



  عدد المشاهدات: 1403

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: