الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

أمريكا - التحالف الدولي للتخلص من أدوات الجريمة / بقلم : يونس أحمد الناصر
November 29, 2014 13:05

أمريكا - التحالف الدولي  للتخلص من أدوات الجريمة / بقلم : يونس أحمد الناصر


في كل جريمة هناك أدوات يستعملها المجرم في تنفيذ جريمته و هذه الأدوات قد تكون مادية كالأسلحة النارية أو الأدوات الجارحة أو سواها من الأدوات التي تزهق الحياة   أو أدوات بشرية كاستخدام قاتل مأجور لتنفيذ الجريمة و هو ما يعرفه جيدا العاملون في مجال القانون و الكشف على الجرائم
أمريكا هذه الإمبراطورية التي قامت على جماجم الهنود الحمر و بنت أمجادها على جماجم الأبرياء في كل أنحاء العالم من فيتنام إلى إفغانستان و العراق و ليس آخرا في الدول التي اجتاحتها موجات العنف المسماة زورا " ربيعا عربيا "
في كل حرب خاضتها أمريكا بالأصالة أو الوكالة كان لها بصمات و أدوات تدل على المجرم الحقيقي , و ككل المجرمين تسعى عقب انتهاء جريمتها إلى طمس معالم الجريمة عبر التخلص من أدواتها و التي يتم اكتشاف بعضها تماما كما يتم اكتشاف بعض أدوات الجريمة التي تقع على الأفراد
ما يعنينا اليوم هو الجريمة التي ارتكبتها أمريكا بحق شعبنا العربي في كل الدول التي طالها العدوان الأمريكي فيما يسمى الربيع العربي و الذي لا زلنا نعيش فصوله الدامية التي غطت كل الفصول
ليس من شك لدى أي عاقل بأن داعش و أخواتها بمختلف مسمياتها هي أدوات أمريكية لتنفيذ الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة و أعني مخطط برنارد لويس لتفتيت المنطقة و تجزئتها على أسس عرقية و طائفية و تحديدا الدول القوية التي تمتلك جيوشا قادرة على تهديد أمن إسرائيل و تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة و ليس مصادفة كونها الأنظمة الجمهورية في حين نجت الأنظمة الملكية التي هي أدوات أيضا بيد أمريكا ستسعى للتخلص منها أيضا و لكن بعد حين أي بعد تجريدها من الثروة النفطية التي تكدست تاريخيا حان الوقت لاستردادها من قبل الأمريكان
أما الأدوات التي يجب التخلص منها على وجه السرعة هي تنظيمات الإسلام السياسي في الوطن العربي و آخر ظهوراتها هو تنظيم داعش
و ليس من شك أيضا لدى أي عاقل بأن كل الدول الغربية بالإضافة إلى أمريكا قد شجعت كل أتباع هذه التيارات على الهجرة من بلدان الاغتراب و الالتحاق بصفوف مقاتلي هذا التنظيم تمهيدا للتخلص منهم
رافق تشجيعهم على الالتحاق بالتنظيم قوانين توالت تباعا في كل هذه الدول تمنع عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلدانهم التي خرجوا منها و بذلك تضمن هذه الدول بأن هؤلاء المجرمين سيقاتلون حتى الموت لأن لا مكان آخر يذهبون إليه حتى لو انتابهم الشعور بالندم في وقت من الأوقات
إذا قام الأمريكيون و الغربيون بتجميع هؤلاء الأغبياء في المناطق المستهدفة يعيثون فسادا تحقيقا للأجندة الأمريكية و هو ما نجحوا فيه جزئيا تلاه اتخاذ أمريكا القرار بالتخلص من أداة جريمتهم في هذه الدول و أعني هؤلاء المرتزقة فكونت ما سمته التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب في خطة محكمة تمولها الدول الخليجية الراعية للإرهاب و هي التي أنجبت هذه الأجيال المجرمة و غذتها بالفكر التكفيري الإرهابي و أطلقتها عند الإشارة من سيدهم الأمريكي   تحت عنوان " إقامة دولة الخلافة " الذي يدغدغ أحلام هؤلاء الجهلاء و قد آن الآوان لتصفيتهم و بالمال الوهابي نفسه الذي رعاهم و شجعهم طوال السنوات الماضية و تمر عملية التصفية بمراحل مدروسة يتم خلالها استنزاف كل احتياطات الدول الخليجية من الأموال النفطية ثمنا لتصفية هؤلاء المرتزقة و قبض ثمن كل طلقة يقوم ها التحالف باستخدامها فيتحقق لأمريكا و حلفائها ضرب عصفورين بحجر واحد و ربما أكثر و اعني تفتيت المجتمعات المستهدفة و التخلص من هؤلاء الإرهابيين الذين يشكلون خطرا على المجتمعات التي أتوا منها و قبض الثمن أضعافا مضاعفة لطلعات الطيران و الصواريخ المستخدمة ناهيك عن تشغيل معامل السلاح في تلك البلدان لتغذية النزاعات التي خلقتها أمريكا و غذتها في عالمنا العربي ما يشكل مخرجا للأزمة الاقتصادية التي تعيشها تلك البلدان كما يعتقد المخططون لهذه الحروب
إذا بدأت عملية التخلص من أداة جريمتهم التي ارتكبتها أمريكا في بلداننا عبر ما سموه التحالف الدولي للإرهاب و هم ليسوا مستعجلين فقد وضعوا لهذه العملية سنوات طويلة لا يخفى على أحد أهدافها و هي إنهاك المجتمعات التي استهدفتها أمريكا و استنزاف البترودولار المتراكم عند الدول الخليجية عبر تمويل الحرب  مستخدمة في ذلك أساليب مكشوفة عبر تمويل و دعم بعض التنظيمات بالسلاح و الرجال و ضرب التنظيمات الأخرى ضربات خجولة لإطالة مدة الحرب و ما يدعونه من التباكي على الإنسان العربي و المهجرين و المشردين ما هو إلا كذبة كبيرة لا تنطلي إلا على الجهلاء من أبناء هذه الأمة
سورية بقوة جيشها و دماء شهدائها و وفاء حلفائها استطاعت تفادي تحقق الأهداف الأمريكية من الحرب و أعني تفتيت سورية خلال سنوات الحرب الطويلة حتى وصل المتآمرون إلى قناعة تتمثل باستحالة تحقيق هذه الأهداف و شكل الصمود السوري العامل الرئيسي في وقف انهيار أحجار الدومينو التي خطط لها الأمريكيون و نشأت صحوة عربية قادت إلى تصحيح المسار في عدد من هذه الدول كمصر و تونس و تلاشي فقاعة الإسلام السياسي شيئا فشيئا و صدور قوانين في أغلب الدول العربية تجرم كل من ينتب إلى هذه التنظيمات بما فيها الدول التي كانت البيئة الخصبة لهم و أعني محميات الخليج
و سورية ستكون أول الدول المعافاة من هذا الداء الخطير الذي فتك بالأمة العربية و ستليها دول أخرى تنال صحتها تدريجيا بالقضاء على هذه التنظيمات و التي تشبه إلى حد كبير الفيروسات الممرضة التي حقن بها الجسد العربي و التي يجب القضاء عليها و تقوية مناعة أجسادنا عن الإصابة بها مرة أخرى      
 
 
 



  عدد المشاهدات: 1665

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: