الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

المضحك المبكي/ الكاتب د. محمد صالح الهرماسي
April 09, 2015 12:38

المضحك المبكي/ الكاتب د. محمد صالح الهرماسي

كل الأخبار / ثوابت عربية

لم يعد ليوم الأرض ذلك الوهج الذي كان لها أيام كانت فلسطين تسكن القلوب والعقول من المحيط إلى الخليج، وكانت قضيتها قضيّة عربية مركزية بالفعل وليس بالقول.

اليوم لم تعدْ فلسطين تعني للعرب ذلك المعنى المقدّس الذي كانت تعنيه، لم تعد تساوي وجودهم ومصيرهم، وما بقي من أرضها الذي التهم الاستيطان والتهويد معظمها، لم يعد يعني للعرب شيئاً.

لا مشكلة اليوم مع كيان الاحتلال الصهيوني، فالعدوّ الذي مازال يحتلّ فلسطين أصبح صديقاً معلناً أو خفيّاً للكثير من الأنظمة العربية، والقوّة المشتركة التي كان ينبغي أن يشكلها العرب لتحارب "إسرائيل" لكنهم فضّلوا أن يستبدلوها بمبادرة السلام العربية التي تنازلت عن 78% من أرض فلسطين التاريخية، يتم اليوم تشكيلها بأمر من السعودية في قمّة شرم الشيخ لتأديب شعب اليمن الذي لم يرتكب ذنباً سوى انّه حاول التحرّر من هيمنة آل سعود، وتطلّع إلى مستقبل حرّ ومزدهر.

ولتصبح عصا كبيرة تستخدمها الرجعية العربية في تأديب الدول العربية الوطنية المتمسكة بسيادتها واستقلالها وبثوابت المقاومة والتصدّي للامبريالية والصهيونية.

وانّه لمن المضحك المبكي ان دولاً حاربت جيوشها ذات يوم "إسرائيل"، وصنعت ملحمة تشرين التحريرية عام 1973 مثل مصر والمغرب، تبيع اليوم جيوشها بحفنة من البترودولار للسعودية لتدمّر اليمن وتقتل شعبه، وأن سلطة تزعم أنها وطنية وتعمل لاستقلال فلسطين، تساعد حرب السعودية على اليمن، مثلها مثل حركة حماس التي تشدقت بالوقوف مع شرعية الرئيس اليمني الهارب.

واضح من السلوك السياسي السعودي في اليمن وقبله في سورية أن المملكة فقدت رشدها، وأنها قد فقدت كل قدرة على التكيّف مع الحقائق الإقليمية والدولية الجديدة، وفي مقدمتها الاتفاق النووي بين إيران والغرب. فاعتقدت ان إشعال الحرائق في المنطقة هو ما سينقذ مصالحها المهددة. وكان الأولى بها أن تدافع عن مصالحها بسلوك سياسي عقلاني ينطلق من تحقيق التضامن العربي الذي يحمي أمن العرب ومصالحهم في مواجهة أي أطماع إقليمية تستهدفهم وتحلّ في إطاره الأزمات التي تعصف ببعض الدول العربية ومنها سوريا واليمن وليبيا وغيرها.

السعودية ارتكبت خطأ استراتيجياً فادحاً، سيدفع العرب جميعاً، وأولهم هي، ثمنه، وستستفيد منه "إسرائيل" في التهام ما بقي من أرض فلسطين.

 



  عدد المشاهدات: 1767

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: