الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

سوريا : ياسمين الشام .. وخريف اسرائيل بقلم : يونس أحمد الناصر
May 09, 2013 05:35

سوريا : ياسمين الشام .. وخريف اسرائيل بقلم : يونس أحمد الناصر

سوريا : ياسمين الشام .. وخريف اسرائيل
بقلم : يونس أحمد الناصر
من ثرى دمشق ,  تنمو ياسمينة , لتعانق الشمس و تعرش على بوابة التاريخ ,  تنشر أغصانها من المحيط الى الخليج , ليتنسم عبقها كل الناطقين بالضاد ,  وكل من تجري في عروقه دماء غسان و عدنان,  و كل من حمل صليب عيسى و هلال أحمد , تجمع أزهارها حفيدات زنوبيا و فاطمة الزهراء و جميلة بوحيرد , لتقدمه مع فنجان القهوة الصباحية , تتنسم عبيرها النفوس الطيبة التي عافت مناظر الدم و الخراب
ياسمينة زرعها شاب سوري , من أحفاد قالع باب خيبر و محرر القدس و صانع التشرينين ,  التصحيح و التحرير
ياسمينة روتها مياه بردى ,  و داعبتها نسمات قاسيون ,  و باركتها أكف الصالحين ,  و سيجتها أرواح الشهداء و الصديقين ,  حتى أصبحت عصية على أيادي الطامعين ,  أصحاب العجل و بول البعير
حروفها من أبجدية رأس شمرا ,  و حبرها من مداد القلوب , و لونها كقلوب العارفين الشاكرين الحامدين , و عروقها أخضر من سندس
رقيقة كعذارى الشام , و معطرة كنسائها  , كريمة كأكف رجالها  , و ندية كصباحاتها  , فتية لا ينالها الهرم , متجددة كشمسها  , محمية بفاتحة القرآن و المتعوذات  , وما في كنائس باب توما و صيدنايا من أيقونات  .
حار بها الأعداء  , و غبطها سرها الأصدقاء, يتساءلون , ما سر صمودها ؟؟  وكيف لا تكسرها العواصف الهوجاء ؟؟؟ و لا ينال منها الغوغاء ؟؟
 فدمشق تعيشها , و لكنك أبدا لن تعرف أسرارها , أقدم مدينة مأهولة في التاريخ باستمرار , تمسح الأسى و تغسل صباحاتها كل يوم و تمضي في عباب التاريخ , تضيف رصيدا جديدا الى صمودها .
مشردوا بابل , و شتات أهل خيبر , جاءوها منتقمين , و لكنهم هذه المرة تخفوا بخدع  براقة , مغلفة بالسكر و بقلبها السم الزعاف , أكل منها الجهلة و عافها الأنقياء , ألبسوها لباس الربيع , و هي لا تمت إلى لفصول بصلة , إنها دسائس نتنياهو و قبح إسرائيل , و فتاوى الحاخامات و جنود إبليس , عرفها من عرفها و جهلها من جهلها , من أكل منها تردى و من تعفف نجا .
عجيب أمرك أيها السوري ,  فكم من الحيل حاولوا بها اقتحام حصونك  , و كم من لبوس حاولوا بها اختراق دفاعاتك  , و لكنك أيها السوري كنت القادر و على الدوام  من فك شيفرة المعتدي و الانقضاض عليه و رده خائبا أو قتيلا .
عجيب أمرك أيها السوري , فعلوا كل شيء لاخافتك , و ما وفروا حبلا من حبال الشيطان الا تعلقوا به  , و لكن رحمانيتك انتصرت عليهم و على مكائدهم .
انتصرت قبلا , و انتصرت اليوم , و غدا لن تكون الا منتصرا , جرعتهم السم الذي طبخوه  , و أذقتهم حر النار التي أعدوها لك .   
ربيعهم المزعوم , دسته بقدميك , لأن لك ربيعا آخر غير الذي عرفوه , ربيعا أنت صانعه  , و جنيا أنت غارسه و حصنا أنت حارسه.
وحصن خيبر , ستدحي  بابه كما أسلافك ,  ماضيا بهمة الأسود لتحقيق أهدافك .
قالها اليوم الدكتور,  بأننا لا نختبى تحت الأرض و سنبقى أسياد الأرض و عقبان السماء , و طرائدنا هي التي ستموت أو تختبىء .
دكتورنا الذي اختص في طب العيون ,  ليكشف الظلمة و يرد الابصار التي عشت , يصحح النظر و يصوب البصر , بمبضعه الماهر  , يزيل العلة و يشفي العليل , و تحت مجهره تبدو الأمور أكثر من واضحة
دكتورنا الحبيب و الطبيب اللبيب ,  الذي حملت حروف اسمه البشرى للعروبة و العرب  , و لقبه الذي حمل الموت المحتم لكل الثعالب الأعراب و صائدي الطرائد الأغراب .
خيراتنا لنا  , و أرضنا و شمسنا لنا  , و عريننا لن يدخله غيرنا .. هذا هو القرار .  



  عدد المشاهدات: 1119

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: