الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

سوريا ..آخر قلاع التحّدي بقلم .. طلال الغوّار
May 20, 2013 05:15

سوريا ..آخر قلاع التحّدي     بقلم .. طلال الغوّار

                                                

لم يعد خافيا على احد أهداف ومرامي هذا التكالب العدواني المحموم على سوريا , الذي يندرج ضمن المخطط ألتدميري الكبير للمنطقة العربية, والذي حشد ت له أميركا والغرب ومن هم في دائرة التبعية لها من أطراف إقليميه وعربيه, كل وسائل الدعم والمساندة بدءا من إرسال ألقتله والمجرمين والمتطرفين الذين يتخذون من الإسلام قناعا إلى سوريا ودعمهم بالمال وكل أدوات الإجرام والقتل مرورا بالحصار المفروض عليها من الغرب والمواقف المشينة والخسيسة التي اتخذتها ألجامعة (العربية) وما رافق كل ذلك من تجيش إعلامي معادي كبير يعتمد على آلية التحريض والكذب والخداع وتشويه الحقائق وتزويرها.
لقد تكشفت أبعاد هذا المخطط ألتدميري الكبير(الصهيو أمريكي) وأصبح واضحا للقاصي والداني والذي هو في حقيقته لا يستهدف سوريا فحسب بل المنطقة العربية برمتها, فقد دأبت أميركا وأتباعها في ألمنطقه, على العمل من اجل أن تستنهض عند العرب ثقافة تكتبها لغة الطوائف والمذاهب والقبائل وتخصص من اجل ذلك أجندات متخصصة وتمررها وكأنها ضرورة حياتيه فيتلقفها أصحاب الرؤى الضيقة والنفعية والمتخلفة وتسوقها وكأنها الطريق إلى الحرية والديمقراطية في حين هي امتهان كبير لكرامة الإنسان العربي وقيمته الإنسانية, من خلال إدخال الهزيمة في الذات العربية .
ولعل احتلال الأمريكي للعراق كان بمثابة الخطوة العملية الأولى لمخططها ألتدميري , حينما قدم نفسه تحت غطاء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الواجهات البراقة التي كان يتخفى خلفها ,فهو لم يكتف بإسقاط النظام بل تعدى ذلك فدمر الدولة العراقية ونسف كل مرتكزاتها ومؤسساتها الرئيسة ليضع العراق في دوامة الفوضى والفراغ الأمني والسياسي والعمل على خلخلة الكيان الوطني العراقي من خلال إشاعة النعرات والفتن الطائفية والمذهبية والاثنية, وإحداث الشروخ العمودية فيه ,ليبقى مشلولا ومعطلا حتى بعد خروجه منه, ومرورا بأحداث ما يسمى (بالربيع العربي) في بعض الأقطار العربية والذي استطاعت أمريكا وأتباعها أن يركبوا موجة الحراك الشعبي ومطالبه المشروعة ويستثمروا تطلعات هذه الشعوب في الحرية والإصلاح ويغيروا بوصلة هذا الحراك بالاتجاه الذي يخدم هذا المخطط ألتدميري , لينتج هذا الربيع المزعوم أوضاعا شاذة وغريبة لها انعكاساتها السلبية على تماسك النسيج الوطني في هذه الأقطار .
ولكي يستكمل هذا المخطط ألتدميري حلقاته وينجز أهدافه الإستراتيجية , لا بد له من تدمير آخر القلاع  العروبة التي تعيق مساره, وهم يدركون جيد أن انهيار هذه القلعة (سوريا), له تداعياته وانعكاساته الإقليمية والعربية بما سينتج عنه من فوضى واقتتال بأبعاده وأشكاله المختلفة وبالتالي سيصلون إلى الهدف النهائي لهذا المخطط وهو (سايكس بيكو ) جديدة لا تقتصر على الجغرافية فقط بل تتعدى ذلك إلى تفتيت الكيانات الوطنية في المنطقة على أسس طائفية ومذهبية واثنيه وعرقية . من هنا كان اعتمادهم على القوى الدينية الأصولية التي لا تستطيع أن تؤسس لأبسط مقومات الدولة بحكم تواجهانهم ورؤاهم الضيقة أو الطائفية, وأن مثل هذه القوى الدينية هي أساسا لا تؤمن بوجود الدولة الوطنية, وتجد في العقيدة الدينية(الطائفية) حالة أرقى من الوطن والانتماء إليها يلغي الانتماء إلى الوطن أيضا وبالتالي هي إلغاء للمواطنة,  ولهذا فهي الأداة التي يمكن الاعتماد عليها بل هي مهيأة لان تكون كذلك في تفتيت الكيانات الوطنية في المنطقة  التي يطمح لها المخطط ألتدميري , ,وما الدعوة للحرية والديمقراطية ليس إلا احد أساليب المخادعة والتضليل , فأميركا والغرب ومن هم في دائرة التبعية لها وخصوصا دول الخليج العربي تخشى من الديمقراطية التي تصنعها الشعوب والقائمة على أسس وطنية سليمة , لان في ذلك استنهاض لقدرات الشعوب وطاقاتها وتعبر عن إرادتها في الحياة الكريمة , وبالتالي تشكل تحديا صارخا لمشاريعهم ومخططاتهم  وتهديدا واضحا لعروش المتخلفين .
غير أن معطيات الواقع تشير إلى أن هذا التحالف الواسع ضد سوريا يواجه اليوم مأزقا صعبا بسبب الصمود الذي يبديه الشعب العربي السوري وجيشه من صلابة وتماسك منذ أكثر من عامين برغم كل ما حشدوا من أدوات ووسائل التدمير والتآمر المختلفة , وما الدعاوى الغريبة والتي في مضمونها (هي أن تكون حرا وديمقراطيا, عليك أن تستبدل انتماءك للوطن بالانتماء إلى الطائفة او المذهب او القبيلة),.. والتي تتحدث بها لغة الأغبياء والعبيد والمأجورين لا يمكن لها أن تجدا مكانا في وعي وضمير الشعب العربي السوري , لذا نجدهم يلجئون إلى أساليب ودعاوى جديدة من اجل الاستمرار في مخططهم هذا وتخريب الكيان الوطني السوري ولعل وما قامت به إسرائيل من هجمات على بعض المواقع المهمة في سوريا لهو دليل على أنهم استنفذوا كل وسائلهم ومخططاتهم في هذه المواجهة , وما رافق ذلك من اتهام باستخدام الأسلحة الكيماوية لكي يكون هذا الاتهام مبررا لمواصلة الضغوط عليها , وهم  في ذلك الاتهام سوف لن يحققوا ما يطمحون إليه لأنه لا يمكن أن يلدغ الشعب العربي في سوريا من الجحر نفسه مرة أخرى.
 
كاتب وشاعر .. العراق
Talal_al_jhaur97@yahoo.com
 



  عدد المشاهدات: 1218

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: